البرزخ بين الموتى ومن يُقتل فى سبيل الله جل وعلا

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-07-25


 البرزخ بين الموتى ومن يُقتل فى سبيل الله جل وعلا

 مقدمة :

1 ـ فى شهر مايو 1985 كانت محاكمتى داخل جامعة الأزهر بسبب كتبى الخمسة ، وأهمها كتاب ( الأنبياء فى القرآن الكريم : دراسة تحليلية ) . وكان الذى يتولى محاكمتى عميد كلية أصول الدين بأسيوط وقتها وهو : د محمد سيد طنطاوى. كنت قد كتبت فى ( كتاب الأنبياء فى القرآن الكريم ) أن " جسد النبى فنى وانتهى ولا عبرة بالزيف القائل بأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، فكيف للارض أن تعلم بالصالح أم الطالح ". وجدها المحقق فرصة لكى يتهمنى بأننى أفضّل ( الشهداء ) فى رأيه على النبى محمد لأنهم أحياء عتد ربهم يرزقون . قلت إن الله جل وعلا هو الذى نهانا عن أن نقول على من يُقتل فى سبيل الله أنهم أموات ، وهو الذى قال إن النبى (ميت ) ، ولا بد أن أطيع ما جاء فى القرآن .

2 ـ وقلنا فيما بعد فى ( كتاب الموت ) : ( في بداية الدعوة في مكة والنبي في صراع مع كفار قريش قال تعالى للنبي:( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) الزمر). ولنتأمل في الآيتين : حين نزل قوله تعالى للنبي " إنك ميت " كان في بداية الأربعينات .. ولا يزال أمامه عمر طويل قضاه بين مكة والمدينة ، ومع ذلك جاءت الصيغة بالجملة الاسمية "إنك ميت " ولم تقل له مثلاً " إنك ستموت " والجملة الاسمية تفيد الثبوت أي أن الموت ثابت في حقك مهما عشت من عمر . ثم تقول " وإنهم ميتون " وتقصد أن أعداءك المشركين ميتون أيضاً . وهذا ما نفهمه من الآية التالية : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) الزمر). ولن يختصم مع النبي يوم القيامة إلا أعداؤه ، أبو جهل ، عقبة بن معيط ، أمية بن خلف ، أبو لهب .. الخ . والنظرة السريعة لقوله تعالى :( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) الزمر) تفيد المساواة بين النبي وأعدائه في استحقاق الموت ، والتأكيد هنا بأن واسمية الجملة حسب المفهوم من فصاحة اللغة العربية ، أي لاشك في أنك ستموت وفى أنهم سيموتون . والنظرة المتعمقة في قوله تعالى  :( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ  )  تجعل التأكيد لموت النبي يزيد عن نظائرها في تأكيد موت المشركين من أعدائه ، فالآية بدأت بالنبي وخاطبت النبي مباشرة فقالت " إنك ميت " ثم ثنت بالمشركين وتحدثت عنهم بضمير الغيبة وليس بضمير المخاطب ، وضمير المخاطب أعرف من ضمير الغائب .  والتركيب القرآني غاية في الدقة والفصاحة ولم يأت عبثاً ـ سبحان الله عن العبث ـ وإنما جاء ذلك التركيب اللغوي ليرد على دعاوى علم الله أنها ستظهر بعد القرآن تشيع أن النبي حي في قبره فأراد الله تعالى أن يكون كتابه حجة عليهم إلى يوم القيامة . لن يدعى أحد أن أبا جهل حيُّ في قبره .. وإنما يدعى الكثيرون أن النبي   حيُّ في قبره .. لذا كان لابد من زيادة جرعة التأكيدات في استحقاقه الموت  له عليه السلام أكثر من التأكيد على موت أعدائه الذين لا خلاف على استحقاقهم الموت ، وقد ذكرت الآية موتهم لتزيد من يقين المؤمن بأن محمداً (ص) ميت لا محالة وأن موته سيكون طبيعياً شأن كل إنسان . وعطاء هذه الآية " إنك ميت وإنهم ميتون "  لم ينفذ بعد .. إن الآية ببساطة أخبرت النبي والمؤمنين معه في مكة أنه لن يقتل في سبيل الله ولكن سيموت على فراشه موته طبيعية لأن القرآن ينهى أن نقول على من قتل في سبيل الله بأنه ميت:( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154)البقرة)، بل ينهانا ربنا جلا وعلا أن نحسبهم ضمن الأموات فيقول بلهجة التأكيد الشديد:( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ). المقتول في سبيل الله ـ فقط ـ هو الذي يستحق الحياة عند الله وإذا وصفناه بأنه ميت فقد عصينا أمر الله في القرآن .. ولكن في نفس الوقت فالقرآن يخبر النبي بأنه ميت . وعلينا أن نؤمن بذلك وإلا فقد كذبنا آيات الله ..).

3 ـ ماذا عن البرزخ بين الموتى ومن يُقتل فى سبيل الله جل وعلا  ؟.  

أولا : البعث للموتى وليس للمقتول فى سبيل الله جل وعلا

1 ـ قلنا إن هناك سبع أرضين ، أرضنا المادية يتخللها بالترتيب ست أرضين أخرى ، مستويات أخرى أو برازخ ، ثم بالترتيب أيضا هناك سبع سماوات يتخللن السبع أرضين. نفس الحيّز ولكن بأبعاد وأعماق متوالية ، يتخلل الأعلى ما هو دونه من السماء السابعة وما يليها حتى الأسفل وهو هذه الأرض والكون المادى من نجوم ومجرات.

2 ـ فى برازخ الأرض توجد الجن والشياطين والملائكة الموكلة بالانسان ، مثل ملائكة تسجيل العمال وملائكة الموت. وهى تتحرك فى عوالمها بسرعات لا ندركها. والنفس البشرية تنتمى الى البرزخ ، تعود اليه مؤقتا بالنوم ، وتعود اليه نهائيا بالموت حيث تترك جسدها المادى يتحلل ويبلى فى الأرض المادية .

3 ـ وعند الموت يرى الانسان ملائكة الموت البرزخية ، وإذا رآهم فلا رجوع الى هذه الحياة، إن كان عاصيا صرخ فى الملائكة راجيا أن يرجعوه ، وإستغاث بربه جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ). هذا العاصى تموت نفسه فى البرزخ شأن كل الموتى ، وعند قيام الساعة يصحو يظم أنه مات أو نام من ساعة أو لبث يوما أو بعض يوم قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ). يعلم المؤمنون أولو العلم الحقيقة ولا يعلمها المجرمون . قال جل وعلا عنهم (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات ).

4 ـ بهذا يكون البعث للموتى فقط . قال جل وعلا : ( وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) الانعام )(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) المؤمنون )، وعن (يحيى  ) قال جل وعلا :( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً (15) مريم ) ، ونطق عيسى فى المهد فقال : ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) مريم ). هما ماتا وسيبعثان . وهو نفس الحال مع ( محمد ) عليه السلام الذى خاطبه ربه جل وعلا وهو حىّ مؤكدا أنه (ميّت ). بالتالى سيكون من المبعوثين. ستمر على الجميع فترة الموت فى البرزخ بلا أى إحساس ، ثم يبعثهم الله فكأنما ناموا أو ماتوا من ساعة أو يوما أو بعض يوم ، شأن البشر حين يستيقظون من النوم.

5 ـ يختلف الحال مع المقتول فى سبيل الله جل وعلا. فهو فى برزخ لا يموت فيه ، بل يعيش متنعما ، ويظل هكذا فى  برزخه الأرضى الذى يتخللنا يرانا ولا نراه ، يشعر بنا ولا نشعر به الى أن تقوم الساعة فينتقل من حياته فى هذه الدنيا الى اليوم الآخر ، بلا بعث من موت ـ لأنه لم يكن ميتا .  

