مبارك يفر خارج القاهرة والرعب يسيطلر علي دوائر الحُكم .. اللجنة المشرفة علي اضراب اساتذة الجامعات تت
من مراسلنا في القاهرة
سيطرت حالات من الرعب والفزع علي دوائر الحكم والتي فشلت طوال الايام الماضية في اقناع اساتذة الجامعات بتأجيل اضرابهم عن العمل ولم تتمكن تلك الدوائر سوي في تحريض رؤساء الجامعات وعمداء الكليات المعينيين من قبل السلطة علي افساد هذا الاضراب ، وبينما فر مبارك من مقر الرئاسة بقصر العروبة كعادته قبل كل اضراب الي ملاذ آمن كما قالت مصادر لنا إلى جهة غير معلومة،
اعلنت وزارة الداخلية حالة الطواريء القصوي ولاسيما في صفوف جهاز مباحث امن الدولة والذي استولي علي الجامعات بشكل تام خلال الساعات الماضية ومضي يرعب الجميع بتهديدات
وتجيء حالة الفزع تلك بينما تأهبت منظمات دولية ومحلية حقوقية ووسائل اعلام دولية ومحلية لمتابعة هذا الحدث الفريد من نوعه وتغطيته تغطية كاملة حيث قررت لجنة إضراب أساتذة الجامعات، اللجوء إلي الاتحاد الدولي للجامعات في حالة تعرض أي من المشاركين في «إضراب 23 مارس» غداً «الأحد»، لتعنت الإدارات الجامعية في توقيع عقوبات عليه، وهو ما يعد خطوة تصعيدية جديدة من جانب اللجنة.
قال الدكتور هاني الحسيني، عضو لجنة الإضراب، إن اللجنة دعت أعضاء هيئة تدريس الجامعات المشاركين في الإضراب، إلي إبلاغها بأي نوع من التهديدات التي قد يتعرضون لها، مؤكداً أن اللجنة قررت اتخاذ إجراءات قانونية لمواجهة هذه التهديدات، تبدأ بحضور عدد من المحامين مع الأساتذة الذين من الممكن أن يحالوا للتحقيق، وتنتهي باللجوء إلي الاتحاد الدولي للجامعات.
وأوضح الحسين أن الاتحاد الدولي للجامعات، وهو اتحاد تابع لمنظمة اليونسكو، كان من المشاركين في المعاهدة الدولية للعهد الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، كما أن وثيقة الاتحاد تضمنت أن تتاح الفرصة لأعضاء هيئة التدريس للقيام بالاعتصام والإضراب والتوقف عن العمل فيما يقتضي ذلك للدفاع عن حقوقهم.
وأعرب الحسيني عن دهشته لما سماه «الاهتمام المفاجئ» من جانب رؤساء الجامعات بالعملية التعليمية، في الوقت الذي ألغي فيه رئيس جامعة القاهرة العام الماضي أسبوعاً كاملاً من الدراسة انتظاراً لافتتاح السيدة سوزان مبارك المكتبة المركزية.
ومن جانبه، قال الدكتور سالم سلام إنه من الطبيعي أن يدافع أصحاب المصالح عن قرار رئيس مجلس الوزراء بـ«الزيادة المشروعة» لدخول الأساتذة، لأنهم يستفيدون من مشاركتهم فيما يسمونه مشروعات تطوير الأداء الجامعي.
وأكد أن أي رئيس جامعة لا يستطيع أن يحيل عضو تدريس للتحقيق كما يدعون، مشيراً إلي أنه لا يعقل أن يحيل رئيس الجامعة عدداً من الأساتذة للتحقيق بسبب حقهم في الإضراب.
وحددت لجنة الإضراب آلياته، علي أن يكون إضراب كل عضو هيئة تدريس بمكتبه بالكلية منذ الصباح، ثم يجتمع المضربون في كل جامعة بعد ذلك في تمام الواحدة بعد الظهر أمام إدارة جامعتهم في وقفات احتجاجية.
وأشارت اللجنة إلي أن الإضراب يشمل جميع الجامعات الحكومية المصرية، وأن المشاركة فيه تعني التواجد في محل العمل من بداية اليوم الدراسي والامتناع عن أداء جميع الأعمال التعليمية، وإعلان المشاركة من خلال تعليق الإشارة و«الاستيكرز» الخاصين به، ويقتصر الإضراب في المستشفيات علي إعلان المشاركة من خلال تعليق الإشارة علي ملابس عضو التدريس و«الاستيكرز» علي باب مكتبه أو معمله أو التجمع في مكان ظاهر تحت لافتة الإضراب لبعض الوقت.
كما ناشدت اللجنة أعضاء هيئة التدريس، الذين ليست لهم مهام تدريسية في اليوم المعلن للإضراب التواجد في الجامعة وتعليق شارة الإضراب.
في سياق متصل، أعرب طلاب الجامعات عن تضامنهم مع أساتذتهم في حقهم في الدفاع عن مطالبهم، مؤكدين أن إضرابهم عن التدريس لن يلحق بهم ضرراً بالغاً كما يشير رؤساء الجامعات.
وقالت مي بسيوني، طالبة بحقوق القاهرة، إن الأساتذة من حقهم الإضراب لأنهم لا يحصلون علي حقوقهم من الحكومة، معتبرة الإضراب خطوة جيدة من أجل استعادة الأساتذة جزءاً بسيطاً من حقوقهم، وهو زيادة رواتبهم.
وقالت إن الأساتذة مثلهم مثل باقي الشعب، يعانون من ارتفاع الأسعار في ظل قلة دخولهم، وأشارالطالب يحيي زكريا، بطب عين شمس إلي أنه إذا تأثرت الجامعة يوم 23 مارس بإضراب الأساتذة، فإن هذا التأثير لن يتعدي يوماً واحداً، ولكن عندما تستجيب الحكومة لمطالبهم في زيادة رواتبهم، فإن ذلك يعود بالإيجاب علي مستقبل التعليم في مصر علي المدي البعيد.
وقال إن الطلاب يؤيدون ويساندون الأساتذة في مطالبهم، وأنهم غير متضررين أو متأثرين بهذا الإضراب، أما الطالب أحمد لطفي، بتربية عين شمس، فقد أكد ضرورة أن يجد الأساتذة التقدير المادي المناسب، لأنهم يمثلون علماء مصر ويؤثرون في شريحة كبيرة من المجتمع،
وأضاف أن هناك تأثيراً سيقع علي الطلاب بسبب إضراب الأساتذة في ذلك اليوم عن المحاضرات، لافتاً إلي أن الأساتذة كان بإمكانهم التعبير عن مطالبهم بأكثر من أسلوب، بعيداً عن الإضراب، حيث من الممكن أن يحضروا محاضراتهم ثم يعملوا وقفات احتجاجية، مشدداً علي أن جامعة عين شمس ليس من بينها عضو واحد يشارك في الإضراب، ولذلك هم لن يتأثروا به.
ويعتقد رامي عبدالعزيز مجاهد، طالب بتجارة حلوان، أن إضراب الأساتذة هو الحل الوحيد لأنه يعد أكثر الوسائل فعالية في الضغط علي الحكومة المصرية بعد أن ثبت ذلك في أكثر من موقف، وقال: «الحكومة لا تأتي إلا بـ(لي الذراع) حسب قوله، مشيراً إلي أنهم يساندون الأساتذة فكراً ومضموناً ولكن بدون مشاركة.
وأكد أن الإضراب سوف يؤثر علي الطلاب ولكنه يعلم أن أعضاء هيئة التدريس سيتعاملون مع الموقف بفكر جيد، موضحاً أن إضراب الأساتذة من أجل زيادة رواتبهم حق أصيل لهم لأن قلة الدخول أثرت علي العملية التعليمية ككل وليس الأساتذة فقط، لأن الدخول الضعيفة هي التي أظهرت الدروس الخصوصية، وهي التي جعلت أستاذ الجامعة يفضل العمل في الجامعات الخاصة.
وفي محاولة أخيرة من إدارات الجامعات لشغل الأساتذة والطلاب عن الإضراب، قررت الجامعات عقد مؤتمرات وندوات وورش عمل يوم غد «الأحد»، وهو موعد الإضراب.
واتخذت إدارات الجامعات إجراءاتها لتهميش ذلك الإضراب وشغل الطلاب والأساتذة بالجامعات عن طريق مخاطبة وسائل الإعلام بهذه الأنشطة التي تقام بحضور وزراء ومسؤولين.
ومن الجامعات التي تعقد أكثر من ندوة وورشة عمل في اليوم المقرر للإضراب أو تتزامن معه، جامعة حلوان التي تستضيف الملتقي الأول للشؤن التشكيلية، وتنظم ملتقي لتفعيل العمل التطوعي، كما تشهد أيضاً تنظيم الأسبوع البيئي الثالث.
أما جامعة القاهرة فتحتفل بتخريج دفعة 2007 لكلية العلوم وتكرم الأساتذة الحاصلين علي جوائز علمية دولية. وفي جامعة عين شمس، يشهد يوم الإضراب إقامة مهرجان البيئة الخامس والذي يحضره وزير الدولة لشؤون البيئة. وفي جامعة المنصورة، يقام المؤتمر الهندسي الدولي السادس ويحضره عدد من المتخصصين في الهندسة بجميع أنحاء العالم.
وتقيم جامعة أسيوط ندوة في كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية، وسوف توزع خلال الندوة 40 منحة مجانية من وزارة الاتصالات للتدريب لمدة شهر، كما تعقد جامعة الزقازيق تحت رعاية رئيس الجامعة، ندوة عن صناديق الاستثمار.
اجمالي القراءات
4802