نبيل هلال-المقال الرابع من سلسلة مصر ليست بلاد القبط
المقال الرابع
وكان بطلميوس الثاني فيلاديلفيوس قد طلب من اليهود ترجمة التوراة من اللسان السرياني إلى اللغة اليونانية لغته ولغة العالم المتحضر يومها , فعكف على ترجمتها سبعون (أو ثلاثة وسبعون)حاخاما أتموا ترجمتها في سبعين يوما لذا اشتهرت باسم التوراة (السبعونية) - والفارق الزمني بينها وبين التوراة التي نزلت على نبي الله موسى حوالي ألف عام - وهي النسخة التي تُرجمت منها كل نسخ التوراة بلغات العالم فيما بعد , وهي تحتوي على أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان ."والنص(السبعوني) مكتوب باللغة اليونانية , وإن قيل إنه قد ترجم من اللغة العبرية إلا أن هذا الأصل العبري مفقود , وبعد ذلك بخمسة قرون - خمسمئة سنة بالتمام والكمال -ظهر نص عبري , لكن كاتبه يوناني ,ولا أحد يعلم من أين أخذه .وبعد ذلك بقرن آخر ظهر النص اللاتيني المسمى "فولغاتا",لكن هذا النص اعتمد على النص السبعيني . ومن المعروف أنه لم تكن ثمة لغة أو حتى لهجة ,تدعى بالعبرية ,واليهود كانوا يتكلمون اللهجات العربية التي يتوزعون فيما بينها .واللغة التي يدعونها بالعبرية القديمة ليست إلا اللهجة العربية الكنعانية أو الآرامية "(المرجع: د.أحمد داوود – تاريخ سوريا القديم –تصحيح وتحرير –الجزء الأول- ص 577) . وكان من أهم وأخطر ما تم تزييفه واختلاقه في هذه الترجمة ما كان منها بشأن تسمية بلاد وادي النيل باسم (مصر) , وكان المعروف والسائد هو تسميتها باسم "القبط". وكان اسم بلاد وادي النيل هو "بلاد القبط" , وكلمة القبطي وصف لساكن وادي النيل , ولا تعني كما يسود الآن من باب الخطأ أنه المسيحي , فكل من سكن وادي النيل فهو قبطي بصرف النظر عن ديانته , فالقبطية جنسية وليست دينا . ولم يرد في خرائط العالم القديم أي وصف لبلاد وادي النيل بأنه "مصر", ولم يرد في أدبيات الإغريق والرومان هذا الوصف . وتظهر خرائط العصر اليوناني اسم"إيجيبتوس"وصفا لوادي النيل ,وهو "إيجيبت" في خرائط الرومان ( فمقطع السين في الأسماء اليونانية يناظر تنوين الأسماء العربية , فاسم مارك مثلا يصبح ماركوس , وأنطونيو يصبح أنطونيوس وهكذا) , وكل الخرائط الأجنبية حتى الآن تسمِّي بلاد وادي النيل (وهي الآن جمهورية مصر العربية) باسم "إيجيبت" , ولفظ"إيجيبت"هو عينه لفظ"قبط" والتي كان أصلها "هقبط" , وحرف الهاء كان للتعريف في اللغة العربية القديمة , وكانت تُلفظ باللسان الفينيقي القديم "كوبتو- kopto " , وكانت القاف في العربية الشرقية القديمة تنطق مثل القاف البدوية الشرقية اليوم . وانتقل هذا الاسم عبر الفينيقيين إلى بلاد اليونان وإيطاليا والعالم وأصبح egypto , أي أن كل المسميات القديمة لوادي النيل تدور في فلك لفظ "قبط". كيف إذن مُحيت من ذاكرة الناس اسم قبط كوصف لبلاد وادي النيل , ومن أحل مكانه اسم "مصر" ؟ ذلك كان من وضع حاخامات اليهود الذين تولوا ترجمة التوراة من اللسان السرياني إلي اللغة اليونانية , وفي هذه الترجمة أحلوا – عمدا لا سهوا -كلمة "مصر" مكان كلمة "القبط" ,"ومصر "المذكورة في التوراة هي مسرح أحداث موسى ومن قبله نبي الله يوسف كما سيرد في موضعه من الكتاب . وبنو إسرائيل عشيرة بدوية -أو تحالف عشائري - عاشت في أراضي الحجاز شأنها في ذلك شأن قبائل الأوس والخزرج وقريش وكانت تتحدث بلهجة كنعانية تسمى حاليا بالعبرية , وهي ليست تلك الأمة الهائلة العدد , ولا هي ذلك الشعب العظيم الذي يذكر التاريخ منجزاته في وادي النيل . انتهى المقال الرابع ويليه الخامس إن شاء الله .بتصرف من كتابنا .....بين القرآن والتراث - نبيل هلال هلال
اجمالي القراءات
18454
تحية الى السادة المشرفين على الموقع ,أود استكمال سلسلة مقالاتي لكن ثمة عائق ما -لديكم- يمنع من استقبال المقالات , رجاء التحقق واصلاح ما قد يكون سببا في ذلك _مع خالص تحيتي وشكري-نبيل هلال هلال -من كتاب الموقع