المدينة المنورة- آفاق - خاص

1

تعرض رجل دين شيعي للطعن بآلة حادة أثناء خروجه من المسجد النبوي في المدينة المنورة، في تصاعد خطير للصدامات المستمرة بين أبناء الطائفة الشيعية والمتشددين الوهابين. فيما وصف محامي سعودي جهاز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بـ"القمعي" وطالب بحله على خلفية ما بات يعرف بأحداث مقبرة البقيع..

وتعرض عدد من الزوار للمزيد من أعمال العنف من قبل عدد كبير من رجال الهيئة والمتشددين الوهابيين، وبمشاركة القوات الأمنية، اذ يرقد شاب من بلدة الشهارين بالاحساء في المستشفى بعدما تعرض لإطلاق نار من قبل الأمن.


ويعيش ضيوف وزوار الرسول في المدينة المنورة حالة من الغليان والترقب والقلق بسبب استمرار حالة الاعتداء عليهم من قبل المتشددين الوهابيين وتصاعد الأعمال العدائية بالشتم والضرب والقتل، في ظل تعاطف قوات الامن مع المعتدين.


إلى ذلك اجتمع ظهر اليوم أمير منطقة المدينة المنورة الامير عبد العزيز بن ماجد مع وفد من الشيعة يتكون من 12 شخصية من المدينة المنورة والاحساء والقطيف، في امارة المدينة المنورة حيث تم اطلاع الأمير على مجريات الأحداث والانتهاكات والاعتداءات التي تعرض لها الزوار الشيعة من الرجال والنساء والأطفال.


وعبر أمير المدينة المنورة عن أسفه لما جرى من أحداث، مطالبا تدخل العقلاء من جميع الأطراف وتهدئة الوضع وعدم السماح للجهلاء بإثارة الفتن، مؤكدت ان المواطنين الشيعة والسنة جميعا شركاء في الوطن.


واوضح الأمير ان الأحداث مسجلة بكاميرات الفيديو وسيحصل تقييم للوضع وسيحاسب كل من قصر. وحول مطالبة الوفد بإطلاق سراح المعتقلين، أجاب الأمير انه لا يتدخل في القضاء إلا بعد صدور الحكم.


وكانت المدينة المنورة قد شهدت يوم الاثنين أعنف الاعتداءات على الزوار التي انطلقت شرارتها يوم الجمعة كما قال عدد من الشهود، اذ قام عدد من المدنيين المتدينين الوهابيين من رجال الهيئة والمتعاطفين معهم من مواطنين ومقيمين من رجال ونساء بالاعتداء على الزوار المؤمنين المسلمين الشيعة اغلبهم من شرق السعودية (الاحساء والقطيف) اثناء اجتماعهم في الساحة المقابلة للحرم النبوي والبقيع لإحياء ذكرى وفاة الرسول محمد (ص) التي تصادف الليلة ليلة الثلاثاء، برشق الزوار بالحجارة وضربهم بالأخشاب والحديد وقذفهم بالأحذية ومطاردتهم نحو الجهة الجنوبية للحرم بين المحكمة ومسجد بلال، وتوجيه الكلمات البذيئة والطائفية والعنصرية للزوار الشيعة، وذلك على مرأى من رجال الأمن الذين لم يتدخلوا.


وتشهد مناطق الشيعة في السعودية وبالتحديد في الاحساء والقطيف توترا شديدا بسبب ذلك. كما ان هذه القضية فرضت نفسها على الشارع السعودي الذي تفاعل معها، وقد شهدت بلدة العوامية بالقطيف مظاهرات تندد بالاعتداء على الزوار والمطالبة بإلغاء الهيئة.


من جانبه طالب المحامي والناشط الحقوقي السعودي الدكتور صادق الجبران بحل جهاز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب "التجاوزات الخطيرة" التي ارتكبها أعضاء الجهاز في المدينة المنورة بمساعدة متشددين سلفيين.


وقال الجبران في تصريح لقناة "العالم" الفضائية بحسب شبكة "راصد" الإخبارية "اثبت هذا الحدث وغيره من التجاوزات والانتهاكات الحقوقية انتفاء الحاجة إلى جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".


وأضاف "هذا الجهاز أصبح جهازاً قمعياً بنى تصوراته على الصورة النمطية السلبية التي بناها المتشددون عن كافة المذاهب الإسلامية وبالخصوص المذهب الشيعي الجعفري ... ما حصل في البقيع وساحة الحرم من اعتداء على الزوار والزائرات قد أعد له مسبقاً وأن نية المعتدين كانت مبيتة لهذا الاعتداء".


وأشار الجبران إلى أن توافر الهراوات والعصي والحجارة لدى المتشددين حتى لدى النساء منهم والتي تم استخدامها في الاعتداء على الزوار من الرجال والنساء دليل على أن الهيئة كانت قد خططت للاعتداء على الشيعة.


وحمّل الجبران عناصر الهيئة مسئولية ما حدث للزوار الشيعة في البقيع وساحات الحرم بصورة كاملة وذلك لما سبق هذه الاعتداءات من أعمال استفزازية تمارسها الهيئة ضد الزوار الشيعة وغيرهم من المسلمين بصورة يومية فسب الشيعة ورميهم بأقذع الصفات والتهم عمل روتيني يقوم به أعضاء الهيئة على حد تعبيره.


وأكد الدكتور الجبران أن هناك "حالة قوية من الاحتقان" لا تزال قائمة وأن ما جرى فيه إساءة للمملكة وسمعتها الحقوقية في الخارج وأنه يثر استياء المواطنين في الداخل.


مشددا على أن حل جهاز الهيئة أصبح أمراً ضرورياً "فهو يمثل عبء ثقيل على كاهل المواطن والدولة معاً ويمكن الاستعاضة عنه بأي جهاز من الأجهزة الأمنية للقيام بكل المهام المناطة به".


معربا عن رفضه في أن يستغل الدين في قمع المواطنين ومحاربتهم والإساءة إليهم على حد وصفه.


الجبران وفي ختام تصريحه ناشد الملك عبد الله ووزير الداخلية إطلاق سراح كافة الموقوفين الشيعة على إثر هذه الاعتداءات كونهم ضحايا وأن يتم فتح تحقيق من جهات محايدة في هذه الاعتداءات.