تونس:
المنصف المرزوقي من زهور الربيع العربي

زهير قوطرش Ýí 2011-12-18


المنصف المرزوقي

من زهور الربيع العربي.

 

الربيع العربي لم يكن حدثاً عادياً ,بل كان حراكاً جماهيرياً تباينت فيه الآراء والتحليلات ,فمنهم من وصفه بالمؤامرة الكونية التي تهدف إلى تقسيم الوطن العربي إلى دويلات إثنية .ومنهم من أعتبره حالة استثنائية,قادها الإسلام السياسي بالتعاون مع أمريكا بعد أن ركبوا موجة الاحتجاجات الشعبية,وذلك لإسقاط الأنظمة الشمولية التي أصبحت عائقاً أمام المخططات الأمريكية والغربية,وبالتالي فسح المجال للإسلام السياسي لاستلام السلطة ,ومن ثم عقد اتفاق غير معلن معه لقيادة المرحلة المقبلة ,وإنهاء حالة العداء الأمريكي الإسلامي.

 والبعض الأخر اعتبر أن الربيع العربي هو بداية الطريق من أجل التحولات السياسية  ,والاقتصادية, والاجتماعية للوصول إلى مجتمع حر وديمقراطي ,يكون الشارع في هذا النظام هو المعارض الأساس للنظام والدولة.

وبغض النظر عن تلك التحليلات والآراء يبقى الربيع العربي ربيعاً يبشر بتفتح زهور الحرية والعدالة ومن ثم الديمقراطية.

وأكبر دليل على تفتح هذه الزهور الربيعية ,هو انتخاب أول رئيس عربي بإرادة مستمدة من صناديق الانتخاب الديمقراطي ,بعد موجات الربيع العربي.

والغريب أن يمر هذا الحدث العظيم في هذه المنطقة من العالم مرور الكرام ,ما عدا بعض التلميحات الخجولة في تغطية هذا الحدث في هذه الفضائية أو تلك!!!!

كان من المفروض أن يكون هذا الحدث العظيم عيداً وطنياً تخرج فيه الجموع الغفيرة  على امتداد الوطن العربي لتبارك هذه الخطوة الأولى على طريق بناء المجتمعات الحرة والديمقراطية.هذه الحدث إن دل على شيء فإنما يدل على أننا كشعوب رغم كل التناقضات  التي نعيشها في منطقتنا  فأننا قادرون على أن نرتقي بوعينا الذي تكون من خلال الربيع العربي إلى مصاف الدول الديمقراطية,رغم انف الأنظمة الشمولية التي ما زالت تراهن على فشل الربيع العربي في تحقيق أهدافه ...وتحاول جاهدة قمع الحراك السلمي الذي صمم على اقتلاع حصون القمع والاستبداد مهما طال به الزمن.

فهنيئاً لشعب تونس البطل,وهنيئاً لروح بوعزيز التي لم تذهب هدراً,هذه الروح التي أشعلت شرارة ثورة التغير ...هنيئاً لكل مواطن في الوطن العربي ,لأن نجاح أي ثورة أو حراك هو نجاح لكل مواطن حر على امتداد الوطن .

إن أول ثمار الانتخابات الديمقراطية بعد نجاح الرئيس منصف المرزوقي  هو انعقاد مؤتمر المجلس الوطني للمعارضة السورية على ارض حرة وديمقراطية ,وبدعم من حكومة ورئيس ديموقراطي منتخب.

إن ضيافة تونس للمجلس الوطني لعقد مؤتمره الهام للتأسيس لمرحلة الحرية والديمقراطية في  سوريا بعد سقوط النظام في سوريا ,هي رسالة إلى شعبنا الحبيب الذي قدم على مذبح الحرية أكبر التضحيات ,هذه الرسالة مفادها أنكم يا شباب سوريا لستم وحدكم ,فالشعوب العربية أصبحت الآن تدرك أكثر من أي وقت مضى مدى تسلط وقمع الأجهزة القمعية في سوريا  والتي مازالت تمارس فعل القتل والاعتقال ....من أجل المحافظة على مصالح قياداتها الحامية للفساد والمفسدين.

 

 

السيرة الذاتية لمنصف المرزوقي :

ولد في 7 تموز/يوليو 1945 في قرمبالية. تنحدر عائلته من الجنوب التونسي. والده محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بن كريم، له أربعة أشقاء وسبعة أخوة. نشأ في تونس والتحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس. غادر تونس للالتحاق بوالده سنة 1961، وعاش مع عائلته في مدينة طنجة حتى عام 1964، حيث سافر إلى فرنسا وتزوج هناك، فأنجب مريم ونادية. أقام في فرنسا 15 سنة.

سافر إلى فرنسا ليدرس في جامعة ستراسبورغ، كلية علم النفس ثم الطب.

في عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، فازت مشاركة منصف ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

في سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب في الصين. عاد المرزوقي إلى تونس عام 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس. شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع.

اعتقل في مارس/آذار 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا.

أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 كانون الأول/ديسمبر من عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000.

غادر إلى المنفى في ديسمبر/كانون الأول 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس. حيث بقي هناك حتى أعلن عن عزمه العودة بدون أخذ الإذن من السلطات التونسية.

في مداخلة له على قناة الجزيرة يوم 14 تشرين الثاني/أكتوبر 2006 حول الوضع في تونس، دعا المرزوقي إلى اعتماد كافة أساليب المقاومة السلمية لفرض الحقوق واستعادة الحرية. ثم أعلن عن عودته إلى تونس يوم 21 تشرين الثاني/أكتوبر لمشاركة التونسيين في نضالهم. وعاد في ذلك التاريخ. وعاد المنصف المرزوقي إلى تونس يوم18 يناير 2011 .

 

اجمالي القراءات 12472

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ١٨ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[63173]

تبقى نقطة هامة

تبقى نقطة هامة استاذ زهير قوطرش . وهى أن الرئيس التونسى يسارى يحكم برلمان أغلبيته إسلامية .وقال للجميع . سأحمى (المرأة المنقبة والمحجبة والسافرة) وسأحمى المتظاهرون والمبنى الذى يذهبون للتظاهر أمامه ... فحقا من حقنا أن نفخر به (كمثقف عربى حر وكأول رئيس مُنتخب إنتخابات ديمقراطية فى أول دولة قامت بالربيع العربى .


2   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الإثنين ١٩ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[63181]

بين المرزوقي والبردعي

الأستاذ زهير قوطرش السلام عليكم فقط أردت أن أعقد مقارنة بين الدكتور المرزوقي وتونس : أول رئيس لتونس بعد الثورة ، والدكتور البردعي ومصر ، الذي مازال يقاوم بقايا وفلول النظام السابق وهو مازال موجودا حي يرزق ! وسببب غضب النظام ورالرئيس السابق عند حديثه عن ضرورة وضع دستور جديد وبدأ بحملته التي تهدف إلى التغيير ، وقال عن عزمه لترشيح نفسه كرئيس لمصر ، ولم يحظ سياسي بمثل ما حظي به البردعي من تشويه في اإعلام الحكمومي المصري والخاص ، لدرجة أنهم يعتبرونه السبب المباشر في كل حدث في العراق ،وأقل ما يتهم به العمالة ، هكذا الإعلام في مصر وتشويه كل من تسول له نفسه الكلام عن الدستور او الترشيح !!!! أما تونس فدعني أقل لك أنها تختلف بالرغم من وصول الإسلاميين إلى المجلس لكن الدولة ليبرالية ، وستظل في اعتقادي اما مصر الإخوان والسلفية والوهابية، والفلول .. فالوضع ينتقل من سيء إلى أسوأ .فميدان التحرير والشوارع المحيطة به لم تجف منه الدماء في ظل قيادة لا تتعامل بشفافية فالبلاد تسير نحو كارثة .، ونسيت أن أقول أن المرزوقي لو كان مواطنا مصريا لحرم من ترشيح نفسه لأنه قد تزوج بأجنبية ، حتى ولو لم يكن قد حصل على حنسية أخرى !! يعني أصلا لكان رئيس ولا حتى عضو مجلس شعب .


3   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الثلاثاء ٢٠ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[63223]

أخي عثمان والأخت عائشة

 


 


أخي عثمان .معك كل الحق في هذه الاضافة ,وفعلاً المرزوقي يحكم برلمان غالبيته من الإسلاميين ,واستطاع إقناع الجميع ببرنامجه الذي يقوم على تشكيل الدولة المدنية ,وهذه الدولة المدنية تستمد مرجعيتها من القيم الأخلاقية  في الدين ,وتستخدم أيضاً الأساليب التي توصلت لها البشرية من خلال بحثها عن أفضل الوسائل في الحكم.ولا يوجد أمامنا حتى اليوم إلا الديمقراطية.


وتونس على ما يبدو ستكون النموذج والمثل إن لم تتتسرب إليها  أمراض المجتمعات العربية من الدول المجاورة أو الدول العربية المريضة  بداء المذهبية والطائفية ..,وغيرها.


الأخت عائشة .أتفق معك ,وأستطيع القول أن لكل بلد عربي خصوصيته ,ومستواه الثقافي  ولا يمكن أن تتشابه التجارب ...مصر مع كل أسف ,رغم أن رأس النظام قد سقط لكن ..النظام مازال برموزه الطفيلية .وإذا أخذنا بعين الاعتبار قوة الأخوان والسلفية ,وتشتت القوى العلمانية واليسارية ,نستطيع بعد التفكير العميق الوصول إلى أن وضع مصر الحبيبة ,سيحتاج إلى مخاض صعب....لكن أملي دائماً بالشارع بالشباب الذين تشكل وعيهم السياسي وصاروا قوة معارضة لها وزنها وسوف يحسب الإسلام السياسي هذا الدور المميز لهم في كل حساباته السياسية ...أنا متفائل .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,709,229
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia