زهير قوطرش Ýí 2010-05-04
التبشير الإسلامي في الغرب.
الله وأكبر ...بصوت مرتفع ,تتعالى أصوات المصلين في مساجد الغرب كلما ارتد مسيحي عن دينه ليعتنق دين( المسلمين) .ثم يقف المرتد عن المسيحية(كونه ترك دينه واعتنق ديناً أخراُ) في وسط المسجد ليتقبل التهاني والعناق والقبلات .وكيف لا...وقد أُعتق من عذاب نار جهنم الذي ينتظر كل البشرية ما عدا...... الفرقة الناجية؟؟؟؟.
في الغرب ,لا توجد قوانين لردع المرتد وعقوبته إذا غير دينه ,فالخروج من المسيحية واعتناق الإسلام أو أي دين أخر , ليس من شأن الدولة ولا المجتمع بل هو اختيار حر وفردي ,وواجب الدولة حماية حق الأفراد في اختياراتهم العقائدية, وضمان شروط التعايش المشترك بين جميع أفراد مواطني الدولة مهما اختلفت دياناتهم أو ألوانهم وأصولهم.
الدين قضية شخصية .حتى الكنيسة ,بفعل النظام العلماني ما عادت تتعامل مع المرتدين إلا من خلال الدستور والقوانين العلمانية المرعية.ووظيفتها الوعظ بدون الإكراه .
لم أقرأ يوماً في الصحافة أو أسمع في وسائل الأعلام المسموعة والمرئية في الغرب ,اهتمام القائمين عليها في تسويق مثل هذه الأخبار التي تتناول فعل الارتداد. فالمرتد هو مواطن بالدرجة الأولى ولا يعتبر خائناً أو خارجاً عن الجماعة أو خارجاً عن السرب ...هو حر في تصرفاته الشخصية ....حر فيما يختار من معتقد أو دين و يُنظر إليه باحترام وتسامح....لكنه في الوقت نفسه محاسب أمام القانون في حال اعتداءه على حرية الآخرين الدينية.
في الغرب ,تسمح القوانين المرعية للمسلمين ,بإصدار الصحف ,وعقد الندوات ,وإقامة المحاضرات ,التي تبشر بدين المسلمين. بل أكثر من ذلك..تسمح لهم المشاركة في الندوات العامة والتحدث إلى الحضور عن سماحة الديانة الإسلامية ونقد الديانة المسيحية. ويتقبل الجميع هذا التدخل وهذا التدخل برحابة الصدر ,وبل ويتفاعل البعض مع المتحدث في نقاش هادئ ...وقد يبدي بعضهم اعتراضه ولكن بشكل حضاري.
في الغرب ,لا تمنع القوانين بناء المساجد(إلا في حالات استثنائية في بعض الدول,لكنها لا تمنع من إقامة أماكن للعبادة) و أماكن العبادة منتشرة على مساحة الدول الغربية. قد يعترض البعض وهذا حقه ,لكن بعض المسلمين يعتبر أن هذا الاعتراض
إنما يعبر عن عنصرية الغرب الذي يعادي دينهم ولا يسمح لهم بالاستيلاء على البلاد وإكراه الناس على الدخول في ديانة الإسلام.
في الغرب يعتلي المنابر الإسلامية ,خطباء ورجال دين زوار ,من السعودية ومصر ...وغيرها من دول العالم الإسلامي .يلقون خطبهم العصماء,ويتهمون أهل البلاد الأصلين بالكفر , دون أن يراعوا مشاعر حتى أولئك الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً ,أو أبناء الجاليات الإسلامية الذين ولدوا من أمهات مسيحيات . (يندرج ذلك تحت مسمى حرية التعبير)
في الغرب العلماني دين الدولة هو المسيحية ...ومع ذلك ,لا توجد مضايقات على الذين لا يدينون بالدين الرسمي للدولة ,لكن هناك تضيق على من يتعاون مع العناصر المتطرفة أو الإرهابية ,التي تسعى إلى تنفيذ عمليات إرهابية .أو من يسعى إلى نشر الكراهية والعداء بين أفراد المجتمع.
التبشير في الدول الإسلامية.
في العالم الإسلامي ,ممنوع التبشير لأي دين أو معتقد ما عدا دين الدولة الرسمي أو مذهبه . التبشير السني ممنوع في إيران وفي المقاطعات التي يسيطر عليها الشيعة في العالم الإسلامي .وأيضاً ممنوع التبشير الشيعي في الدول التي دينها الإسلام وتعتنق المذهب السني (وهذا ضمن الديانة الواحدة التي لها كتاب وأحد ونبي واحد).
المسيحيون ,ممنوع عليهم منعاً باتاً التبشير بالدين المسيحي في أي دولة إسلامية.ورجال الدين الإسلامي في الدول الإسلامية يحذرون باستمرار من خطر التبشير ,وآفة التنصير التي تهدد كيان الأمة . ويدعون السلطة السياسية التي تسعى دائماً إلى إ رضاء رجال الدين بالدرجة الأولى لكي تتدخل بالردع والمنع.
لا يقبل المسلمون أن يقوم الغير بالتبشير بدينه في بلادهم ,,ويعتبرون ذلك مؤامرة على الإسلام وعلى أمن الدولة.وينزلون بالمبشرين وبمن اتبعهم أقصى العقوبات التي قد تصل إلى عشر سنوات وأكثر في السجن, أو الطرد والإبعاد.(بينما التبشير الإسلامي في الغرب, هو فتح مبين).
