هل الخوف من الله يتناقض مع كونه سبحانه الرحيم السلام؟؟
هل الخوف من الله يتناقض مع كونه سبحانه الرحيم السلام؟؟
هل تعبد الله ليس خوفا منه سُبحانه؟؟
الخوف من الله نعمة.
ببساطة شديدة وبجملتين ..يعتقد بعض الناس أن الخوف من الله وإظهارالخوف من الله أو الحديث عن الخوف من الله هو نوع من النقص،اوهو نوع من وصف لا يليق بالله الرحيم الغفور السلام ،فيتباهون بترديد كلام الصوفية وخاصة من يعتقدون فيما قالته رابعة العدوية ( اللهم إني أعبدك ليس خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك). فنقول لهم أن الخوف من الله وخشيته سُبحانه وتعالى هما صفتان من صفات عباد الله المؤمنين (إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩ (15) تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ) (16السجدة).
(إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ) (فاطر 29)
حتى الأنبياء والمُرسلين عليهم السلام يخافون الله جل جلاله ويخشونه (ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا) (الأحزاب 39).
ثم وصف رب العالمين الخوف منه بأنه نعمة كُبرى،وان الذين يخافونه سبحانه بأنهم ممن أنعم الله عليهم فقال عن رجلين مؤمنين من قوم موسى عليه السلام (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ) (23 المائدة) .
الخلاصة ::
الخوف من الله جل جلاله هو جزء من الإيمان به سبحانه، ولا يشعر به إلا المُخلصين إيمانهم ودينهم له سُبحانه وتعالى وحده ، وأنه نعمة للمؤمنين وليس عيبا يُنقص من قيمتهم ومكانتهم بل هو رفعة وعزة ،ويكفيهم أنه نوع من إيمانهم بإكتفائهم برب العالمين جل جلاله فلا يخافون أحدا من خلقه .فمن يخاف الله فقد انعم الله عليه بانه لن يخشى ولن يخاف أحدا من خلقه مهما كان حتى لو كان فرعون مصرالقديمة أو فراعين عصرنا الحالي في وطننا العربى البئيس التعيس . وإنظروا إلى موقف سحرة فرعون عندما بدّلوا خوفهم من فرعون بخوفهم من الله جل جلاله بعدما عرفوا الحق الذى جاء به موسى عليه السلام من ربهم سبحانه وتعالى ،وفضّلوا أن يٌقتلوا ويُصلبوا على جذوع النخل خوفا وخشية من الله على أن يعيشوا في رغد ومُتع وجنات من جنات فرعون الفانية .
فيا عزيزى هل أنت أفضل من الملائكة والنبيين والمرسلين عليهم السلام الذين خافوا الله ؟؟ فتأسى بإيمانهم بالله جل جلاله، ولا تسمح للشيطان بأن يُدخل في قلبك الكبر والتولى عن الخوف من الله وخشيته من باب (انا يارب اعبدك ليس خوفا منك ولا من نارك ولا طمعا في جنتك ولكن لأنك تستحق العبادة ) لا لا لا فهذا كُفر بالله وبقرءانه ونقص في إيمانك .فكن من الذين قال عنهم المولى جل جلاله (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ) (16السجدة).
اجمالي القراءات
1920