وأثره في تبديل (دين الله) :
تحريف الكلم عن مواضعه (1)

على السعيدى Ýí 2011-03-13


لقد هياء الله سبحانه وتعالى من الوسائل والأسباب ما يتحقق بها حفظ (القرآن الكريم) من أي تحريف أو زيادة أو نقصان , ليبقى (ذكرنا ومرجعنا) لمعرفة الحق اليقين , ووسيلتنا الوحيدة للوصول إلى دار الخلد في النعيم , والنجاة من دار الخلد في العذاب الأليم.

لذا فقد يائس شياطين الإنس والجن من المساس بكتاب الله , واستعاضوا عن ذلك زيادة عن تأليف الروايات والنظريات الملفقة وافترى الوحي الباطل , فقد قاموا بتحريف الكلم عن مواضعه في كل المصادر التراثية (الدينيةة والتاريخية والأدبية واللغوية وغيرها) مما أداء إلى طمس المدلول الحق للكلمات في مفاهيمنا , واستبدالها بالمدلول الخاطئ.!

ونتيجة لذلك نجد أنفسنا أصبحنا عاجزون عن التفريق بين كلمتين مختلفتين أو أكثر , ونخلط بينها دون ضابط عند استخدامها في الكلام أو الكتابة , مثل: {(عمل) و (فعل) و (صنع)} أو {(شاء) و (أراد)} أو {(جلس) و (قعد)}... وغيرها كثير.

وكلمات أخرى عطلنا مدلولها العام والواسع واختزلناها في مفهوم جزئي بسيط , مثل:-

(أنى)– إن لم نكن قد تجاهلناها كلياً فإن استخدمت في النادر يختزل مدلولها العام في مفهوم جزئي بسيط وبعشوائية دون ضابط بدلاً عن الكلمات { (متى) أو (كيف) أو (أين) أو ... }.

(أمر)– عطلنا مدلولها العام الحق والواسع , واختزلناها في مجرد لفظ الكلمة فحسب , كما يُزْعَم: إذا تم لفظها (بصيغة الأمر), لنكون بهذا القانون اللغوي عاجزون عن التفريق بين الكلمات الداخلة ضمن (الأمر) و (الموعظة) , (التوصية) ومدلولاتها.

(صلاة)– عطلنا مدلولها العام الحق والواسع , واختزلناها في مجرد أداء الصلاة المقامة لذكر الله.

(زكاة)– عطلنا مدلولها العام الحق والواسع , واختزلناها في مجرد (أداء المال) من الصدقات.

(قتل)– عطلنا مدلولها العام الحق والواسع , واختزلناها في مجرد (قتل النفس) , وحتى قتل النفس ذاته مدلوله القرآني ليس كما فهمنا في زمننا هذا.

وما هذه الكلمات المذكورة سرداً دون تفصيل إلا عرض موجز كنموذج لما حصل مع معظم كلمات اللغة العربية , خاصة الرئيسية منها ذات المدلول العام والواسع , والتي تعتبر أساساً في تكوين المفاهيم. وسنتطرق إلى بيان وتفصيل ما يصادفنا منها خلال بحثنا هذا بالقدر الذي يفي بحاجة موضوع البحث ولا يخرج عنه.

ومن خلال هذا البحث سنتبين إن تحريف الكلم عن مواضعه قد أدى إلى طمس دين الله الحق من مفاهيم الناس, واستبداله بأديان بشرية تختلف الثوابت والمفاهيم فيما بينها. مما يؤكد أن اصحاب هذه الديانات ما تنازعت وتقاتلت فيما بينها , إلا نتيجة لما بدّلوه في دين الله ثم اختلفوا فيما بدلوا.

والقرآن يبين ويثبت أنهم ما بدلوا واختلفوا إلا من بعد ما جاءهم الحق من عند الله , نتيجة لما قامت به عامة الناس وهم أكثر أهل الأرض في كل زمان ومكان من ظلم لأنفسهم عندما قصروا عن ذكر الله وقراءة القرآن وتدبر آياته , أو بالأصح هجروه واستبعدوه من حياتهم العملية لشدة انشغالهم بأمور معيشتهم في حياتهم الدنيا , مما أدى إلى غياب (الحياة الآخرة) عن مداركهم وتلاشت عظمة الله وأهميته في نفوسهم.

ونتيجة لأن النفس البشرية بالفطرة تدرك عبوديتها , لذا لن يتزن حالها في ضل فراغها من الشعور بالمعبود وإدراكه.

وحتى لا يحدث هذا الفراغ فقد قاموا لا شعورياً بملئه عندما تجرأوا على تعظيم وتقديس (كبرائهم) ممن صنعتهم مصالح (أصحاب السلطان) وسياساتهم ليكونوا في نظر هؤلاء العامة , هم (العظماء والجهابذة المسخرين) لكتابة الوحي وتفصيله وشرحه وتفسيره وبيانه. وبأنهم ورثةً للأنبياء وأصحاب الفضل في حمل الوحي وحفظه ونقله عبر الأجيال والحقب والأزمان!.

(أصحاب السلطان) وأبواقهمحتى وإن اعترفوا ظاهرياً بتقديس (الله) وتعظيم (القرآن) كوحي إلهي ومصدراً يقينياً للدين , إلا أن الواقع العملي الملموس والمشاهد من كافة جنس البشر عالمهم وجاهلهم على مر الزمن , يبين أن سياساتهم الممارسة عن طريق الترهيب والترغيب ومكر الليل والنهار , والسيطرة المباشرة والغير مباشرة لوسائل إعلامهم قديماً وحديثاً على عامة الناس , ومحاصرتهم بها من (بين أيديهم ومن خلفهم وعن يمينهم وعن شمالهم) قد عملت على تعظيم الشخصيات التاريخية المسماة بـ (السلف الصالح) أو ما يسمى بـ (اللائمة والمشايخ) من أصحاب النظريات والمؤلفات الدينية , واختلاق الروايات والأكاذيب من المناقب والكرامات المنسوبة لهم (لتجعل منهم أعلاماً تاريخية أو نجوماً بارزة في المجتمع) لما لذلك من أهمية في التأثير على عامة الناس ليتولد فيهم الشعور والإحساس (بقداسة هذه الشخصيات) لتصبح في عقولهم الباطنة لا شعورياً من الآلهة وفوق مستوى البشر .وبالتالي يتولد لديهم تلقائياً الشعور (بالخوف من العواقب) كلما خطر في بالهم أن يفكروا بعقولهم بشأن ما جاء من (هذه الشخصيات) أو باسمهم من (الظنون والافتراءات) المتسببة في إفساد المفاهيم والمقاييس وقلب الحقائق رأساً على عقب , ناهيك عن فكرة إخضاعها للبحث والمناقشة.

وفي ظل هذا التخدير والتغييب عن الوعي يستسلم أكثر الناس بمختلف مستوياتهم الفكرية ودرجاتهم العلمية ويتقبلوا هذه (الظنون والافتراءات) ويعملوا بها كحقائق يقينية , في حين أنها لم ترقى إلى مستوى حكايات وأساطير ألف ليلة وليلة , (وذلك لأنهم هجروا كتاب الله).

وسواءً كان هؤلاء (العظماء أو الجهابذة) هم من (الفقهاء والعلماء في أي مجال ديني) أو (علماء لغة) أو (علماء تاريخ) أو (علماء أدب) أو (علماء في أي مجال ثقافي واجتماعي) فقد ساهموا جميعهم في تحريف الكلم عن مواضعه بصورة مباشرة أو غير مباشرة سواءً كانوا مدركون أو غير مدركون لما (يفعلونه) , نتيجة خوضهم وتأصيلهم لمفاهيم باطلة , تسليماً لاستنتاجات وأحكام من سبقهم أو عاصرهم ممن جرى العرف والعادة على وصفهم بـ (أصحاب التخصص) الذين هم في الأصل ما توصلوا لها إلا اعتماداً على أسس ومناهج علمية قاصرة مبنية على مفاهيم ونظريات ظنية وتخرصات غيبية , وقد تجاهل الناس ما بها من شذوذ وتناقض تدريجياً بمستوى شيوع وكثرة التعامل بها عبر الزمن حتى غابت كلياً عن مداركهم , وبالتالي أصبح من الثابت عندهم أن ما أجمعت عليه الأمة وتناقلته بالتواتر توارثاً عبر الأجيال هو (حَقٌ يقين) لا جدال فيه أو من (المعلوم بالضرورة) , لذا تجدهم في كل مكان وزمان يتجاهلون الرجوع بشأنه (لكتاب الله) أو بالأصح لم يخطر ببالهم ذلك.

وعامة الناس قد اكتفت بتقليدهم والأخذ (بظنونهم المنقولة شفاهاً أو المدونة في كتبهم) وقبلتها مصدراً بشرياً كحق يقين للحكم على طبيعة وماهية الأشياء وعملت بها في أمور حياتها وتعاملاتها بغير ما أنزل الله.

لذا نجد أن من جعل الله له نوراً ليهتدي به إلى الحق , حينما يتبين هذا الزيف والتحريف خاصة في معاني ودلالات مفردات اللغة , ويفيق من صدمته من هول المصيبة الواقع فيها أباً عن جد , حتماً سيسأل نفسه قائلاً: ... إذا كان مَنْ أسس علوم اللغة ووضع قوانينها حقاً هم من العرب ومن المسلمين الأوائل.  فلماذا ارتكبوا هذا الخطأ الفحش الذي ترتب عليه بروز إشكال في مفاهيم الناس تجاه (كتاب الله) ليروا فيه من الطلاسم والتداخل في معاني ودلالات كلماته ما  يمنعهم من فهم واستيعاب الخطاب القرآني؟

في حين أن القرآن نزل بلغة العرب (أي بلغة الشارع والعامية المتداولة في ذلك المكان والزمان) , والمسلمون منهم على الأقل كانوا يقرأون القرآن , وحتماً فهموا المدلول الحق لكلمات الله الواردة به كلها. إذ لم يرد في القرآن آيات تشرح وتبين مفاهيم أو مدلول مفردات اللغة التي قد تحرفت أو اندثرت في زمن نزول القرآن لتعيدها إلى الحق , إلا النذر اليسير مثل مفردات (الكلالة) و (الروح) ...!

وعليه نتبين إن العرب حين نزول القرآن لم تكن لديهم مشكلة في المفاهيم أو دلالات مفردات لغتهم كما هو حاصل مع المسلمين في زمننا هذا , إذ (عبدوا البشر) فعلياً عندما اطاعوهم واتبعوهم ودعوهم من دون الله لا شعورياً دون أن يدركوا ذلك , لأنهم قد بدلوا وحرفوا المدلول الحق لكلمة (العبادة) عندما أسقطوه حصراً وقسراً على ما يعملونه بما يسمى (عبادات) من (صلاة وزكاة وصيام وحج و ...) بل أنهم قد اخترعوا واسسوا له (مجال ومنهج علمي مستقل) ارتكازاً على هذا التحريف واسموه (فقه العبادات) , وزادوا على ذلك بأن اعتبروا ما اسموه بـ(العبادات) أنها هي ذاتها الأعمال الصالحات المطلوب من الناس القيام بها ليتحقق لهم لفوز بالجنة.

