وعد مشروط

السبت ٠٧ - مايو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
لفت نظرى اختلاف فى الوعد للصحابة بالجنة بين قوله جل وعلا : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) المائدة ) وقوله جل وعلا : ( َعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) الفتح ). أريد منكم التوضيح .
آحمد صبحي منصور :

1 ـ عموما الوعد بالجنة مشروط بالايمان والعمل الصالح . هذا فى قوله جل وعلا : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) المائدة ).

2 ـ ينطبق هذا على الذين كانوا حول النبى محمد عليه السلام :

2 / 1 : وعد الله جل وعلا المؤمنين والذين عملوا الصالحات منهم بالاستخلاف فى الأرض ، فقال لهم :( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) النور ). لاحظ كلمة ( منكم ) أى ليسوا كلهم .

  2/ 2 ـ وقال عن المؤمنين والمؤمنات منهم عاملى الصالحات : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)  التوبة ) ، وقال عن وعده لهم : (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة ).  

3 ـ بالنسبة لآية سورة الفتح  فالله جل وعلا تحدث عن محمد رسول الله والذين معه ، ووصف مظهرهم الخارجى الذى يدل على العبادة ، فقال : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ ) بعدها جاء وعده جل وعلا بالجنة والمغفرة ، ليس لهم جميعا بل لمن آمن منهم وعمل الصالحات : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) الفتح ).

4 ـ  المستفاد من هذا أنه ليس كلهم سيدخل الجنة بالرغم من مظاهر العبادة ، وأن بعضهم كانت تبدو عليه سمات التقوى وقت نزول هذه الآية ثم أظهر حقيقته الآثة بعد موت النبى عليه السلام . وهذا يفسّر الفتوحات الكافرة التى قاموا بها ، والتى بها لم يعودوا رحماء بينهم ، بل تقاتلوا فيما بينهم فى الفتنة الكبرى .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 3542
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5326
اجمالي القراءات : 65,858,421
تعليقات له : 5,521
تعليقات عليه : 14,919
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الهداية: بسم الله الرحم ان الرحي م انا مسلم ومؤمن...

سؤالان : السؤا ل الأول : ( يقولو ن عند موت شخص ان الله...

التفسير كفر : الأست اذ احمد صبحي منصور تحية عطرة منذ ...

العشور: ما هى العشو ر ؟ وهل هى من الزكا ة ؟...

أختى تحب شابا .!!: انا طالب فى الجام عة واختى فى الثان وى ،...

دولة لكل الكرد: ديننا دين السما حة واليس ر ومتأك دون من ذلك...

اوقات الصلاة: هل تأخير الصلا ه عن وقتها يعني الصلا ه بعد...

د عثمان: قد قمت بالتس جيل منذ فترة على هذا الايم يل ...

المقلدون للمفكرين : كيف تنظر إلى من يقلدك في آرائك بمعنى أنا ضعيف...

ليلة القدر: في سورة القدر ونحن اطفال كانوا اصحاب...

سلام قولا من رب رحيم: نحن نقول ( سلام قولا من رب رحيم ) عند الفزع . فهل...

سؤالان : السؤا ل الأول : ماه المعا رج المذك ورة ...

ثلاثة أسئلة: 1 ـ لماذا أمر الله جل وعلا الملا ئكة بالسج ود ...

حضانة إبنتى : انا مطلقة ولدي طفلة عمرها الان قارب على ال8...

العالم سبيط النيلى : لطالم ا اذهلت ني بحوث نصر حامد ابو زيد ومحمد...

more