الإيمان والتراث:
(1)البحث القرآني بين التراث والحداثة

محمد مهند مراد ايهم Ýí 2009-05-26


حين بدأت البحث في القرآن واجهتني عقبتان كان لهما أثر كبير على نتائج البحث ,مما أوقعني في مغالطات لو قيلت لي اليوم من باحث ربما كان لي موقفا حازما تجاهها, لكن الظروف المحيطة بالباحث تدفعه أحيانا إلى تبني آراء هي في حقيقتها بعيدة كل البعد عن المفهوم القرآني الصريح, وما أراه اليوم نصا صريحا كنت سابقا أفهمه فهما مغلوطا بـتأثير من العقبات التي كانت تعترضني,

المزيد مثل هذا المقال :

الحقيقة أن جل المفاهيم القرآنية تبلورت على صورتها ,لدي اليوم, من خلال تبادل الرأي وعدم التعنت بما كنت قد وصلت إليه, هذا بالإضافة إلى رسوخ كثير من المفاهيم ,لما رأيت رجالا قد وصلوا لنفس المفهوم الذي وصلت إليه دون أن يجمعنا أي صلة أو تبادل للرأي ,واليوم تتضح الصورة رويدا رويدا,ويعود الفضل في وضوحها لهذا الموقع الكريم الذي أتاح لنا الفرصة لنطرح ما نفكر به ,ونتحاور بشكل حر تماما فيما اختلفنا فيه.
إن للتراث الإسلامي الموروث والحداثة الفكرية المستوردة أثر كبير على كثير من المفاهيم التي تعترض طريق الباحث في كتاب الله, مما يؤثر عليه تأثير ملموسا, ويدفع بالفكرة التي يستنتجها إلى غير مسارها الصحيح.
كم هائل من الركام الفكري ,ظل يؤثر في عقولنا منذ أكثر من أحد عشر قرنا, ورغم تضارب الآراء فيه ورغم التناقض الحاصل في طياته ,ما بين رأي سني ,منقسم إلى خلف وسلف وغيرها, وبين رأي شيعي منقسم إلى مذاهب عدة, إلا أن الأثر يبقى موجودا وذلك لكونه كله منطلقا من قاعدة واحدة ,وهي تقديس البشر ونسب العصمة إليهم, سواء كانت هذه العصمة بشكل معلن كما هو عند الشيعة, أو بشكل خفي من خلال نسب العبقرية والجهد المضني إلى رجاله كما هو عند أهل السنة.
كما أن الهجوم الضخم على المفاهيم الإسلامية التي ورثناها ,سواء كانت هذه المفاهيم صحيحة أو غير ذلك, له اثر كبير على نمط التفكير, إذ إن الباحث حين يرى حجم التناقض الكبير في المفاهيم الإسلامية وبعدها عن روح المفاهيم الإنسانية , يدفع الباحث (بشكل لاشعوري) في كثير من الأحيان إلى تبني آراء مخالفة لصريح القرآن رغم وضوحها
إن ظهور فئات متطرفة في الفكر والسلوك في مجتمعنا الإسلامي ( ظاهرا) تؤدي بطبيعة الحال إلى ظهور تطرف من نوع آخر, تطرف في الحداثة, وهذا التطرف يدفع الكثير من مثقفي العصر إلى نسف كل المفاهيم الموروثة ( دون استثناء ) ودون النظر في صحتها أو عدمه ,مما يؤدي إلى تطويع النص القرآني حسب مفهوم الحداثة دون النظر في صحة هذه المفاهيم أو عدمها.
في النتيجة نصل إلى وجهين لعملة واحدة ,وجه يطوع النص حسب الموروث الثقافي, ووجه يطوع النص حسب المفاهيم الغربية المستوردة (ضمن ما يسمى تماشي النص مع روح العصر ) كل هذا يجعلنا نسير بخلاف النص القرآني الصريح, ويؤدي بالمجتمع الإسلامي إلى مزيد من الفرقة والاختلاف
أثر التراث في موضوع الإيمان(العقيدة أو الإيديولوجيا)
الإيمان لغة: هو التصديق, ومنح الأمن, وجذرها اللغوي :أمن, من الأمن, وأمن المرء من شيء أي سلم من شروره, وآمنه بمعنى منحه الأمن, وتأتي بمعنى استأمنه ( كآمنتك على مالي أي جعلتك عليه حفيظا) وآمنت به أي صدقته فيما يقول ويفعل.
الواقع أن موضوع الإيمان هو من أهم المواضيع التي تأثرت بالتراث إلى حد كبير وهو من أهم المواضيع التي أصابها التحريف وغير مسارها مما انعكس على السلوك انعكاسا سلبيا خطيرا وهذا التحريف تبعه لاحقا تحريف في الفقه والمعاملات والأخلاق والسياسة وغيرها .