كما أن مسلمي هذا الزمان قد (اشركوا بالله) بلا أدنى شك عندما نسبوا لله (أقوال وشرائع ومحللات ومحرمات) وربطوها به زوراً وافتراءً بغير ما أنزل الله , في حين أنهم قد (أخذوها وعملوا بها نقلاً بالغيب عن شياطينهم) الذين ادعوا بـ (الكذب) أنها منزَّلة من عند الله وأنه أمرهم بها , كما يفتريه القائلون والمتبعون لما جاءت به كتب التاريخ من خرافات (اسموها كذباً) بالوحي المُنَزَّل من الله خارج إطار وحي القرآن , مع علمهم أن معظم ما فيها مخالف ومناقض للقرآن , إلا أن الروايات التاريخية وقداسة شخصياتها هي في قلوبهم أهم وأقدس من الله وكتابه المنزل عليهم من عنده , لذا فقد غلبوها عليه وجعلوا ما جاء في هذه الروايات من الباطل المخالف والمناقض للحق هو الأصل والأساس الذي يلغي ويبدل أحكام الله الواردة في القرآن بما اسموه زوراً بـعلم (الناسخ والمنسوخ) أو جعلوها وسيلة للظلال والتحريف بما اسموه زوراً بـعلم  (البيان والتفسير) لأن ميزانهم دائماً يرجح كفة وحي الشيطان على كفة وحي الله.

{... (بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ) مَا لَمْ (يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً) ... [آل عمران : 151] }

{ ... (أَشْرَكْتُم بِاللّهِ) مَا لَمْ (يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً) ... [الأنعام : 81] }

{ ... (لِتُشْرِكَ بِي) مَا (لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ... [العنكبوت : 8] }

{ ... (أَن تُشْرِكَ بِي) مَا (لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ... [لقمان : 15] }

وهذه هي أشد (حالتي) (الشرك بالله) إن لم تكن هي (فاحشة الشرك بالله الوحيدة) التي لا يغفرها الله ويغفر ما دونها , وهي أحد الفواحش المميزة بالعذاب في الآخرة جزاءً لمن يقترفها بمجرد (القول أو الاعتقاد الفكري) حتى وإن لم يعمل بها وتقترفها جوارحه , وقد ذكرت الآية (93) من سورة الأنعام ثلاثاً من هذه الفواحش , الأولى والثانية تندرج تحت (الشرك بالله) ما لم ينزل به سلطان , ويتحققان فيمن (افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً) أَوْ (قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) , أما الثالثة المتحققة في من (قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ) هي ليست من (الشرك بالله) لأنها لم تنسب لله أو تربط به شيء , وإنما تعتبر من جرائم وفواحش (مشاركة الله في الملك) وقد خصص هذا القول بالعذاب في الآخرة لأنه ناتج عن التكبر والاستعلاء وادعاء مساواة الله ومعادلته وتحدٍّ له.

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ (افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً) أَوْ (قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) وَمَن (قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ) وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ (تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) (بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ) عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام : 93]  }

وهذا يعتبر تمييز واستثنى للقاعدة العامة التي يبينها القرآن وهي (أن الجزاء في الآخرة سواءً كان نعيماً في الجنة أو عذاباً في النار لا يكون إلا جزاءً لما تقترفه الجوارح من الأعمال) ولن يجازا العباد في الآخرة على الأقوال والأفكار المجردة دون أن تمارس أعمالاً تقترف بالجوارح عدى ما يماثل ما ذكرته الآية (93) من سورة الأنعام.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ (إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [التحريم : 7]

وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ (تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية : 28]

 

أما الحالة الثانية لـ (الشرك بالله) لا تتعلق بـ (الأقوال والشرائع والحلال والحرام) وإنما تتحقق عن طريق(تقديس أفرادً من الخلق) خاصة الذين ننسبهم لله ونربطهم به زوراً وافتراءً. كما يفتريه النصارى عندما نسبوا له عيسى ولداً , وكما افتراه مشركو مكة عندما نسبوا له من الملائكة بناتاً.

{ لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا (أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) [الكهف : 38]

{ ... (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) [الكهف : 42] }

{ قُلْ إِنَّمَا (أَدْعُو رَبِّي) وَلَا (أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) [الجن : 20] }

لم يقترف المسلمون هذه الحالة من (الشرك بالله) لأن الشيطان أذكى من أن يخوض في وسيلته القديمة لإضلال البشر التي استخدمهامع مشركي العرب وأهل الكتاب من قبل , خاصة وقد جاء القرآن ليفضحها إلى يوم القيامة , ومع أنه لم يستخدمها مباشرة إلا أنه قد ألتف على ما جاء في القرآن بشأنها من بيان ومواعظ عن ما أقترفه أهل الكتاب من (الشرك بالله) ليجعله هو وأعوانه من شياطين الإنس (عن طريق رواياتهم التاريخية أو المفتراة كحديث نبوي) أحد وسائلهم المستخدمة لخلق الإفك والتضارب حول مفهوم (الشرك بالله) وتبديل دلالات مفردات القرآن الواردة بشأنه , وذلك لتظليل المسلمين عن ما يقترفونه حالياً من (شرك بالله) ظناً منهم أن (الشرك بالله) ما هو إلا ما كان يقترفه مشركو مكة وأهل الكتاب.

وإن كنت أنا شخصياً أرجح أن الحالة الثانية من (الشرك بالله) السابق ذكرها والمتعلقة بـ (تقديس أفرادً من الخلق) ونسبتهم لله وربطهم به , هي ليست مرتبطة بفاحشة (الشرك بالله) التي لا يغفرها الله ويعذب في الآخرة جزاءً لمن يفتريها بمجرد القول والاعتقاد الفكري دون أن تمارس وتقترف أعمال السوء.