ثانيا : البرزخ الدنيوى وقيام الساعة

1 ـ قال جل وعلا : (  يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم ). يتم تدمير الأرضين السبع والسماوات السبع ويتم خلق بديل لها وخالد يصلح لمجىء الواحد القهار.  

2 ـ فى تدمير الأرض وبرازخها الست تتخلى عن ما فيها نفوس ميته ، تُلقيها الى العالم الآخر ، يوم البعث ، هذا يعنى أن يحق عليها قول الرحمن ، يقول جل وعلا :  ( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) الانشقاق ) فقد جاء يوم الحساب ، قال جل وعلا فى الاية التالية :( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) الانشقاق ).

3 ـ ويقول جل وعلا : (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه ). خلقنا الله جسدا من هذه الأرض المادية ونفخ فينا نفسا من عالم البرزخ. بالموت يعود الجسد المادى الى الأرض المادية وتعود النفس الى أرضها البرزخية ، ثم يكون البعث من هذه الأرض البرزخية ، حيث تأتى كل نفس تحمل جسدا آخر ترتديه هو عملها ، وبه يكون حسابها ، ونعيمها أو عذابها.  ويقول جل وعلا : ( قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) عبس ).

ثالثا: هناك قبران لكل ميّت : قبر مادى وقبر برزخى

1 ـ وعليه فهناك للميت قبران قبران : قبر فى هذه الأرض يتحلل فيها جسده المادى ، ويفنى مع فناء هذه الأرض المادية ، وهناك لهذا الميت قبر برزخى ، منه تصحو نفسه ويتم بعثها فى اليوم الآخر.

2 ـ غير الانسان من الأحياء فى هذه الأرض المادية تموت ، ويتم بعثها ثم حشرها ، وينتهى أمرها بالحشر ، إذ لا تكليف عليها ولا ينتظرها حساب ولا جنة ولا نار. قال جل وعلا : ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) التكوير )( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الانعام ). بالتالى فهذه المخلوقات تموت فتدخل البرزخ ، ثم منه الى البعث ثم الحشر .

3 ـ أى إن هذه الأحياء تترك جسدها  المادى بالموت فى الأرض وتنتقل كينونتها الى البرزخ . أى لها كالبشر جسد مادى ، وكينونة فى البرزخ. أى لها قبران ، قبر مادى يتحلل فيها جسدها ، وقبر برزخى.

4 ـ أهمية هذا فيمن تأكله الوحوش من ابناء البشر . لنفرض أن وحشا إلتهم بشرا وهضم جسده . تحول بطن الوحش الى قبر لجسد هذا الانسان الضحية . فى البعث سيكون هذا الوحش قبرا برزخيا لهذه الضحية البشرية . قال جل وعلا عن النبى يونس : ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) الصافات ). لو لم يكن يونس من المسبحين لمات فى بطن الحوت. وسيظل فيه الى يوم البعث . أى مع كينونة الحوت البرزخية.

رابعا : عن القبر البرزخى يقول جل وعلا :

  1 :  ( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) الانفطار ). تدمير العالم بمجراته وحيث ينسف رب العزة الجبال نسفا لا ذكر للقبور المادية . أى إن الحديث هنا عن القبور البرزخية حيث الأنفس ، لذا قال جل وعلا بعدها :  (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) الانفطار ).  

  2 : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) الحج ) . إحياء الموتى ، أى إحياء الأنفس فى برزخها ، أو بعثها من البرزخ الذى إنتقلت اليه. ليس الكلام هنا عن القبور المادية فى هذه الدنيا.