سؤالي ...ماذا لو أن الدول الغربية قررت منع نشر الإسلام في دولها ,
و صاروا يحكمون على المسلمين الذين ينشرون ديبنهم, بالجرم ومن ثم بالسجن والإبعاد ,كم سيكون عدد المعتقلين والمُبعدين أو المطرودين من المسلمين؟
أصبح مصطلح الحرية الدينية كثير الاستخدام في العالم الثالث ولكن بدون أن يتم شرحه جيدا للجماهير وتعاني دول العالم الثالث من وجود مثقفين آثروا على أنفسهم أن يفهموا شعوبهم بأهمية الحرية الدينية مخافة أن يتهموا بالكفر ،وتركوهم نهبا لمشايخ الفتنة الذين يكفرون ويهاحمون ويفتون بالقتل لكل مخالف لهم وبذلك فإن دولنا تزداد تطرفا وكرها للآخر وحريته الدينية بينما دول العالم الأول تزداد تسامحا وقبول للآخر .. ومن يقرأ القرآن يجد أن القرآن ينحاز للحرية الدينية بنصوص لا تقبل التأويل أو أن يكون هناك قولان فيها .. ومع ذلك فإن شيوخ التطرف لا يعجبهم القرآن وينادون بقتل وسحل من يخالفهم ويطالبون بهدم دور العبادة لهم ..
شكرا لك أخي زهير على هذا المقال والعرض، وأنا دائما أتساءل لماذا يهرب المسلمون من المسلمين ( من الدول الإسلامية) ويحتمون ( بالكفار) في الدول الغربية، ترى لماذا؟
ألا يمكن أن نقول أن الدول الغربية ( الكافرة) هي التي يطبق فيها الإسلام والسلام؟ والدليل على ذلك أنهم يطبقون قول الله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(99). يونس. لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة.
نعم يصدق فيهم قول الله تعالى، ولا يصدق على الدول الإسلامية التي تفرق أهلها شيعا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم كل حزب بما لديهم فرحون.
ستفترق أمتي إلى... إلا واحدة ؟؟؟
شكرا أخي الحبيب الأستاذ زهير مرة أخرى وشكرا لكل المعلقين، والسلام عليكم.
أقتباس:
{ما جاء فيما كتب أعلاه لا يعبر عن حقيقة الواقع المعاش}
أن كنت تريد حقيقه الواقع المعاش .. فاها هو:
من سماحة المسلمين الذين تتحدث عنهم .. هم يقولون هذه العباره دعاءا فى صلاتهم كل يوم جمعة على اعلى صوت فى المكبرات
اللهم رمل زوجاتهم اللهم يتم اولادهم
أنى ارى السماحة تتشرشر منهم ..
أنتهى ..
بارك اللع فيك أستاذنا - زهير قوطرش - على توصيفك لحقيقة التسامح الدينى عند الغرب ،وإن شئت فلنقل فى غير بلاد المسلمين جميعاً ،شرقاً وغرباً . وأعتقد أن بدخول نسيم الحرية لبلادنا سيدخل معها الإيمان بقيمة التسامح الدينى . ,اعتقد ان قطار الحرية يتجه نحو بلادنا الآن ،سواء رضى عنه الطغاة أم كرهوأ ...
السلام عليكم ، مقال قديم جديد لم تتغير الأحوال بغير ما جاء به ، كأنه كتب اليوم ... وهو رائع حقا يمثل مقارنة بين دول الشرق والغرب في النظر لشيء واحد .. دول الشرق تمثل الجانب القولي ويقولون دائما مالا يفعلون، بل ويزيد الأمر سوءا كذلك انهم يعتبرون تطرفهم دينا .. وإرهابهم للغير امر من قبل الخالق لهم !!!!! دول الغرب تمثل الجانب العملي لديهم قوانين مدنية قوية نتنظم الأحوال يقدرون الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان يكرهون العنف باختصار عكس تماما دول المشرق والأغرب الذي يندى له الجبين خجلا :أن دول الشرق مازالوا يحتفظون بتسية تراثية هم نقيضا لها (المسلمين ) مع أن معظمهم غير مسالم على الإطلاق ...
دمتم بخير وشكرا
مقالة ممتعة ورائعة جمعت جميع الأفكار وردت على أسئلة كانت تحيرنا
كلمة السيدة سهير الأتااسي في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري
يا أهل مصر الحبيبة .ارحموا عزيز قوم ذل
مذكرات الجاسوس البريطاني همفر. مع مؤسس الحركة الوهابية محمد بن عبد الو
السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
التسامح في الإسلام.. على طريقة الحكومة السودانية!!
دعوة للتبرع
رسول للعالمين: السلا م عليكم . محمد عليه السلا م بعث للإنس...
سؤالان : السؤا ل الأول من الاست اذ كريم الاند لسى :...
المسح على الجوارب: هل يجوز المسح بالما ء على الجوا رب عند...
الأسماء الحسنى: لم جعل الله تعالى لنفسه أسماء وسماه ا ب(...
سؤالان : السؤا ل الأول من الاست اذة ام محمد : ما معنى (...
more
الأستاذ المحترم زهير قوطرش أحييك على هذا المقال الذي يوضح الخلل الذي يعانيه مجتمعاتنا وخاصة فيما يتعلق بالحرية الفكرية ، وكيف ان الغرب العلماني وصل إلى معادلة سليمة ومنطقية تقترب من آيات القرآن ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( لا إكراه في الدين ) .. أي أن الغرب يطبق تعاليم القرآن في مجال الحرية الدينية وهو من أهم المجالات الإسلامية .. بينما المجتمعات الإسلامية لا تؤمن بما جاء في القرآن يخص الحرية الدينية لذلك فلنا الحق أن نتساءل عمن يطبق عدالة الإسلام هل هم المسلمون أم الغربيون ..