تعرض موضوع الإيمان لانحرافات خطيرة, بدأت بشكل أولي في العصر الاموي ,ثم تبعتها انحرافات في العصر العباسي ,أفرغته من مضمونه الفعال في النفس البشرية, وجعلته مجموعة من التعقيدات التي لا يمكن حلها, وأولى هذه التعقيدات كانت التقنين ثم تبعه أثر علم الكلام(عقيدة الخلف) ثم تبعه محاولة للخروج من تعقيدات علم المنطق عبر مفاهيم ظاهرية ضحلة (عقيدة السلف) لم تترك أثرا في النفس البشرية سوى مزيدا من الخروج عن المراد من موضوع الإيمان من حيث الانعكاس السلوكي
المفاهيم التي بدأت بالظهور
البداية : لا حكم إلا لله"، ذلك هو أول شعار إيديولوجي رفع زمن الفتنة الكبرى. وقد وصف علي بن أبي طالب هذا الشعار بأنه "كلمة حق أريد بها باطل". قال ذلك لأنه كان يعرف أن الدافع الحقيقي الذي دفعهم إلى ذلك هو من قبيل منطق: "إذا مت ظمآن فلا نزل القطر". لقد اكتشفوا أن حصر التحكيم في الاختيار بين معاوية وعلي معناه حصر الخلافة في قريش، وهم لم يكونوا من قريش، بل كان معظمهم من تميم وحنيفة وربيعة من وسط الجزيرة وشرقها. من جانب آخر كان لا بد لهم من تبرير آخر للخروج على حكم الأمويين (خاصة ) وعلى باقي أطياف المجتمع ( عامة) ومن والاهم فاخترعوا فكرة إما وإما ؟؛؛؛؛
إما ان تكون مؤمنا فتكون أفعالك كلها من هذا المنطلق ,وإما أن تكون كافرا وتكون أفعالك كلها من هذا المنطلق, وبهذا قالوا بكفر مرتكب الكبيرة وبما أن حروب الردة ( التي كان المنطلق الأول لها سياسي ) قد أدت لهم خدمة جليلة بقولهم بإباحة دم من يرتكب الكبيرة, بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بقولهم بإباحة نسائهم وأطفالهم قتلا وسبيا...
أما معاوية الذي كان يعرف أنه اغتصب الحكم اغتصابا, فقد رفع شعارا آخر دينيا –مظهريا على الأقل- يصدق عليه هو أيضا قول علي: "كلمة حق أريد بها باطل". لقد خطب معاوية في جنده فقال: "وقد كان من قضاء الله أن ساقتنا المقادير إلى هذه البقعة من الأرض ولفت بيننا وبين أهل العراق فنحن من الله بمنظر".
وهكذا روج هو وأشياعه ومسايروه من "أهل السنة والجماعة" لفكرة أن ما حدث كان بقضاء الله وقدره. وأكثر من ذلك روجوا أحاديث تعفي معاوية ورجاله من العقاب يوم القيامة باعتبار أن ما أتوه من الكبائر كان بقضاء وقدر. وبالتالي فهم غير مدانين، لا في الدنيا ولا في الآخرة...
ومن هنا نرى ظهور أول مفهومين إيديولوجيين, وهما على طرفي نقيض من حيث المؤدى, حيث نادى الخوارج بحكم الله وهو ما لم يكن مطروحا من قبل حيث كان الرعيل الأول يعلمون تماما أن موضوع الحكم متروك للاجتهاد الشخصي والشورى حسب ما تقتضيه حاجة المجتمع .
وعلى الجانب الآخر ظهر مفهوم القضاء والقدر, حيث أن كل ما يفعلوه كان بقدر الله ( مفهوم الجبر )
كان من الطبيعي أن يثير هذا التبرير ، ردود فعل أكثر من جهة. وكان أبرز من تصدى لهذه الجبرية العمياء ,أولئك الذي أطلق عليهم خصومهم اسم "القدرية"، أي الذين قالوا بقدرة الإنسان على إتيان أفعاله، الشيء الذي يعني أنه غير مجبر، بل مخير. لقد استند هذا التيار العقلاني إلى النقل والعقل معا. فمن جهة احتجوا بآيات عديدة في القرآن تؤكد حرية الإنسان واختياره وقدرته على إتيان أفعاله. ومن جهة أخرى ناقشوا مناقشة عقلية فكرة الجبر ذاتها وما تفضي إليه من نتائج تتعارض مع العقل والنقل معا. من ذلك أن القول بأن كل ما يفعله الإنسان هو مجبر عليه، قول يلغي المسؤولية؟ والقرآن يحمل الإنسان مسؤولية أفعاله، وعلى أساس المسؤولية كان الوعد بالجنة لمن آمن وعمل صالحا، والوعيد بجهنم لمن كفر...
ومن هنا أثيرت مسألة "الوعد والوعيد": هل وعد الله ووعيده، كما هو منصوص عليه في القرآن، سيطبق في الآخرة ولا بد، أم أن الله حر مختار يعفو عمن يشاء ويعاقب من يشاء، وبالتالي يمكن أن يستثني منه من يشاء. لقد روج الحكام الأمويون لهذه الفكرة (أنهم مستثنون من الوعيد الإلهي، فقالوا إنهم لن يدخلوا النار في الآخرة!)