  3 : ( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) العاديات ). هنا بعثرة القبور البرزخية ، ويتم تحصيل ما فى الأنفس من عمل وإعتقاد . وهذا يوم تُبلى السرائر ، يوم الرجوع للواحد القهار : (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ (10) الطارق )

  4 : ( مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) يس ). الصيحة الأولى فى الاية ( 49 ) عن تدمير العالم . الصيحة التالية ( نفخ الصور ) فى الآية ( 51 ) كناية عن البعث ، حيث يخرجون من القبور البرزخية ( الأجداث ) ينسلون منها ، ثم الصيحة التالية فى الآية ( 53 ) عن الحشر.

  5 : ( يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر ) . تخرج الأنفس من البرزخ تطير كالجراد أسرابا منتشرة، تخرج لا تستطيع عصيان الأوامر .

  6 : ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) المعارج ). هذا عن الكافرين . كانوا فى الدنيا يأتون أفواجا الى قبورهم المقدسة ، سيكون هذا حالهم وهم رغم أنوفهم يخرجون من قبورهم البرزخية فى ذلّة .

  7 : ( الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) القارعة ). تخرج النفس من قبورها البرزخية تطير كالفراش المنتشر المبثوث.

  8 : ( إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) الزلزلة ). يبدأ تدمير هذه الأرض وبرازخها بزلزال هائل ، قبيل تدميرها تقوم بتسليم ( عُهدتها ) أو ( أثقالها ) ، وهذا بوحى الرحمن لها ، تنتهى وتتحول الى خبر . وفى يوم البعث يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم.

أخيرا: الى متى تتخذون القرآن مهجورا أيها المحمديون ؟ !!

اجمالي القراءات 8096

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (16)
1   تعليق بواسطة   صادق على     في   الخميس ٢٦ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89002]



إن جامعة دکتر احمد ( أعني هذا الموقع )  تعتبر أفضل الجامعات العالمية التي نتعلم منها مطالب هامة و لايخفي  أولها و أهمها هي کيفية التدبر في آيات القرآن . بارک الله فيک يا دکتر إن تدبرک جميل جدا .



2   تعليق بواسطة   صادق على     في   الخميس ٢٦ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89003]



عفوا قلت : " المقتول في سبيل الله ـ فقط ـ هو الذي يستحق الحياة عند الله و إذا وصفناه بأنه ميت فقد عصينا أمر الله في القرآن " نعم هذا هو الحق و لاريب فيه، فلدي سوال يا استاذنا العزيز. كيف أعرف أن شخصا هو مقتول في سبيل الله حتي أقول له إنه حي عند ربه يرزق  أم لا، بل إنه  ميت و سوف يُبعث حيا ؟ لأنني لست عالما بأحوال الناس، هو أعلم بمن إتقي.



3   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الخميس ٢٦ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89004]

عالم آخر عالم يسكنه الذين يقتلون في سبيل الله جل و علا .


( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) :



هم أحياء عند ربهم يرزقون : حياة طويلة حتى يوم القيامة يرزقون فيها و هم فرحين بفضل الله عز و جل و لديهم العاطفة التي حملوها معهم قبل قتلهم حيث يستيشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم و هم مؤمنون لهم الأجر الذي به يتنعمون إلى قيام ساعة .



( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) هم أحياء عند ربهم و لكن الأحياء في هذه الأرض لا يشعرون بهم .



عالم آخر .. عالم فيه الرزق و الفرحة بما آتاهم الله من فضله .. هذه الفئة الرائعة من البشر باعت الدنيا و أشترت الآخرة فحصدت النجاح الأبدي الخالد و السعادة الأبدية .. جعلنا الله جل و علا منهم .



4   تعليق بواسطة   المهدى زين العابدين     في   الخميس ٢٦ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89005]

استفسار بخصوص جسد الانبباء والشهداء في قبورهم


 تعقيبا على قول الدكتور صبحي منصور حيث قال:(كنت قد كتبت فى ( كتاب الأنبياء فى القرآن الكريم ) أن " جسد النبى فنى وانتهى ولا عبرة بالزيف القائل بأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، فكيف للارض أن تعلم بالصالح أم الطالح )..ولكن يا دكتور كيف نفسر ما روي  مؤخرا من أخبار أنه تم إخراج جسد  الشهيد حمزه لتحويله الى قبر ءاخر فإذا به الجسد كما هو لم يتغير..أرجو من فضيلة الدكتور ان يعطينا تفسيرا لهذا..وشكرا



5   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89007]

و الذي أماته - جل و علا - 100 عام ثم بعثه .


نفس تسآؤل الأستاذ المهدي زين العابدين عن يقول الله جل و علا : ( او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شيء قدير ) .



هي أسئلة مشروعة و لا تؤكد بقاء الجسد على حالة داخل الأرض عطفا على مكانته فهذا الجسد من تراب و إلى التراب يعود و تأكله الدود و يتعفن إذا لم يحفظ .. العبرة هي تقديس الله جل و علا وحده و كل البشر مخلوقون من طين و بالموت تنتهي حياتهم و يوم البعث يبعثهم الله جل و علا من القبور . الموت حقيقة هائلة لو تمعن فيها الإنسان لعرف الحي الذي لا يموت .



6   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89008]

النوم والموت


لدي بعض التساؤلات عما جاء في المقال. لكن قبل هذا يسعدي أن تفتقدوني عندما اتغيب عن الموقع. أنا ربما اتغيب عن التعليق لقلة الوقت أو لعدم وجود مايستلزم ذلك، لكني متواجد معكم في القراءة

"والنفس البشرية تنتمى الى البرزخ ، تعود اليه مؤقتا بالنوم ، وتعود اليه نهائيا بالموت حيث تترك جسدها المادى يتحلل ويبلى فى الأرض المادية" ثم " وعند الموت يرى الانسان ملائكة الموت البرزخية"

إذا كان النوم موت مؤقت، فلماذا لا يرى الانسان (العادي وليس النبي) الملائكة أثناء النوم؟

"يختلف الحال مع المقتول فى سبيل الله جل وعلا. فهو فى برزخ لا يموت فيه ، بل يعيش متنعما ، ويظل هكذا فى برزخه الأرضى الذى يتخللنا يرانا ولا نراه ، يشعر بنا ولا نشعر به الى أن تقوم الساعة فينتقل من حياته فى هذه الدنيا الى اليوم الآخر ، بلا بعث من موت ـ لأنه لم يكن ميتا "

ماذا إذا عن الآيات 15 و 16 من سورة المؤمنين: ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ﴿١٥﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴿١٦﴾ والكلام هنا عن الانسان بصورة عامة، فالآية 12 من نفس السورة توضح ذلك: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾. أفهم من هذه الآيات، أن كل انسان وبغض النظر عن مزاياه سيموت. ربما هناك موت حتمي عند مجيء الساعة لكل من بقي حيا.

 



7   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89012]

شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا


1 ـ الله وحده جل وعلا هو الذى يعلم سريرة الانسان ، وهو الذى يعلم من يُقتل فى سبيله مخلصا له جل وعلا الدين. .

2 ـ بعض الأجساد فى البيئة القطبية تظل محفوظة ، وبعضها يظل كحالته لظروف خاصة. والعادة أن الجسد الميت يتحلل ويتبقى منه العظام وتراب. وفى كل الأحوال أصبح الجسد جزءا من الأرض ، سواء أصبح ترابا أم بقي جسدا ميتا. 

3 ـ  الله جل وعلا يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت ففى نومها. هنا الكلام عن الوفاة ، للميت وللنائم. الوفاة تعنى توفية العمل يوميا بالنوم ونهائيا بالموت. الفارق بين النوم والموت أن النفس تعود من البرزخ الى جسدها باليقظة. أما فى الموت فهى ترى ملائكة الموت وبالتالى لا تعود نهائيا الى جسدهأ. فى النوم تظل هناك صلة بينها وبين جسدها، تنقطع بالموت. 

