توماس فريدمان: العواطف النبيلة في الربيع العربي تتصارع مع المصالح الدنيئة

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٩ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


توماس فريدمان: العواطف النبيلة في الربيع العربي تتصارع مع المصالح الدنيئة

1

  • فريدمان يسخر من كل من اعتقد أن أوباما كان بإمكنه إنقاذ مبارك أو يقف وراء المظاهرات ضد بوتين: كلنا متفرجون نراقب موجة إنسانية أصيلة
  • مشكلة الدول العربية هي الحدود التي رسمتها القوى الأجنبية وحصرت المواطنين فيها
  • الناس ترغب في التخلص من مخاوفهم ولديهم استعداد لتحمل مخاطر هائلة للتأكيد على مشاعر إنسانية وليس أيديولوجية معينة

 

كتب- أحمد شهاب الدين:

اعتبر توماس فريدمان في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز أنه “إذا أردت أن ترى الصحوة الديمقراطية التي تحدث في مناطق مثل مصر وسوريا وروسيا فأنت ترى الرحلة وقلبك يتوهج ومعدتك تتألم ”
معتبرا أن “الوهج يأتي من رؤية الناس في التخلص من مخاوفهم ولديهم استعداد لتحمل مخاطر هائلة ليؤكدوا على أغلب المشاعر الإنسانية وليس أيديولوجية معينة ” ويرى الكاتب أن ما يشكل مستقبلهم هو سعيهم من أجل الكرامة والعدالة والحق، مشيرا إلى مشاهدته للناس يتجمعون في موسكو صباح السبت الماضي بأعداد وصلت 120000 متظاهر من أجل الديمقراطية، في ظروف مناخية صعبة ودرجة حرارة 4 تحت الصفر حيث “يمكنك أن ترى أنفاسك ولكنك لاتشعر بأصابعك”.
وسخر الكاتب من تنبؤات حلفاء بوتين الذين لايرون في ذلك سوى حشد صغير من الناس تحدوا الطقس ونزلوا، كما سخر من الذين لايتوقعون حدوث الصحوة الديمقراطية، واصفا المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والحرية بـ”إنهم مثل الزلازل والبراكين، ظاهرة طبيعية تماما، وتنبثق من مكان عميق جدا في أرواح الناس”.
ويؤكد فريدمان خطأ كل من تصور أن أوباما كان يمكنه أن ينقذ مبارك تماما مثل كل من “يتوهم” أن أوباما وراء الاحتجاجات ضد بوتين، يضيف الكاتب “كلنا متفرجون، نرقب موجة إنسانية أصيلة ”
وقال إن الألم الذي يشعر به المراقبون يأتي من الوعي بالتصارع الحادث بين العواطف البطولية النبيلة التي دفعت إلى الاحتجاجات لتحقيق التطلعات العميقة إلى العدالة والكرامة والاعتماد الذاتي – كل هذه العواطف النبيلة تتصارع مع الدوافع الدنيئة والمصالح التي تشكل جزءا لايتجزأ من هذه المجتمعات.
وحول سوريا استشهدد الكاتب بمقال لندى بكري نشر في التايمز قالت فيه إن المعارضة السورية رغم تصعيدها للانتفاضة ضد نظام الأسد الذي يهيمن عليه العلويون الذين يشكلون 10% من البلاد ، ويدفعها لذلك سعيها نحو الحرية والتعددية. واعتبر أن “سوريا لديها أوهام تتعلق بالغالبية السنية الذين يرون أنها فرصتهم لإسقاط أربعة عقود من حكم الأقلية العلوية”، ويرى الكاتب أن ذلك قد يهدد بوقف الديمقراطية، مؤكدا أنه: “لا تسطيع أن يكون لديك ديمقراطية بلا مواطنين، ولايمكن أن يكون لك مواطنين بلاثقة في أن كل فرد سيتم معاملته بمساواة أمام القانون، بغض النظر عمن يتواجد في السلطة، بلاثقة في رؤية مشتركة لهذا النوع من المجتمع الذي يحاولون إقامته”
وقارن فريدمان بين أمريكا ودول الربيع العربي بقوله أن “أمريكا لديها هذا النوع من الثقة لأن الدولة نشأت مع فكرة مشتركة جذبت الناس إليها ثم جاءت الحدود فيما بعد، ومعظم دول الصحوة العربية اليوم جاءت الحدود التي رسمتها القوى الأجنبية في المقام الأول، والآن الشعوب المحاصرة داخل تلك الحدود يحاولون العثورة على مجموعة مشتركة من الأفكار للعيش بها ولتبادل الثقة مع بعضهم البعض كمواطنين “

اجمالي القراءات 1057
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more