اساتذتى الأفاضل ..ارجو ان تقبلوا إضافتى لهذه المقاله القيمه للموقع .للأستاذه الفاضله الصديقه العزيزه د- لبنى حسن _-والتى وجدت ان من واجبى ان اشكرها عليها .وان اعرضها على موقع أهل القرآن .لما فيها من افكار جديرة بالقراءه والتفاعل معها ولما فيها من إشادة بموقع أهل القرآن ورائده الاستاذ الدكتور أحمد صبحى منصور..
تعقيباً على مؤتمر المضطهدين والمُهّمشين
اسم الكاتب : لبنى حسن
06/12/2006
أرى أن فكرة توسيع دائرة النشاط خطوة موفقة ومن شأنها جذب المزيد من الاهتمام الإعلامي والتعاطف الجماهيري كما ستساعد في إلقاء الضوء على الاضطهاد والتهميش من زوايا مختلفة من خلال تقديم رؤية أوسع وأشمل.
ولكن ألا نرى أن الأمر ربما يتطلب ما هو أعمق قليلاً من هذا في تلك المرحلة؟
أتمنى أن يتسع صدركم ولا يُساء فهمي ولكني فقط أحاول التفكير بصوت مسموع وطرح الموضوع للنقاش فلعلنا نصل إلى ما هو أفضل للجميع... ولدواعي المساحة وأهمية الإيجاز سوف أركز حديثي بشكل أساسي عن مصر، وهي بكل حال من الأحوال قد تكون نموذجاً لغيرها من الدول المجاورة.
نحن أمام كارثة حقيقية في مصر... لقد أمضيت وقت ليس بقليل في القراءة والبحث والتنقيب لأن مصادر المعلومات الأصلية أغلبها محجوب، ولكن النتيجة التي توصلت لها عن قناعة شديدة أن الغالبية في مصر ينتمون الآن للوهابية التي بدأت كحركة ولكن انتشرت وتطورت وأصبحت ديانة مستقلة بذاتها لها أركان مختلفة وطقوس وتعاليم جديدة تم تقديمها تدريجياً للناس على أنها الإسلام فيما وصفوه بالصحوة الإسلامية، وقد صدق هذا الشعب نظراً لأميته الثقافية ودعم حكومته بكافة مؤسساتها لهذا التوجه خاصة بعد أن لمست في المد الوهابي توافق مع مصالحها، فالديكتاتورية السياسية والتسلط الديني وجهان لعملة واحدة مكمليْن لبعضهما، ولا يمكن ترسيخ أحدهما على المدى الطويل دون الأخرى... مَن في أول الأمر سمح لجماعة الإخوان بالتوغل والانتشار بهذا الحجم؟ من حجب الظهور الإعلامي للشخصيات المستنيرة (أين المستشار سعيد العشماوي ود. زينب رضوان)؟ مَن تجاهل التعددية الدينية في مصر وقصر البرامج الدينية في التلفزيون الرسمي على الوهابية التي أطلقوا عليها إسلام؟ مَن ترك "مُدَّعي الدين" يروجوا لأفكارهم في الميكروباصات وعلى الأرصفة؟ مَن دعم تحول الأزهر إلى الوهابية؟ من جلب ودعم كل هذا وسعى إلى ترسيخه؟!
ولو نلاحظ تم إقصاء جميع رجال الدين الذين اعترضوا على هذا فيمكننا إلقاء نظرة سريعة على التطور الذي حدث في مصر ومراجعة التاريخ لنرى مثلاً الاضطهاد الذي وقع على الشيخ محمد عبده وأتباعه في الأزهر ثم نرى الإقصاء الذي حدث لأزهريين وغير أزهريين من أمثال سيد القمني وصبحي منصور وحلمي عسكر ونصر أبو زيد وجمال البنا وغيرهم (مع حفظ الألقاب للجميع)... وبالرغم أنني شخصياً لا أعتقد فيما يُسمَّى سنة وشيعة أصلاً لأسباب كثيرة وأعتذر لمن يضايقه هذا... لكن أستطيع الجزم أن في مصر لا يوجد سوى قلة عددية جداً مسلمة والباقي ينتموا للوهابية ويسموها إسلام بالرغم أنها لم تهبط عليهم سوى من ثلاث عقود فقط فلم نرى مظاهرها بهذا الوضوح سوى في الثلاثين عام الأخيرة والمشكلة الرئيسية أن معظم الشعب مغيب ومصدق أن هذا هو إسلامهم.. ولمن يريد فهم هذا بصورة أعمق يراجع موقع الدكتور صبحي منصور.
