في السبت ١٠ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
القاموس القرآنى
لا نزال في حاجة إلي الاقتراب أكثر من كلمات الله تعالي في القرآن نفهمها ونتدبرها، وهذه محاولة للفهم والتدبر
(هو)
( هو الله الذي لا إله إلا هو)
(1 )
( هو) من ألفاظ القرآن الكريم، وتأتي نادرا في الحديث عن البشر مثل قوله تعالي (مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي) ( 18 : 17) وقوله تعالي يحكي اتهام المشركين لرسولهم: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ) (23/38، 25").
الأغلب أن تأتي كلمة (هو) في الحديث عن رب العزة: ( قل هو الله أحد) ، (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ( 2 / 255 )( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( 59 / 22 ـ )(وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ).( 6 / 98 )
والمشكلة أن كلمة " (هو) تعني الغائب في استعمال البشر، فحين تقول عن فلان (هو ) فالمعنى أنه غائب ، ولقد قسّم النحويون الأسماء الى معرفة ونكرة ، وجعلوا الضمائر أول درجات المعرفة ، وقسموا الضمائر الىرجات ثلاث : ضمير المتكلم مثل ( أنا ) و (نحن ) وهو الأعلى فى درجة التعريف فى الضمائر ، ثم ضمير المخاطب السامع مثل ( أنت ) (أنتم ) ، وهو فى الدرجة الوسطى فى أقسام المعرفة، وفى النهاية ضمير الغيبة مثل هو و هى و هن.. وهى الدرجة الثالثة من المعرفة .
فهل استعمال كلمة (هو ) ينطبق على الله تعالي ؟
بالطبع لا..
فالله تعالي هو الحي القيوم القائم على كل شىء الحاضر الشاهد على كل شىء(اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ( 2 / 255 ) والله تعالى هو الذى يعلم الغيب و الشهادة أى الشهيد ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) (59 / 22 ) وهو الذي لا يغيب: (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ فلنقصن عليهم بعلم وماكنا غائبين) (:7/7") (وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ) ( 23/17.)
( 2 )
وهناك مشكلة أخرى فى موضوع الضمائر.
فمنها ضمير الملكية في الاستعمال اللغوي، فمثلا أنت تقول (كتابي )، و(الياء) في الكلمة تفيد الملكية، ملكيتك للكتاب،
فهل ينطبق ذلك عندما تقول: ( سبحان ربي العظيم ؟)..
بالطبع لا.. لأنك حينئذ تقر وتعترف بأنك ملك لله تعالي، أي يكون المعني بالعكس تماما. وموسي حين قال لقومه: (فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي) (20/86 ) فإن الياء في كلمة "( موعدي )" تفيد الملكية ، ولكنك حين تقول : (لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ) (18 /38)" فإن الياء في كلمة " ربي " تفيد انك أنت ملك لله تعالي.. !!
(3 )
إن كلمة ( هو)" وأخواتها من الضمائر تفجر لنا قضية مهمة هي أن التعامل مع الله تعالي بهذه الضمائر وغيرها يتناقض عنه في التعامل فيما بين البشر..
وحين تأتي كلمة ( هو) في القرآن فإنما يكون ذلك في تأكيد قيومية الله تعالي وتمام تحكمه وعظيم سيطرته ونفاذ علمه إلي كل شيء، أي تأتي كلمة (هو) عن الله تعالى لتثبت عكس مدلولها عند البشر .وتأمل قوله تعالي: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ( 57/1: 4 ).
وفي هذه الآيات الكريمة التي تكررت فيها كلمة ( هو ) نجدها تؤكد اختلافه تعالي عن البشر فهو الأول والآخر والظاهر والباطن، ونجدها تأتي لتأكيد تمام علمه تعالي بكل شيء في السماوات والأرض ، بل انها تأتي في مكان لفظ الجلالة ففي الآية " وهو بكل شيء عليم " وفي الآية التالية و " الله بما تعملون بصير ".. ويكفي أن الله تعالي يقول ( وهو معكم أينما كنتم ) فإذا كان تعالي معنا أينما نكون فكيف يكون غائبا.
وإذن فإن كلمة (هو ) بالنسبة لله تعالي تعني الحضور والشهادة وليس الغياب.. حاش لله تعالي..
وهذه من مظاهر التناقض بين لغة القرآن الكريم و قواعد اللغة العربية التى اخترعها النحويون.
كلمة هو كما درسناها في قواعد النحو ـ هي من ضمائر الغائب ، ولكنها في القرآن الكريم تأت للإشارة لله جل وعلا فلو طبقنا قواعد اللغة العربية سيكون في ذلك إساءة للمولى عز وجل لاعتباره غائب وهذا يستحيل ولا يجوز أنصف المولى عز وجل بالغائب ولذلك فلا يمكن أن يكون معناها في القرآن كما قال علماء النحو أنها ضمير غائب تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك فهو الباقي وكل شيء هالك إلا وجه وكل من عليها فان ، وهنا مفهوم قرآني لم يشر إليه أي من علماء النحو قبل ذلك ، ولذلك يجب عند قراءة القرآن لمحاولة فهمه يجب ان نفهمه بلغته هو ومصطلحاته هو وقواعده هو ، حتى لا نضيع معاني الآيات القرآنية ..
الله جل وعلا خالق هذا الكون بكل ما فيه ، ومنزل هذا القرآن آية آية وأنزله بإعجاز يفوق قدرات جميع البشر ، لذلك لا يمكن للجن والإنس معا أن يأتوا بآية واحدة مثل آيات القرآن الكريم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
ولذلك لا يمكن أن نطبق قواعد النحو والصرف البشرية التي ألفها البشر على كتاب معجز أنزله ربنا جل وعلا فإذا كنا نحن البشر ومعنا الجن لا نستطيع أن نأت بآية واحد من آيات القرآن فهل نستطيع أن نؤلف قواعد تحتكم وتحكم على آيات القرآن ويتم فرضها وتطبيقها عليه .؟ هل هذا منطقي .؟
ليس من المنطق قبول هذا الكلام لأن القواعد التي يمكن أن تحكم وتطبق على القرآن كتاب الله يجب ان تكون بها إعجاز وإبداع وإحكام يفوق القرآن نفسه ، وهذا ما يستحيل علينا نحن البشر فعله ، هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يمكن لمخلوق محدود الإمكانات مثل الإنسان أن يتوصل لقاعدة أو لغة يحكم بها ويطبقها على كتاب خالقه جل وعلا ، ولذلك يجب علينا أن نعترف أن القرآن له لغة خاصة ومصطلحات خاصة جدا قد تتفق أحيانا مع قواعد النحو البشرية وقد تختلف ، ولكن يجب ان نعى عند الاختلاف أن يكون الاتباع والانصياع مع القرآن وقواعده ولغته هو والغلبة تكون للقرآن ولغته هو ولا يجوز لنا ليْ عنق الآيات لتطبيق قواعد اللغة البشرية عليها إرضاء لعالم أو علماء من البشر ..
الأجل
بَغْيًا بَيْنَهُمْ
البغى
المجرمون
الفتنة
العرش
سلطان
مصيبة
وكيل
اليتيــــم
الصـدقــة
المسكين
الثياب
وضع
وهب
فاجر فجور فجّار
حفيظ
أثر ـ آثار
عمى ويعمهون
الهوى
دعوة للتبرع
زواج المسلمة بغير ..: يا دكتور كتبت لك من قبل عن الضجة التى ثارت عن...
النبى والرسول: يجزيك الله خير .. والله أستفد ت كثيرا جدا من...
والله من ورائهم : اختلف طالب جامعي مع دكتور ة على ترجمة كلمة...
السيسى رئيسا: لقد نشرتم حضرتك م مقالا تشكرو ن فيه السيس ي ...
جهاد المناكحة : ما هو نظرك يا دكتور احمد ما هو المبر ر الشرع ى ...
more