ودليلي على ترجيحي وإن كنت لا أجزم بذلك هو:- إن الله قد وصف الذين (قالوا أن الله ثالث ثلاثة) جميعهم بالكفر , ثم في نفس الآية (قد استثنى) مجموعة جزئية منهم بالعذاب الأليم وهم (الذين كفروا منهم) , أي سيكون العذاب في الآخرة جزاءً للذين كفروا من الذين كفروا وليس كلهم.! كيف يكون ذلك؟

أي أن الذين (قالوا أن الله ثالث ثلاثة) قد تحقق فيهم الكفر الفكري نتيجة اعتقادهم بأن (لله شركاء في الملك ) وهذا القول أو الاعتقاد هو ما يحبط العمل في الآخرة.

أما الذين (كفروا عملياً ) منهم أي اقترفوا أعمال السوء من الذين كفروا فكرياً هم من سيكون جزائهم العذاب في الآخرة بما عملوا وليس بما قالوا أو اعتقدوا فكرياً.

ومع أنهم بفئتيهم قد قالوا أن عيسى هو ابن الله , إلا أن القول أو الاعتقاد بإنساب المخلوقات لله وربطها به قد يكون (إشراكاً) لله في الملك ولا يعتبر من فاحشة (الشرك بالله) ما لم ينزل به سلطان , لأنهم قد يقولوا ذلك على الله بما لا يعلمون , أي من تلقى أنفسهم فيما بينهم ظناً وخرصاً دون أن يفتروا على الله أنه قاله أو أوحى إليهم به.

(قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً)سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ (لَهُ) مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ (إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [يونس : 68]

وَ(قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً) سُبْحَانَهُ بَل (لَّهُ) مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ [البقرة : 116]

الَّذِي (لَهُ) مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَ(لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) وَ(لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان : 2]

 

وَ(قَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ) وَ(قَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ) ذَلِكَ (قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ) يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة : 30]

وبالتالي فإن الذين (قالوا أن الله ثالث ثلاثة) هم من (الذين أشركوا) من أهل الكتاب ’ أي جعلوا له شركاء في الملك.

 

لا يعذب أو يؤخذ العبد بمجرد تكذيبه بآيات الله أو كفره بها وإنما يؤخذ بذنوبه المتكونة عليه نتيجة ما اقترفته جوارحه من أعمال السوء.

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ (كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) (فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ) وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ [آل عمران : 11]

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ (كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ) (فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ) إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال : 52]

وَ(قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ) وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ (فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم) بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ) وَ(يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ) وَ(لِلّهِ مُلْكُ) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [المائدة : 18]

ولم يرد في القرآن ما يفيد أن الله سيعذب في الآخرة نتيجة أقوال مجردة أو معتقدات فكرية لا تتبعها ممارسات لأعمال السوء عدى القول بـ(الشرك بالله) ما لم ينزل به سلطان , وهي الفاحشة التي لا يغفرها الله ويغفر ما دونها وبها يتم التعذيب في الآخرة جزاءً لمجرد القول بها أو اعتقادها فكرياً., لأنها كذباً وافتراءً عليه ومنسوباً له , وهذا غير (الإشراك) في ملك الله.

ورغم أني قد توسعت في الكلام عن مفهومي (الإشراك) و (الشرك بالله) أو أن عذاب الآخرة مقصور على الأعمال دون الأقوال والأفكار , إلا أني قد لا أتمكن من الإقناع بما تبنيته من آراء من خلال هذا العرض , وذلك لأن إعطاء هذه الجزئية حقها من البيان يتطلب التطويل والتوسع بشكل أكبر ليشمل تقريباً كل آيات القرآن الواردة بشأن هذين المفهومين.

وهذا لا يعني أن ما رأيته هو عين الحق وإنما هي وجهة نظر ناتجة عن محاولة ومجهود مبذول للبحث عن الحق , لذا فمن يجد خطاء فيما رأيناه فلينبهنا له ولا يبخل علينا بالتصويب.

وحتى لا نترك علامات استفهام دون توضيح وكذا لتتحقق الفائدة مما رأيناه فإني إنشا الله سأخصص البحث القادم لهذه المفاهيم حتى نوفيها حقها إنشا الله.

وعودة لأصل الموضوع ومن خلال ما سبق بيانه يتضح أن مسلمي هذا الزمان قد (اشركوا) عندما عبدوا ودعوا البشر واتخذوهم أولياء وشفعاء من دون الله. أي جعلوهم لله شركاء في الملك.

وكذا (أشركوا بالله) عندما نسبوا له وربطوا به (أقوال وشرائع وحلال وحرام) كذباً وافتراءً بما لم ينزل به عليهم من سلطان تحت دعوى الوحي الخارج عن وحي القرآن.

ومع ذلك لا زال المسلمين فرحين مطمئنين ظناً بأن (الشركبالله) بعيداً عنهم , لأن أعوان الشيطان قد طمسوا المفهوم الحق لـ (الشركبالله) و (الإشراك في ملك الله) والخلط بينهما في مفاهيمهم واستبدلوه بمسميات وتصنيفات وتعريفات معقَّدة ومتشعِّبة لا ضابط ولا نهاية لها.

كـ ((شرك ألوهية وشرك وجوب الوجود وشرك عبادة وشرك تقريب وشرك تسمية وشرك علم وشرك قدرة وشرك ربوبية وصفات وشرك سجود وشرك تصرف وشرك عادة وشرك دعاء وشرك فعلي وشرك عملي وشرك اختيار وشرك ملكية وشرك تصرف وشرك أكبر وشرك أصغر وشرك ظاهر وشرك خفي و...و...و...!! إلخ.)) , بحيث في النهاية لا يستقر في مخيلتنا من هذه الشخابط والشعابط المنسوبة لـ (الشرك بالله) شيء , اللهم إلا ما يُكَسِّرون به رؤوسنا ليلاً ونهاراً في وسائل الإعلام والمساجد والمدارس من مزاعم بشأن ما كان له روح من (الصور والتماثيل), لنعتقد مطمئنين أننا بما نقترفه من جرائم القهر والكبت في حق أطفالنا واسرنا وقتل رغبتهم المشروعة في اقتنائها للتعلم أو اللعب وتزيين غرفهم وملابسهم بنهرهم وزجرهم عنها بالباطل. قد نزهنا أنفسنا من (الشركبالله) وأن ما نقوم به هو توحيداً لله ووسيلة لنيل رضوانه!!؟. هيهات هيهات أن نجد في (وعود الشيطان) ما يرضي الله ويدخلنا في رحمته!. (يا رب) نسألك أن تخرجنا من هذا المتاهات والخزعبلات وتهدينا إلى الحق.  

في حين أن العرب في زمن نزول القرآن قد قالوها صراحةً { ... أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ... [الأعراف : 70]} أو { ... لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ... [الأنعام : 148] } لأنهم كانوا يعرفون المدلول الحق لكلمات (العبادة) و (الإشراك) ولم يكن لديهم مشكلة في ذلك , وهم يعلمون أنهم قد أشركوا بعبادتهم للمخلوقات من دون الله وإنما كانت مشكلتهم فيما (ورثوه من معتقدات) تبيح لهم عبادة المخلوقات مع الخالق أو فيما تزينه لهم من أعمال السوء.

إذاً كيف تم هذا التحريف للمعنى؟ وفي أي زمن حدث ذلك ؟

الإجابة:- صاحب القلب الحي والبصيرة النافذة يقول: لا حاجة لي في الخوض عبر متاهات المصادر البشرية من كتب الدين أو اللغة أو التاريخ  أو غيرها , ولا يهم معرفة من قام بتحريف الكلم عن مواضعه أو متى أو كيف تم ذلك. طالما وقد فَصَّل الله في كتابه (القرآن الكريم) كل شيء ويسره للذكر.

(كتاب لله) الذي إن قرأناه وتدبرنا آياته وحده متفرداً دون غيره , سنكون قادرون على استبيان الحق منه دون عناء ( سواءً كان في المفاهيم ومدلول الكلمات , أو في الأحكام والسلوكيات , أو في الإنباء بالغيب , أو في كيفيات وماهيات الأعمال والأفعال والأشياء , أو في كل ما ستتبينه البشرية مستقبلاً خلال مراحل حياتها في الدنيا والآخرة مما لم تكن قد أحاطت به علماً) وكل ذلك يخبر به القرآن الكريم ويفصله كـ (حقائق مطلقة) لا نسبية فيها.

لذا فإن (أهل القرآن) فيما يتعلق بدين الله وما يترتب عليه مصيرهم في الحياة الآخرة قد حرصوا بشأنه وتحرروا من (اسر الروايات البشرية ومصادرها ورجالها), وكذلك هم يعملون بإصرار للتحرر من (الأغلال) التي في أعناق مجتمعهم نتيجة ما ترسب في أذهانهم من الطرق والكيفيات أو المفاهيم ودلالات مفردات اللغة حتى وإن أجمع عليها أهل الأرض كثوابت متواترة مسلم بها, ما دامت قد عُرِفَت واكتُسِبَت بالوراثة والتفاعل فيما بينهم "بني البشر" , فهي بالنسبة لأهل القرآن لا ترقى عن مستوى (الظن) الخاضع للدراسة والبحث , وليست حق يقين ما لم تكن قد صُدِّقَتْ بـ (العلم اليقين) المُنَزَّل من عند الله.

وبالتالي هم لن يعتمدوا مصادراً أخرى للحكم على الأشياء بـ (الحق اليقين)غير (القرآن الكريم) كتاب الله مصدراً وحيداً متفرداً. والعمل في حياتهم الدنيا بما (جاء به من أحكام وعلوم) وبما لا يتعارض معه من(أعراف وظنون البشر) خاصة وأن الله قد تكفل بحفظه لهم إلى قيام الساعة وسيكون حجة عليهم يوم الحساب.

نسأل الله أن يتجاوز عن ما جهلنا فيه ويهدينا للحق يوفقنا للعمل به

علي السعيدي

اجمالي القراءات 18462

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   على السعيدى     في   السبت ١٩ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[56692]


أخي علي صالح السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك. لقد لفت انتباهي في تعليقك ما أعتبره أنا دائماً (أهم وأضمن وسيلة) تجنبنا من الظلال , لذا يجب تأييدك فيه والتأكيد عليه وهو ما تدعوا إليه :-

(( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) ))

كون هذا هو الأساس الذي نمشي عليه جميعاً وهو ما يجب على جميع العباد أن يسيروا عليه , وهو عدم الإتباع لما لم يصل بهم إلى درجة القناعة بالدليل القاطع من كتاب الله وحده. وما دونه نستمر في السؤال عنه والبحث بشأنه ويبقي عندنا في دائرة الظن حتى يظهر علينا يقينه من الله وحده.


 


أما بالنسبة لاستفسارك بشأن ما جاء في الآية التالية:-

ويقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) (يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) ۖ (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)


فنسأل الله أن نكون قد وفقنا إنشا الله لبيانه بالتوضيح التالي:-

(وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) هذا بالنسبة للأقوال والأفكار, وتصديق ذلك في الآية التالية:-

وَ(قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) قُلْ (فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم) بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ) وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [المائدة : 18]

(قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) هذا ما قالوه ولكن العذاب (فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم) كان على الذنوب وليس الأقوال والأفكار التي مردها ومرجعها إلى الله لـ (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ) بشأنها. وسبق في قولنا أن الأساس والقاعدة العامة هي أن (عذاب الآخرة) لا يكون إلا على (الأعمال) رغم وجود استثناءات على الأقوال (خيراً وشراً).

أي أن ما قصدته أنا في كلمة (الجزاء) هو (عذاب الآخرة) وطبعاً (الحساب) هو غير (الجزاء) ومن الحساب أن نُوقَف للسؤال عن كل شيء. وما (أبديناه أو أخفيناه) سيكون معروضاً علينا يوم الحساب بعض النظر كان المُحَاسَب من (الكافرين المجرمين) أو من (المؤمنين المتقين). إذ سيحاسب الله الرُسُل والمُرسَل إليهم وسيسألون جميعاً يوم الحساب.

فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف : 6]

يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [المائدة : 109]

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص : 65]

وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ) قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [المائدة : 116]


وأنا في حال كتابة بحث حول هذا الموضوع بتفصيل أكثر وإنشا الله أنشره في الأيام القادمة

 


2   تعليق بواسطة   عبد الله العراقي     في   الخميس ٣١ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[56985]

يحرفون الكلم من بعد مواضعه

بسم الله الرحمن الرحيم


شكرا بارك الله بك على هذا التحليل يا استاذ علي السعيدي


في القران يذكر حالتين من التحريف على ما اعرف(يحرفون الكلم عن مواضعه) من النساء 46(يحرفون الكلم من بعد مواضعه)من المائده 41 و المسلمون يشملهم النوع الثاني لانه لا يمكن تحريف القران عن مواضعه بل من بعد مواضعه و الله العالم


اما مسئلة الاشراك فتحتاج الى دراسة موسّعه


مثال على اضافة كلمات جديده لدين الله :لو فتحنا الفضائيات الدينيه فسوف نرى ان اهم كلمه تستخدم بين المُكفّرين هي كلمة العقيدة فيقول اصحاب المذهب الفلاني لاصحاب المذهب الاخر ان عقيدتكم باطله ويرد الاخر ولكنكم انتم عقيدتكم باطله و هكذا فأهم و اسهل كلمة و اكثر كلمه تسببت في ان يكفر المسلمون بعضهم بعضا هي العقيدة. و في هذا المقال اثبات على ان كلمة العقيدة قام الشيطان الرجيم بايحائها الى اتباعه ووسوس بها الى المسلمين ليفتك بهم و بدينهم. فاوجد ما يسمى علوم العقيدة و الدكتوراه و الماجستير في العقيدة.


في القران يتكلم عن الملّه و الدين . و تعاريفها موجودة هناك و لم يذكر ابدا كلمة العقيدة. و لكن الشيطان يعرف ان المسلمين لكي يتقاتلوا فانه يجب اختراع كلمة اخرى يكون تعريفها غير موجود في القران و يوحي لهم ان الدين مداره على هذه الكلمه و ذلك حتى يسهل على كل حزب ان يعتقد انه هو الوحيد الذي يمتلك حق هذه الكلمه. فهل من الممكن ان تكون هذه العقيدة بهذه الاهميّه و لكن لم يذكرها القران و لا الرسول؟؟


فللانسان مطلق الحريه في استحداث كلمات جديده في الطب و الهندسه والاقتصاد و ال--- اما في الدين فلا يوجد كلمات جديده لان الله تعالى بنفسه قد اكمل الدين(اليوم اكملت لكم دينكم---).


لقد تتبعت في كل كتب الحديث (بفضل ما كنات البحث) كل احاديث المسلمين السنه و الشيعه فلم اجد حديث واحدا للنبي ص يستخدم فيه العقيدة و الاغرب من كل هذا انني لم اجد حديثا مكذوبا او ضعيفا مذكور عن النبي ص يستخدم فيه العقيدة. فهل هذا معقول هل هذا يصدّق ان تكون كلمة يتقاتل عليها القوم من اجل الله وحماية الدين والله لم يذكرها في كتابه و رسوله لم يذكرها في حديث.


فالملّه معروفه وهي ملة ابراهيم التي يامر الله النبي قبل ان يامرنا باتباعها. و الدين معروف و هو الاسلام فلايمكن ان يتقاتل المسلمون على تعاريف واضحة فقام الشيطان عن طريق اولياءه بالقاء و ووسوسة العقيدة. وهكذا فالى متى يستخدم المسلمون هذه الكلمه الشيطانيه ليفرقوا صفوفهم ؟؟




3   تعليق بواسطة   على السعيدى     في   الإثنين ٠٤ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57030]


الأستاذ / عبد الله العراقي السلام عليك ورحمة الله وبركاته أشكر مرورك على الموضوع واهتمامك به وإثراك له بما تضمنه تعليقك الكريم من تأكيد على ما أصاب ديننا وثقافتنا من تحريف وتبديل لدرجة أننا نجد أنفسنا مجبرون على استخدام مفردات اللغة بدلالات ومفاهيم باطلة بديلاً عما في القرآن من الحق وتحريفاً عنه , سواءً كان ذلك جهلاً منا لغلبة وشيوع استعمال ما نشأنا عليه وتشكل وعينا وإدراكنا به من دلالات ومفاهيم باطلة دون إدراك للحق , أو كنا نعلم وندرك الحق وآثرنا التغاضي عنه مسايرة للشائع والمجمع عليه باستعمال الباطل في بعض مواضع الفرعية من سياق الكلام مكرهين في سبيل توصيل الفكرة الأساسية الأم المستهدفة من القيام بالبحث وكتابته , وذلك حتى لا تتشتت أفكار المتلقي والمطلع وتشوش مداركه وصرفها عن هدف البحث الأساسي , نتيجة تلقيه عدة صدمات ببطلان مفاهيمه وثوابته في أكثر من (مفردة ) يصادفها في نفس البحث , إذ أن تغيير الثوابت الشائعة لدلالة كل (مفردة) يحتاج إلى بحث مستقل لإعطائها حقها من التركيز لبيان مقدار ما تبقى فيها من (الحق) وما قد أصابها من (الباطل) , لما من شأنه تتحقق القناعة وبالتالي القبول بالتغيير.

وكم أتمنى من كل قارئ لأي موضوع كان , في هذا الموقع (المبارك) خاصة ما يتعلق منها بدلالات ومفاهيم القرآن , أن لا يقلل من أهمية ما قد يطرحه (من خلال التعليقات) لأن التعليق بأي معلومة أو تساءل حتماً ستؤدي إلى إثراء الموضوع , وتحقق الفائدة إما بلفت انتباه كاتب الموضوع الأساسي لما قد فاته أو جهله , وإما لحثه على التطرق لما تجاهله أو التوسع فيما أختصره لتتحقق الفائدة وبالتالي يتلاشى ما قد ينشأ بعيداً عن الموضوع من علامات استفهام دون التأثير على سلامة البحث أو الموضوع الأصلي.

واسمح لي استاذي الفاضل أن اشاركك الحوار باختصار تأكيداً وتفاعلاً مع ما طرحته في تعليقك حول:-




4   تعليق بواسطة   على السعيدى     في   الإثنين ٠٤ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57031]


1. ما أشرت له في البحث باختصار حول الفرق بين (الشرك بالله) و(الإشراك) في ملك الله. فإنما هو مجرد رأي ولا أجزم به , وكما قلت حضرتك جزاك الله خيراً (هذه الجزئية) تحتاج إلى مزيد من التوسع في البحث , وقد وعدت بذلك وأسأل الله التوفيق للإكمال ذلك قريباً.

2. نعم لا يوجد بالقرآن تحديداً لفظ (العقيدة) أو مشتقاتها , وأيدك في أن هذا الفظ والمفهوم من اختراع الشيطان ليستغل ما في القرآن من تشديد بشأن التمسك والوفاء بـ (العقود) وما ترتب على نقضها من وعيد , وهي أحد مشتقات (ع ق د) الواردة في القرآن (سبع مرات) ونلاحظ أن جميعها بلا استثناء لم تستعمل ولا يمكن أن تستعمل بالمعنى الشاذ لمفهوم (العقيدة) الذي وجد لاحقاً بالعصور المتأخرة من بعد مفاتن ومصائب الرواة وجامعي الحديث.


 


5   تعليق بواسطة   على السعيدى     في   الإثنين ٠٤ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57034]

(تحريف الكلم عن مواضعه)

3. أما بشأن (تحريف الكلم عن مواضعه) و (تحريف الكلم من بعد مواضعه) فأرى والله أعلم ما يلي:-

• (تحريف الكلم عن مواضعه) ورد في [المائدة : 13] ليخبر عما قام به (بني إسرائيل عامة) من تحريف لما ورد في الكتاب المنزل إليهم في إطار لغتهم {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} وجعل الله (قلوبهم قاسية) نتيجة لأنهم (نقضوا ميثاقهم) ... { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} لأن قسوة القلب تعمي البصيرة وتحول دون فهم القرآن لذا فإن التحريف كان عن ظلال ودون قصد نتيجة إتباع ما يلقي الشيطان من الظن والخرص بدعوى تفسير كلام الله أو الزيادة عليه بإلحاقه بوحي كاذب. {وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} و(نسوا) أي ألحقوا به شرائع وأقوال ما أنزل الله بها من سلطان. وبالتالي ما كان أن يكون (ذكر الله) (ويل وظلال لهم) إلا لأن قلوبهم اصبحت قاسية.

{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَ(الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ [الحج : 53]}

{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم) مِّن (ذِكْرِ اللَّهِ) أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [الزمر : 22]}

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن (تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16]}


كما ورد ذكر (تحريف الكلم عن مواضعه) مرة أخرى في [النساء : 46] ليخبر عما قام به (بعض الذين هادوا) في زمن نزول القرآن من تحريف لما دار بينهم وبين محمد رسول الله والمؤمنين من (كلام) استهتاراً منهم وطعناً في الدين {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً}

• (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) ورد في [المائدة : 41] ليخبر عن بعض (الذين هادوا ولم يأتوا إلى الرسول) وما يقوم به من تحريف للكلم في كتابهم ولغتهم بصفة عامة ومرة أخرى من بعد ما قد أعاده القرآن لمواضعه ومع أنهم قد عقلوا الحق إلا أنهم يحرضون من عند رسول الله من {الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } و { يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ} لذا فقد خاطب القرآن الرسول بأن لا يحزن من مسارعة هؤلاء إلى الكفر لأن {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وعليه فإن المقصود بـ (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) هو ما يتعلق بلغة الذين هادوا والكتاب الذي أنزل إليهم من بعدما عقلوا ما اعيد إلى مواضعه بالقرآن. والآيات التالية تعالج نفس الموضوع.

أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 75]

وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [النساء : 115]

سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [البقرة : 211]


6   تعليق بواسطة   عبد الله العراقي     في   الثلاثاء ٠٥ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57062]

تعريف الشرك و الكفر

السلام عليكم استاذ علي السعيدي


شكرا على اسهابك في الرد


انني مستغرب من احوال المسلمين حيث انهم لحد الان يختلفون في معنى الشرك و الكفر و لا يوجد تعريف محدد لديهم و اعتقد ان هذا لانه لم يقوموا بالتدبّر الجماعي للقران حيث لو ان المسلمين اجتمعوا و تدبروا بمجموعهم القران لكانت الان تعاريف الشرك و الكفر اوضح.


فانه مواضع الشرك و الكفر و ردت مئات المرات و لتدبرها نحتاج الى جيش من المخلصين،


ادعو لك بالتوفيق في محاولتك و ارجو منك التمهل لخطر الموضوع!


7   تعليق بواسطة   على السعيدى     في   الثلاثاء ٠٥ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[57065]

الْمُخْلَصِينَ هم من سيكونوا مُخْلِصِينَ

((مواضع الشرك و الكفر و ردت مئات المرات و لتدبرها نحتاج الى جيش من المخلصين))


بارك الله فيك أستاذ / عبد الله العراقي نعم نحتاج إلى تدبر القرآن لنفهم خطابه بصفة عامة , ولا عبرة للكثرة والجهد المبذول إذا لم نصدق مع الله بـ (القول والعمل) في أمور حياتنا المعيشية وتفاعلنا مع محيطنا حتى يجعلنا من (الْمُخْلَصِينَ)  _ لنتمكن من إخلاص الدين لله , إي عدم دعوة غيره وإخلاصه بالعبادة بـ (طاعته وحده بعدم الأخذ بغير ما أنزل في كتابه وما لم يأذن به في كل أمورنا (فكراً وعملاً).

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ... [البينة : 5]}

وبالنسبة لمعني الكفر والشرك والفرق بينهما فأنا على وشك الانتهاء من كتابة بحث عن المفهوم القرآني لـ (العمل) والذي وجدت نفسي مجبراً لتفصيل مفهومي (الكفر والإيمان) به لارتباطهما الوثيق بالعمل , وسيفي بالغرض بهذا الشأن , وانشأ الله خلال الأيام القادمة أنشره على هذا الموقع حيث لا أتفرغ للكتابة فيه عدي يوم الجمعة من كل أسبوع.


8   تعليق بواسطة   محمد ابوأية     في   الإثنين ١٠ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[76597]

[جنودإبليس]


من هم؟ وهل كان التجنيد إجباري أم هم الذين انخرطوا بإرادتهم لنصرة إبليس،قد يستغرب البعض إذا قلت إنهم رجال الدين،ودخولهم في معسكره كان برغبةمنهم وإلحاح،ذلك للمغريات التي يرصدها سيدهم، لذلك تجدهم يتكالبون على الجهات المعنية والمراكز التي تدفع أكثر واعلم يا أخ العقل؟ انه من يتقاضى شيئا عن الدين فهو من جنود إبليس،يعمل على نشر دين مفبرك والصد عن سبيل الله، هكذا الواقع.. لكن القرءان يصرح بعدم أخذ الأجرة من أجل نشر الدين،[قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجر إلا على الله] لماذا لأن دين الله يسانده العقل والمنطق، فلا يحتاج إلى نفط ولا إلى إكراه، أما دين إبليس فلا عقل ولا منطق؟ فلا يسانده إلاكثرة المال والعنف والإرهاب، ولولا ذلك لتلاشى في المهد،وقد بدء التخطيط لطمس الإسلام قبل وفاة النبي عليه السلاموبعده، وكانت حروب طاحنة من أجل الكرسي، وربما يعد على الأصابع من كان يريد الحق، لهذا انتصر مشروع إبليس علىيد معاوية،أما الحزب المنهزم فكان كما أشرت أغلبه مع الشيطان،لما يرون من قوة وزخرف،ثم لم يكتفي بالحروب فحسب،بل اخترع مذاهب سنية وشيعية وصوفية،ونصب على كل طائفة واحدا من جنوده الكبار، حتى يسيطر على الأتباع ،وبعد حوالي قرنين ونصف،استطاع إبليس أن يجمع كل حقود على الإسلام،ويأمرهم بصناعة الأحاديث،لعله يبعد ويخفي هذا القرءان الذي يمثل الكابوس القاتل والعدو المتربص،وهذا صحيحلذلك تجد جنوده يركزون على السنة أو الحديث، وينفرون من القرءان بل يكرهون كلمة تدبر القرءان،وهي أثقل ما تكون على نفوسهم،نعوذ بالله منهم جميعا،ومن ثم اقتبسوا عقيدة القضاء والقدر من إبليس حيث اتهم رب العزة والجلال بقوله[قال ربي بما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم]وهاهو ذا يحرف الامتحان إلى غواية،وينتهز الفرصة ويشن حربه على الجميع.ويضرب الطوق والحصار على جنوده وأتباعه من الجهات الأربع ووضع أغلال التراث العفن في أعناقهم،فلا يستطيعون التحرر إنه الرق والاستعباد،ثم يطلبون منا أن ندخل معهم تحت هذا الحصار.وإلا حكموا علينا بالكفر والردة،وأقول لهم إن الكفر والردة والزندقة ما هي إلا أوسمة ونياشين وتيجان على رؤوسنا،وبها نحتج عليكم يوم الحساب فإلى أين المفر؟؟

 أكتفي بهذا القدر..المارد المتحرر:  

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-01-19
مقالات منشورة : 6
اجمالي القراءات : 75,584
تعليقات له : 9
تعليقات عليه : 17
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen