د. شاكر النابلسي Ýí 2009-05-25
-1-
يتعولم العالم الآن بسرعة.
العالم الآن، يصبح شيئاً فشيئاً سوقاً واحدة، وهوية واحدة، وجزيرة واحدة، وسفينة واحدة، إذا خرق ديكتاتور ما جزءاً منها، هدد العالم كله بالغرق والموت. وهو ما شاهدناه في عهد هتلر، وموسوليني، وستالين، وصدام حسين وغيرهم.
فعصر الدولة القومية، والهوية النقية، والعقيدة الخصوصية، يتعرض اليوم لطوفان كبير وغالب، هو العولمة، التي تريد وحدة العالم، لا وحدة أقطار معينة فقط. وتريد هوية عالمية واحدة، لا هويات إقليمية متعصبة، ومحاربة ل&EgraEgrave;عضها بعضاً. والأصوليون، يسعون الآن إلى "الاستقلال الحضاري" المزيف والمتخيّل، وتدمير الحضارة التنويرية الأخرى، التي أطلق عليها الأصوليون "جاهلية القرن العشرين"، وسعى أبو الأعلى المودودي، وأبو الحسن الندوي، وسيّد، ومحمد قطب، وأيمن الظواهري، والغرير ابن لادن، لتقويضها، ومحاربتها، وتهديدها، بأنها سترى ما لا تسمعه، كما قال ابن لادن في خطابه، في مطلع هذا العام 2008.
-2-
تتمسك الأصولية بخطاب سياسي صوفي متخيّل. وتنشر خطابها الديني الشعبوي في الأرياف والأطراف والطبقات الفقيرة الأميّة (بلغ عدد الأميين - حسب آخر تقارير الأمم المتحدة - في العالم العربي 110 مليون أمياً من النساء والرجال). وتمزج هذا الخطاب بالخرافات، والأساطير، والشعوذات، وتقديس الزعماء، والقادة، ورجال الدين.
وفي مصر بالذات، بدأت الأصولية بالتأسيس لما أُسميه "الكنسسة الدينية". أي إقامة كنيسة دينية متمثلة بالأزهر ورجاله، الذين يلبسون لباساً كهنوتياً خاصاً. ولديهم تراتبية دينية، ليست بالضرورة على غرار التراتبية المسيحية، أو التراتبية الشيعية، ولكنها تقترب منها.
-3-
ومن مصر، انتشر زي رجال الدين الخاص بالعمّة والقفطان.. الخ. في كل العالم العربي، ما عدا دول الخليج، التي يلبس فيها رجل الدين كما يلبس الآخرون. والخطاب الديني الشعبوي الذي تنشره الأصولية - وخاصة المصرية – لصيق بالخطاب السياسي الشعبوي القائم على الخرافات، والأساطير، وتخيل المؤامرات، والدسائس. وقد أدى كل هذا إلى نوع من (الهمبكة) الدينية، ثم (الهمبكة) السياسية. فانتشر في كثير من أنحاء العالم العربي – وخاصة مصر – ما يعرف بالصوفية الشعبية، التي تسلك "درب المهابيل"، والتي تقيم الكرنفالات الدينية في الموالد والأعياد والمناسبات الأخرى. وتتعبد عند أعتاب الأسياد أصحاب الكرامات، وهم في الواقع أصحاب خرافات وليست كرامات، وليس لهم أية مساهمة في الفكر الديني المحض.
-4-
وهؤلاء كانوا سبباً ومثالاً في إقامة معابد للزعماء السياسيين حتى قبل موتهم. بل هم ألّهوا هؤلاء الزعماء، بحيث لا يُسألون عما يفعلون (لم يُحاكم عبد الناصر على ما فعله عام 1967، والشيخ متولي الشعراوي أيام كان وزيراً للأوقاف، قال للرئيس السادات، في مجلس الشعب 1976، والله لو استطعت أن أقول لك، أنك لا تُسأل عما تفعل لقلتها لك، والشيخ الشعراوي في الواقع قالها، وإن لم ينطقها). وكانت نتيجة تغلغل الأصولية في مصر على هذا النحو، انطلاق الإرهاب والعنف الديني، في كافة أنحاء العالم العربي من مصر.
-5-
فالإخوان المسلمون انطلقوا من مصر، منذ 1928، وانتشروا في كافة أنحاء العالم العربي، وخاصة دول الخليج، وعلى وجه الخصوص السعودية.
والفكر الإرهابي وفكر العنف، انطلق من مصر (سيّد ومحمد قطب اللذان يعتبران الثديين المدرارين لفكر الإرهاب بكتابيهما: "معالم في الطريق"، و "جاهلية القرن العشرين")، وزاد الطين بلّة المصري الإخواني منّاع القطان، والسوري الإخواني محمد سرور بن نايف زين العابدين.
والتنظيم السري للإخوان المسلمين الذي كان هو الآخر، مرضعة الجماعات الإسلامية الإرهابية التي اغتالت السادات 1981، وحاولت اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا عام 1996، انطلق من مصر.
والجماعات الإسلاموية التي خرجت من عباءة الإخوان المسلمين ("التكفير والهجرة" و"الجهاد الإسلامي" في مصر، و"حزب العدالة والتنمية"، و "جمعية العدل والإحسان" في المغرب، و "حزب التجمع والإصلاح" في اليمن، بقيادة عبد المجيد الزنداني، وغيرهم) انطلقت من مصر.
والأصوليون المحيطون بالغرير ابن لادن، والذين يخططون له، ويساعدونه على حرق العالم، وتدمير الحضارة الإنسانية، وعلى رأسهم أيمن الظواهري، مصريون.
و(الهمبكة) الدينية المتمثلة بالصوفية الشعبوية، ومظاهرها، وكرنفالاتها، ومسيراتها، ولباسها، وأفكارها، وأناشيدها، وشعوذاتها، انطلقت من مصر، التي تضم رفات أبرز (الأسياد وأصحاب الكرامات) زعماء الصوفية الشعبوية الخرافية.
و(الهمبكة) السياسية المتمثلة بمقولة "الشعب هو المعلم"، التي كان يرددها عبد الناصر في خطبه الحماسية، وأن كل خطوة تريدها الجماهير – لا ما تحتاج إليها- هي خطوات ثورية مُستجابة، انطلقت من مصر، ومن حقبة عبد الناصر بالتحديد.
وكما كانت مصر "أُم الدنيا" كما يردد العامة، فقد كانت مصر كذلك "أُم الأصولية" كما يردد الخاصة.
السلام عليكم.
هل أصبحت مصر دولة "مدنية" لأول مرة ؟
هل مستقبل مصر السياسى فى ( الشوقراطية )
دعوة للتبرع
يوم الفرقان: يقول تعالى في سورة الأنف ال:(اذ انتم...
ليس حراما : الفا ظل السلا م عليكم رجاء الإجا بة ...
الصلاة فى هذا المسجد: هل يجوز صلاة في مساجد اين نحت أو نقش اسم...
لا نبتغى السياسة: لم اجد وسيلة اسرع للاتص ال بك من هنا. انضمم ت ...
الوصية وسداد الديون: الدكت ور احمد يقول . ان من مات اغلق كتاب...
more
مع إنني من المتابعين لكتابات الأستاذ شاكر النابلسي, إلا إنني أجده في العديد من كتاباته يتحاشى أن يزعل الأسرة الكهنوتية الإقصائية التكفيرية الأصولية القمعية الإرهابية الآل سعودية, ليس لشيء إلا لأنه عمل في فترة شبابه الطويل في مهلكة آل سعود!! وربما من كونه أردنيا ينحدر من ممالك باطلة غير شرعية خرجت أساسا من الحجاز بعدما كان الشريف حسين يحكم مكه وتم بالتحالف مع بريطانيا المُستعمرة تسكينهم في الأردن بعد إتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور بعد العام 1917.
يقول الأستاذ شاكر النابلسي من ضمن ما قاله التالي:
( والتنظيم السري للإخوان المسلمين الذي كان هو الآخر، مرضعة الجماعات الإسلامية الإرهابية التي اغتالت السادات 1981، وحاولت اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا عام 1996، انطلق من مصر.
والجماعات الإسلاموية التي خرجت من عباءة الإخوان المسلمين ("التكفير والهجرة" و"الجهاد الإسلامي" في مصر، و"حزب العدالة والتنمية"، و "جمعية العدل والإحسان" في المغرب، و "حزب التجمع والإصلاح" في اليمن، بقيادة عبد المجيد الزنداني، وغيرهم) انطلقت من مصر.
والأصوليون المحيطون بالغرير ابن لادن، والذين يخططون له، ويساعدونه على حرق العالم، وتدمير الحضارة الإنسانية، وعلى رأسهم أيمن الظواهري، مصريون.) انتهى
فأقول متواضعا:
مصر والعراق واليمن هو ضحايا إرهاب مهلكة آل سعود الأسرة الحاكمة الباطلة غير الشرعية حلفاء وعملاء الإستعمار القديم والجديد, وإن وكر ومركز الإرهاب والأصولية الفاسدة هم سلالة آل سعود التي تصدر الإرهاب ليس فقط للعالم العربي والإسلامي بل وتصدر الإرهاب إلى العالم أجمع.
هذه أمانة علمية تأريخية سيذكرها التاريخ ولا مجال فيها للكذب والتدليس أو الرياء والنفاق... مع تقديري وإحترامي لرأي الكاتب.