المضطهدين هم غالبية الشعب المصري المغيب الذي تحرضه قوى ظلامية وأخرى نفعية ديكتاتورية على بعضه ولا تهدف سوى لنهبه وتدميره وهذا هو ما يحدث الآن... الشعب في مصر ضحية والمواطن المتعصب مسكين علينا أن نرحم جهله ونأخذ بيده قبل أن يأخذها من يوظفه لخدمة أهدافه.. معمعظم المنتشرين على الفضائيات ليسوا "دعاة دين" بل هم "مدَّعي دين" وأزعم أن ما في وطننا الآن لا يمت للإسلام الصحيح بصلة.
أكثر أقلية مضطهدة ومُهَمَّشة جداً في مصر بل وفي العالم كله هم المسلمين الرافضين للوهابية.. تصوروا وصلتني رسالة مِمن يطلق على نفسه لقب "شيخ" يدعوني للهداية والدخول في الإسلام بعد بضع مقالات لي وكأن هناك من وكله على الأرض للتحدث باسم الرب وأعطاه المفتاح فخرجني وبعدين ح يدخلني لما أسمع كلامه الوهابي الذي قدمه لي على أنه الإسلام بعد الصحوة!!!.. نحن أمام مأساة حقيقية لا يجب تجاهلها أو اختزالها... جمع الأقليات أو المضطهدين والمُهَمَّشين كالأكراد وغيرهم جميل لكن لا تنسوا المشكلة الأساسية، لا تنسوا أن تضامنوا مع من يواجه الوحش الوهابي فهذا هو لب الموضوع وأساس المشكلة التي تتحدثون عنها لأن مهما حاولنا الحديث عن حقوق وقوانين لأقليات عددية لن يجدي ما دام هناك غالبية تعتقد أننا نعاديها ونهاجم ما يعتقدون أنه دينهم وصلب عقيدتهم بعد أن التبس عليهم الأمر واعتنقوا الفكر الوهابي واتخذوه ديناً ودنيا.
المشكلة المزمنة لدى أغلب المثقفين أو المجتهدين هي الخلط بين الإسلام السياسي وهذا يشمل الشيعة (كحزب الله في لبنان) والسنة (كحركة حماس في فلسطين) وبين الوهابية في صورتها الحالية كديانة مستقلة ترتدي رداء السنة وتقوم على تدمير كل مختلف وإقصاء كل مجتهد أو داعي للتفكير حتى لو كان من بين صفوفهم وقد انتشرت بسرعة فائقة نظراً لأسباب بعضها اقتصادي ومعظمها سياسي، وأخيراً يتم خلط هذا بالقرآن والذي يتبعه فعلياً قلة قليلة جداً - هم من تبقى من المسلمين - تسعى لتجميع بعضها بالعافية لتكوين حائط صد ضد الهجمات التتارية الوهابية.
وليس هذا كل شيء فحسب بل أرى أن المصادر المتوفرة والطاقات المبذولة حالياً يمكن توظيفها بشكل أكثر فاعلية... فكم من مؤتمرات ومناقشات ومؤسسات وجمعيات وحركات واجتماعات وأبحاث ومقالات وكتب فاخرة وتنديدات ومناشدات حدثت وتحدث وسوف تحدث، وعملياً لا تصل للمستهدفين بل تبقى في دائرة اهتمام المؤيدين لها فقط ولا تحدث التغيير الحقيقي الذي ننشده، بالتأكيد لا أنفي أهمية ما بذل فقد نجحت تلك المجهودات في دفع المشكلات للسطح ولكن يجب لفت الانتباه لضرورة تخطي تلك المرحلة (مرحلة طرح المشكلة على نطاق ضيق نسبياً) إلى مرحلة تقديم حلول ملموسة ومؤثرة تصل للناس ولا تظل حبيسة الأوراق والكتب وتسجيلات الفيديو.
ما زلنا نحاول علاج النتائج بتطيب الخواطر ومناشدة حكومات من الطرشان دون أن نقترب من التصدي للأسباب الحقيقية فكأننا نحاول مليء الكوب المخروم كلما فرغ، مع علمنا أنه سيفرغ دائماً ما دام سيظل مخروماً... دورنا هو الوصول للشارع (للناس) تماماً كما وصل طيور الظلام وبنفس أسلحتهم وليس بمناشدة الحقوقيين والمثقفين ولا المجتمع الدولي والسياسيين المنتفعين في الداخل والخارج الذين يحملون أجندة برجماتية ولم يقدموا لنا أو لغيرنا يوماً ما يفيد، علينا دعم وتكوين جبهة فعالة وظاهرة إعلامية لمواجهة التخلف الفكري والتأسلم السياسي المنتشر حتى نواجه الإرهاب المعنوي ونصل للعامة (أساس المشكلة) لحثهم على إعمال العقل المخدر بدلاً من تركهم فريسة لمشايخ الوهابية ودعاة الإرهاب وكتب التكفير.
فلنستفيد من الواقع ونفكر كيف وصل بنا الحال لما نعاني منه؟ كيف تغلل ما يؤرقنا؟ كيف نجح المد الوهابي؟ كيف تضم جماعات الإسلام السياسي المزيد لصفوفها يوماً بعد يوم؟ كيف استغلت الوهابية "قطعنة" المجتمع وحجب وسائل المعرفة عنه؟ ألم يكن من خلال التعليم والإعلام بشكل أساسي؟؟
على الأقل لا نملك تطوير التعليم الآن ولكن ماذا عن الإعلام ولا أعني الإعلام المقروء فلا مواقع نت ولا حتى صحف ومجلات وكتب بلغات العالم ستؤثر في تلك المرحلة المتأخرة، وأيضاً تلك ليست الأساليب المثالية لمخاطبة غالبية أمية مغيبة هي السبب الرئيسي في مشكلتنا وليس الغرب أو المثقفين، كما لن تفيدنا القوانين كثيراً لأنها لا تطبق وإن طبقت لا تكفي بأي حال من الأحوال ولن تعالج سوى القشور!
ألا يمكن أن نقدم ما يخترق حالة الجمود الفكري لمواجهة السموم التي تبث في العقول لأن مشكلتنا لن تحل إلا إذا أزحنا الغبار عن تلك العقول؟ ألا يمكن توظيف المصادر بشكل آخر لمخاطبة قاعدة عريضة في ظل السماوات المفتوحة؟ ألا يمكن لكل القائمين على هذه المؤسسات والجمعيات الاتحاد ومحاولة طرح إعلام مرئي تنويري يصل بالمغيبين - وهم الغالبية التي تقودها أقلية - إلى مرحلة من الوعي لنواجه الأصولية والانغلاق والالتهاب المجتمعي، حتى نتخلص تدريجياً من الهمجية والتشنج والطائفية الناتجة عن الجهل الذي أحسنت استغلاله قوى التسلط الدينية المتحالفة مع قوى الشر السياسية.
لبنى حسن
Lobna_hassan88@yahoo.com
اجمالي القراءات
17958
وإن كنت لا أرى أن مجرد قناة فضائة تستطيع أن تغير أو تساعد على تغيير الأغلبية الصامتة من التى اعتادت أن تقول (مع) وأن تكون تابعة ولا تفكر فيمن تتبع ولا بمن تقتدى
وتقبلى فائق الاحترام