"هو أول عمل إرهابي من نوعه يستهدف منشآت أجنبية وسفارات وبعثات دبلوماسية منذ انطلاق ثورة 30 يونيو 2013".. هذه كانت كلمات مصدر أمني مصري حول حادث التفجير قرب القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة اليوم السبت.

وقال هذا المصدر لـ"العربية.نت" إن الحادث استهدف القنصلية المهجورة في منطقة وسط العاصمة لاستهداف العلاقات المصرية-الإيطالية التي تشهد أزهى عصور تطورها، خاصة أن إيطاليا لديها استثمارات كبيرة في مصر عقب ثورة 30 يونيو، إضافة إلى أنها إحدى المدعوات على مستوى القيادة السياسية للمشاركة في حفل الافتتاح الضخم لقناة السويس الجديدة.

وأضاف أن الانفجار يعتبر تطورا نوعيا في العمليات الإرهابية التي اتجهت إلى استهداف المصالح الأجنبية في مصر، في محاولة لتوصيل رسالة لأوروبا مفادها "أن عليكم الابتعاد عن مصر وعدم الاستثمار فيها"، كما أن الحادث محاولة للتقليل من أهمية الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة، حسب المصدر نفسه.

وعن مجهود الأمن للتصدي لهذه الأحداث، أكد المصدر أن الداخلية لا تألو جهدا للتصدي للعمليات الإرهابية، وقد قامت خلال الفترة الماضية بتوجيه مجموعة من الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية، ولن تتوقف عن دحر الإرهاب وعناصره.

وذكّر بأن وزير الداخلية، مجدي عبدالغفار، تفقد موقع الحادث، وأمر بتشكيل فريق بحث من الأجهزة الأمنية المختصة للوقوف على أسبابه وملابساته، مؤكدا أن هذا الحادث لن يثني رجال الشرطة عن مواصلة جهودهم وتضحياتهم لتحقيق أمن الوطن.

ومن جهته، حلل الخبير الأمني خالد عكاشة، لـ"العربية.نت"، سبب الحادث وأهدافه، قائلاً إن "الحادث نوعي، ويؤكد أننا أمام تنظيم إرهابي جديد ربما يكون منشقا عن أنصار بيت المقدس أو بعيدا عنه، لكنه ليس أنصار بيت المقدس وليس لعناصر جماعة الإخوان، فهو تنظيم ارتكب في الآونة الأخيرة عدة عمليات بتخطيط وتفاصيل جديدة، بل واستهدف شخصيات ومؤسسات جديدة، كالنائب العام، ومعبد الكرنك، والآن القنصلية الإيطالية".

واعتبر أن "هدفه إذن هو إظهار فقدان الأمن في مصر، وزعزعة الثقة في الأجهزة الأمنية باستهداف شخصيات مهمة ومؤسسات لها صدى في الخارج وإظهار النظام في مصر بالعاجز".

وتابع عكاشة: "نحن أمام لاعب جديد نزل الساحة ويتحرك باقتدار وخطورة حتى الآن، لديه كفاءة اختيار الأهداف والتنفيذ بالجرأة التي تستند إلى التأهيل المحترف، فهو من الواضح أنه تنظيم يفهم في الاستراتيجيات، ويرهق بشدة أي جهاز أمني"، مضيفاً أن لهذا "اللاعب" هدفا سياسيا مهما، "حيث يريد أن يقطع الطريق على أي تعاون مصري أوروبي متوقع وواعد سياسيا واقتصاديا، ويراهن على تشتيت انتباه الجهاز الأمني ليستطيع النفاذ من الثغرات وتعطيل وسرقة زخم افتتاح القناه الجديدة".

وأضاف الخبير الأمني أن "الأمن الآن في مواجهة تنظيم إرهابي جديد وخطير، خاصة أن نجاحات الأمن في مواجهة الإخوان وإرهاب سيناء ربما دفعت هذا التنظيم لسرقتها والتقليل منها، بل وإخفائها تماما بعمليات نوعية يقوم بها"، مشدداً على أن "تفجير اليوم وإن كان استهدف القنصلية الإيطالية إلا أنه استهدف منطقة قلب القاهرة، لذلك لابد أن تكون المواجهة غير تقليدية، والعمل على فرض أنماط دفاعية جديدة من جانب أجهزة الأمن حتى يصعب الطريق أمام التنظيم الإرهابي منذ الآن وحتى الإيقاع به".

إلى ذلك، تلقى الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالي تضامن بلاده مع مصر في مثل تلك اللحظات، مشدداً على أن بلاده عازمة على مكافحة الإرهاب من أجل دحره والقضاء عليه.

وقال الرئيس السيسي إن مثل هذه الأحداث الإرهابية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب والحفاظ على مقدرات الشعوب، لافتا إلى أن مصر تولي العناية الواجبة لكافة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية المتواجدة على أراضيها.