ما أروع هذه اللمحات القرآنية فهي ترسم صورة لحياة المصريين القدماء الذين اكتووا بنار الهكسوس برغم من أن الهكسوس كانوا يتعاملون بطيبة وعفوية أو ديمقراطية مع الطبقة العليا أو الحاشية . وهذا كما ورد في المقال في قصة الرؤيا وتفسيرها وأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن التفسير مع كل هذا الاهتمام من الملك بالرؤيا وقلقه الشديد منها ، بل وصفوا الرؤيا بأنها (  أضغاث أحلام ) وصرحوا بأنهم غير قادرين على تفسيرها .

أما عن الطبقة الدنيا فنراهم يتعاملون معهم بقسوة شديدة لدرجة أنهم يحكمون على الخباز المسكين بعد السجن بالصلب حتى الموت  مع أن السجن ليس بالعقاب البسيط وهو ما كان معقابا به يوسف، لأن إمراة العزيز التي هي في مقدمة الطبقة الراقية قد اتهمته وكلامها لا رجعة فيه ،فرأوا أن يسجنوه لبعض الوقت مع شهادة أحد اقاربها بأنها هي المذنبة وفقا لما جاء من محترزات ودلائل على ذلك  ،وطلبه منها أن تستغفر ربها نظرا لأنه يصدق براءة يوسف عليه  السلام

فهل نفهم من تلك القصة أنه لا وجود لطبقة ثالثة في المجتمع المصري القديم في حكم الهكسوس؟ وما كان موجودا فقط هو الطبقة العليا من الحاشية والأغنياء .والطبقة الدنيا من عامة الشعب الكادح كما أن غياب الطبقة الوسطى دليل على الفساد والظلم وندرة العدل إلى أن جاء يوسف وأخذ مقاليد الأمور بناء على طلب الملك نفسه لإحساسه أنه هو من يستطيع التخلص من الأزمة الاقتصادية الطاحنة .

 هذا الجزء من مقال للدكتور منصور منشور على الموقع   ( الكفر السلوكي وملامحه )

(قصة فرعون موسى أبرز مثال للفتنة أو الكفر السلوكى

1 ـ معنى الاكراه فى الدين أوالفتنة جاء فى سياق تعامل فرعون مع بنى اسرائيل فى قصة موسى عليه السلام. ومعلوم ان فرعون هذا تطرف فى كفره العقيدى الى درجة إعلان الألوهية ، كما تطرف فى كفره السلوكى الى درجة قتل وتعذيب بنى اسرائيل ، وغيرهمم ممن يخرج عن طاعته ، كما فعل بالسحرة حين آمنوا.

وشأن كل طاغية كافر بسلوكه العدوانى فان فرعون منح نفسه حق التفتيش عن عقائد الناس ، ولذلك فقد حكم بصلب السحرة لأنهم آمنوا برسالة موسى قبل أن يأخذوا الإذن من (الفرعون ) واعتبر ذلك تآمرا على عرشه وسلطانه الذى يجب ان يصل الى خطرات النفوس :(قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ ؟) (الاعراف 123 ـ ).

2 ـ وبسبب هذا الاضطهاد تفرق معظم بنى اسرائيل عن موسى وهارون رعبا من الفرعون ، يقول جل وعلا: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ) هنا تأتى ( الفتنة ) بمعنى الاضطهاد والاكراه فى الدين فى قوله تعالى (عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ) .)

فماذا عن الإكراه في الدين في عهد الهكسوس هل أرغم  الملك الهكسوسي أحد على ترك دينه أم قال لهم مثلما قال فرعون للمصريين  : (أنا ربكم الأعلى ) ( ما علمت لكم من إله غيري ) ؟

لقد أثارت الأستاذة /إيناث عثمان سؤال عن غياب الطبقة الوسطى، وحسب فهمي المتواضع أن غياب الطبقة الوسطى من أي مجتمع أن هناك ظلم بيّن واقع فالطبقة العليا ( طبقة الحكام ) تستبد بالطبقة الدنيا ( طبقة المحكومين) وهذا يعني الظلم والجور وغياب العدل،والذي نفهمه أن بداية اختفاء الطبقة الوسطى كان من عصر الملك ،أيام يوسف عليه السلام ،واستمر إلى يومنا هذا مع زيادة مطردة وهذا ما أصبح واضحاً في مجتمعاتنا العربية ، وفي مصر على وجه التحديد .

لا أستطيع الإجابة على عموم الإكراه في الدين في عهد الهكسوس والذي عاصر يوسف عليه السلام ، فلم أذكر أن القرآن قد حكى لنا عن هذا الإكراه كما حكى لنا عمه في أيام موسى عليه السلام والفرعون الذي ادعى الألوهية كما ورد في التعليق السابق  ولعل ذلك هو السبب أنه احتكر الألوهية لنفسه وشاط غضبا من موسى لأنه قال بوجود إله آخر غيره، وحاول أن يأخذ  مجموعة من رعاياه بني إسرائيل،  لكن ملك الهكسوس لم يدعي الألوهية ولم يرصد لنا القرآن هذا الادعاء بل نراه  يرصد لنا صفات ليست سيئة في مجملها مثل الشورى وإن كانت خاصة بحاشيته كما أنه لا يخلو من فراسة صادقة ومعرفة بأقدار الرجال  لكن فرعون لم يمنعه علمه بأن نهايته ستأتي على يد أحد أبناء بني إسرائيل كما كان شائعا أن يتخذ لنفسه طريقا للرجعة بأن لا يعادي موسى وقومه كما فعل ملك الهكسوس مع يوسف وأهله ونصره في قضيته وأصبح يباشر التحقيقات بنفسه . هذا بحسب علمي والله أعلم

الدكتور أحمد صبحي يقول : وبنو إسرائيل لا علاقة لهم ـ من حيث الأصل العرقى ـ باليهود البيض في دولة إسرائيل اليوم الذين يمثلون في الحقيقة سلالة قبائل الخرز التي اعتنقت اليهودية في العصور الوسطي ثم هاجرت لأوربا ثم كونوا في العصر الحديث عماد دولة إسرائيل الراهنة .                    

أين هم بني إسرائيل بمعنى هل تم ذوبانهم وصهرهم في قبائل معينة  مثلا في منطقة في شبه الجزيرة أو مكان آخر نريد أن نعرف شيئا عنهم ولك جزيل الشكر .

كلا من الخباز والساقي رأى رؤيا مستوحاة من مهنته الأصلية فهل هذه قاعدة في تفسير الرؤيا  لا تخرج عنها ؟  لكننا في رؤية الملك نراها غير مستوحاة من حياته لآنه لم يكن يعمل في زراعة الأرض وما يخص السنبلات فجاءت الرؤيا غير مستوحاة من حياته على ما أظن فما تفسيرك لذلك جزاكم الله خيرا

أستاذنا الفاضل

تناولك لقصة " يوسف " وأهله قد فتحت الكثير من التساؤلات منها ماهي الأرض التي طلب يوسف من عزيز مصر أن يجعله عليها وماذا عن الذين آمنوا مع موسى من آل فرعون وخرجوا هرباً من بطش فرعون وجنوده كالرجل الذي كان يكتم إيمانه من آل فرعون

وهل كانت رسالة نبي الله يوسف  لقوم فرعون بحيث لم يؤمنوا بها ولما هلك قالوا " لن يبعث الله بعده رسولاً "

ومن هم " بني إسرائيل " وما علاقتهم بمن حملهم نوح معه في السفينة ؟ والذي جاء ذكرهم بسورة الإسراء ،نتمنى يا سيدي الإجابة لتعم الفائدة وشكراً