بلال فضل يكتب: السيد الليبرالي

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


بلال فضل يكتب: السيد الليبرالي

ربما كان الوجه المشرق الوحيد لجريمة ذبح صحيفة الدستور هوأنها أكدت للمتشككين أن المسلمين والمسيحيين من أبناء هذا الوطن مازالوا قادرين على العمل المشترك من أجل خفض هذا الوطن، بدليل أن رجل الفضاء والدواء السيد البدوى وشريكه رجل المدارس الغالية رضا إدوارد قررا دون ضجيج ولا صخب أن يقفا متعانقين على أنقاض صحيفة الدستور، ولم يفعلا ذلك مجاناً، كما اعتاد زبائن موائد الوحدة الوطنية، بل دفعا فيه ستة عشر مليون جنيه، وشوف أنت مبلغا كهذا يعمل كام مائدة وحدة وطنية؟.

الدكتور البدوى نفى مراراً وتكراراً أن تكون هناك صفقة من الحزب الوطنى لإبعاد الأستاذ إبراهيم عيسى عن الصحيفة، التى اصطنعها على عينه وجدد بها دماء الصحافة المصرية وكتب بها فصلاً مشرقاً ممتدا فى تاريخها وأقض بها مضاجع المستبدين والفسدة ويقدّم للصحافة المصرية جيلاً مشرقاً لامعاً من الكتاب والصحفيين والفنانين. أنا بالطبع أصدق الدكتور البدوى، لكن معرفتى بعبقريته فى مجال البيزنس، جعلتنى أستشيط غضبا عندما وجدت أنه قام بذبح صحيفة الدستور، فى أغلى عملية ذبح فى تاريخ الصحافة، وبدد آمال الكثيرين فيه كبديل جاد عن أراجوزات المعارضة، فضلا عن هز الثقة التى بدأ الملايين يستعيدونها فى حزب الوفد بشكل أقض مضجع الزعيم مصطفى النحاس فى قبره، وكل ذلك ببلاااااااااش، ثم يتصور أنه بإعلان بيع أسهمه فى صحيفة الدستور لشريكه رضا سيعفى نفسه من مسؤولية ذبح الصحيفة وإسكات صوت إبراهيم عيسى.

طيب، أنتم تعرفون الدكتور السيد البدوى، لكن هل تعرفون الأستاذ رضا إدوارد؟، لم أعرفه شخصيا لسوء حظى، لكن تصريحاته التى تنشر كثيرا فى الصحف هذه الأيام دون صور شخصية له، توحى بشخصية كوميدية من الطراز الرفيع، لدرجة أننى أفكر فى أن أقوم بتحويل أوراق أبناء أقاربى ومعارفى إلى المدارس التى كتبوا أنه يمتلكها، لعلهم «يلقطون» قدرته على صناعة النكتة، يقولون فى الصحف إنه قال لصحفيى الدستور المحتجين على إقالة أستاذهم «أنا ممكن أطلّع الجرنان ده برجلى بكره»، نُشِر هذا الكلام فى أكثر من موضع ولم أقرأ ردا منه عليه، فظننت أن من نشروه يفتئتون على الرجل، لكننى بعد أن شاهدت الأعداد الصادرة من الدستور بعد رحيل إبراهيم عيسى عنها، تأكدت أن «رِجل» الأستاذ رضا ضالعة فى هذه الأعداد لا محالة، وأغلب الظن أنه لم يكن يرتدى جوارب أثناء تطليعه لها.

الأستاذ رضا قال، فى تصريح لوذعى نشرته له صحيفة الشروق «لو اجتمع الرئيس مبارك بكل رؤساء العالم وقرروا إعادة إبراهيم عيسى إلى رئاسة التحرير فلن أعيده»، فكرت بعد قراءة التصريح أن أقوم بزيارة مفاجئة للدكتور مصطفى الفقى، لأستعير محموله أبو«برايفت نمبر» ثم أتصل منه بالأستاذ رضا وأقلد صوت الرئيس قائلا بصوت غاضب «إيه الكلام اللى بتقوله ده يارضا.. هىّ حصّلت.. رؤساء عالم إيه اللى أقعد معاهم عشان أتكلم عن إبراهيم عيسى.. رَجّع إبراهيم يا رضا»، ثم أقفل الخط فورا، لنرى فى اليوم التالى السيد رضا وهويعانق إبراهيم عيسى ويحب على رأسه أمام عدسات الكاميرات، وإلى جوارهما الدكتور البدوى بابتسامته المشرقة الملتصقة بوجهه منذ عودة حزب الوفد الجديد.

وهو يعلن للصحفيين والدموع تترقرق فى عينيه بحكم عاطفته الجياشة التى تقلب بدموع كلما وقع قرار إقالة قائلاً: «يا إخوانى ماجرى كان مجرد كابوس والحمد لله أننا أفقنا منه بفضل مكالمة السيد الرئيس، ولذلك أعلن استقالتى من الاستقالة التى قدمتها من رئاسة مجلس إدارة الدستور، وأعتذر للمائة وخمسة وثمانين صحفيا الذين حاولت إقناعهم خلال الأيام الماضية بأن يتولوا رئاسة تحرير الدستور بأى مبلغ يطلبونه، وأعلن عن إنتاج عمل تليفزيونى ضخم عن حياة الأستاذ رضا إدوارد يقوم ببطولته كل من الفنان رضا إدريس والفنان إدوارد اللذين سيلعبان معا شخصية الأستاذ رضا، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الأجهزة المختصة».

نعم فكرت أن أفعلها وأكذب، وأنا أعرف أن الكذب خيبة، لكنهم يقولون إنه مباح إذا كان بغرض إصلاح ذات البين، فما بالك إذا جاء بهدف إنقاذ الدكتور السيد البدوى من ورطاته المتكررة التى بات يتعثر فيها كلما فتح فمه هذه الأيام، فهويقول كلاما ينفيه شريكه رضا بعدها بساعات، ثم يقول كلاماً قاسياً بحق إبراهيم عيسى فى غيابه، وعندما يواجهه إبراهيم على الهواء كما رأينا فى قناة المحور يلين له القول، وهانحن بعد أيام طويلة من الاستماع إلى تصريحات الدكتور البدوى لم نعد نأمل فى أن نجد لديه حلولا لمشاكل مصر، بقدر ما بتنا نأمل فى أن نفهم منه كلمتين على بعض فى موضوع إبراهيم عيسى الذى لم نفهم كيف يمكن أن تتفق إقالته مع مبادئ الليبرالية وثقافة الحوار وأخلاق الوفد العريقة، حتى بات الناس فى بر مصر يسألون الله ألا يكتسح الدكتور البدوى انتخابات مجلس الشعب القادمة ويصل إلى كرسى الرئاسة، بعد أن اتضح أن الدكتور الليبرالى خُلقه ضيق، فعندما يختلف معه رئيس تحرير يقيله فى اليوم التالى غيابيا، دون حتى أن يأخذ ويعطى معه فى الكلام، لذلك يمكن للشعب أن يجد نفسه وقد تمت إقالته من البلد إذا اختلف مع رئيسه السيد البدوى، على أن يقوم شريكه السيد رضا إدوارد فى اليوم التالى بتطليع الشعب برِجله.

اجمالي القراءات 6125
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ١١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51921]

كسفتنا يا سيد .

كسفتنا يا سيد (بصفته صيدلى) .يا راجل جالك إسهال (وأنت صيدلى كبير، ورئيس اكبر وأعرق واقدم حزب سياسى فى مصر ) من مجرد تليفون من شاويش على باب جمال مبارك !!!!! يا راجل كنت دور على برشام وحبوب (الشجاعة ) بتاعة فيلم (حسين رياض ) ،وخدها علشان تصلب طولك ،وما يجيلكش جفاف يا ابو السيد .....ضيعت حزب الوفد ،وتاريخه ، وكسفت الصيادلة ..ربنا يسامحك ..
.روح شوف لك كيسين محلول جفاف اشربهم ،ولما تفوق  قدم إستقالتك من الوفد ،وإعتذر لكل الليبرالين ،لعل المُحترمين فى هذا البلد يجدوا لك مخرجا ليسامحوك ...

2   تعليق بواسطة   عباس حمزة     في   الإثنين ١١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51924]

انه سلاح الدمار الشامل

نعم هذا الامر يحدث  عندنا كذلك في الجزائر وكل البلاد العربية يستعملون اعتى سلاح في الوجود منذ عصر ءادم الى يوم القيامة  الا وهو سلاح الظلم سلاح الدمار الشامل الا ايتها الشعوب هبوا الا ايها الناس  افيقوا من غيبوبتكم واخرجوا الى شورارعكم من اجل كرامتكم  من اجل شرفكم من اجل حقوقكم وحقوق ابناءكم واجيالكم  فوالله لن يغير الله ما بكم حتى  تغيروا ما بانفسكم  لاتحملون الا سلاح الحق  والعدل فحكامنا لا يحملون الا سلاح الباطل و  الظلم


ملاحظة _  في مدينتي اعتصمنا منذ اسبوع  من اجل التوزيع العادل لمحلات  جاهزة منحها الرئيس للبطالين  والمحتاجين لكن والي الولاية و كالعادة منحها ل....................?????? ولن نتوقف حتى ناخذ حقوقنا اونموت دونها وقد الغيت عملية التوزيع الاولى بعد مجيئ والي جديد


 ولكم مني السلام


حمزة


 


3   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الإثنين ١١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51925]

كرامات السيد البدوي

كان هناك بصيص من الأمل في نهضة ولو جزئية لحزب الوفد، الذي كان له تاريخ مشرف في أذهان المصريين ،ارتبط بأسماء ذائعة الصيت في خدمة الوطن، وبعد طول انتظار لتقدم حزب الوفد ،جاء السيد البدوي واثق الخطوة يمشي ..... و ظهرت له كرامات وكان اولها إقالة إبراهيم من رئاسة تحرير الدستور مثل بالضبط الذي يسافر السعودية ويبعث هدايا من الكويت !!

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more