كتبت - هبة محسن:
علي غرار ''رامي'' الذي قرر تغيير نشيد الوطني للبلاد بأخر ''كول'' عصري ويتلاءم مع عصر السرعة في فيلم ''رامي الاعتصامي''، طالب الشيخ أحمد عامر - أحد الدعاة علي قناة الناس الفضائية - رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بتغيير علم مصر بحيث يتم حذف النسر منه ووضع عبارة التوحيد ''لا إله إلا الله محمد رسول الله'' بدلاً منه.
لم تظهر الدعوة إلي تغيير علم مصر في فيلم سينمائي ولكنها ظهرت حقيقية في برنامج الشيخ أحمد عامر علي قناة الناس الفضائية، مبرراً دعواه بأن تغيير العلم سيضمن أنه سيظل مرفوعاً إلي الأبد في جميع دول العالم ولن ينكث أبداً.
تباين في الآراء حول تغيير العلم
حاول ''مصراوي'' معرفة ردود فعل بعض المواطنين علي هذه الدعوة وجاءت علي النحو التالي ..
فقد أعربت هديل - مدرسة - عن رفضها لهذه الدعوة، وتساءلت:'' كيف نغير علم مصر الذي انتصرنا به في حرب أكتوبر؟!''، وقال خالد - محاسب- ''دي عالم فاضية مش لاقيين حاجة يعملوها''.
وأيدتها فى الرأي أمينة ''موظفة'' مؤكدة أن علم مصر بصورته الحالية هو رمز للدولة المصرية ولا يجوز تغيير الرمز، وتري نورا ''موظفة'' أن فكرة تغيير العلم بهذا الشكل غير مناسبة لأن مصر دولة متعددة الديانات فيها المسلمين والأقباط، واتفقت معها فى هذا الرأي آمال ''ربة منزل''، وأكدت أن مجرد الترويج لهذه الفكرة أمر خاطئ.
واختلف عنهم جميعاً محمد ''طالب جامعي''؛ حيث أبدي استحسانه لهذه الفكرة، وقال ''يا ريت يتغير ليدل علي أن مصر دولة إسلامية حقاً''.
وكان لأحمد ''موظف متقاعد'' رأي أخر؛ حيث يري أن هذه الدعوة كانت مجرد اقتراح ولم يأخذ علي محمل الجدية، مضيفاً:'' أنه حتي إذا تم تغييره إلي هذا الشكل فلا توجد مشكلة في هذا'' .
تاريخ علم مصر وتطوره
يرجع تاريخ استخدام الأعلام والرايات إلي الفراعنة المصريين فهم أول من استخدموا الرايات في الاحتفالات والحروب، وقد تطور العلم علي مر العصور حتي وصل إلي صورته التي عليها الآن.
أول علم تم اعتماده لمصر كان أحمر اللون يتوسطه هلال ونجمة بيضاء وهو رمز للدولة العثمانية؛ حيث كانت مصر ولاية تابعة للدولة العثمانية إنذاك وقد تغير هذا العلم كثيراً خلال الحكم العثماني لمصر من عام 1826 حتي عام 1923.
وفي العهد الملكي استبدل علم مصر بما يعرف باسم ''العلم الأهلي'' وقد تم اعتماده في 1923 وهو علم أخضر اللون يتوسطه هلال كبير وثلاث نجوم بيضاء، وقيل أن هذا العلم يرمز إلي خضرة الوادي وإلي الإسلام الذي يدين به الأغلبية.
وفي عام 1952 تغير علم مصر الأخضر ليحل محله علم ''التحرير'' والذي يرمز إلي ''ثورة يوليو'' وكان عبارة عن ثلاثة مستطيلات ''أحمر وأبيض وأسود'' يتوسطهم ''نسر الجمهورية'' كبير، ويتوسط النسر الهلال ونجوم الثلاثة، وكان هذا الظهور الأول لنشر الجمهورية في أعلام الدولة.
وفي عام 1958 تكونت الجمهورية العربية المتحدة وكان يستلزم هذا التغيير السياسي تغييراً في العلم المصري، واستمر وجود هذا العلم حتي عام 1971.
أما في عام 1972 فقد طل علينا علم مصر بهيئته الحالية والتي ظل عليها كل هذه الفترة المستطيلات الثلاثة '' أحمر وأبيض وأسود'' يتوسطهم ''النسر الذهبي'' وقد تم اعتماد هذا العلم عام 1984.