الخميس ٠٦ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
أولا : الحرية والعدل هما المقصدان الأساس فى تشريع الاسلام . والله جل وعلا حرّم الظلم والإكراه ، وبالتالى فأى تصرف فيه ظلم أو إجبار يكون باطلا . يسرى هذا على الزواج بطبيعة الحال لأنه يقوم على حرية الاختيار أو التراضى . ولو لم يتحقق التراضى فهو زواج باطل . أما العدل فهو قرين التراضى , ومن العدل حق المرأة فى الخلع او الافتداء ، الى جانب حقوقها فى العدة و نفقة أولادها لو اختارت الانفصال.
ثانيا : الزواج مباح ، والتعدد فيه مباح . ولايصح تحريم الحلال المباح . لأن هذا يعنى تحريف القرآن الكريم فى موضوع التعدد فى الزوجات بالذات . لا يرضى مسلم أن يتم تحريف فى القرآن يقول مثلا ( وحرام عليكم الزواج بأكثر من أربعة ) أو ( و أحل لكم ان تبتغوب باموالكم محصنين غير مسافحين فى حدود اربع زوجات ) أو ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء فى حدود اربعة فقط ) أو ( وان خفتم ألا تعدلوا فحرام عليكم التعدد ) . التعدد مؤكد إباحته فى القرآن ، غاية ما هنالك هو توجيه التعدد ليكون فى زواج الأرملة لتوفير بيت واسرة وعائل لليتيم وامه .
ثالثا : من الناحية الواقعية لا يستطيع رجل أن يتزوج أى عدد شاء ـ لأن الأمر ليس فى يده بل يتوقف على الطرف الأخر. ومن الناحية الواقعية هناك نساء فى حاجة للزواج من عوتنس وارامل ومطلقات ، ومن حقهن الزواج . ومن الناحية الواقعية فهناك توازن تقريبى فى عدد الرجال والنساء بما يحجم موضوع التعدد فى الزوجات ، ولو حدث نقص فى الرجال يكون التعدد هو الحل الأمثل .
أخيرا : المباح يعنى يجوز لك أن تفعله أو أن تتركه حسب هواك . ولكن لا يجوز لك أن تفرض هواك على شرع الله جل وعلا / فهذا ما يفعله أصحاب الأديان الأرضية.
المفكر السوداني المرحوم / محمود محمد طه و آخرون .. أعتقد لديهم إجتهاد جدير بالملاحظة في مسألة التعدد .. هم يرون أن الأصل في الإسلام الزواج بواحدة .. و يستدلون على ذلك من أن التعدد في القرآن مشروط بالعدل (على أن تعدلوا) .. و حيث أن الله أوضح بجلاء أن العدل غير ممكن التحقق حتى مع الحرص (و لن تستطيعوا ... و لو حرصتم) فلا مجال للتعدد على الإطلاق . ثم يضيفون .. أن الإذن بالتعدد الوارد في صدر الآية يتم التعامل معه مثل الإذن بإحضار الشهود على الزنا الذي لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع رغم الإشارة اليه .. فكأن المراد هو أن لا نشهد على الزنا من باب السترة مثلا .. و مثل التشريعات الخاصة بالرقيق التي يفهم ضمنا أنها مرحلية و أن الأصل في الإسلام هو الحرية .. و لكأن المراد أيضا أن لا نستعبد و نسترق من باب إكرام الإنسان . و هكذا .. فمن بوابة أصول الإسلام التي تفضلت بتوضيحها يسهل إستنتاج أن (العدل) يقتضي عدم التعدد و أن (الحرية) تقتضي عدم الرقيق .. و من ناحية أخرى .. فإن حق الأرامل و المطلقات و غيرهن في أن يتزوجن (و هم دائما قلة في مجتمعاتهن) لا يجب أن يطغى على حق المتزوجات (و هن الأكثرية) في الإستئثار بأزواجهن . و أخيرا .. فالناس لا تريد سماع ما ترغب أو تشتهي من تعليمات تكون متضمنة في القرآن هكذا جريا وراء أهوائهم و شهواتهم .. ولكنهم على الأصح يرغبون في أن يروا أن تلك التعليمات و الأحكام تتوافق مع العقل و هو الأمر الذي يدعونا اليه القرآن عندما قال أنه معروض في الأساس على الذين يعقلون و الذين ينظرون و الذين يتفكرون . و شكرا جزيلا .
