_2014124162943.jpg)
كتبت- هدى الشيمي:
شبهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ما يحدث في مصر حاليا، والشعبية التي يحصل عليها وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي بمسرحية "وحيد القرن في المدينة" للكاتب يوجين يونيسكو والتي نشرها عام 1959.
وتروي المسرحية أن هناك فيروس أو ميكروب أصاب الناس في إحدى المدن ذلك الوقت مما يجعلهم يتحولون إلى حيوان وحيد القرن، وكانت الفكرة الرئيسية للمسرحية هي انتقاد انتشار رأي أو فكرة معينة بطريقة هيستيرية داخل المجتمعات.
ورأت الصحيفة أن هذا التشابه يرجع إلى حالة الهيستيريا الجماعية التي أصابت المصريين وعشقهم وولعهم بالسيسي، فترى صوره على نوافذ المقاهي والمحلات، كما تتواجد صوره على الحلويات والشكولاتة، بالإضافة إلى تشغيل أغاني "تسلم الأيادي" في الأفراح وأعياد الميلاد والحفلات المختلفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهوس بالسيسي أصبح كالفيروس أو الوباء الذي يصيب المصريين بسرعة فائقة وكأنه حالة عدوى، وانتقل للشباب المتمرد الذي شارك في ثورة يناير وملأ الميادين قبل ثلاث سنوات، وظهر ذلك في ربط مجموعة من الاطفال للأحذية العسكرية على رؤوسهم أمام المحكمة أثناء محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي منذ مدة.
وتقول الصحيفة أنه بالتوازي مع الحملات الشرسة على جماعة الاخوان المسلمين والشباب الثوار والمعترضين على ما يحدث حاليا، وصل عشق المصريين لسيسي إلى حد العبادة والجنون، وظهر ذلك أثناء الاستفتاء على تعديل المواد الدستوري الشهر الماضي والذي أكد فيه المقترعين أن يصوتون لسيسي لا للدستور وأخذوا يتبادلون التهنئة والزغاريد والحلويات.
ولفتت الصحيفة إلى أن المصريين الذين كانوا يشبهون أفراد جماعة الإخوان المسلمين بالأغنام والخرفان تحولوا جميعا إلى وحيد القرن مثلما حدث في المسرحية، وانتقلت العدوى أيضا إلى الليبراليين واليسارين المصريين الذين وصفتهم الصحيفة بأنهم فقدوا حس المقاومة وبأنهم لا يستطيعوا القيام بشيء، واستسلموا لإرادة المركز العسكري بعد محاربته لأكثر من عامين ونصف.