3 ـ القاعدة هى الموت . الاستثناء هو من تنتهى حياته قتلا ، وقوم فرعون وقوم نوح . هم أحياء فى البرزخ ، المقتول فى سبيل الله يعيش متنعما ، بينما فرعون وقومه وقوم نوح فى برزخ للعذاب. 

8   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89014]

نعم هناك موت حتمى يوم القيامة


يقول الله تعالى فى سورة الزمر:



وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿٦٨﴾ 



الآية الكريمة تفيد تواجد أحياء فى السماوات مثلما فى الأرض سيتوفاهم الله يوم القيامة ,فربما كان الذين قتلوا فى سبيل الله من بينهم.



9   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89017]

الذين يُقتلون فى سبيل الله والهلاك للمخلوقات .


اكرمك الله استاذنا الدكتور - منصور وبارك فيك وفى علمك وجزاك خيرا على نضالك وابحاثك فى إصلاح المسلمين بالقرءان إيمانا وعملا .. وشكرا لكل الأساتذة الكرام الذين يتفاعلون مع الأبحاث والإجتهادات الجديدة والتى تُثرى الموضوعات ونتعلم منها كذلك ...



أعتقد أن الذين يُقتلون فى سبيل الله ( ونسأل الله أن نكون منهم ) يُنعّمون فى برزخهم إلى يوم القيامة ثم يحق عليهم وعلى الكون كُله يوم القيامة  قول الله تعالى  (( ولا تدع مع الله الها اخر لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون )) فيدخلون مع الملائكة وكل من لم يمت من قبل فى الموت اللحظى بعد قيام الساعة  (والله أعلم بُمدته الزمنية ) ثم سيُبعثون بعد ذلك ككل المخلوقات للحشر ثم الحساب ومن بعده الجنة  أو النار ....... وهذا ينطبق ايضا على قوم (نوح وفرعون ) ......والله أعلم 



10   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89018]

شكرا د مصطفى حماد ، وجزاك رب العزة جل وعلا خيرا.


وبعون الرحمن جل وعلا سأكتب مقالا آخر عن البرزخ لاستكمال الموضوع. 

11   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89020]

شكرا د عثمان ، واكرمك الله جل وعلا وأقول:


هناك أوامر ونواهى لنا ، منها أن لا نقول عمّن يقتل فى سبيل الله أنهم موتى ، بل هم أحياء . وعلينا أن نلتزم بالطاعة.

الله جل وعلا يقول ما يشاء . وعلينا أن نؤمن بما قاله فى كتابه العزيز، ونتدبره ، وقد يكون تدبرنا صحيحا وقد يكون خاطئا.  

فى تصورى ـ والله جل وعلا أعلم ـ أن قوله جل وعلا ( كل شىء هالك إلا وجهه ) يعنى أنه الأول والآخر ، الذى لا قبل له ولا بعد بعده ، يعنى أنه خالق الزمن ، الماضى والحاضر والمستقبل. اليوم الآخر هو ( يوم ) أى زمن ، ولكنه موصوف بالخلود والأبدية . ولا يمكننا تصور هذا الزمن الخالد الأبدى. بالتالى لا يمكننا تصور الخالق جل وعلا الذى لا قبل له ولا بعد ، وهو الباقى حتى بعد اليوم الآخر ، وبهذا فكل شىء هالك إلا وجهه . جل وعلا. 

12   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89022]

شكرا أستاذنا


شكرا أستاذنا وأنا على أحر من الجمر فى انتظار المقال المرتقب



13   تعليق بواسطة   الأستاذ علي يعقوب     في   الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89042]

تساؤل وإشكال


جاء في المقال: 5 ـ يختلف الحال مع المقتول فى سبيل الله جل وعلا. فهو فى برزخ لا يموت فيه ، بل يعيش متنعما ، ويظل هكذا فى  برزخه الأرضى الذى يتخللنا يرانا ولا نراه ، يشعر بنا ولا نشعر به الى أن تقوم الساعة فينتقل من حياته فى هذه الدنيا الى اليوم الآخر ، بلا بعث من موت ـ لأنه لم يكن ميتا .  



