نجاد يتجول بأمان في شوارع بغداد.. والسبب....
أثارت الزيارة التي قام الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى العاصمة العراقية مطلع الأسبوع الجاري، وهي الأولى من نوعها، العديد من التساؤلات، لعل أهمها: كيف كان نجاد يتجول بكل بساطة في شوارع بغداد؟
كما برز سؤال آخر، وهو: من كان مسؤولاً عن حماية الرئيس الإيراني، الذي يعتبر واحداً من أبرز السياسيين المناهضين لسياسات الإدارة الأمريكية الحالية، خلال زيارته التي استغرقت يومين إلى العراق، حيث يمسك الجيش الأمريكي بزمام الشؤون الأمنية هناك؟
من جانب آخر، اعتبر ثاني أكبر مسؤول عسكري أمريكي سابق في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو، أن تلك الزيارة تقدم "دليلاً واضحاً" على أن طهران ما زالت تقدم الدعم العسكري للجماعات المسلحة في العراق، سواء بالتدريب، أو تزويدها بالأسلحة.
وقال أوديرنو، الذي كان يتحدث للصحفيين بمقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الثلاثاء، إنه لم يستغرب من أن الرئيس الإيراني كان يمكنه التجول في شوارع العاصمة العراقية وهو يشعر بالأمان، رغم تزايد وتيرة العنف في بغداد مؤخراً، دون أن يخشى على حياته.
وأضاف النائب السابق للقوات متعددة الجنسيات في العراق، قائلاً: "هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بشن مثل تلك الهجمات، والتي عادة ما تستهدف القوات الأمريكية والعراقية في بغداد، هم في الأصل يتلقون الدعم من إيران، وبالتالي فإنهم لا يمكنهم مهاجمته (نجاد)."
ولكن الجنرال أوديرنو نفى معارضته إقامة علاقات دبلوماسية بين بغداد وطهران، قائلاً: "إيران دولة مجاورة للعراق، ولذلك عليهما أن يقيما علاقات مشتركة بينهما".
وأستطرد قائلا: "ولكن الأمر الذي يجب التأكيد عليه هو ضرورة أن تكون هذه العلاقات مفيدة للطرفين."
ورداً على سؤال حول دعوة الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، والذي يرتبط بعلاقات قوية مع النظام الإيراني، لمليشيا "جيش المهدي" الموالية له، بتمديد تعليق الهجمات في العراق، قال الجنرال الأمريكي، إن الصدر "يحاول إعادة بناء حركته"، لتكون أكبر من مجرد حركة مسلحة.
وكان أوديرنو قد ذكر في وقت سابق من الشهر الماضي، في مقابلة مع مجلة "نيوز ويك"، أن النظام الإيراني "لا يزال يواصل إرسال الأسلحة والمال إلى داخل العراق."
وقال: "من الواضح أنهم يواصلون إرسال الأسلحة والمال إلى داخل العراق."
وأضاف قائلاً: "إنهم (الإيرانيون) يعملون على تدريب مدربين في إيران ليعيدوهم إلى العراق، مما يغطي على بصماتهم قليلاً في الأمر."
وتابع قوله: "أرى أن النظام الإيراني يريد حكومة ضعيفة في العراق، بما يمكنه من زيادة سلطته على هذه المنطقة من العالم."
وقبيل زيارته التاريخية لبغداد الأحد، استخف الرئيس الإيراني السبت، بالاتهامات الأمريكية بتدخل طهران في شؤون العراق، قائلاً: "إيران ليست بحاجة للتدخل في العراق، فنحن أصدقاء لكافة الجماعات هناك. أليس من السخيف أن يتهمنا أولئك الذين نشروا 160 ألف جندي في العراق، بالتدخل هناك؟"
وبعد وصوله بغداد في اليوم التالي، قال نجاد إن زيارة العراق "دون وجود الديكتاتور، أمر جيد،" في إشارة إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأكد نجاد أن الزيارة ستفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
اجمالي القراءات
2703