اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٤ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة
حركة “طالبان” من التأسيس إلى الحرب والمفاوضات
طالبان” حركة عسكرية أفغانية، شكلت منذ منتصف التسعينيات تهديدًا خطيرًا لحكومتها وحكومات عالمية، تولت الحكم 6 سنوات ثم أسقطت في غزو أمريكي لم يحقق أهدافه.
اليوم وبعد 14 عاما من النزاع المسلح في أفغانستان يجمع الكثير أنه لا هدوء ولا تحقيق للسلام في أفغانستان دون أن يتم التفاوض مع طالبان، هذه الحركة التي تمر الآن بمنعطفات ليست سهلة بسبب وفاة زعيمها الملا عمر. نقاط عدة تناولها تقرير “ساسة بوست” يتعلق بهذه الحركة منذ التأسيس مرورًا بمراحل نزاعها المتعددة وحتى مفاوضاتها القائمة الآن.
عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان، وتحديدا في أوائل التسعينيات ظهرت حركة طالبان، لكن بروز الحركة الفعلي كان في عام 1994، فسرعان ما وصلت للسلطة في أفغانستان منتصف التسعينيات وحتى عام 2001، فقد انهار حكمها أبان الغزو الأمريكي الذي استهدفها وقادة تنظيم القاعدة على أراضيها.
ترفض طالبان الديمقراطية على اعتبار أنها تمنح التشريع للشعب وليس لله. وهي لا ترى أهمية لوضع دستور لتنظيم شؤون الحكم، فالقرآن الكريم والسنة النبوية هما دستور الدولة، وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولي منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتى ما يخالف الدين. فالقرارات المهمة يتخذها الملا محمد عمر بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضها.
وترفض مبادئ طالبان تشكيل أحزاب سياسية، وتقوم الحركة بعقوبات فورية للمخالفين، وهي تعمل على التغير المستمر في المناصب حتى لا تتشكل جيوب داخلية في الحركة أو مراكز قوى، وتبعا لأصولها المنهجية، كانت حركة طالبان واضحة عند الوصول للحكم، أعلنت أنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية، تريد أن تتم العقوبات وفقا للشريعة، لذا بمجرد وصولها إلى الحكم سرعان ما أمرت الرجال بإطلاق لحاهم والنساء بارتداء النقاب، وحظرت طالبان مشاهدة التلفزيون وارتياد دور السينما، بل أن أشهر ما انتقد إبان حكمها هو منعها تعليم الفتيات بعد سن العاشرة في المدارس.
عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، مباشرة أصبحت حكومة طالبان في دائرة الدول التي يلاحق بها “الإرهاب” على مستوى العالم، اتهمت بإيواء زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم الذين اتهموا بالمسؤولية عن هذه الهجمات.
وفي السابع من أكتوبر 2001، غزت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان، ليسقط حكم طالبان بعد شهرين من الغزو، لكن لا يعني ذلك هزيمة طالبان، ولا تحقيق الهدف الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية وهو اعتقال بن لادن وتدمير تنظيم القاعدة كليا، ولم يجر اعتقال زعيم الحركة الملا محمد عمر، فقد لجأ إلى مدينة كويتا الباكستانية كما قيل.
و سرعان ما استعادت طالبان قوتها، وأخذ الملا عمر يوجهها من مخبئه، واستطاعت طالبان توسيع نطاق نفوذها، وأخذت توجه ضربات موجعة عبر تفجير عبوات ناسفة على جوانب الطرق لضرب الناتو والقوات الأفغانية. ويعتبر المحللون أن تراجع طالبان بعد الغزو الأمريكي أدى إلى الحد من خسائر الحركة المادية والبشرية، والعودة بروح الثأر، حيث شنت طالبان على كابول هجمات، ونفذت في سبتمبر عام 2012، غارة كبيرة على قاعدة كامب باستيون التابعة لحلف شمال الأطلسي.
ويرى متابعون أن طالبان حافظت على قوتها العسكرية في مناطق جغرافية شاسعة من أفغانستان، واكتسبت قوة سياسية تجعلها تجلس على نفس الطاولة مع معظم القوى الداخلية والخارجية المؤثرة في المشهد الأفغاني.
في الفترة الأخيرة أخذت طالبان تجري مفاوضات على أكثر من صعيد، مفاوضات مع الحكومة الأفغانية وأخرى مع الباكستانية، وذلك بهدف الوصول إلى حل لاستقرار الوضع في أفغانستان التي تعاني منذ 14 عاما من النزاع المسلح وتشهد تصعيدا في أعمال العنف بعد رحيل القسم الأكبر من قوات الحلف الأطلسي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ورغم عدم التوصل لأي اتفاق مع أي من الأطراف إلا أن ذلك يرجع إلى حداثة المفاوضات أولا ثم تعليقها مؤخرا بسبب وفاة الملا عمر، و يشكك بعض المحللين في استئناف سريع للحوار على اعتبار أن وفاة الملا عمر قد تزيد من الانقسامات داخل حركة طالبان التي سيستغلها تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة أن بعض مقاتلي طالبان انشقوا وبايعوا تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.
وحد الملا عمر حركة طالبان لمدة عشرين عامًا من زعامته، كان الشخصية المحورية الأكثر نفوذا في الحركة، وهذا سبب رئيس في استقرار الحركة داخليا طيلة الفترة الماضية، لذا فإن اختيار الملا أخطر منصور بعد أيام من إعلان وفاة الملا عمر سيغير مصير الحركة.
إذ يتوقع حدوث انشقاق في صفوف الحركة، خاصة أن خلافات برزت للمرة الأولى بين قادة الحركة، حيث تشير مصادر إعلامية إلى أن المجلس الأعلى لطالبان لم يستشر بشأن انتخاب قائد جديد، فـ”حسب قوانين الشريعة ومبادئها، عندما يموت قائد، يستدعى (مجلس) الشورى ثم يعين قائد المجلس”، وهذا لم يحدث عند اختيار الملا منصور، إذ “اتخذ القرار على عجل واعترض عدد من الأعضاء من بينهم ثلاثة من مؤسسي طالبان على تعيين أخطر منصور” كما قالت المصادر الإعلامية. ويرفض تيار داخل طالبان منصور لقربه من باكستان وحسبانه أنه رجلها، كما أن هناك سبب آخر وهو وجود أحد فصائل طالبان يفضل انتخاب ابن الملا عمر ليخلفه.
بل تذهب مصادر أخرى، للقول أنه سيعقد اجتماعا لانتخاب قائد جديد، يقول المحلل العسكري في كابول جواد كوهيستاني المحلل العسكري في كابول أن “تعيينه سيعمق الفجوة بين فصائل طالبان”.
تميزت حركة طالبان على مر تاريخها بعدم ظهور خلافات كبيرة في صفوف قادتها، ويعزى ذلك إلى الخلفية الفكرية الموحدة لعناصرها والتي تعارض التيارات الفكرية التجديدية، وتؤمن بسيطرة أمير الحركة واعتبار مخالفته معصية شرعية، ومع ذلك يمكن الإشارة إلى خلاف حدث داخل الحركة حول احتضان تنظيم القاعدة من عدمه، حيث يرى المراقبون أن هناك جناحين داخل حركة طالبان انقسما حول طريقة التعاطي مع من اعتبرتهم الحركة المجاهدين العرب الذي دخلوا في عداء مع الغرب وإبرازهم بالطبع بن لادن، الجناح الأول (جناح الملا عمر) طالب باحتضان قادة التنظيمات المعادية للغرب وحمايتها ودعمها، وذلك إكراما لهم كضيوف على أفغانستان وأيضا كرد جميل لقتالهم مع طالبان ضد الاتحاد السوفيتي. أما الجناح الثاني فرفض احتضان قادة تنظيم “القاعدة” وطالب بإبعادهم واعتبرهم عبئا على أفغانستان، وخطرا يعرضها للحرب من قبل العالم والولايات المتحدة .
لأن حركة طالبان ظهرت شمالي باكستان، كانت باكستان تتهم دائما أنها هي التي أسستها، خاصة أن العديد من الأفغان الذي انضموا إلى طالبان درسوا في المعاهد الدينية في باكستان. بل اتهمت باكستان بأنها توجه الحركة لشن هجمات على القوات الأفغانية وقوات الحلف الأطلسي في الوقت الذي تراه لصالحها.
وكانت باكستان من الدول الثلاث التي اعترفت بطالبان حينما وصلت للسلطة، مع السعودية والإمارات، وهي آخر دولة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طالبان. لكن تغير الأمر في السنوات الأخيرة، وأخذت باكستان تتبنى نهجا أكثر حدة ضد طالبان التي نفذت هجمات على أراضيها، والآن يؤكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أن المفاوضات مع طالبان تمثل واحدة من أهم أولوياته.
على النقيض، تميزت علاقة طالبان بإيران بالتوتر الشديد، حيث ترفض طالبان الحركة السنية تحركات إيران الهادفة لنشر المذهب الشيعي في أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، وكما العادة ترى إيران في طالبان الحكومة سابقا والحركة الآن اضطهادًا للأقلية الشيعية الأفغانية، بل يقول المطلعون أن إيران تعاملت مع الحكومة الأفغانية التي خلفت طالبان من أجل تضييق الخناق على طالبان. لكن تقارير جديدة كشفت عن تحول جذري في العلاقة بين الطرفين، وذكرت أن مساعٍ إيرانية تجري للتواصل مع قيادة طالبان، وقيل أن الحركة مستعدة لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الإيرانيين.
الملا عمر: زعيم طالبان الأول، تولى قيادتها 20 عام، عرف بغموض حياته وزهده، كان مقاتلا شرسا ضد القوات السوفييتية أثناء الجهاد الأفغاني، وفقد إحدى عينيه بشظية قنبلة أثناء الحرب الأفغانية.
الملا أخطر منصور: عين خلفا للملا عمر، من أوائل قادة الحركة منذ تأسيسها في قندهار عام 1994، كان مسؤولا عن قاعدة المدينة الجوية، ثم شغل منصب وزير الطيران المدني والنقل، عين حاكما لمدينة قندهار حتى مايو 2007.
الملا هيبة الله اخندزاده: عين نائبًا للملا منصور، وهو المسؤول السابق عن محاكم حركة طالبان.
سراج الدين حقاني: وأيضا عين نائبًا للملا منصور، وهو نجل جلال الدين حقاني زعيم شبكة حقاني المعروفة بقربها من الاستخبارات الباكستانية.
قيوم ذاكر: قائد عسكري، وهو نزيل سابق في معتقل غوانتانامو وله قاعدة من الأنصار في إقليم هلمند، وسيضطلع بمستقبل حاسم في مستقبل طالبان.
الملا عبيد الله: قائد عسكري، بمثابة وزير الدفاع في طالبان، تعتمد عليه طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية .
دعوة للتبرع
نتمنى جهادك فى الحق: شكرا لك دكتور احمد صبحي على نشر اقترا حي في...
الأذان قرآنيا: هل للاذا ن للصلا ة سند قرآني ؟...
وهديناه النجدين : ما معنى : (وهدي اه النجد ين ) ؟ ...
فيلم فاطمة الزهراء : حاولت ان أطرح هذا السؤا ل في موقعك و رأيت أن...
more