خلاصة ما سبق : الخوارج أول من ابتدع معسكرين لا ثالث لهما معسكر إيمان أو معسكر كفر
إما أن تكون في معسكر الإيمان فتكون بمأمن مع نسائك وأطفالك وإما ان تكون كافرا فكل شيء حل لهم
مصطلح الكفر معروف لدى الرعيل الأول ,بأنه من جاهر به, ولا ينسحب عليه إباحة دمه ما لم يناصب العداء علنا ويبادر بإباحة دم غيره, بل إن الله أمر ببره والقسط إليه إن لم يقاتل ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
الواقع أن هذه البدعة التي ابتدعها الخوارج ثم انكبت عليه المدرسة السلفية الحنبلية الوهابية ( وإن كان بشكل مغاير نوعا ما ) قد تركت أثرا سيئا في المجتمع الإسلامي من قتل وتدمير وإراقة دماء, ولا زلنا نعاني من ويلاتها إلى يومنا هذا
على النقيض من موقف الخوارج , كان موقف علماء السلطة الأمويين الذين أعطوا المبرر للحاكم أن يظلم ويفسد في الأرض, وكان لزاما على الرعية أن يبايعوه ويوالوه مهما فعل وكل ذلك بمنطلق ( قدر الله المقدر ) (كيفما تكونوا يولى عليكم) ( والله عز وجل حر مختار إن شاء غفر وإن شاء عذب والله ذو رحمة واسعة )
مع ظهور هذين المنطلقين ومع ظهور علم الكلام الذي ضرب أطنابه في أركان الدولة الإسلامية, بدا أن علماء الأمة آنذاك باتوا أكثر جرأة في البحث في المغيبات التي لم يأت القرآن الكريم على ذكرها, وبدأت عملية تشريح واسعة لله عز وجل (تعالى عما يصفون) والملائكة ويوم القيامة والجن وغير ذلك من المغيبات التي لا يمكن للعقل البحث فيها ( فهو غير قادر إلا على تحليل ما كان ضمن المحسوس)
كان فلاسفة الإغريق قد قسموا كل كينونة إلى جوهر وعرض (ذات وصفات) واعتبروا أن هناك مفارقة بين الجوهر والعرض فجوهر الشيء هو ذاته أو أصل وجوده وعرضه هي تلك الصفات العارضة التي تطرأ على الشيء فتكسبه خواصه الظاهرة ، ونضرب مثالا على ذلك : النار هي كينونة لا تحمل في أصل وجودها صفة الإحراق والله عز وجل هو الذي أكسبها هذه الصفة فلذلك حين رمي إبراهيم عليه السلام في النار , النار بقيت على حالها كذات أو كجوهر ولكن الله نزع عنها صفة الإحراق وأكسبها صفة جديدة وهي البرد,
لم يكن هذا المنطلق هو الوحيد لكنه كان (أُمَّاً) لكل المنطلقات التي أتت بعده ((من حيث قياس كل اللامعقول (عالم الغيب ) على المعقول (عالم الشهادة) ))
دخلت هذه المنطلقات إلى المجتمع الإسلامي ,وبدأ علماء المسلمين في البحث فيها ومحاولة تطويع آيات القرآن الكريم حسب ما تقتضيه هذه الفلسفة .
انخرط علماء المسلمين على اختلاف أطيافهم في هذه الفلسفة ورغم أن المعتزلة كانت بدايتهم رائعة من حيث تمكين العقل والنقل معا في البحث في الايديولوجيا , غير أنهم ما لبثوا أن ساروا مسار خصومهم من الأشاعرة والمتوريديين في البحث في المغيبات من منطلق علم الكلام وتطويع النصوص القرآنية وفق ما تقتضيه فلسفتهم
من المواضيع التي طرحها كل الأطراف وإن كان بأشكال مختلفة هو البحث في كينونة الله عز وجل (تعالى عما يصفون) فقال المعتزلة بتوحيد الذات والصفات ,فقالوا :أن الذات والصفات لا تنفصلان والصفة هي ملازمة للذات ولكن اختزلوا الصفات إلى ست صفات ملازمة للذات متوحدة معها وهي (العلم – القدرة – الإرادة – الحياة – السمع – البصر – ) , صفات الله الستة لا تنفصل عن الذات وإنما هي عين الذات الإلهية. سميع بسمعه ,وسمعه هو عين ذاته، بصير ببصره ,وبصره هو عين ذاته وهكذا... لأنه إذا قلنا أن الصفات ليست عين الذات فمعنى ذلك أن هناك تعدد و تجزؤ في الذات الإلهية و هذا لا يجوز في رأي المعتزلة لأنه في رأيهم شرك, لأن الله عز وجل ذات قديمة وصفاته هي عين الذات ومعنى ذلك أننا نقع في الشرك ونقول قولا أفظع من قول النصارى في الله. والخروج من هذا المأزق بالتوحيد بين الذات و الصفات فصفة العلم هي الذات نفسها، وأما خصوم المعتزلة من الأشاعرة فقد سموهم بالمعطلة أو أهل التعطيل أي عطلوا أن يكون للصفات وجود متمايز,. فقالوا بأن الله عالم بعلم وقادر بقدرة وحي بحياة ومريد بإرادة وكان ذلك أهم ما خالف فيه الأشاعرة المعتزلة بإثبات سبعة صفات لله فإثبات العلم والقدرة والإرادة والحياة والكلام والسمع والبصر له تدل على وجود هذه الصفات متميزة لأنه لا معنى لكلمة عالم إلا أنه ذو علم ولا لقادر إلا أنه ذو قدرة فقال الأشاعرة بأن الله لا يشبه شيء وقالوا أن هذه الصفات قائمة بذات الله سبحانه أي أنها ليست عين الذات ولكنها ليست غير الذات فهي قائمة بالذات زائدة عليها وهذه الصفات موجودة أزلية وعند الأشاعرة حرة فانه لا فرق بين صفات الذات وصفات الأفعال............
يعتبر الأشاعرة والمعتزلة هما أهم مذهبين تناولا هذا الموضوع عدا عن وجود مذاهب أخرى كالإتحاديين والحلوليين والمشبهه والمجسدة وغيرهم................
من هنا وهذه المنطلقات ومن خلال البحث في صفات الله عز وجل أثيرت مسألة أخرى وهو موضوع العلم وهو موضوع له علاقة مباشرة بموضوع الجبر والاختيار.
والمسألة تقول : هل الله عز وجل يعلم ما سنفعل من هدى أو ضلال وبالتالي يعلم مآلنا الجنة أو النار ؟
في الحقيقة أن هذه المسألة نوقشت مناقشة فلسفية فقال الأشاعرة أن الله يعلم مسبقا ما سيؤول إليه حالنا واخترعوا حديثا نسبوه إلى النبي الكريم (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ينزل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع كلمات بكتب عمره وأجله ورزقه وشقي أم سعيد فوالذي نفسي بيده إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )الواقع أن هذا الحديث المفترى كان حجة لجهتين الجبرية وهم به أقوى ثم الأشاعرة فكان عليهم تأويل كلمة (فيسبق عليه الكتاب ) وكلا المفهومين يؤدي بحقيقته إلى مفهوم الجبر . فالجبرية قالوا أنه لا مشيئة للإنسان أبدا وكل ما يقوم به المرء إنما هو مسير بإرادة الله عز وجل وهم الجبرية الخلص ,وأما الفريق الثاني وهم الجبرية المستترين ( الأشاعرة ) وهؤلاء يثبتون قدرة ومشيئة للإنسان ولكن يقولون إنه لا يقع بها الفعل ولكن معها فيقترن وجود الفعل مع القدرة والمشيئة من غير أثر لها في الفعل فيقولون الله خلق القطع عند مرور السكين أي بسبب السكين
فعندهم السكين لا تقطع أما نحن فنقول الله يخلق القطع بالسكين
وكذلك يقولون النار لا تحرق ولكن الله يخلق الإحراق عند وجود النار فمذهبهم هو مذهب الجبرية وإنما التفريق هو إثبات قدرة ومشيئة للعبد بلا أثر وأيضا احتجوا بحديث آدم وموسى (قال موسى أهبطت الناس بخطياتك إلى الأرض فقال أدم وكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أُخلق قال بأربعين سنه قال وهل وجدت فيها وعصى أدم ربه فغوى قال نعم قال أفتلومني على عملٍ عملته كتبه الله علىّ قبل أن يخلقني بأربعين سنه فحج أدم موسى).من هنا أثيرت أيضا مسألة القرآن وخلقه وهل هو قديم (كما يقول الأشاعرة ) قدم صفة الكلام عند الله, أم هو حادث أو مخلوق (كما يقول المعتزلة) .
لو ناقشنا الأمر (الجبر والاختيار)مناقشة عقلية بحتة من حيث العلم أو من حيث الإرادة .
من حيث الإرادة : لو كان كل شيء بإرادة الله عز وجل , فكيف يحاسبني الله على عمل عملته بإرادته هو قبل أن تأتي إرادتي وهو الحكم العدل
من حيث العلم : إن كان الله يعلم ما سأفعل فلمَ يكبدني الله عز وجل عناء جهدي وعمري وهو يعلم تماما ما سأقوم به ؟..فلم لم يخلقني ثم يدخلني الجنة أو النار على الفور وهو العالم بما سأقوم به سواء جعلني أمضي عمري وأعمل عملي أم لا؟ .

خروجا من هذه التعقيدات التي ابتدعها فلاسفة المسلمين ظهرت فئة أخرى أطلق عليهم فيما بعد المسلِّمة أو السلف وهؤلاء لم يتناولوا موضوع الذات والصفات على النحو الذي تناوله كل من الأشاعرة والمعتزلة , لكنهم تناولوه بأسلوب ضحل لا يمكن للعقل استيعابه ولا يمكن للإنسان البسيط إلا أن يفهم منه شيء من التجسيد مع شيء من التشبيه
فقالوا عن آيات الصفات بأن لله يد تليق بجلاله وقدرته وليس كمثله شيء ولله وجه يليق بجلاله وقدرته وليس كمثله شيء والرحمن استوى على العرش فالاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة , وأما المعتزلة والأشاعرة فقد لجأوا إلى ما سموه بالتأويل ( المجاز) فقالوا إن اليد هي القدرة والوجه هو الذات والعين هي الحراسة , ومن هنا نرى أن الجميع تناولها دون التفكير بالمدى أو الأثر الإيماني الذي سيتركه تناولها على هذا النحو...........
الواقع أن مجموعة هذه التعقيدات التي ابتدعها فلاسفة المسلمين وذلك التقنين الذي وضعوه في موضوع الإيمان هو ما أفرغ هذا الموضوع من مضمونه الأساسي ولم يترك أثرا في النفس البشرية سوى مزيد من التعقيد (العقيدة ) والبعد عن روح النص والغاية التي أنزل من أجلها (وهي الهداية ) ولو بحثنا ولو قليلا في كتاب الله لوجدنا أن التعريف بالله عز وجل لم يتناول مطلقا تلكم التعقيدات وإنما بحثها بأسلوب تربوي جميل تدفع النفس البشرية إلى الصفاء والبساطة في الفهم وتدفعها إلى مزيد من تقوى الله والإيمان به حيث أجاب القرآن عن سؤال ( وما رب العالمين) بتلك الآثار التي نراها في مخلوقات الله من عظيم خلق ودلائل قوة وحكمة وإبداع لا يمكن أن نراها في مخلوق إنها تقودنا بشكل انسيابي إلى التيقن من قدرة الخالق وعظمته ورحمته , سبحان الله فأنى يؤفكون؟!!!!! ((قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ))الشعراء ((قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّىٰ * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَ‌ٰلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَىٰ * مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ))
وحين جاء لفظ اليد وغيره جاء ضمن سياق يوحي بغير ما تناوله الاشاعرة (الخلف) والسلف ((إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )) الموضوع يتكلم عن بيعة عن أمر سلوكي هو عهد عاهدوا الرسول عليه ولتأكيد العهد ولتأكيد عظيم ذنب من ينقضه تضعهم الآية الكريمة في حال عهد مع الله عز وجل , عهد مباشر , فالله كان حاضر لتلك البيعة فالويل الويل لمن ينكثه, وطوبى لمن وفى بعهده . كل الآيات التي تتكلم في أمثالها تتحدث عن أمر سلوكي فمن أين أتى من تناوله على النحو السيء البعيد كل البعد عما ترمي إليه ؟؟.
توالت من بعد ذلك الأبحاث في المغيبات فلم تترك شيئا إلا وأتت عليه وجعلت عاليه سافله فتم البحث في أصل خلق الجنة والنار والملائكة والجن ومشاهد مضحكة ليوم القيامة حتى جعلت من كل ذلك كأنه مسرحية مضحكة من تأليف بشر ظالم يفضل قوما على آخرين ونبيا على آخرين ويفضل الرجال على النساء ويجعل من عذاب جهنم ألعوبة بيد الشفعاء من أنبياء وأولياء وصالحين ...
البحث في أشراط الساعة:استمر الصراع بين الأمويين وأهل البيت قرنا من الزمان ثم ما لبث أن تحول الصراع إلى صراع بين أهل البيت أنفسهم ( علويين وعباسيين) مع سقوط الدولة الأموية واستطاع العباسيون قمع كل حركات التمرد التي قام بها العلويين ومن هنا كان لزام على العلويين اختراع مفهوم جديد يبرر سكوتهم على ظلم العباسيين وتقاعسهم عن الثورة عليهم ومع مقتل آخر أئمتهم وهو المهدي ومع سيطرة الخرافات والمفاهيم الصوفية على المجتمع اخترع العلويين فكرة المهدي وأتوا بها على نحو مغاير لما طرحه العباسيون لاحقا فقالوا بأن إمامهم دخل السرداب وسيخرج منه حين يأذن الله ليعيد لأهل البيت مجدهم ودولتهم التي فقدوها منذ عهد علي ابن أبي طالب .
على الجانب الآخر وجد العباسيون ضالتهم المنشودة فيما بثه أبناء عمومتهم وجعلوا فكرة المهدي تنتشر على شكل أوسع ولكن جعلوا من المهدي هو المنقذ الذي يجب على الناس انتظاره ليرد المظالم إلى أهلها . واخترع الطرفان كل على حدة أحاديثه التي تؤكد فكرته ثم ما لبثت هذه الفكرة إلى أن تطورت فأعقبوا ظهور المهدي نزول عيسى وكانت هذه الفكرة قد ظهرت مع عجز الدولة العباسية أمام البيزنطيين(حيث أن المسيح سيكسر الصليب ويقتل الخنزير) ثم بدأ تفنيد علامات الساعة وأشراطها على نحو مضحك مبكي من ظهور الدابة وظهور المسيح الدجال وقوم يأجوج ومأجوج. وكان لزاما على كل من تلقى هذه الخرافات الاستعداد للعدو الخارجي الذي سيقض مضاجعهم, ونسيان الظلم والاستبداد من حكامهم العباسيين .

يتبع

اجمالي القراءات 15408

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (12)
1   تعليق بواسطة   محمود عودة     في   الثلاثاء ٢٦ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39458]

مقالة رائعة حقاً

الأستاذ الكريم محمد مهند مراد أيهم أسعد الله أوقاتك

حقيقة أسجل إعجابي بمقالتكم واعتبرها قفزة نوعية وبداية موفقة لسلسة من المقالات تزمع على كتابتها على ما يبدو .

نتمنى ان نرى رأيكم الخاص في المسألة المطروحة للنقاش حول موضوع معرفة أوعدم معرفة الله لمصير الإنسان وأعماله قبل وقوعها, لاسيما ان هذا النقاش الدائر مرتبط إلى حد ما بصلب مقالتكم .

مع تقديري لجهودكم


2   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ٢٦ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39464]

وماذا بعد

أخي الفاضل الأستاذ / محمد مهند مراد


تحية مباركة طيبة وبعد


لقد استمتعت كثيرا بالقراءة لهذه المقالة الرائعة ، والتي بلورت أسس الاختلافات الفكرية بين المسلمين وتطورها .


وأرجو أن تكون كما قال الأستاذ الفاضل محمود عودة باكورة لسلسلة توصلنا إلى ما يجب علينا عمله حتى نخرج من هذه الفرقة والاختلافات . 


لذا جاء عنوان مداخلتي ، وماذا بعد ؟


حيث أني أحد المهمومين بهذه القضية رغم أني لم أقرأ عن أسس هذه الاختلافات التراثية والتي مازالت معاشة .


ولكن ما كنت مهتما به وركزت جل جهدي فيه :


هو كيفية الخروج من هذا التردي الذي شتت القوى الاسلامية وجعلنا مطمع للجميع على مدار التاريخ .


وفي إطار التكامل الفكري يمكننا الوصول إلى رؤية منطقية يمكن أن يلتف حولها جميع المسلمين ، فتكون لنا إنطلاقة نحو التقدم .


دمت اخي بكل خير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


3   تعليق بواسطة   د.عبد الرحمن الحمادي     في   الأربعاء ٢٧ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39467]

أرجوا لكم التوفيق

استاذي الكريم أرجوا لكم التوفيق في عملكم الرائع هذا ومنتظرون الأجزاء الأخرى بفارغ الصبر.


4   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الجمعة ٢٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39536]

أخي العزيز محمد مهند

أشكرك على هذا البحث القيم الذي امتاز بسهولة التعبير في امور فلسفية مععقدة واجهها الفكر الإسلامي ,وكان طبيعياً أن ينقسم المفكرون الى روافد فكرية ,كان هدف بعض هذه الحركات الفكرية كما ذكرت مشكوراً  .هو تبرير ممارسات السلطة السياسية وخاصة أغتصباها للسلطة السياسية تحت ذريعة القضاء والقدر.لهذا انبرت القوى الأخرى المعارضة لتلك السلطة السياسية لايجاد المستند الفكري الديني للوقوف بشكل معارض وقوي أمام هذا الفكر .وكل هذه الحركات الفكرية ما هي إلا عناوين تمثل حركة الواقع حركة الحياة وتفاعل البشر مع النص ,وتطويع النص لخدمة المصالح السياسية والاقتصادية.ما تفضلت به يا أخي العزيز علينا دائماً إعادة قرائته واستنباط العبر من تلك الحركة الفكرية التي أغنت تراثنا الإسلامي كان نتيجته ايجاد المذهب التجريبي على يد أبن رشد الذي كان أساس الحضارة الاوربية.


نحن بانتظار المزيد من النشر والتحليل لتعم الفائدة.


5   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الأحد ٣١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39635]

الأستاذ محمود عودة

أشكرك على تعقيبك وإطرائك على موضوعي المتواضع أولا


من ناحية أخرى موضوع علم الله  بما سيفعله الإنسان لم يتطرق إليه في القرآن مطلقا ومن ناحية آية (تبت يدا أبي لهب ) فليس من الثابت لدينا إن كانت هذه الآيات نزلت قبل موته أم بعد إني لأقرأ في آية (ما أغنى عنه ماله وماكسب ) بأنه لا يغني عن المرء ماله بعد موته وليس في حياته فقد يستفيد منها نوعا ما في حياته وكاني أقرأ في هذه الآيات أنها نزلت بعد موته والله أعلم 


وبما أن الله لم يأت على ذكر (أنه يعلم ما سنفعل ) وإنما أتى على ذكر ( ويعلم ما تفعلون ) لعله فيه حكمة لنا لئلا يشعر أي امرء أنه كان محكوما عليه (بالضلال أو الهداية )


ما يجب أن نعلمه جميعا أن الإنسان حر مختار لما يتبع ويفعل في حياته وعلى أساس ذلك كان العقاب والثواب


من ناحية أخرى فإن الله هو الذي خلق الزمن فلا يمكن القياس بأي حال من الأحوال موضوع الزمن المستقبلي على الله عز وجل وهو الذي أوجده 


لك الشكر في النهاية


 


6   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأحد ٣١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39636]

تركوا ما هو مهم.. وبحثوا فيما هو ليس أهلا للبحث ..

لقد ذهب سلفنا غير الصالح إلى مناقشة وبحث ما هو فوق طاقة العقل البشري ، وتركوا ما هو في مستوى العقل البشري ، تركوا كيفية التفاني في طاعة الله سبحانه وتعالى ، وبحثوا في ماهية الله سبحانه وتعالى عما يشركون ، تركوا التفكر في الآيات العلمية في القرآن الكريم إلى أن جاء علماء الغرب ووصلوا إليها عن طريق دراسة آيات الله في المون والخلق ، .. لقد أضاعوا أنفسهم وأضاعوا غيرهم ممن يقدسهم ويتبعهم ..


7   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الأحد ٣١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39637]

الأستاذ أحمد شعبان

الله يعلم كم أكن لك من محبة واحترام فأنت كبير في نظري


أستاذي الكريم بإذن الله ساتابع عملي هذا وإن كان لك أي ملاحظات أو أفكار يمكننا أن نتعاون معا لعلنا نصل إلى ما يرضي الله عز وجل


من ناحية أخرى أرى أن المنهج الوحيد لفهم القرآن فهما صحيحا يرتكز على ثلاث نقاط وهي


1-(إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) أي أن الانطلاق يكون من خلال اللغة العربية


2-وبما ان اللغة العربية لها أوجه  فقد فصل الله معنى القرآن بالقرآن فيحدد دقة المعنى السياق القرآني ومجمل السورة ومجمل القرآن ولا يمكن بأي حال أن يكون القرآن حمال أوجه (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) فهو يبين بعضه بعضا وينبغي الحذر من أخذ جزء منه وترك باقيه (الذين جعلوا القرآن عضين )


3- النقطة الأخيرة وهي الأهم هي ترك كل التصورات المسبقة والدخول إلى القرآن بقلب سليم بفكر صاف خال من أي شائبة ويكون القصد من الدخول هو البحث عن  تقوى الله 


وبما ان العقول البشرية تختلف فأرى أن المشاركة بالرأي وعدم التعنت يمكنها أن توصلنا إلى الفهم الصحيح


في النهاية لك من خالص المحبة والاحترام


 


8   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الأحد ٣١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39639]

الدكتور عبد الرحمن الحمادي

أشكرك على إطرائك وتشجيعك الذي أشعر أنه نابع من القلب وسأسعى جاهدا بإذن الله لاستكمال الموضوع


لك محبتي واحترامي


9   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الأحد ٣١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39640]

الأستاذ زهير قوطرش

كيف حالك أيها الغالي كما قلت أن السياسة لعبت لعبتها في الفكر الإسلامي إلى حد كبير


فأي موقف سياسي لا بد له من تبرير فكري وكل فكرة لا يمكن قبولها يلجأ حاملوها إلى الإرهاب السياسي لفرضها على الناس عنة


على أي حال هذا ما لمسته من نشأة أي فكرة ليس بها من الله سلطان


الفكرة الوحيدة التي نشأت بشكل سلمي دون أن يكون لها جذر سياسي هو هذا القرآن وهذا الدين فقد نما وانتشر من خلال الفكرة


حتى تمكن رسول الله في الأرض لم يلجأ إلى الإرهاب لفرضه وإنما بقيت دعوته سلمية عدا عن رد الظلم والإعتداء


تلك هي الدعوة السمحاء وتلك هي الطريقة المثلى للدعوة إلى الله (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها )


في الختام لك مني كل الاحترام


 


10   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الأحد ٣١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39641]

الأستاذ عبد المجيد سالم

تحية طيبة وبعد


صدقت وكنت ذا رأي مصيب في ما قلت فالغاية هو الوصول للهداية وتقوى الله ولا أدري إلام سيوصلني البحث في ماهية الله عز وجل (تعالى عما يصفون ) سوى إلى مزيد من الضياع والبعد عن روح الهداية


لك مني كل الحب


11   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الإثنين ٠١ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39645]

إذا أردنا الفلاح .. !!

شكرى أستاذ مراد أيهم ، وأقول إذا أردنا الفلاح فعلينا أن ننهض بالقيم الإسلامية الحقيقية فالشورى والعدالة والإحسان والسعي في الأرض والتدبر في آيات الله الكونية والقرآنية ، كلها قيم إسلامية أهملناها لصالح جدليات عقيمة يقبع الشيطان في تفاصيلها ، نترك أوامر الله بالإيمان بالله والعمل الصالح  وأن هناك جنة ونار ، ونتناقش ونتجادل في ما أختص الله سبحانه وتعالى  نفسه بعلمه ..


12   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ٠١ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39651]

أخي العزيز الأستاذ / محمد مهند مراد

تحية مباركة طيبة وبعد



شكرا لك أخي على محبتك وتقديرك لي ، والذي أتمنى من العلي القدير أن يجعلني أهلا لهذا الحب والتقدير



ويعلم الله كم الحب الذي استشعر به نحو جميع الاخوة كتاب أهل القرآن لأنهم يتعاملون بإهتمام بالغ مع أسمى ما في الكون



" القرآن الكريم "



ثانيا من خلال روحك الطيبة سنتعاون معا بإذن الله تعالى للوصول إلى ما ينفع أمتنا الإسلامية



وأوافقك تماما على ما أشرت إليه من منهج ، وللتكامل فيما بيننا أرجوا أن تمر على مقالتين لي بعنوان " نسق معرفي جديد ، وإشكالية الاختلاف .



دمت أخي بكامل الهناء والسعادة .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-11
مقالات منشورة : 59
اجمالي القراءات : 1,081,851
تعليقات له : 741
تعليقات عليه : 378
بلد الميلاد : سوريا syria
بلد الاقامة : مصر

رواق اهل القران