بخصوص موضوع تعدد الزوجات في الاسلام فهو موضوع بسيط جداا ان اكتفينا بالوحي القرآني من دون الوحي الشيطاني
فالآية الوحيدة في كتاب المولى عز وجل والتي تعالج مسألة تعدد الزوجات هي في بداية سورة النساء يقول تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ
أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا
في بداية سورة النساء ,الله تعالى يأمر كل من الذكر والانثى (النساء والرجال) بتقوا الله تعالى فهي واجبة بالخصوص في مسألة تعدد الزوجات التي يكون فيها العدل واجب والخوف والخشية من الله تعالى حاضرة ثم بعد ذلك انتقل المولى عز وجل بذكر أنه كل من الذكر والانثى لهم نفس
الاصل المشترك (نفس واحدة ) ولا يوجد فرق بين الجنسين في طريقة الخلق واشتراكهما في نفس الخصائص الاولى ... ومعيار التفاضل كما قلنا هو التقوى
فبالإضافة الى شرط التقوى والعدل في تعدد الزوجات هناك شرط كبير ومهم تم اغفاله من قبل المفسرين من مند قديم الزمان والسبب راجع الى اعتمادهم على الروايات التاريخية ومعايرتها على كتاب الله وليس العكس !!
يعني تعدد الزوجات في القرآن ليس مباحا دون شروط أبداً, فالجملة الوحيدة في القرآن التي تبيح تعدد الزوجات نراها جملة جواب شرط ,ليأتي بعد ذلك شرط العدل يقول تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا }
فالحكم الذي تحمله العبارة القرآنية { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } لا يكون إلا بتحقق دلالات العبارة { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } , أي الزوجة الثانية لا تكون مباحة الا كحل لمشكلة اجتماعية , واما ان تكون من النساء الفائضات اللاتي فاتهن قطار الحياة وهن اللاتي يصفهن الله تعالى في كتابه الكريم بعبارة (يتامى النساء ) في الصورة القرآنية:
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا –النساء-127
.. واما أن تكون الزوجة الثانية أما لأيتام بحيث يكون الزواج من أمهم حلا لمشكلة اجتماعية ومن أجل تربية هؤلاء الايتام وأمهم معهم دون اكل اموالهم التي تركها لهم ابوهم .. ففي النتيجة الزوجة الثانية تكون حلا لمشكلة اجتماعية
أما اجتزاء الآية والاستدلال ب ' فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ' دون ' وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا '
اعتقد ان كلامكما يكمل كل منهما الاخر واراه صحيحا من حيث وجود شرط في بداية الايه وان الاصل هو زوجة واحدة حتى الشرط الثانى وهو العدل قال الله ولن تستطيعوا ولو حرصتم ويظهر ذلك جليا في زيجات الرسول صلى الله والملائكة عليه فى انها كانت لسبب الهجرة ووجود الكثير من النساء اللاواتى تركن بيوتهن وازواجهن وكل القصة موجودة في فيديو للاستاذ احمد صبحي منصور موجود بالموقع
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5097 |
اجمالي القراءات | : | 56,345,357 |
تعليقات له | : | 5,429 |
تعليقات عليه | : | 14,788 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
سورة الاحزاب أيه (56: التحي ه والسل ام لك يادكت ور احمد صبحي. انا...
بثّ / يبثُّ: تكررت كلمة ( بثّ ) فى القرآ ن الكري م ، فهل لها...
علامات الساعة: لقد لفت إنتبا هي الحدي ث النبو ي الشري ف ...
دواء المضطرّ: عندي مشكلة في ( الكلى ) بسبب وجود ( حصو / تصغير حصى...
اربعة أسئلة : السؤا ل الأول : من الاست اذة كريمة إدريس...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : دكتو ر احمد انا بحثت في...
حُزن و ( حزن ): هل هناك فرق بين حزن بضم الحاء وبفتح ها ؟...
اهلا بك وسهلا: لقد بعثت برسال ة لى الدكت ور منصور الليل ة ...
الحشرات أمثلة : ان الله لا يستحي ي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما...
أنت مُستفزّ: اسلوب ك ينفّر الناس منك حتى لو إقتنع وا ...
سؤالان : السؤا ل الأول من الاست اذ عبد المجي د ...
الإخوان والشرعية : عندما يفتي رجال الكهن وت بشرعي ة الزوا ج ...
أعيش فى عزلة عنهم: اصبحت الان مجنون رسمي . وصار كل الاقا رب ...
“Voodzoo: In the name of God Most Gracious Most Merciful Dear Br. Dr.Ahmed Subhy Mansour ...
لا تناقض: كيف نوفق بين قوله تعالى في سورة الأنب ياء(ا ...
moreخاتمة كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الكسائى : تلميذ الخليل ومؤسّس مدرسة الكوفة النحوية
سيبويه وتأكيد منهج الخليل بن أحمد فى هجر القرآن الكريم
دعوة للتبرع