العلمانية الغربية ,والعلمانية الاستبدادية:
مقارنات عبثية

زهير قوطرش Ýí 2009-02-16




المقارنات العبثية. العلمانية الغربية , والعلمانية الاستبدادية

زادت في الآونة الأخيرة محطات الفضائيات التلفزيونية المهتمة بالترويج لبضاعة الإسلام السياسي ,والإسلام التراثي . يتربع على عرش هذه الفضائيات السادة العلماء من أصحاب الفكر السلفي الوهابي الإخواني .الذين امتهنوا صنعة تجارة الدين الرابحة ,المروجين إلى إقامة الدولة الدينية الإسلامية التي تتناقض في شكلها مع الدولة العلمانية الإسلامية التي تضمن الحرية الكاملة للمواطنين وخاصة الحريةe; الدينية ,وتعمل على إقامة دولة القسط والعدل بين مواطنيها.(1).لو أمعنت النظر في وجوههم, لهالك الأمر, وجوه صارت بحكم المألوف ,تُذكر المتفرج عليها بحاخامات اليهود المتطرفين .الفرق بينهم فقط هو في لون القبعة أو العمامة .يشع منها روح الاستبداد وانفصام الشخصية .لا مكان للحب في نظراتهم ولا للرحمة, لأنهم أتقنوا فن الترهيب والإرهاب وتناسوا فن الترغيب والحب والرحمة.يتباهون بطول الذقون وتمشيطها بشكل ملفت للنظر ,كون الذقن الطويلة والممشطة هي من أهم أدوات الخداع الفكري لقطيع الأمة الذي لا يُعمل العقل فيما يسمع.اعتادوا النفاق , البعض منهم يتحدث عن الاكتشافات العلمية ويناقش تفاصيلها بدون منهجية حتى ليشعر المستمع وكأنه هو صاحب هذا الاكتشاف العلمي ,والبعض منهم يتحدث في علوم الاجتماع ,هذا العلم الواسع في مجاله ,يختزله صاحبنا بمقولة أو مقولتين قرأ عنها في مجلة ما أو جريدة محلية متناسياً أن علم الاجتماع هو بحر لا قرار له من الأبحاث والنظريات التي تتطور باستمرار , وعلمه في هذا المجال لا يتعدى التكرار والنقل . هؤلاء السادة اعتادوا على المقارنات العبثية .أحدهم وهو من سدنة هذه الفضائيات , كان يحدث مستمعيه عن سماحة المسلمين في البلاد الإسلامية ,كونهم يتسامحون مع الأخر , ويقصد من أصحاب الديانات الأخرى , ويسهب في حديثه عن الحقوق التي يتمتعون فيها في دار الإسلام (نفاق ما بعده نفاق). ثم ينتقل ليقارن ما يعانيه المسلمون في دار الكفر والشرك في ديار المسيحيين الأوربيين أو في الغرب عامة, وما يتعرضون له من مضايقات في سبيل نشر دينهم الدين الإسلامي. ولا يكتفي هذا المحدث القدير بذلك , لكنه يُعرّج على المقارنات الأخلاقية بين مواطني الغرب المسيحي والشرق المسلم ,وخاصة في مواضيع الأمانة والشرف والصدق والمعاملات.
هذه المقارنات العبثية إن دلت على شيء فأنها تدل على جهل هذا الشيخ المحدث وأمثاله. هؤلاء مع كل أسف يروجون لبضاعة انتهت مدة صلاحيتها. لكنهم على جهلهم لا يعلمون شيئاً. نسي هؤلاء أن في الغرب يعيش ملاين المسلمين الذين يؤكدون عكس ما ذهبوا إليه .المسلمون في الغرب يتمتعون بحرية لا مثيل لها حتى في بلاد المسلمين . لهم مساجدهم المتنوعة ,يمارسون فيها عباداتهم وشعائرهم , ينشرون صحفهم وكتبهم بلغة أهل البلد , لا رقابة عليهم طالما أنهم ملتزمون بقوانين البلد التي تسمح بحرية الكلمة. يقيمون نشاطاتهم من خلال الندوات والمحاضرات ,وينشرون مبادئهم الدينية بكل حرية. الشيخ المحدث بطل الفضائيات نسي هو وأمثاله أن الغرب الذي يتحدثون عنه ,صحيح أن مجتمعاته تدين بدين المسيحية في عمومهم ,لكن الأنظمة التي تحكم هذه الدول هي أنظمة علمانية .والعلمانية الغربية أتاحت للمسلمين وغير المسلمين أن ينشروا ما شاءوا من معتقداتهم في أوساط تلك المجتمعات ,بشرط أن لا يروجوا للإرهاب أو للمنظمات الإرهابية الإسلامية وغيرها.هذه العلمانية لم تتخلى عن القيم الأخلاقية الدينية ,لكنها حدت من تدخل رجال الدين في الحكم واعتبرت أن الدين قضية شخصية لا علاقة للدولة فيه . وأعتقد أنه لو كانت السلطة في الغرب بأيدي رجال الدين من خلال الدولة الدينية لما سُمح للمسلمين وغيرهم من ممارسة الدعوة لمعتقداتهم.أما مقارنته للأخلاق والشرف والأمانة .فأني في هذا المقام أعيده لما قاله الشيخ محمد عبده رحمه الله, عندما كان في أوربا وعاد للوطن وقال مقولته الشهيرة ( في أوربا رأيت أسلاماً ولم أر مسلمين ,وفي البلاد الإسلامية قال عنها رأيت مسلمين ولم أر إسلاماً).. هذه المقولة الصحيحة والتي تدل على أن الأنظمة الأوربية التي قام نظامها السياسي على تبني العلمانية ,هذه العلمانية منحت الإنسان الحرية ,و الحرية خلقت في هذا الإنسان الشعور بالمسؤولية التي تَولد عنها تبنيه القيّم الأخلاقية حتى الدينية بحرية من جهة , وتولدت لديه عادة المراقبة الذاتية لتصرفاته من جهة أخرى.فكان أبعد ما يكون عن النفاق والدجل ,لأنه حر .كون الدولة العلمانية الغربية قامت بالأساس من أجل رفاهية المواطن وذلك من خلال إقامة دولة العدل والقسط.
صحيح أن بعض الأنظمة في عالمنا العربي تعلن باستمرار وفي كل مناسبة عن علمانيتها في الحكم ,لكنها في الوقت نفسه تمارس فعل الاستبداد على شعوبها(علمانية استبدادية) .وتحد من حرية التعبير ,والتنظيم السياسي ,وتسيطر على الحكم بواسطة الأجهزة الأمنية المختلفة . الشفافية في حكمها معدومة , والفساد أصبح في مجتمعاتها تراث وفولكلور .ضاعت في علمانية هذه الأنظمة ,الحدود ما بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.لهذا ومن هذا المنطلق لا ألوم في الكثير من الأحيان هؤلاء المشايخ المحدثين الجهلة إن هاجموا العلمانية ,لأنهم في الحقيقة رأوا الوجه القبيح لأنظمة أدعت في ممارستها الاستبداد السياسي على أنها علمانية التوجه.
لا أدري لماذا يسكت قادة التنظيمات الإسلامية التراثية في الغرب على مثل هذه المقارنات العبثية من قبل علماء الإسلام التراثي ومشايخ الحسبة.لماذا لا يردّون عليها من خلال وسائلهم الإعلامية المتعددة. لماذا لا يقولون الحقيقة بشكل صريح بأنهم أحرار. أحرار بكل معنى الكلمة, أم أنهم يخافون على جماهير الأمة من معرفة الحقيقة التي ستظهر عاجلاً أم أجلاً .استغرب في عدم دعوة هؤلاء القادة إلى تطبيق العلمانية التي خبروها وتعايشوا معها في الغرب بقوة في بلادهم الأم.
أم أنهم ابتلوا بمرض الازدواجية .!!!!!! وصاروا أكثر نفاقاً من أبطال الفضائيات الإسلامية التراثية والسياسية.



1-( مصطلح الدولة الإسلامية العلمانية لا يعني احتكار السلطة من قبل رجال الدين ,ولكنه مصطلح للدلالة على قيام دولة , إحدى مرجعياتها الأساسية القيم الأخلاقية الدينية لكل الديانات إلى جانب القيم الأخلاقية البشرية التي تؤمن للمواطن دولة العدل والقسط , نظام الحكم فيها ديمقراطي حر .يعيش فيها بحرية المؤمن والملحد وغيرهم ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات)

اجمالي القراءات 18826

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (16)
1   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الإثنين ١٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34422]

nazalat majmu3et cd tatahaddath 3an 3alamat essa3a

kolloha ahadith mulafaka ----arrasoul ya3lamu alghayeb 3ala hadi za3mihem like tsonami and aids  and and----chay yahreg eddam ya rabi rayyahna menhom wallah mardhouna elwahed lama yesma3hom yengueher


2   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الإثنين ١٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34425]

شامبليون و حجر رشيد

أخي زهير شكرا لك

تفشى مرض النفاق في المشايخ و الهدف معروف مكاسب مادية - مال و نساء و بنين و حياة مرفهة ----- حاول أن تستمع إلى أغنية ---- يا قرضاوي -- سيرة و مسيرة -- ---- هل بعد ذلك نفاق و دجل


عمار نجم    ترجمة مجانية للنصوص المكتوبة باللغات القديمة قوي قوي


3   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ١٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34439]

أخي العزيز الأستاذ / زهير قرطوش

تحية مباركة طيبة وبعد


لقد عدت توا من إحدى ورش العمل والتي كانت بعنوان " مساحة الاتفاق ودود الاختلاف بين الإسلاميين والعلمانيين في المنطقة العربية " .


وقد قمت بعمل مداخلة تحدثت فيها عن أزماتنا المتمثلة في الاقصاء المتبادل بين الطرفين والذي مرده إنغلاق كل تيار على إطاره الفكري  دون الانفتاح على الأطر الفكرية الأخرى في عصر السماوات المفتوحة ، وهذه هى أزمة نخبنا الفكرية ، وذكرت بكتاب كارل بوبر " أسطورة الإطار "  ، أما أزمة التيارات الإسلامية المتعددة فتتمثل في عدم وجود إصلاح للفكر الديني .


وقد تحدث الدكتور عمار علي حسن عن التحولات الخمسة للأديان متمثلة في :


تحويل الدين إلى أيديولوجيا ، فولكلور ، أسطورة ، تجارة ، تماهي التدين الشعبي في مجتمعاتنا .


وللأسف كل هذه التحولات أصبنا بها جميعها .


لذا لابد لنا من مضاعفة الجهد حتى نقدم إسلامنا بصورة مدنية وموضوعية وحضارية ليكون مفيدا لنا وللآخرين .


وفقنا الله جميعا لكل خير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .  


 


4   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34452]

الاعزاء

أشكر الاعزاء سارا حميد وعمار نجم. وخاصة على ترجمته الموفقة.واتفق معكم بكل ما ذهبتم إليه. وهذا يدفعنا الى المزيد من العمل والانتشار لتعميم فكر الاصلاح الديني .شكر اَ لكم


5   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34453]

أخي العزيز أحمد شعبان

كلنا نشكر جهودكم الكبيرة في سبيل إيجاد كما يقال الحد الادنى من التقارب ما بين العلمانية وأصحاب فكرة الدولة الدينية . وكما ترى المسافة شاسعة مابين الطرحين ,لكن هذا لا يمنع من مواصلة الجهود. تعجبني حالة التهدئة التي بدأت تظهر على الساحة اللبنانية . وخاصة موضوع الشراكة في ظروف الطائفية . لأن الجميع اقتنع أنه في بلد مثل اللبنان لايمكن أن تكون هناك أكثرية وأقلية .هناك ما يجمعهم , ألا وهو المواطنة والعيش المشترك.


6   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34455]

لا يمكن التلاقي ..

بين الاسلاميين و العلمانيين ..
المسلم سيحتفظ بكل حقوقه وحرية عقيدته في الدولة العلمانية ..
بينما غير المسلم و العلماني ستضيع كل حقوقه في أي دولة دينية مهما كان الاسم الذي ترفعه ..
اي دين يتحول الي ايديولوحية سياسية .. يتحول الي استبداد اقصائي .. والاسلام ليس مستثني من ذلك .. وعشرات التجارب طوال التاريخ تؤكد ذلك ..
لايوجد مايسمي أخي زهير الدولة الاسلامية العلمانية .. وأي دولة رفعت الاسلام شعارا كانت مستبدة .. وأقامت محاكم تفتيش لا تختلف في الجوهر مع محاكم التفتيش التي أقامتها الكنيسة في العصور الوسطي .. محاكم التفتيش هي النتيجة الطبيعية عندما يتحكم الدين ورجاله في السياسة والدولة ..

7   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34459]

الشبه واحد العقليات متشابه

الأستاذ زهير مقالك جميل ومن أجمل ما فيه قولك  على الدعاة (لو أمعنت النظر في وجوههم, لهالك الأمر, وجوه صارت بحكم المألوف ,تُذكر المتفرج عليها بحاخامات اليهود المتطرفين .الفرق بينهم فقط هو في لون القبعة أو العمامة .يشع منها روح الاستبداد وانفصام الشخصية) فهذه الملاحظة هي غاية في الأهمية حيث أن تدين هؤلاء جميعا يرجع أصله إلى الأحاديث والإسرائيليات والتي وضعها من أسلم من اليهود ، ولذلك نجد كما ذكرت في مقالك أن وجوههم تتشابه ولحاهم وحتى عمامات رأسهم ، وبالطبع فإن ما بداخل رؤوسهم يتشابه أيضا حيث يعد حاخامات البهود هم أساتذة هؤلاء الدعاة شكلا وموضوعا . ومع وضوح هذا الموضوع لكل ذي عقل تجد أن هناك من يزعمون أن هذه الأحاديث مصدرها النبي وهو لا ينطق عن الهوى حسب زعمهم ، والأدهى انها من بنات أفكار ممن يكيدون للإسلام .


8   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34466]

الإقصاء المتبادل

أخي العزيز الدكتور / عمرو إسماعيل


تحية مباركة طيبة وبعد


سأنقل لك يا أخي بعض مما قاله رواد العلمانية في مصر في ورشة العمل المشار إليها أعلاه .


يعرف الدكتور مراد وهبة العلمانية بالقول هى : " التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق " ، مما يعني إقصاء الدين


وأكدت على ذلك  الدكتورة منى أبو سنة حيث قالت : لا توجد أي مساحة للإتفاق ما بين العلمانيين والإسلاميين .


لذا كان التعليق : هذه مصيبة وتنسف هذه الورشة من أساسها .


في حين نجد منتصر الزيات يؤكد على وجود مساحة عريضة للإتفاق ما بين التيارين .


ومن المداخلات التي أوضحت الأمر : أن هناك فريق يتم إقصائه من كلا التيارين ، وأعتقد أننا من هذا الفريق .


برجاء إفادتي عما نفعل في هذه الحالة .


دمت أخي بكل خير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


9   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34476]

مني أبو سنة عندها حق

أكدت على ذلك الدكتورة منى أبو سنة حيث قالت : لا توجد أي مساحة للإتفاق ما بين العلمانيين والإسلاميين ...

وليس هناك إقصاء لأي طرف في العلمانية من الناحية الدينية .. لأن العلمانية لا تمنع أي إنسان من ممارسة نشاطه الديني من عبادات ودعوة ونشاط اجتماعي .. ولكنها تمنع أي نشاط سياسي علي أساس ديني .. فهل أهل القرآن يمارسون نشاطا سياسيا علي أساس ديني؟ هل يطالبون بإقامة دولة ذات مرجعية اسلامية علي أساس فهمهم للأسلام القرآن وكفي .. هم لا يفعلون ذلك .. إذا لن يكون لهم أي إقصاء من حيث نشاطهم في الاصلاح الديني وممارسة شعائرهم حسب فهمهم للأسلام ..
بينما لو قامت دولة حسب الشعار الفضفاض الكاذب للإخوان .. دولة مدنية بمرجعية اسلامية .. وهو فضفاض لانه لا يضع تفاصيل .. وهو كاذب لانه لا توجد ولن توجد أي دولة مدنية حقيقية ذات مرجعية دينية اسلامية أو مسيحية .. مرجعية الدولة المدنية هي الدستور النسبي والشعب ..
وهو كاذب لأن المرجعية عند الإخوان هو فهمهم للإسلام وليس الاسلام نفسه ..
أما القول :حين نجد منتصر الزيات يؤكد على وجود مساحة عريضة للإتفاق ما بين التيارين ..
فهو يؤكد انتهازيته وتقيته .. ولو وصل الي الحكم سيقصي العلمانيين وأهل القرآن واي فهم للإسلام حتي لو لم يمارس السياسة غير الفهم السلفي الرجعي للإخوان ..
انهم حين يسيطرون حتي علي نقابة لا يعينون حتي الموطفين العاديين الفير منتخبين من غير المحسوبين عليهم .. ونقابة الاطباء مثلا وكأنها مكتب ارشاد الجماعة .. واي نشاط لها تحول من مهني الي سياسي لنشر ماتريده الجماعة .. وأقصوا اي فكر آخر حتي لو كان مهنيا بعد أن أخذوا النقيب أسيرا لديهم ..
مني أبو سنه عندها الف حق .. ومثل هذه الورشة ليس لها لزمة وهي مثل حوار الاديان هي حوار طرشان .. فالشيء الوحيد الممكن بين الاديان هو التعايش السلمي وليس الحوار

10   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34479]

الازدواجية

طبعا الازدواجية  ..وهي ما تبدو واضحة في اختلاف الكلام عن الموقف أو العمل . فما يقولونه: عن التسامح والحرية هو للإستهلاك ،أو لزوم التصوير ، أما إذا نظرنا إلى الفعل  ..سنرى محاكم تفتيش وأحكام بالردة  .مع إننا سمعنا  أنه على المستوى الإعلامي  بتصريحات ومؤتمرات أنه ليس هناك حد ردة ،.الحرية التي يتحدثون عنها صباح مساء  تفضحها التهمة التي تم تفصيلها لهذه لهذه المناسبة ( إزدراء الدين )  ،وإنكار ما هو معلوم  والمعلوم فضفاض يتسع لكل ما يرغبون في ضمه للقائمة. وليست الازدواجية فيهم وحدهم . بل في الدولة أيضا التي تكون علمانية عندما تكون في مصلحتها ، وتكون أكثر تشددا من رجال محاكم التفتيش ذاتهم عند الحاجة لذلك . ليتنا نتعلم كيف يكون الصدق مع النفس.!!


11   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ١٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34481]

أخي العزيز الدكتور / عمرو إسماعيل

تحية مباركة طيبة وبعد


هل نحن ندلس حينما نطالب بدولة مدنية نحن أهل القرآن ، في حين مرجعيتنا إسلامية ، مثل أصحاب المرجعيات الأخرى .


فإن لم يكن هناك مساحة اتفاق بين العلمانية والدين فنحن حقيقة ندلس ، وفي يقيني أننا لسنا مدلسين .


كيف لا يكون هناك مساحة إتفاق وديننا يقول " من يشأ فليؤمن ومن يشأ فليكفر .


كيف ندلس حينما ندعو إلى توحد المسلمين من خلال القرآن الكريم بالمناهج العلمية .


حقيقة نحن نعلم أن هناك أفكارا خاطئة يتبناها المسلمون ، فهل الإسلام مسئول عنها .


وماذا عن إيران وتركيا رغم وجود العديد من الأخطاء لديهم في الفكر الديني ألم يتعايشوا في ظل دولة مدنية بمرجعية إسلامية كأحد الروافد الفكرية ؟ . 


وماذا عن دولة المدينة أيام رسول الله ، ألم تكن دولة مدنية يستظل تحتها اليهود والنصارى وغيرهم ؟   


وماذا عن إقصاء العلمانيين للمسلمين وأنا عانيت من ذلك الكثير وحتى الآن رغم أنني لم أتحدث بالقرآن إلا إذا كان الموضوع خاص بدراسة الدين أو علاقته بالحريات والديمقراطية أو بالدولة المدنية ؟


هل يجب علينا ألا نفعل الدين في حياتنا سوى بالعبادات وداخل المساجد ، هل وجد الدين لذلك فقط .


قد يكون للعلمانيين بعض العذر أمام فرقة المسلمين واختلافهم ، ولكن ألم يكن العلمانيين أيضا مختلفين ومتفرقين حول مذاهب فكرية متعددة . 


أخي الدكتور عمرو كيف تتحاور معي إن لم يكن هناك جدوى من وارنا ، والذي يعني أن بيننا مساحة من الإتفاق .


وفي الأخير أنا سعيد غاية السعادة لأننا فتحنا حوارا حول هذه المسألة ، والتي أرجو أن نخرج منها بشيء، علما بأن رأيي هذا قابل للخطأ ، وقد يكون رأيك صائبا .


وإلى حين استكمال حديثنا وبعده أيضا لك مني كل التحية والإحترام .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


 


12   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأربعاء ١٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34510]

رد الدكتور نضال الصالح على مقالة المقارنات العبثية 1



على هامش مقال زهير قوطرش " المقارنات العبثية…."



١٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٩بقلم د.نضال الصالح





في مقال لصديقي الأخ زهير قطرش نشر على شبكة العلمانيين العرب بعنوان "المقارنات العبثية بين العلمانية الغربية والعلمانية الإستبدادية"، لفت نظري مصطلحان هما "العلمانية الإسلامية" و"العلمانية الإستبدادية" وهما برأيي المتواضع مصطلحان جرى تركيبهما تعسفيا .



العَلمانية هي نظرة شاملة إلى العالم، تؤكد استقلالية العالم ومكوِّناته وأبعاده وقيمه بالنسبة إلى الدين ومكوِّناته وأبعاده وقيمه. وهي علاقة حياد إيجابي تجاه جميع الأديان والإيديولوجيات ولا يمكنها أن تكون إسلامية أو مسيحية أو شيوعية، ولا تعني على الاطلاق إلحادًا ولا شكًّا ولا ابتعادًا تجاه الأديان والإيدولوجيات، بل اعتبار أن لكلِّ جهة كيانَها وقيمتَها من دون رفض الآخر أو استيعابه. وهي تؤكد على قيمة كلِّ إنسان وعلى حق المواطنة الكامل له من دون الرجوع إلى معتقده الديني. كما تؤكد على استقلالية الممارسة السياسية عن الانتماء الديني. وعلى استقلالية الحق الوظيفي سواء في وظائف الحكومة أو في القطاع الخاص عن الانتماء الديني والطائفي. واستقلالية المجتمع المدني، بأفراده وتجمعاته، عن الطوائف والأديان والعقائد والأيدولوجيات. واستقلالية المؤسَّسات التعليمية و التربوية والإعلامية والاجتماعية عن الأديان و الطوائف وسلطاتها. ولعل أهم الأسس التي تقوم عليها العلمانية هي استقلالية قوانين البلاد عن الشرائع الدينية. العَلمانية تعني استقلالية القيم الإنسانية، كالعدالة والمساواة والديموقراطية والحرية الدينية والفكرية عن جميع المصادر الدينية. ولذلك من التعسف والعبثية أن نطالب بعلمانية إسلامية، فوصفها بالإسلامية ينفي عنها صفة العلمانية.



صارت المطالبة بالعلمانية أو بالمجتمع المدني وبالفصل بين المؤسسة الدينية والسلطة تفهم بوصفها دعوة لإقصاء الدين ودعوة للإلحاد، وشتان بين الأمرين. فالدين ظاهرة مميزة للجنس البشري منذ تكونه، وسمة متأصلة في النفس الإنسانية، يسعى الإنسان من خلالها للسمو نحو المطلق.


13   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأربعاء ١٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34511]

تابع 2

وربما يتحتم علينا هنا أن نعرف الدين. ولقد حاولت جاهدا أن أجد تعريفا معقولا للدين ينطبق على معظم الأديان وعلى الظاهرة الدينية بشكل عام. ولكنني تفاجأت بأن هناك تعريفات مختلفة للدين ومتعددة بعدد الباحثين والمختصين بهذا الأمر.



يقول وليم جيمس في كتابه( التجربة الدينية) والذي ترجم إلى اللغة التشيكية، بأن الدين هو الأحاسيس والخبرات التي تعرض للأفراد في عزلتهم، وما تقود إليه من تصرفات. وتتعلق هذه الأحاسيس والخبرات بنوع من العلاقة، يشعر الفرد بها بينه وبين ما يعتبره مقدسا وإلهيا.



أما رودولف أوتو، وهو لاهوتي ألماني ومن رواد الباحثين في تاريخ وفيمنولوجيا الدين فيقول في كتابه "المقدس، 1917 "( ترجمة تشيكية عام 1998 )" أن القدسي قد فقد معناه الأولي وتحول إلى جملة من التشريعات الأخلاقية والسلوكية. أما الحالة الأصلية للوعي بالقدسي فتجربة انفعالية غير عقلية هي أساس الدين. وتنطوي هذه التجربة على مجابهة مع قوى لا تنتمي إلى هذا العالم، تعطي إحساسا مزدوجا بالخوف والإنجذاب معا. وإن الإنقياد إيجابيا إلى هذه التجربة فكرا وعملا هو الذي يكون الدين. ويطلق أوتو عل الإحساس بهذا الآخر المختلف كليا تعبير " الإحساس النيوميني" المشتقة من كلمة نيومن والتي تعني تجلي الألوهية." ثم يقول، أن الدين جزء لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية، وبينما تكون التعبيرات الظاهرية عن الدين عرضة للتغير والتبدل مع الزمن،فإن التكوين السيكولوجي الذي يجعل الدين ممكنا عند الإنسان ثابت لا يتغير."



تحت تأثير الحياة المادية المفرطة في ماديتها وخاصة في المجتمعات الغربية، وتحت تأثير الفكر الديني الكلياني والطقوس الصارمة التي فرضتها المؤسسات الدينية، خاصة في المجتمعات الإسلامية، تراجعت الروحانيات في عالمنا تراجعا كبيرا وندر اختبارالحالات الدينية الإنفعالية الفردية.



يحدثنا العالم النفسي غوستاف يونغ في كتابه" العلاقة بين علم النفس والدين" عن مجلة بروستور التشيكية رقم 7/ 1993 " أنه كان منذ وجود البشر ميل ظاهر إلى رسم حدود للتأثير فوق الطبيعي، العاصف والتحكمي على الفرد، وذلك في صيغ وشرائع محددة. وعلى مدى الألفين من السنين الماضية، نجد الكنسية المسيحية، مثلا، قد اتخذت لنفسها دور الوساطة والوقاية بين هذه التأثيرات والإنسان"


14   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأربعاء ١٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34512]

تابع 3

ويحدثنا ميرسيا الياد مؤرخ الأديان المعروف في كتابه "المقدس والدنيوي"طبعة تشيكية عن الأكاديمية المسيحية التشيكية، 1995 " أن القدسي يتجلى دائما من صعيد آخر غير صعيد الحقائق الطبيعية، وأن الإنسان يعي القدسي لأنه يتجلى، يظهر نفسه كشيء مختلف كل الاختلاف عن الدنيوي. وأن تاريخ الأديان من أكثرها بدائية إلى أكثرها ارتقاء ، عبارة عن تراكم من تجليات الحقائق القدسية وليس ثمة انقطاع لاستمرار التجليات الإلهية، بدءا من تجلي القدسي في شيء ما كالحجر أو الشجر، وانهاء بالتجلي الأعلى المتمثل بالله.



إذن الدعوة إلى العلمانية هي دعوى لفصل المؤسسة الدينية عن الدولة والحكم وليس إقصاءا للدين عن الحياة والمجتمع. فالدين سمة متأصلة في النفس الإنسانية وليس مرحلة وقتية منقضية من تاريخ الإنسانية. أما المؤسسة الدينية فهي " كيان مصصطنع مفروض على الحياة الدينية،وأن ظهور هذه المؤسسة وتطورها كان مرهونا بظروف تعقد الحياة الإجتماعية، ولم تكن في يوم من الأيام عنصرا لا غنى عنه للدين. المؤسسة الدينية هي ظاهرة جديدة مرتبطة بحضارة المدينة وبمدى تطور البنى والمؤسسات الإجتماعية والسياسية في مجتمع المدينة، وهو المجتمع الذي تشكل لأول مرة في المشرق العربي القديم، وصار فيما بعد الشكل المميز للحضارة القديمة…. ومن ناحية أخرى فإن المعلومات التي حصلنا عليها من مواقع المدن الأولى في سومر ، تظهر الإرتباط الوثيق ، والتزامن، بين تطور المؤسسة الدينية وتطور المؤسسة السياسية. وليس قيام ملوك دويلات المدن السومرية بالجمع بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية، إلا مثالا على هذا الإرتباط، فالملك السومري يحمل لقب "إن" الذي يتضمن معنى الملك بالمفهوم السياسي الذي نعرفه، وأيضا معنى الكاهن الأعلى." ( فراس السواح: دين الإنسان، )



الدولة العَلمانية الحقيقية لا تحارب الدين ولا تحارب الفكر، بل تتيح حرية الدين وحرية الفكر للجميع. يمكن لمواطن الدولة العلمانية أن يكون مسلما أو مسيحيا أو بوذيا أو لا دينيا. كما أن العَلمانية لا يمكن لها أن تكون غاية إيديولوجية؛ إذ إنها تجمع المؤمن والملحد على حدٍّ سواء. العَلمانية هي نقطة التفاهم بين المؤمنين وسواهم. العَلمانية هي المفصل الذي يجعل الدوائر كلَّها تدور في وفاق وتوازن. الدولة التي تعادي الدين وتعادي الفكر والرأي الآخر مهما كانت صفتها كالدول الشيوعية وبعض الدول القومية الديكتاتورية في بلادنا، ليست بدولة علمانية وإن ادعت ذلك.



العلمانية الحقيقة لا يمكن أن تكون ديكتاتورية، لأن الأساس الذي تقوم عليه العلمانيه هو الإعتراف بالغير وقبوله مهما كان دينه ورأيه بعكس الدكتاتورية فهي ترفض الغير وتلغيه. والحقيقة أن مأساة بعض الدول العربية التي ادعت العلمانية هي أنها أبعد ما تكون عنها. وكل الفشل في التجارب الذي حصدتْه، لا علاقة له بالعَلمانية بل نتيجة طبيعية للدكتاتورية. فالاستبداد والقهر، عندما يسد منافذ الفكر الحر، لا يترك غير منفذ واحد مفتوح هو الهرب إلى المسجد حيث يسيطر الخطاب الديني الأصولي . والنتيجة أن الاستبداد والقهر وحجز الحريات الفكرية والسياسية هو أكبر خادم للنزعات الدينية الأصولية في المجتمعات العربية


15   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الأربعاء ١٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34529]

نقاط الإلتقاء

شكرا أخي زهير على هذه التعقيبات للأستاذ / نضال الصالح ، ولكني سأبدأ بتعريف الدين في أبسط وأعمق صوره ،: فالدين هو ما أنا مدان به سواء كان هذا الدين لله أو للإنسان أو لأي شيء آخر ، وهذا يستلزم استيفاء لهذا الدين لمن أعتبره دائنا ، فأنا مدان لله تعالى بنفسي قبل أي شئ آخر أتمتع به .

أما مسألة العلمانية فلا اختلف مع ما قاله الأستاذ نضال ، وما أفهمه باختصار :

العلمانية هو تفاعل وتكامل كل التيارات الفكرية داخل المجتمع ، والتمتع بالحد الأقصى من الحريات بصرف النظر عن التعليمات الدينية لأن مصادرها متنوعة حسب مرجعياتها ، وقبول كل طرف للأطراف الأخرى مثل قبوله لنفسه بصرف النظر عن الإيمان بأي دين من عدمه " لكم دينكم ولي دين ، من يشأ فليؤمن ومن يشأ فليكفر " ، ولكن جميعنا يتعاون في إسعاد الإنسان ، وألا يجور أحد على حق الآخر ، والحكم أولا وأخيرا للجماهير حسب اختياراتها الحرة ، إن أرادت مجتمعا فاسقا فلها ما تريد وإن أرادت مجتمعا من أي نوع فهي حرة مع الالتزام بالحرية للجميع في كل المجالات .

، وهذا هو القاسم المشترك الذي يجب أن نلتف حوله دينيين وعلمانيين ، ويشارك الجميع في الحكم من هذا المنطلق أرفض أن يقال ليس هناك جوانب مشتركة بين التيارين والذي يؤدي بالتبعية إلى إقصاء كل طرف للأطراف الأخرى والتي يقول بها كلا الطرفين .

هذا من جانب ، ومن جانب آخر : يجب أن نقوم بعملية الإصلاح لأفكارنا ومناهجنا أولا قبل أي عمل آخر .

حتى تكون أعمالنا منظمة وتسير في الاتجاه التكاملي .


وبغير ذلك فلا أمل للإصلاح

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


16   تعليق بواسطة   أحمد مقداد     في   الخميس ١٩ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34569]

بدون زعل !!!

الإسلام السياسي مصطلح غريب عن الدين ( مجردا ً) أي منفصلاً عن بقية التراث السياسي العربي و الإسلامي , و هو جديد على التراث السياسي العربي و الإسلامي ككل .
و القرآن الكريم شاهد ٌ على الأولى , و تراثنا السياسي شاهد ٌ على الثانية و ذلك قبل ظهور الدولة العثمانية التي فرضت آرائها الدينية على جميع أطراف الدولة الكبيرة عن طريق ابتكارها وظيفة ( شيخ الإسلام ) .
فقبل ظهور الدولة العثمانية كان لرجال الدين ( الفقهاء ) دورهم و لرجال السياسة دورهم , و جمعينا نعرف قضية المأمون مع أحمد بن حنبل , فهذه القضية المشهورة هي الدليل على كلامي , فقد كان ( الفقهاء ) على اختلاف مذاهبهم يتناقشون فيما بينهم في العديد من الأمور دون الحاجة للاحتكام لأحد من الحكام أو رجالات السلطان , فجاء المأمون و حشر أنفه في شيء ليس من صلاحياته فحدث ما حدث من اضطهاد لكثير من العلماء على حساب غيرهم .
و الطريف هنا أن الدين ليس هو الذي تدخل في السياسة بل السياسة هي التي حشرت نفسها و تدخلت في الدين !
و جاء العثمانيون و قاموا بفرض مذهب معين ( المذهب الحنفي ) و ابتدعوا وظيفة ( شيخ الإسلام ) و التي استطاعوا من خلالها تسييس الدين و تديين السياسة .
حتى جاء مصطفى كمال و ( أعاد الفصل ) بين السلطتين الدينية و السياسية , على عكس ما يظنه الكثيرون من أن مصطفى كمال قد كان ( أول من يفصل ) بين الدين و السياسة في تاريخ المسلمين , كل الموضوع أن مصطفى كمال قد أعاد الأمر لما قد كان عليه لا أكثر .
و عندما انطلقت ( الصحوة الإسلامية ) منذ جمال الدين الأفغاني حتى سيد قطب قامت الحركات الإسلامية ( الإخوان المسلمون ) بتبني شعار ( الإسلام دين و دولة ) و هو شعار يستلهم روح الخلافة العثمانية !
و أنا برأيي – و قد يختلف البعض معي و قد يغضب لما سأقوله – أن المسئول عن هذا الأمر ( الدمج الديني السياسي ) ليس جماعة الإخوان المسلمين , بل المسئول عن ذلك هو الشارع الثقافي و الفكري و السياسي المصري بشكل عام .
المتمثل بالعديد من المفكرين بدأً من محمد عبده تلميذ الأفغاني حتى العقاد بل و حتى طه حسين نفسه الذي يعتبر من رواد الفكر الحر .
و المتأمل يرى أن تلك المرحلة قد شهدت نزولاً و هبوطاً و ردة ماضوية مبكرة , فمحمد عبده كان أقل انفتاحاً من جمال الدين الأفغاني و رشيد رضا كان أقل انفتاحاً من محمد عبده و حسن البنا كان أقل انفتاحاً من رشيد رضا و سيد قطب كان أقل انفتاحاً من حسن البنا و عمر عبد الرحمن كان أقل انفتاحاً من سيد قطب و هكذا حتى وصلنا لما وصلنا إليه ,بل و إنك تعجب أشد العجب عندما ترى أن من الذين قاموا بنقد كتاب علي عبد الرازق ( الإسلام و أصول الحكم ) سعد زغلول !!
إنها انتكاسة كبرى كما يصفها الباحث رضوان السيد .
إن الشارع المصري هو المسئول عن ما جرى , و هو من صدر هذه الانتكاسات للدول الأخرى , و ما يذهب إليه البعض من أن السعودية أو الحركة الوهابية و جماعة الإخوان هم المسئولون عن الذي جرى و عن هذه الانتكاسة هم واهمون, فما جرى من تراجع لم يشمل جزءاً من الشارع المصري بل شمل الشارع الثقافي و السياسي و الفكري العام في مصر و حركة الإخوان هي ( تجلي ) و ( نتيجة )لهذه الانتكاسة و ليست السبب فيها .
إن ما يقوم به بعض الأخوة في مصر من محاولات لتفسير ما جرى عن طريق اتهام الحركة الوهابية أو ( أبو الأعلى المودودي ) و تحميلهم المسئولية الكاملة هي محاولة للهروب من ( النقد الذاتي ) .
فعندما انتقل سيد قطب من اليسارية إلى الإسلام – بالمعنى الذي نقوم بمناقشته - لم يكن انتقال سيد قطب انتقال فرد بل كان انتقال شعب كامل و فكر كامل , فقد شاهد سيد قطب أساتذته و هو يتراجعون كالعقاد الذي تحولت جميع كتاباته في تلك الفترة إلى الدفاع عن الإسلام , و هذا جميل – الدفاع عن الإسلام – و لكن أي إسلام ؟!
إنه الإسلام الذي نراه اليوم و الذي تكلم عنه كاتب المقال , و هو نفسه الإسلام الذي كان طه حسين يقدمه مع بعض الفروقات البسيطة .
أعيدوا قراءة هذه المرحلة جيداً و قوموا بنقدها و نقد رجالاتها جيداً فهي الأساس الذي قامت عليه الحركات الإسلامية السياسية .
أما من يحاول أن يلقي اللوم على ( محمد رشيد رضا ) وحده دون غيره بأنه قد خان ( محمد عبده ) فهذا كلام غير صحيح , فليس لشخص واحد أن يقوم بتحويل فكر أمة كاملة و كيف وفيها ثلة من المثقفين و المفكرين الكبار .
إن ما جرى ردة كاملة و عودة إلى الوراء اشترك فيها المثقفون المصريون جميعهم إلا من رحم .

و السلام عليكم .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,901,902
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia