مصادرة كتاب جمال البنا وإعدام كتابين للسعداوي
شهد هذا الأسبوع حدثين بارزين في مصر في مسلسل منع الكتب لإعتبارات دينية أو اجتماعية أو سياسية، فقد قرر مجمع البحوث الإسلامية في مصر مصادرة كتاب «المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد العلماء» للمفكر
الحدث الاخر هو اقدام مطبعة مصرية على اعدام الطبعة الأخيرة من كتابي نوال السعداوي، رواية "سقوط الإمام"، ومسرحية "الإله يقدم استقالته من اجتماع القمة" ، بسبب تعرضها للذات الإلهية ، بناءً على طلب الناشر محمد مدبولي
الحدث الآخر هو اقدام مطبعة مصرية على اعدام الطبعة الأخيرة من كتابي نوال السعداوي، رواية "سقوط الإمام"، ومسرحية "الإله يقدم استقالته من اجتماع القمة" ، بسبب تعرضها للذات الإلهية ، بناءً على طلب الناشر محمد مدبولي حيث قال لوكالة الانباء الفرنسية إنه أمر بالتخلص من كتابين للسعداوي لتعرضهما للدين. وتضم الطبعة الجديدة 3 آلاف نسخة لكل كتاب. فيما ردت الكاتبة نوال السعداوي على ذلك بالقول انها تشفق على الناشر محمد مدبولي الذي قام بإعدام كتابيها ، وقالت انها ستسعى لدى دار أخرى لنشرهما لأن حق مدبولي قد سقط بعد إعدامه الكتابين بحسب أيمن عدلي من ( اخبار مصر ) . وأضافت إنها لن ترفع دعوى قضائية على مدبولي لأنها تعتبره ضحية ولا تريد أن تنحرف بالقضية عن مكانها الأساسي.
ويرى مدبولي ان كتاب " الإله يقدم استقالته" يتعرض للإله، ويضيف ... أنا رجل لا أحب المساس بالمشاعر الدينية، خصوصًا وأنا أحمل رسالة الحفاظ على الفكر وتقديم كل ما هو جديد للقارئ العربي.
وكان الكتابان قد أثارا ضجة كبيرة عند صدورهما فى العام 2000 ما دفع مجمع البحوث الإسلامية إلى تقديم اقتراحات بمصادرتهما.
وكانت السعداوي قد صورت ( الذات الالهية ) رجلاً في الستين من عمره يرتدي ملابس الملوك والأباطرة وقور ولا يتحرك من مكانه إلا قليلاً ويصطف الجنود والحرس من حوله في صفوف وبجانبه بحيرة من الماء وأنهار من الخمر .
و صورت السعداوي إبليس على أنه شاب وسيم في الثلاثين من عمره، أما رضوان حارس الجنة فصورته نوال على أنه السكرتير الخاص للذات الإلهية، هذا بالإضافة إلى تجسيدها لشخصيات الأنبياء.
من ناحيتها ردت السعداوي حول ما يردده البعض أنها تتعمد الهجوم على الذات الإلهية لسبب أو آخر، قالت السعداوي "أنا لا أرد على الجهلاء". ومما تجدر الاشارة اليه ان معرض القاهرة الدولي للكتاب 2008 شهد الكثير من محاولات منع أو تأخير وصول أو مصادرة لكتب. كما أثر الاتجاه المحافظ دينيا وسياسيا في كثير من فعاليات المعرض . فقد منعت "جهات رقابية" رواية "حب في السعودية" لإبراهيم بادي. لكن نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور وحيد عبد المجيد نفى مصادرة أي كتاب، مفسرًا هذه الشكاوى بأنهم " يفعلون ذلك للترويج لتلك الكتب". كما انتشرت شائعات خلال ايام المعرض تضمن مصادرة كتاب "أحلامي لا تعرف حدوداً" لأرنست تشي غيفارا الذي صدر قبل أكثر من عشرين عاماً، و"قبلة يهوذا" للفرنسي اوبير برولونجو و"حوار مع الملحدين في التراث" للبناني عصام محفوظ و"خبايا الذاكرة" لإبراهيم عمار. وكتاب "العمارة الفانية والإعمار الموجع" لرهيف فياض رغم السماح بعرضها في الدورة السابقة العام الماضي. وشكا آخرون من مصادرة كتب تخص المذهب الشيعي أو تطرح أصول ديانات أخرى غير الإسلام والمسيحية. وكانت رواية لهيفاء البيطار صودرت في دورة المعرض لعام 2007 لكن سمح بها في الدورة 2008 .
008 شهد الكثير من محاولات منع أو تأخير وصول أو مصادرة لكتب. كما أثر الاتجاه المحافظ دينيا وسياسيا في كثير من فعاليات المعرض
وكانت اصوات قد ارتفعت في عام 2004 مطالبة بمنع رواية " سقوط الإمام" لنوال السعداوي ، وكتاب " يسقط سيبويه " لشريف الشوباشي الذي يتضمن فيما يتضمن عدم اعتبار اللغة العربية لغة مقدسة لمجرد أن القرآن الكريم نزل بها ، ومن ثم لا يجوز عليها أي تجديد تقوى به وتصح وتزدهر ، ودعا الشوباشي إلى إعادة النظر في قواعد تلك اللغة الصعبة لكي نضمن لها أن تستمر بين المتكلمين بها . ويشير الشوباشي إلى أنه لا يوجد في القرآن الكريم ولا في السنة ما يشير من قريب أو بعيد إلى اصطفاء اللغة العربية وقدسيتها ، بل ولا حتى إلى امتياز العربي عن الأعجمي إلا بالتقوى . وعبر تاريخ مصر القريب حدثت عدة محاولات لمنع كتب واتلاف اخرى ومنها ما حدث في عام 1926 ، حيث صودر ومنع كتاب على عبد الرازق " الإسلام وأصول الحكم " ، وكتاب طه حسين " في الشعر الجاهلي " ، وفي الستينات منعت رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ ، وما زالت ممنوعة رسميًا.
اجمالي القراءات
3505