عملاء موساد يستعملون بيوتا تملكها اسرائيل منذ زمن الشاه

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٩ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: وكالة كنعان الاخبارية


قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية في عددها الصادر أمس إن كتابًا أمريكيًا جديدًا صدر الأحد يؤكد على أن عملاء من إسرائيل للموساد (الاستخبارات الخارجية)، هم الذين قاموا شخصيًا بقتل عملاء الذرة الإيرانيين، لافتًا إلى أنه في السنوات الأخيرة دخلوا وخرجوا من وإلى إيران عدة مرات.


وقال الكتاب الذي جاء تحت عنوان (حرب الظلال) الذي قام بتأليفه سوية الصحافي الأمريكي المختص بشؤون الشرق الأوسط، ويعمل في شبكة (CBS) والمحلل للشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، يوسي ميلمان، قال إنه في عمليات حساسة للغاية، مثل اغتيال العملاء الإيرانيين، لا يُمكن للموساد أنْ يسمح لنفسه بالاعتماد على مرتزقة، ذلك أنه من الصعب الثقة فيهم، كما أن قيام الإسرائيليين أنفسهم بعمليات الاغتيال تمنع أية إمكانية من كشف أسرار عمليات الاغتيال أمام من هم ليسوا إسرائيليين، على حد تعبير المؤلفين، وبالتالي أكدا على أن هذه العمليات كانت من تنفيذ الموساد فقط، كما جاء في الكتاب أن الموساد الإسرائيلي يستعمل العديد من المنازل داخل العاصمة الإيرانية، والتي كانت تمتلكها الدولة العبرية منذ زمن الشاه الإيراني، كما أن الكتاب يكشف عن تعاون بين الأكراد في إيران وخارجها ومع أقليات إثنية في إيران، ولكن الكتاب يؤكد مرة أخرى على أن عمليات قتل العلماء تمت من قبل عملاء للموساد من إسرائيل فقط، وليس بواسطة تنظيمات تعمل ضد النظام، علاوة ذلك، فإن الكتاب، كما قالت الصحيفة العبرية، يُخصص فصلاً كاملاً للتعاون والتنسيق الكبيرين بين الموساد وبين وكاللة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) مؤكدًا على أن عمليات تخريب الحواسيب الإيرانية التابعة للبرنامج النووي الإيراني تمت بالتعاون بين تل أبيب وواشنطن.
جدير بالذكر أن قائمة الاغتيالات بدأت يوم 12 (كانون الثاني) يناير 2010 باغتيال الفيزيائي النووي مسعود على محمدي الذي قٌتل اثر انفجار دراجة نارية مفخخة خارج منزله في طهران.
ثاني الأسماء هو ماجد شهيراري مؤسس الجمعية النووية ريارن والمسؤول عن احد اكبر مشاريع الطاقة الذرية الإيرانية والذي قتل يوم 29 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه.
وفى نفس اليوم تم استهداف فيزيائي آخر هو فريدون عباسي دافاني بنفس الطريقة التي قٌتل بها شهيرارى وهى تلغيم سيارته بقنبلة، ويعد المهندس الكيميائي الإيراني مصطفى الأحمــدي روشان، رابع عالم نووي إيراني، تمت تصفيتهم خلال عامين. 
روشان يشغل منصب نائب مدير الشؤون التجارية لإحدى المنشآت النووية إضافة إلى عمله بالموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في البلاد، وبالطبع وجهت أصابع الاتهام لكل من إسرائيل والولايات المتحدة بوصفهما الأعداء التاريخيين للجمهورية الإسلامية على حد تعبير محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني.
وفى كل مرة يغتال فيها العلماء الإيرانيين تخرج الجمهورية الإسلامية لتنعى فقيدها متهمة الولايات المتحدة وإسرائيل فيما حدث. 
والغريب، هو ذلك الصمت المطبق الذي يهبط على إسرائيل، فلا هي تؤكد مسئوليتها ولا هي تنفيها، إنه فقط شعور غريب ومريب من الارتياح.
فقد اكتفى الجيش الإسرائيلي بوصف الاغتيال بأنه دليل على أن الضغوط بدأت تزداد على إيران فضلا عن تأكيده على أن الصمت تجاه ما يحدث هو الأصوب خاصة من قبل الساسة،أما الصحافة الإسرائيلية فهي تستقى معلوماتها من الإعلام الغربي الذي سبق وأعلن تصريح لأحد أعضاء الموساد يقول فيه إن الدولة العبرية كانت وراء اغتيال العالم الإيراني دريوش ريزنزاد، ويزداد الغموض بإعلان مسؤول الجيش الإسرائيلي تمنياته بازدياد عمليات الاغتيال هذه، على حد تعبيره.
واستمر الإعلام الغربي بنشر التقارير عن عمليات الاغتيال، وكان أخرها التقرير الذي بثته شبكة (CNN) عن مصادر أمريكية قولها إن سلسلة عمليات الاغتيال التي استهدفت علماء الذرة الإيرانيين نفذت من قبل منظمة (مجاهدي خلق) الإيرانية، وبتمويل وتدريب الأجهزة الاستخبارية السرية الإسرائيلية، على حد قول المصادر الأمريكية.
وبحسب التقارير الغربية، يحمل تقييد الاغتيالات بعلماء الذرة رسالة مزدوجة للنظام في طهران. 
الأولى، أن من يرسلون خلايا الاغتيال لن يسلموا بامتلاك إيران لبرنامج نووي عسكري وأنهم يصرون على ضرب هذا البرنامج بكل أبعاده وهم أيضا يدركون أنه من الممكن ترميم كل منشأة ستتضرر أو حتى تُدمر، لو وجدت الأشخاص المناسبة لإعادة إحيائها، وبالنسبة لهؤلاء، المنفجرون الآن بالطبع سيصبحون حسابا في البنك المركزي للأهداف الغربية في فترة جهود الترميم بعد مهاجمة المنشآت النووية، هذا لو حدث، من أجل البقاء سنوات إضافية لإعادة بناء ما سيُدمر. 
ثانيا، لا يعتبر الأمر انقضاضا قويا على السلطة ولكنه انقضاض على ذراعها النووي، مطلوب من القيادة الإيرانية أن تقرر، الآن بشكل مصغر وبعد الهجوم بعدوانية، إذا ما كانت ستحول عملية منهجية إلى حرب واسعة. 
ولو هاجم الغرب إيران على امتداد الجبهة، فإن القرار المطلوب في المقابل سيكون رد كبير، كما أن الهجوم على المنشآت النووي وحدها سيترك بحوزة الإيرانيين الكثير من الثروات تجعلهم يترددون قبل أن يخسرونها جراء ردهم على الرد مثل المنشآت النفطية وقواعد الحرس الثوري.
والاغتيالات، تؤكد التقارير الغربية، يحملان معهما حكمًا بقتل العالم النووي، ورسالة للسلطات الإيرانية.

اجمالي القراءات 1642
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق