اذا كان أبو القاسم الشابي هذا الشاعر الثائر التونسي الفذ الذي يعتبر بحق علامة على قوة العقل التونسي  وحصافته قد قال يوما             إذا الشعب يوما أراد الحياة            فلابد ان يستجيب القــــــدر            ولابد للظــــلم أن ينجــــــلي            ولابد للقيــــد أن ينكســـــــر  فشعب تونس اذا أراد يوما الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولكن بعد أن ينهك الطغاة ويرهقهم من أمرهم عسرا  ويظلم حياتهم كما أظلموا حياة هذا الشعب الذي أنجب  الشابي .  ليس عيبا أن يأكل الانسان لحم الحمير فلحمها طيب وحلال وربما يكون مذاقه طيبا جدا أيضا ، فيكون ذلك على سبيل الاقتناع والتجريب لا على سبيل الاقتطاع والتخريب ، فلو اقنعنا المواطن بأكل لحم الحمار مع قدرته على شراء جميع أنواع اللحوم المتاحة في بلده فلا ضير، أما أن يقتطع من قوت هذا المواطن ومن دخله ومن ثروات بلده لصالح فئة الاقطاعيين ، ومن باب التخريب باقتصاد المواطن فهذا هو الذي  جعل الشابي يقول اذا اذا الشعب يوما اراد الحياة ....  بالمناسبة لبن الحمير أيضا ذو قيمة غذائية عالية جدا  ومن الدراسات المتخصصة في مجال الكيمياء الحيوية أثبت العلماء أن لبن الحمير هو أقرب لبن في تركيبه البيولوجي للبن الأم البشرية وبالتالي فلكل أم لم يبهبها الله لبنا لطفلها الرضيع ، فيمكنها الاستعاضة عنه بلن الحمير ،  فسحقاً لشركات الالبان العالمية ومافيا استيراد الالبان وسرقة أموال الشعوب وثروات أطفالنا .

إذا كان الوضع في تونس هكذا سواء اختلفنا معهم حول مشروعية أكل لحم الحمير أو اتفقنا فيكفي صدقهم وصراحتهم مع شعوبهم الشعب يعلم جيدا أنهم يأكلون لحم الحمير ويذهبون لشرائها بأنفسهم ، أما في مصر فالوضع مختلف الشعب يأكل لحم الحمير وهو لا يعلم وغير راضياً عنه فهذا غش بكل المقاييس ،فالجزارين في مصر يذبحون الحمير-  وهذا على احسن تقدير-  كونها تذبح لأنه في أحيان أخرى يأتون بها ميتة وينظفونها ويضعون عليها بهارات لا بأس بها تحول اللحم من  رائحته الكريهة إلى لحم  رائحته مقبولة ومذاق مقبول ايضا ويتم بيعه للناس إما لحم مصنع وكفت جاهزة أو لحم غير مصنع لدى الجزار وهذا ما يحدث في مصرنا المحروسة.

فأيهما أفضل ما يحدث في مصر أم ما يحدث في تونس ؟؟