سؤالي هو: كيف يتفق هذا الفهم والتدبر مع قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)، وقوله عز وجل في سورة آلِ عمران: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)؟ وهل يمكن حل الإشكال بالرجوع إلى سورة غافر حيث قال عز من قائل: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11)؟ وهل الحكم الإلهي العام بأن كل نفس ذائقة الموت المقصود به الموتة الأولى التي تذوقها كل الأنفس بلا استثناء، وليس الموتة التي تسبق البعث والقيامة والتي تعفى منها بعض الأنفس كالمقتولين في سبيل الله؟ 



14   تعليق بواسطة   الأستاذ علي يعقوب     في   الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89043]

هل المتقون هم كالمقتولين في سبيل الله يبعثون بلا موت أيضا؟


قال الله سبحانه وتعالى في سورة الدخان:



إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)؟



برأيي لا يمكن فهم عبارة "لا يذوقون فيها الموت" بأنه عدم الموت في جنة الآخرة، فجنة الآخرة أصلا وعموما لا موت فيها بلا تخصيص، ثم إن موتة ما قبل البعث والقيامة هي الموتة الثانية وليست الأولى، فهل يعفى المتقون من موتة ما قبل البعث شأنهم في ذلك كشأن المقتولين في سبيل الله ويسكنون في جنات وعيون بعد وفاتهم في هذه الدنيا ثم يدخلون جنة الآخرة دون أن يذوقوا الموتة الثانية؟ لكن أوليس كل أهل الجنة من المتقين؟ أم أن المتقين هم فئة بعينها من الفئات التي في الجنة؟ 



 



 


15   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89044]

شكرا للاستاذ على يعقوب على تفكيره الرائع ، وأقول ما افهمه ::


1 ـ قال جل وعلا : (  كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)  ) البقرة ). هناك موتة أولى ، ثم حياة دنيوية ، ثم موتة ثانية ثم بعث وحياة خالدة.هذه الموتة الأولى للجميع .

2 ـ لن يدخل الجنة الا المتقون . وهم الأنبياء ومن يسير على طريقهم فى التقوى ، قال جل وعلا : (  وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) الزمر ) ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) الزمر )

3 ـ لو كان كل المتقين أحياءا فى البرزخ شأن من يُقتل فى سبيل الله فلماذا جاء تخصيص القتلى فى سبيل الله ؟ 

4 ـ عند البعث يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ويرد عليهم أهل العلم والايمان إنهم لبثوا فى البرزخ الذى كتبه الله الى قيام الساعة (  وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ). مفهوم أن اهل العلم والايمان هم المتقون ، وأنهم مبعوثون أيضا بعد الموت.

5 ـ أرى إن  المقتولين فى سبيل الله جل وعلا ضمن الذين لا يتم صعقهم فى انفجار أو نفخة البعث كما جاء فى الآية الكريمة : (  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) الزمر).

هذا تدبر يقبل التصويب. والله جل وعلا هو الأعلم.

16   تعليق بواسطة   الأستاذ علي يعقوب     في   الإثنين ٣٠ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89052]

وشكرا لك على شجاعتك الرائعة والنادرة في تدبر القرآن يا دكتور منصور


وأتفق معك تماما وأشاركك نفس الفهم في هذه المسألة، وقد يتبين لنا أو لغيرنا في المستقبل تطورا في هذا التدبر، فالقرآن الكريم بحر زاخر لا قرار له ويم محيط لا حدود له، وهذا جزء من جماله وعظمته وروعته. لكن إلى حدود هذه النقطة في الزمن فإن هذا الفهم هو الأقرب والأصوب والأكثر تطابقا مع نصوص التنزيل الحكيم، والله عز وجل هو الأعلى والأعلم. 



مع كل الشكر والتقدير والمحبة،



علي 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,344,865
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي