معارضون.. «نسايب» الحكومة
انتشرت في المجتمع السياسي والحزبي ظاهرة تولي أشخاص لهم صلة قرابة أو نسب داخل الحزب الوطني رئاسة أحزاب المعارضة.
بعض هؤلاء الأقارب يكون غالباً قيادياً ومسؤولاً بشكل واضح داخل الحزب الوطني، وتفتح تلك الظاهرة الخطيرة الباب أمام سؤال مهم حول إمكانية استخدام هؤلاء الأقارب في تمرير صفقات سياسية، وما مدي تأثير تلك العلاقات العائلية علي الحياة الحزبية؟ وهل يعني ذلك بالنسبة لأحزاب المعارضة أنها تتدفأ «بالسلطة» وتتزوجها وتصاهرها من خلال أقاربهم؟
موسي مصطفي موسي رئيس حزب «الغد» وشقيق علي مصطفي موسي رئيس غرفة التجارة وعضو أمانة السياسات في الحزب الوطني قال إن الوطني لا يحتاج حين يريد الدخول في صفقة إلي وساطات، وإذا أراد أي صفقة فسوف ينفذها. وأضاف «موسي»: «إنها ليست صفقات، فكلنا نتعاون لمصلحة البلد، ولو كان للحكومة دور في اختيار رئيس حزب، فلماذا لا تعين رؤساء الأحزاب بالتزكية؟».
وأوضح «موسي»: لست جديداً علي حزب الغد ولا دخيلاً عليه، فقد كنت وكيل مؤسسي الحزب، فضلاً عن أننا في نزاع منذ عامين، ولم تتدخل الحكومة طوال هذين العامين.
ويتابع: لو وجدت مساندة لما تعرضت لكل هذا التسويف والمرمطة في المحاكم، وأشار إلي أن لجنة شؤون الأحزاب أحالت الموضوع لمجلس الدولة وكسبنا القضية الأخيرة بعد تكبد العديد من الجهد والأرق والمال، فالمشكلة هي في الناس أنفسهم وكيفية التعامل مع الموضوع.
وقال موسي: إن علاقة الحكومة بالأحزاب ليست خطأ ولكن الخطأ هو أن تتحكم في الحزب، فإذا طلبنا شيئاً أو تعديلاً فسوف نطلب من الحكومة طبعاً.
وأضاف موسي: إن الحزب قائم بذاته وبرنامجنا موجود ونسعي لتنفيذه، وسوف نخوض انتخابات المحليات، ولدينا فكر جديد، وليس فكراً شخصياً فهو ليس فكر «أيمن نور» ولا «جميلة إسماعيل» و«إيهاب الخولي» وإنما هو فكر حزبي.
وأوضح موسي أن شقيقه علي موسي لا يتحدث معه في السياسة ولا في شؤون حزب «الغد» ولا يطلب منه شيئاً، وأكد: «لا أريد منه شيئاً».
وقال: الكلام لابد أن يكون له حساباته، ونحن لن نقف لنوضح هذا لكل شخص ونرد علي هذه المهاترات.
وقال إيهاب الخولي رئيس حزب «الغد» السابق: إن الدولة تسعي لإضعاف الأحزاب الليبرالية، ومصر في حالة غياب سياسي قد يحدث معه مخاض.
وتابع الخولي: أدركت الحكومة أن طريقة إدارتها دفعت دور مصر الإقليمي للتراجع، وهي تخاف من الأحزاب الليبرالية، وتعاني من انتشارها، ولذلك تسعي إلي السيطرة عليها.
وأكد الخولي أن الحزب الوطني لا يريد أحزاباً قوية، فعند ظهور حزب الغد أصيبت الدولة بالذعر، وما يجري الآن ضد «الغد» هو حالة انتقام.
وأضاف الخولي: إن موسي في أحد حواراته قال أنا أوافق الحكومة في توجهاتها للإخوان وهذا معتاد لسياسة حزب «الغد»، وتابع: مشروع «الغد» مغاير للإخوان لأننا نرفض فكرة الدولة الدينية ونحرص ونسعي إلي حماية الدولة المدنية. من ناحيته، أكد أسامة الغزالي حرب نائب أول رئيس حزب الجبهة الديمقراطي أن وجود أكثر من فكر سياسي في «الأسرة الواحدة» ظاهرة ليست غريبة علي مصر وليست خطيرة، ولو رجعت للتاريخ سوف تجد الظاهرة تنمو علي الصراعات الحزبية وتعطي نوعاً من الحنكة السياسية، فالقضية ليست أن يكون في العائلة أكثر من انتماء سياسي، وإنما أصل الانتماء والتوجه الحزبي السياسي لدي الشخص.
وأضاف: إن الحزب الوطني هو الحالة الخاصة، فالحزب هو الحكومة وعلاقة الحزب الوطني ترتبط بطبيعة الانتماء السياسي.
وأوضح أنه كمثال لا يمكن اعتبار علاقة محمود أباظة رئيس الوفد وأمين أباظة وزير الزراعة نوعاً من «الاحتماء» بالسلطة في حزب معارض، لكن تقديري أن محمود أباظة مخلص للوفد والعلاقة تختلف من حالة لأخري، أما «موسي» فلا أستطيع أن أجزم، فالحياة السياسية في مصر كل حالة تؤخذ علي حدة.
وقال «حرب»: إن مشكلة «أباظة وجمعة» في الوفد تؤكد أن الصراع كان محسوماً لأباظة علي الرغم من صدور قرار لجنة شؤون الأحزاب الذي ينتصر لـ«نعمان جمعة». وقال: الحكومة انحازت لأباظة لأنه حسم الموقف داخل الحزب، فالحكومة تميل إلي ما تريد أن تدعمه، وقال حرب: عضويتي في الحزب الوطني كانت فترة طارئة تمت من عام ٢٠٠٢ إلي ٢٠٠٥، وقال: أنا لست «حزب وطني» علي الإطلاق. وذكر «حرب» أن الحكومة تهتم باستمالة أحزاب المعارضة، والقضية لديها أنها تريد وجود أحزاب علي مقاس الوطني، لكن مصر تحتاج إلي أحزاب وهذا يستلزم أن تكون قوية وفعالة ولها برنامج تسعي لتنفيذه.
وقال: دعم الحكومة للديمقراطية يكون حقيقياً في أحيان كثيرة، وأكد: لو أرادت الحكومة إضعاف الأحزاب وإعاقتها ستفعل، والجزء الأكبر من قوة الحزب والديمقراطية هو الحكومة نفسها.
وقال عمرو هاشم ربيع خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية إن ظاهرة قرابة رؤساء أحزاب المعارضة وقيادات في الوطني لا يوجد بها نوع من الغرابة، فالدول المتقدمة ممكن أن توزع أفراد العائلة الواحدة فيها علي أكثر من حزب واتجاه سياسي، وقال: هذا كلام محايد وكل شخص له فكره ورؤيته الخاصة.
وأضاف هاشم: إنها ظاهرة نامية في الدول المتأخرة والعكس هو الصحيح، وهذا ما يجعلنا مستغربين، فدائماً ما تكون عائلات في حزب واحد، وهناك حزب الجماعة، فعائلة سراج الدين «وفد» وكذلك كانت «أباظة»، وهذا ما يجعلنا نستغرب من وجود أمين أباظة في الوطني، وأكد هاشم أن الوزراء لاينتمون للحزب الوطني تماماً ولكنهم مجرد موظفين. وأضاف ضياء رشوان الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: إننا لا نستطيع الجزم بوجود علاقة بين الحزب الوطني وتأثيره علي الأحزاب الأخري.
وذكر رشوان أن بعض المحللين ربطوا بين دور الحكومة في الوفد وتولي أباظة رئاسة حزب الوفد.
وقال: لكن لايوجد لدينا دليل علي ذلك وكل ما لدينا هو مجرد انطباعات وهذا موضوع سياسي أكثر منه عائلي وصلة القرابة لا تشفع.
وأكد رشوان وجود صفقات بين الحكومة والأحزاب ولكن لا توجد صفقات دائمة مع حزب، ولا يرفض تماماً حزب هذه الصفقات فهذا لا يمكن.
اجمالي القراءات
2991