"أنصار بيت المقدس" .. من ملثم خط الغاز للاعتراف باغتيال وزير الداخلية
كان بيان "غزوة الثأر لمسلمى مصر" أخر بياناتها وأكثرها جدلاً بعدما أعلنت فيه جماعة أنصار بيت المقدس عن تبنيها رسمياً لمحاولة أغتيال اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية المصرى عن طريق سيارة مفخخة بالقرب من موكبه بمدينة نصر منذ أيام , مهددين بأغتيال وزير الدفاع المصرى وعدد من الأعلاميين , الذين اصتطمدوا بأسم جماعة انصار بيت المقدس ربما للمرة الأولى لبعضهم.
كانت المرة الأولى التى ينتشر فيها اسم جماعة انصار بيت المقدس , تلك الجماعة الاسلامية المصرية المتمركزة بمحافظة شمال سيناء , اوائل عام 2012 من خلال الفيلم التسجيلى الذى قامت الجماعة فيه بنشره تحت عنوان " وإن عدتم , عدنا " والذى اعلنوا فيه بصورة واضحة مسئوليتهم عن تفجير خط الغاز الطبيعى الواصل بين مصر والأراضى المحتلة والذى اشتهر منفذ الهجوم عليه ب " الملثم " مثلما وصفته الجهات الأمنية الرسمية حينذاك .
فى ذلك التوقيت كانت جماعة انصار بيت المقدس قد قامت بتفجير خط الغاز بين مصر والاراضى المحتلة قرابة الثلاثة عشر مرة دون القبض على منفذى الهجوم , وذلك عقب دراسات استطلاع لخط الغاز ومراحلة ونقاط ضعفه وقوته واماكن استهدافه وهو ما اوضحته الجماعة فى الفيلم التسجيلى بصورة كافية , كما اضافت اليه مقاطع من عدد من عمليات التفجير الثلاثة عشر , مضيفين اليه الهدف من العمليات المتكررة وهو الضغط على النظام الحاكم فى مصر لوقف تصدير الغاز لأسرائيل وهو ما حدث بالفعل منتصف 2012 حينما أعلن المجلس العسكرى برئاسة طنطاوى ذلك عقب حكم القضاء الأأدارى بوقف تصدير الغاز.
بدأت عقبها جماعة انصار بيت المقدس فى توجيه جهودها تجاه الأراضى الفلسطينية المحتلة من خلال مجموعة من عمليات المقاومة المسلحة ضد قوات الأحتلال الأسرائيلى عن طريق استهداف سيارات الأحتلال بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية , بالأضافة الى عدد من العمليات العسكرية الموجهة الى مدينة ايلات الأسرائيلية , بالأضافة الى عمليات تصفية مستمرة لأنصار الاحتلال الفلسطينى داخل سيناء , وهو ما أكسبها تأيد شعبى فلسطينى وسيناوى وجهادى كبير.
كان منحنى العلاقة بين الجيش المصرى وجماعة انصار بيت المقدس فى منتصف عام 2013 , حينما قامت قوات الجيش المصرى بأستهداف اربعة من اعضاء الجماعة عن طريق القصف الجوى أثناء استعدادهم لقصف الأراضى الاسرائيلية , تلك العملية العسكرية التى اكدت القوات المسلحة انها كانت جزء من تمشيط الاراضى السيناوية وملاحقة المتورطين فى مجزرة رفح الاولى والتى كان من ضمنهم عناصر الجماعة , فيما أعلنت الجماعة خيانة الجيش المصرى ومعاونته للجيش الأسرائيلى فى التخلص من عناصر المقاومة , مؤكدة أن من قام بأستهداف عناصر الجماعة هى قوات الطيران الأسرائيلى وليس الجيش المصرى.
كانت تلك العملية هى المسئولة الأولى عن ارتفاع وتيرة الصراع بين القوات المسلحة المصرية وبين عناصر الجماعة , كما كانت المسئولة عن التفاف اعداد كبيرة من عناصر التنظيمات الجهادية والاسلامية فى سيناء حول جماعة انصار بيت المقدس وزيادة تعاطفهم معها ضد القوات المسلحة المصرية , مؤكدين ان من قام بأغتيال اعضاء الجماعة هم القوات الاسرائيلية التى ظهرت طائرتهم بدون طيار عقب تمشيط القوات المسلحة المصرية للمنطقة المتواجد بها انصار الجماعة عن طريق الجو , وهو التايد التنظيمى والشعبى الذى حظت به الحركة عقب نشرها لفيديو على لسان الضباط المصريين المختطفين يشريرون فيه الى دور الجماعة فى الافراج عنهم دون خسائر.
ساد التوتر العلاقة بين القوات المسلحة وبين العناصر الجهادية فى سيناء خاصة مع بدأ الجيش المصرى فى توسيع التمشيط الامنى وتكثيفه فى منطقة شمال سيناء وجبل الحلال معقل الجماعات الاسلامية وجماعة انصار بيت المقدس , مما أدى الى وفاة العديد من عناصرها بتلك المناطق وهو ما قامت الجماعة السلفية الجهادية فى سيناء بنقده , مؤكدة أن القوات المسلحة تقوم بترويع الأمنين وإشاعة الرعب والهلع بمناطق بها كثافة سكانية من الأطفال والنساء والشيوخ وأستخدام الأسلحة فى عمليات استعراضية ضد اهل سيناء.
لتقوم بعدها جماعة انصار بيت المقدس بمحاولة الأنتقام لقتلاها خلال الشهور الماضية بمحاولة استهداف موكب وزير الداخلية أثناء انتقاله من منزله بمدينة نصر الى مقر عمله بوسط القاهرة بأستخدام سيارة مفخخة , أدت الى أصابة عدد من طاقم الحراسة الخاص به وعدد من المدنين المتواجدين بالمنطقة وقت الحادث.
اجمالي القراءات
4155