لا يسمع لا يري.. لكنه يتكلم فـ..(1) قراءة في خطاب عمر سليمان

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٨ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


لا يسمع لا يري.. لكنه يتكلم فـ..(1) قراءة في خطاب عمر سليمان

كارم يحيى :لا يسمع لا يري.. لكنه يتكلم فـ..(1) قراءة في خطاب عمر سليمان

elbadil | February 6, 2011 | التصنيف : هايد بارك
25Share
 


مقالات الثورة وميدان التحرير (3)

تحدث اللواء عمر سليمان منذ تعيينه في 29 يناير 2011 بقرار الدكتاتور مبارك نائبا لرئيس الجمهورية ثلاث مرات الى الآن . المرة الأولى في كلمة قصيرة موجهة عبر التليفزيون الرسمي ليلة 31 يناير،و الثانية في حوار مطول مع
التليفزيون نفسه في 3 فبراير ، والثالثة لشبكة ” ” إيه . بي .سي” الامريكية في 4 فبراير .وبداية يجب الاشارة الى ان من تابع احاديث الرجل يدرك ان لديه كفاءات في الخطابة والحوار والحضور الشخصي أعلى من مبارك ،مما يجعله في نظر البعض اكثر خطرا على الديموقراطية .
وفيما يلى أبرز الملاحظات التي خرجنا بها بعد تحليل خطاب اللواء سليمان:
ـ كرر كلمة ” الرئيس حسني مبارك ” أو ” الرئيس ” 3 مرات في المناسبة الأولى ، و 10 مرات في المناسبة الثانية ، و 6 مرات في الثالثة. وبما يفيد الولاء
المطلق لصاحب قرار تعيينه . و قد تحدث عن مبارك بوصفه ” رجلا شجاعا ” ، و” أبا” للمصريين مستعيدا في ذلك اللغة الأبويه المتخلفه في آخر عهد السادات ، ومن دون ان يوجه له اشارة انتقاد واحدة .
ـ رفض المطلب الأول لثورة الشعب المصري الداعي لرحيل مبارك واصفا إياه بأنه “قصة غريبة على اخلاق المصريين ” و ” نداء للفوضى”. بل ذهب الى تخوين المطالبين برحيل مبارك قائلا :” لا أعتقد ان من يثير هذا الموضوع يتصف بالمصرية”. وزعم انهم “جزء صغير من الشعب المصري” و”عدد قليل من الأشخاص “.
ـ لم يعترف أبدا بأن احتجاجات المصريين ” ثورة ” أو “إنتفاضة شعبية ” .و اكتفى ـ في أفضل الأحوال ـ باستخدام توصيف مبهم من قبيل ” حركة 25 يناير ” . ومع انه نفى عنها صفة ” التخريب ” في حديثه للتليفزيون المصري الا انه عاد في الحديث ذاته ليقول عنها إنها :” حركة تخريبية “!. كما استدعى القاموس الأمني البوليسي سئ السمعة للنظام المصري منذ عهد السادات . فتحدث عن ” عناصر مندسة” و” تدخل عناصر مشبوهة ضد جهاز الشرطة”" أجندات خارجية ” و” أجندات خاصة لارهاب المجتمع و ترويعه ” و ” اغراض خاصة داخلية “. و اعتبر أن الهدف هو ” فتنه ” و ” عدم استقرار وترويع ” و أن
” المتظاهرين لا شك انهم مدعومون من أجانب ” .بل عاد الى لغة التخوين فقال :” آمل ان يعترفوا انهم لم يعملوا لصالح البلد “.
ـ إعتبر ان مبارك استجاب لـ ” المطالب المشروعة ” للمتظاهرين و الشباب وقام بتلبيتها ، متجاهلا أبرز المطالب وعلى رأسها رحيل مبارك ونظامه . وزعم ان إعلان الدكتاتور انه لم يكن ينتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة كاف.و أشاع انه بامكان البرلمان المزور و آلة النظام في القمع والتزوير بامكانهما قيادة تعديلات دستورية ـ هي بالأصل محدودة ـ في ظل بقاء مبارك ونظامه . بل قال بان ماقدمه مبارك من تنازلات قبل الإعلان عن استقالة الامانة العامة للحزب الوطني في 5 فبراير ” لا يمكن تقديم أكثر منه” .
ـ اتسم خطابه بالارتباك الواضح إزاء مهاجمة رجال أمن الدولة و عصابات الحزب الحاكم و رجال الأعمال للاعتصام السلمي في ميدان التحرير يومي 2 و3 فبراير . قال إنه ” أمر سئ”و ” نحن نعتذر للشباب ” و”مؤامرة يجب البحث عمن وراءها ومحاسبته محاسبة عسيرة ” . .لكنه قال في الوقت نفسه :” المجموعة المؤيدة للرئيس مبارك خرجت بشكل تلقائي تعبيرا عن مشاعرهم لرئيسهم وحبهم له ولمصر ” و”تصرفت بشكل جيد ” . بل نفي ” مقتل أي شخص ببندقية او قناصة ” . وزاد على ذلك نفيه لـ ” حدوث هذا الأمر من قبل ” ،وكأن مصر لم تعرف اعتداءات 25 مايو 2005 أو اعتداءات البلطجية ورجال الأمن التي صاحبت كل انتخابات برلمانية في عهد مبارك .
وهكذا تحدث اللواء عمر سليمان مدير جهاز مخابرات مبارك السابق و نائبه الحالي .
لا يسمع ولايرى .. لكنه يتكلم فـ .. .
كارم يحيى
صحفي بالأهرام
في 6 فبراير

اجمالي القراءات 3233
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق