الشيطان يعظ:
حوار خالد مدينة مع مبارك بعد التخلي

محمود حامد المري Ýí 2011-04-06


 

     الصدفة وحدها قادتني إلى هذا اللقاء ففي رحلتي الأخيرة لمصر  قريبا من أحد الفنادق الشهيرة بأحد المدن الساحلية في وقت متأخر من النهار وكانت الشمس قد أذنت في الرحيل ولمحت هناك على شاطئ معزول تقريبا عن المدينة رجلا  تكاد تتعثر قدماه فأسرعت إليه محاولا مساعدته وكانت الملامح لرجل يبدو عليه الإرهاق والتعب رغم علامات الثراء التي تبدو عليه وقسمات الوجه وتجاعيده تنبئك أنه قد تجاوز من العمر أكثر من ثمانين عاما وشعره الأبيض يشتعل في كل رأسه ولحيته وعلامات الزمن تلفح كل تفاصيل جسده  فأسرعت إليه مساعدا ومددت يدي إليه أدعوه إلى استراحة على أحد كراسي الشاطئ ، فقال لي آلا تعرفني ، أجبته نعم  سمعت هذا الصوت قبلا ورأيت هذه الملامح سابقا  وأشبه عليك  ، فرد بأنه  منذ أيام قليلة كان ملء السمع والبصر وقال أنا الذي تخليت عن منصبي ، أنا من أذاق الناس لباس الجوع والخوف أنا من أرهب الآمنين وعذب المظلومين وزاد في عهده الفقراء والمساكين أنا من جعل  شعب مصر شعبا  مريض بكل أنواع الأمراض المزمنة والمتوطنة وأشاع فيه صفات السلبية والخنوع وكل خطايا المجرمين  أنا من حكم مصر ثلاثين سنة  ، فأجبته الآن تعترف بكل تلك الخطايا الآن وقد عصيت قبل ، أيها الرئيس المخلوع أنا من أشد كارهيك ولا أطيق ذكر أسمك أنت هنا أمامي بدمك الثقيل ووجهك الكئيب ، ولكنه عاجلني وقال أصبر على ولا تندفع فأنا أود أن أتحاور معك وأطلب منك أن تتجرد من أي عوامل شخصية حتى يمكن أن يعرف الشعب بعض الحقائق لكن أرجو ألا يزيد حواري معك  عن عشرة أسئلة ، ورغم تضارب مشاعري هل أرفض الحديث أم أقبله  لكنني في النهاية وافقته على ذلك وهاهو  الحوار كما تم  :-

  س1 -الرئيس المتخلي كيف أنت بعد الحادي عشر من فبراير وكيف تعيش بعد أن تخليت عن منصب الرئيس ؟

ج1 -   بعد خروجي من مرحلة الإكتئاب أصبحت أعيش وحيدا هنا في بيتي بصحبة بعض الحراس الذين لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة  متنقلا بين شوارع المدينة وفنادقها ألتقي بعدد محدود من الناس حسبما تتيسر الظروف ، وبعد موافقة القوات المسلحة لي بزيارتهم.  

  س2- الرئيس المتخلي نرغب في معرفة أحوال أسرتك وحدود علاقتك بهم بعد التخلي كما نعرف معرفة ما كان يدور في الأيام الأخيرة قبل التنحي أو التخلي بقليل من التفصيل.

ج2 -  بالنسبة لأسرتي أشعر بمرارة كبيرة خاصة من زوجتي ومن أبني جمال وأشعر بفداحة أفعالهما وأن ما حدث لي وتركي السلطة بعد كل تلك السنين هما وحدهما  مسئولين عنه ولولا انجرافي خلفهما ربما لم يحدث ما حدث ،

  أما عن الجزء الثاني من السؤال فالساعات الأخيرة في البداية كنت أظنها كما أفهموني حركة عيال وستهدأ بعد قليل وأن الأمن سيتعامل معها سريعا وأن شوية خراطيم ميه وكام قنبلة مسيلة للدموع   وسينتهي الموضوع ولذلك تركت القاهرة وأتيت إلى شرم الشيخ حتى أكون بعيدا عن هذا الصخب ،  لكن الأحداث تلاحقت سريعا وأنفجر بركان الغضب من قطاعات عريضة من الشعب  وفشلت معها كل خطط تلك الوزارة الغبية اللعينة ووزيرها الفاشل الغبي  الذي خٌدعت فيه رغم موافقتي له على ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي ورغم تفويضه بكل الصلاحيات الأمنية لكن يظهر أنها كانت وزارة من ورق وضاعت المليارات التي صرفتها على هؤلاء الفاشلين و زادت الأمور اشتعالا وكلما مات متظاهر شعللت الدنيا والحقيقة تمنيت ضرب الميدان بمن فيه بالقنابل العنقودية – مقاطعا له ولذلك كانت  خطة للإنفلات الأمني وإطلاق سراح المسجونين وإحداث رعب للناس من إطلاق المجرمين وأمن الدولة -  نعم كانت هناك خطة ووافقت عليها ودعمتها بضباط أمن الدولة وبعض رجال الأعمال لكن هذه الخطة فشلت من خلال اللجان الشعبية الذي واجهت الانهيار الأمني في حركة ذكية وغير مسبوقة من الشعب المصري ،  فحاولت الإستعانة بالجيش لكن الجيش وقف في صف الشعب ومنحوني مهلة لتسوية الموضوع وإرضاء الشعب فكانت تمثلية إقالة الحكومة والاستعانة ببعض الوجوه التي ترضي الشعب لكن الشعب رفضها وزاد تمسكه بضرورة إسقاط النظام والمطالبة صراحة ولأول مرة برحيلي أنا أولا وزادت الأمور اشتعالا وتعقدت المواجهات وحاولنا تجييش متظاهرين مناصرين – مقاطعا له وكانت واقعة الجمل – نعم ولكن هذا الأمر حدث من  خلف ظهري ومن خلال بعض الأغبياء في الحزب ومنهم هذا الكارثة أبني جمال الذي أطاح بي بعد كل هذه السنون وكانت مواجهات التحرير الدامية وهذا الأسلوب الهمجي هو  القشة التي قلبت كل الأمور ضدي ليس فقط في مصر بل وخارج مصر خاصة هؤلاء الأمريكان والأسرائيلين الأندال الذي قدمت لهم الكثير ضحوا بي مع أول مشكلة حقيقة وهذا الأوباما الذي صرفت عليه في يوم واحد أكثر من مائة مليون جنيه كل يوم يجي يخطب ويقول حرية وديمقراطية  ولم يقدر أي حاجة عملتها عشانهم ، ثم تطورت الأمور إلى الأسوء وما عادش حد طايقني، مقاطعا له تقول أن المواجهات الدامية بميدان التحرير وموقعة الجمل تمت من خلف ظهرك وبافتراض صحة ذلك لكنك لم تحاول منع تلك المواجهات مع بثها مباشرة على القنوات الفضائية كنت تستطيع أن تعطي أوامرك بمنع ذلك ولو بالقوة ومع ذلك لم تحرك ساكنا ، مكملا المتخلي معك حق فرغم عدم علمي مسبقا إلا أنني عندما رأيت تلك المواجهات اقتنعت بها وقلت يمكن تجيب نتيجة ويخاف المتظاهرين ويتركوا الميدان لكن هذا لم يحدث وزادت المتظاهرات ، وفي اليوم التالي حاولت  أن أقنع قادة الجيش بضرب التظاهرات لكن الجيش خانني وتنكر لي كل القادة بما فيهم المشير طنطاوي وكان قرار المجلس أنه أمهلني فقط يومين لتسوية الأمر وإلا الرحيل فكان خطاب التفويض وحكاية الحوار الوطني  ولكن هذا  فشل أيضا وكان الخطاب سيئا ومستفزا وزادت المظاهرات أكثر وأكثر من بعده وفقدت معظم المتعاطفين بالشارع المصري والعالمي وعرفت بعدها أن ساعة الخروج قد قربت لكني أصررت على التمسك والبقاء حتى أخر لحظة فقام الجيش بإجباري  للتخلي عن السلطة  وكان خطاب التخلي بمثابة كأس الموت بالنسبة لي وكانت  النهاية نهاية ما كنت أتصورها أبدا.

     س3- هل تعترف أن ما حدث في مصر ثورة شعبية أطاحت بنظامك الذي مكث في الأرض ظلما ثلاثين سنة.

     ج3- أقر الأن وبعد خروجي من السلطة  أن ما حدث بمصر ثورة بكل معنى الكلمة وكل السلطة الموجودة بمصر الآن تستمد شرعيتها من هذه الثورة ، ورغم كرهي لكل القائمين بها وعدم تصديقي ما حدث وعدم تخيلي أن هذا كان من الممكن أن يحدث بمصر ، نعم ثورة غير مسبوقة في التاريخ المصري بل في تاريخ الثورات في العالم كله، وكانت مفاجأة لي وكل الأجهزة الأمنية و لأعتى أجهزة المخابرات بما فيها جهاز المخابرات الإسرائيلي والأمريكي ، المفأجاة كانت صاعقة ومذهلة خاصة أنها صدرت من مجموعة شباب يسمون  فيسبوك هذا أخر ما كنا نتخيل  ، توقعنا أن تصدر بعض الاضطرابات من الجماعات الإسلامية أو من الأقباط أو بعض فئات العمال أو الموظفين،  وكل هؤلاء كان لنا ترتيب مسبق وجاهز للتعامل معهم وتعاملنا معهم بالفعل وكانت هناك وسائل ترغيب وترهيب لهم ونجحنا إلى حد كبير معهم ، لكن هؤلاء الشباب لم نكن نحسب أبدا حسابهم وكان نظنهم مجموعة تعيش في عالم افتراضي عالم الجنس والألعاب ، ولكن في النهاية حدث ما حدث ،وهذه الثورة لن تهدأ إلا بعد أن تعيد كل الأمور إلى وضعها الصحيح.

    س4- يدور في بالي وبال كل مصري عدة تساؤلات أرجوك ألا تغضب منها ، وهي لماذا خنت الأمانة لماذا لم تراع الله في هذه الأرض الطيبة رغم أنها كانت كريمة معك، ثم لماذا التهميش لمصر ودورها العربي والأفريقي وجعلت منها أضحوكة للعالم و لماذا هذا التخلف في التنمية والتعليم والصحة والغذاء ثم لماذا هذه الأجهزة الأمنية المرعبة وكل هذا الإنفاق عليها ولماذا دولة البوليس وأمن الدولة والعصا الغليظة لماذا ، ولماذا هذا الظلم لكل من كان يعترض  أمواج الفساد الهادرة ، ،واستبعاد الشرفاء والمصلحين والاستعانة بالمجرمين ثم الانعزال في برج فولاذي بعيدا عن الشعب ثم لماذا تركت كل الأمور في يد بعض المنتفعين من رجال الأعمال ويد أبنك قليل الخبرة والذكاء والفهم ، ثم الإصرار على البقاء في السلطة بأي ثمن حتى أخر لحظة  ، ثم لماذا هذه التفجيرات والحوادث المفتعلة وزرع الفتن بين مسيحي ومسلمي الأمة ، ولماذا زرع التيارات الإسلامية وتقوية تيار كتيار السلفية  المتشدد وضرب التيارات الدينية  بعضها البعض ، ولماذا لم تراع الله في دم الشهداء والجرحى في كل سنين حكمك والأيام الأخيرة  ولماذا لم تحاول أن تحقن هذه الدماء  وموقعة الجمل وقتل الثوار أليس كل ذلك أنت مسئولا عنه ؟

     ج4 - معترضا - أرجوك ألا تكمل وإلا تركتك ، نعم أنها السلطة إذا تمكنت منك حولتك إلى نصف إله   فالرب يأمر عباده فلا يطيعون أما أنا فقد كنت أطاع حتى قبل إصدار الأمر ودائما كانت أحلامي أوامر ولو عملت مقارنة بسيطة بين حسني مبارك قبل الرئاسة و في الرئاسة وبعد الرئاسة لتأكدت أن السلطة وحدها سبب كل ماحدث

س5- – كلامك يؤكد أنك من يتحمل المسئولية الأولي عن كل ما حدث ، هل تعترف بذلك ؟

ج5-  – مبارك بصراحة نعم أنا المسئول الأول و أعترف  بذلك وأن الجرائم التي لحقت بالشعب المصري لن يعوضها أي عقاب وأنا من يجب أن يدفع الثمن أولا ، ولكن  كثيرون ممن كانوا حولي ومعي سيمنعون ذلك ليس حبا في شخصي ولكن لأن ذلك معناه ببساطة أنهم سيدفعون الثمن وثمنا باهظا وهم ليسوا مستعدين لذلك على الإطلاق ، وهؤلاء ليسوا بضعة أفراد بل الأمر أكبر ، - يعني تقصد حكومات أو أجهزة-  نعم أقصد هذا وهم مستعدين أن يفعلوا أي شئ لكي يمنعوا محاكمتي (فضائح ومخازي لا تعادلها حتى وثائق ويكيلكس) 

 س 6 -  الرئيس المتخلي لماذا كل هذا الفساد السياسي أقصد لماذا كل هذا الكم من الفساد ، أليس كان كافيا القدر الذي يحفظ سلطتك ، ورغم أنك من أسرة متوسطة لماذا لم يكن للشعب قيمة في ميزان  حساباتك،  ولماذا لم تلجأ لخيار الشعب وفي أن يكون هو سند سلطتك، ولماذا جعلته عدوا لك ، ثم لماذا كل هذا الفساد المالي ، كل هذه المليارات ألا يكفيك بضعة ملايين ، هل ستنفق كل هذه المليارات ، ولماذا كل هذا الشره للمال وأنت ترى كم المشاكل الرهيب والغلاء الفاحش كان هما بالليل والنهار لمعظم الشعب المصري ولماذا كل هذا الخداع للشعب لماذا كنتم تدعون الشرف والطهارة وتٌظهرون أن البلد فقير؟ 

  ج 6- سكت المتخلي قليلا وذهب ببصره بعيدا كأنه يسترجع بعض الأحداث التي مضت ،ثم قال في البداية كنت أنتوي أن أحكم البلد بما يرضي الله وكنت أتمنى حكما راشدا طاهرا ولكنها  السلطة إذا تزاوجت مع المال يشكلان طوفان يجرفك إلى الدمار والهلاك، ولو كنت تمتلك واديا من ذهب لتمنيت ثالثا ورابعا ، وهل نسيت دور مستشاري السوء فقد زينوا لي أن هذا الشعب مارد سيطحنني وأن السيطرة عليه لمصلحتي ومصلحته ، وأن أقصر الطرق للسيطرة عليه هي طريقة التجويع وكما يقولون جوع كلبك يتبعك، وهذه سياسة كل طاغية ،

 س7 -  لماذا  أيها المتخلي سمحت بكل هذا الفساد من حولك؟

 ج 7-   نعم كان هناك طوفان فساد وبركان طغيان  يجتاح كل عناصر الحكم ، وقد بدأ مثل أي شئ بسيطا ثم تحول الفساد الصغير إلى بركان يجتاح كل شئ ويجتاحني أمامه ، وقد حاولت مرات قليلة أن أمنع بعض وقائع الفساد ولكن وبعد أن تمكن الفساد داخلي وتربع  أيقنت أن أسلم شئ أن أظل رأسا لهذا الفساد ، المهم ألا أخرج عن منظومته وإلا دهسني القطار ، ولذلك حاولت السيطرة على كل من حولي عن طريق الداخلية وأمن الدولة وقاموا بنهب المليارات وارتكاب مهازل سياسية وإجرامية وكنا نستخدم ذلك للسيطرة عليهم فلا أحد منهم يستطيع أن يخرج عن هذه الدائرة الجهنمية ، ومن أجل ذلك صٌرفت المليارات على أجهزة الأمن ومكناها من رؤؤس العباد والبلاد وتغاضينا عن جرائمهم وفسادهم وكنا نصنع التمثيليات التافهة  بين الحين والأخر للتدليل على طهارة ونزاهة الحكم وأجهزته رغم إنني كنت أعرف قذارة كل هؤلاء المجرمين ولعل ذلك كان السبب الحقيقي وراء عدم تعيني نائب حتى لحظة قيام الثورة فقد كنت أعرف أنهم أصفار وخائنون مثلي تماما ظالمون ، ومن هنا  كانت قناعتي بالتوريث فطالما كلهم فاسدون فليكن الأمر لأبني من بعدي ورغم ثقتي في أنه لم يكن هو من يستطيع إدارة البلاد لكن ما كان يدور بخلدي ساعتها  أن يستمر النظام بذات عيوبه وظلمه وتجبره وطغيانه  حتى لا ينكشف المستور .

س8 – يؤرقني  أيها المتخلي ويؤرق كل مصري الثورة المضادة ، فهل حقيقة تسعي للعودة من خلال بعض أنصارك وما هي خطة تلك الثورة وهل تظنها ستنجح؟

 ج8-  المتخلي مجيبا  ، من ناحيتي لا أطمع في العودة للسلطة وكل ما أحلم به أن أقضي الجزء المتبقي من عمري في هدوء أسترجع الذكريات ، لكن - ورغم أن هذه قناعتي- التي كونتها بعد خروجي من السلطة– فإن من حولي ومن تأثرت مصالحهم وتهددت حياتهم لن يظلوا ساكتين  وسيشعلون الثورة المضادة بهدف إرجاع سلطتهم ونفوذهم مدعومين في ذلك ببقايا الأجهزة الأمنية وجيش البلطجة الذي لا يقل إجراما عنهم ، وشعارهم في ذلك إما السلطة وإما الموت ، ولعلك شاهدت زكي في فيلم زوجة رجل مهم ، فالسلطة كانت لي ولمن حولي الروح والحياة ونصيحتي أن يتم نقل  كل رجال الأمن بجهاز أمن الدولة والمباحث الجنائية  إلى وظائف مدنية ليس لها تأثير على مجريات الحياة ويتم وضعهم تحت الرقابة مدة لا تقل عن سنتين وإصدار تشريع رادع للبلطجة والعنف وتطبيق حد الحرابة بحق هؤلاء ولو لفترة مؤقتة لأن مدة  السجن مهما طالت لن تزيد  هؤلاء إلا إجراما !!

س9-  عرفنا منك أن بعض بقايا أجهزة الأمن السابقة والبلطجية يعملون على عودتك فمن غيرهم  الذين يساندونك؟

ج9-   المتخلي لقد أثقلت علي في الأسئلة وسؤالك الواحد يحتوي على الكثير من الأسئلة ووقتي معك يوشك على النفاد وأظن أن رجال الحراسة لن يدعوك تقف بجواري أكثر من ذلك ، المهم جاوبني بسرعة ، نعم سأجيبك رغم أن سؤالك صعب وقد يعرض حياتي للخطر  وعليه سأكتفي بالقول أن هناك دولا وحكومات ورجال أعمال ووزراء وغيرهم الكثير  يهمهم عودتي للسلطة وعودة النظام السابق بكل تفاصيله السيئة وسيدفعون المليارات من أجل ذلك لذلك يجب أن تكون الثورة ملاذكم ومازلتم في بداية الطريق ويجب أن يكون ميدان التحرير ملاذكم  ،ولا أعرف لماذا تتأخر وزارة الثورة في محاسبتهم عن جرائمهم السياسة والجنائية التي تفوق أضعاف جرائمهم المالية فلماذا هذا التباطؤ ، أن هذا سيمكنهم من العمل بحرية وإحداث قلاقل واضطرابات ، ولو استطعتم تحجميهم والحد من حركتهم والسيطرة عليهم ومحاسبتهم فسوف تتخلصون منهم وسأتمكن من التكفير عن بعض ذنوبي ، لكن هيهات أن يحدث ذلك فيبدوا أن فاتورة حسابي لن تٌدفع في هذه الدنيا !!

   س10-رئيسنا المتخلي النادم، من تتوقع أن يكون الرئيس القادم ؟

    ج10- هنا تردد المتخلي قليلا  وقال في تنهيدة عميقة لأول مرة في مصر سيكون هناك رئيس سابق على قيد الحياة ويسألونه عن الرئيس القادم ما كان يدور هذا في خلدي قبل الخامس والعشرين ، ما كنت أتصور  بعد كل هذه المدة في حكم مصر أن هناك من يصلح للرئاسة بعدي فقد جعلوني أعتقد أن هذا البلد لا يحكمه إلا أنا ،  وأنه كلوح زجاج أحمله على يدي فإذا ما كلت أحدي يدي فسيتحطم لوح الزجاج ويتفتت،  ولكني أيقنت الآن أن كل هذا كان وهم السلطة ونفاق الملأ وأن كل من حولي كانوا شياطين يسبحون بحمدي -  مقاطعا له قبل أن ينتهي

-  لكنك لم تجبني من سيكون الرئيس القادم ؟ 

فيجيب نعم المرشحون كثٌر وتعددت الأسماء وكثيرا منهم لايبدو لديهم الخبرة والحكمة – مقاطعا له - إي خبرة وحكمة تقصد على شاكلة حكمتك وخبرتك – نعم رغم كل مساؤى السنوات العشر الأخيرة فقد كان لدي حكمة وخبرة السنين- مقاطعا له ثالثا  - أسمح لي أن لا أتفق معك فقد كانت حكمتك وخبرتك لصالح أي أحد أخر في العالم سوي مصر والمصريين فلم يكونا أبدا في حساباتك ، مكملا الرئيس المتخلي ، طالما أنت تقاطعني كثيرا  فلن أحدد لك أسما ونصيحتي للشعب المصري أن لا يكون الرئيس القادم قد تجاوز الستون عاما حتى يمكن أن يكون لديه شيئا يعطيه، بعد عمر الستين أعترف أنه قد فطرت همتي وشعرت إنني قدمت كل شئ وبدا كل أمر وكأنه معتاد ومكرر حتى الظلم والطغيان كأنه مسلسل يومي لابد أن يحدث ، فالجراح الذي تعود رؤية الدم يبدو وكأنه يرى أنبوب ماء بارد  ينحدر على أوراقا وارفة ، ولكن نصيحتي ليس المهم من سيكون الرئيس ولكن المهم أن لايكون الرئيس مطلق السلطات وتعملون منه نصف إله يحكم بدون محاسبة أو ضوابط ، بل أتمني أن يكون الرئيس القادم شأنه شأن أي مسئول إذا أخطأ يحاسب ويٌعزل ويحاكم !!

 ولا تنسون توازن السلطات هام جدا ،  وأن يحاسب الشعب كل من يتولي مسئولية  ومن يخرج عن خط الشعب فلديكم  ميدان التحرير ،

 في النهاية أعدك باستكمال اللقاء بعشرة أسئلة أخرى لتقول كل ما يدور ببالك وسأرد عليك بكل صراحة

    وأنا أشكرك أيها المتخلي المخلوع بقوة وثورة المصريين العظيمة  ولهم التحية   .

 

اجمالي القراءات 10919

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الأربعاء ٠٦ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57082]

نشكر المحاور والمتخلي على هذا الحوار .

هذا الحوار الممتع أستاذ خالد مدينه نشكرك عليه لأنه به كثير من الحقائق التي بدأت تتضح وتنجلي ويكشف عنها الستار .


فعليا  الذي كان يحكم مصر جمال مبارك وأمه منذ سبع سنوات وأن مبارك يعاني من زهيمر حاد لابد من أخذ حقنة تكلفتها سبعون ألف جنيه 70000 جنيه  .


ولكن لدى سؤال بسيط عن ما إذا مات مبارك وفلوس الشعب ما زالت على ما هى عليه من عدم ظهور  فهل سوف يمكن إرجاع هذه الأموال المنهوبة أم سوف تعتبر وقتها إرث للورثة ولا عزاء وقتها للشعب المصري الطيب المنهوب دائما  


2   تعليق بواسطة   محمود حامد المري     في   السبت ٠٩ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57124]

شكرا اختي ميرفت عبدالله

نعم الزهايمر أصاب مبارك وكلف الشعب المصري تركة كبيرة قاتورتها كل هذا الفساد السياسي والمالي وياريت جت على السبعين الف جنيه تمن الحقنة ، الأهم أن مصر شاخت وعجزت ويصر حفنة العواجيز حتى بعد مبارك أن يحكمونا أمثال البرادعي وعمرو موسى ومجدي حتاته وكأن مصر قد خلت من شباب صالح لتولي مواقع الحكم والمسئولية الله المستعان


أما من جهة الحوار فحقا المتخلي أتعبني عندما حاولت تقمص شخصيته بعد التخلي وعاب على كثير من الزملاء أنني لم أساله عن تفصيلات ولكنني فضلت الحوار في العموميات والأحداث الرئيسية ، كما عاب على البعض إضفاء شخصية النادم عليه ولكن هذا تصوري أن الأنسان مهما تجبر إذا زالت عنه السلطة يعود إلى بعض إنسانيته ورغم أنني مازالت أعتقد أن مبارك قد أستحوذ عليه الشييطان إلا أنه أمامه فرصة ليكفر عن ذنوبه  أن هو رد  كل ماسرق هو وأولاده وأباح بكل خازنة أسراره  للشعب المصري عسي أن يجنب شعبنا  الكثير من الحوادث والمصائب التي قد تنجم عن الثورة المضادة


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-09-21
مقالات منشورة : 33
اجمالي القراءات : 309,694
تعليقات له : 76
تعليقات عليه : 61
بلد الميلاد : Suadi
بلد الاقامة : Lebenon