آحمد صبحي منصور Ýí 2008-03-13
أولا :-
ليس عيبا أن تخطىء ، وكلنا خطاءون ، ولكن العيب أن تتمسك بالخطأ ، والعيب الأكبر هو أن يتحول الخطأ إلى خطيئة ، حين تفرض خطأك على القرآن الكريم ، فتضع إجتهادك الخاطىء فوقه ، وتفترض أشياء وهمية ، أو تنال من النص القرآنى من حيث الكلمة القرآنية أو من حيث تشكيلها .
هناك معجزة حقيقية فى حفظ الله تعالى للقرآن الكريم ، ومستويات ذلك الحفظ من وقت الوحى فى السماء إلى نزول الوحى على قلب الرسول محمد ، إلى تدوينه ، وقراءته أو قرآنه ، وهناك معجزة حقيقية فى التشكيل لكلمات القرآن وإرتباط نطق القرآن بقراءة القرآن ، أو ( قرآنه ) أو كما يقول رب العزة (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ )( القيامة17 : 18 ) تلك القراءة التى ظلت محافظا عليها تماما بنفس المحافظة على الكتابة ، إلى درجة أن المثقفين الأوائل كان إسمهم (القراء ) جمع ( قارىء ) ثم أصبح أسمهم فى العصر العباسى ( الحفاظ ) جمع (حافظ ) ، فالقارىء الذى يقرأ القرآن بلسانه ومن خلال ذاكرته محافظا على التشكيل بنفس ما تعلمه من السابقين ، و(الحافظ ) من حفظ القرآن الكريم بنطقه وقراءته بالرفع والنصب والجر والسكون ، ثم كان سهلا بعدها إضافة ذلك التشكيل لحروف القرآن فى المصاحف فى العصر العباسى ، وجاء التشكيل طبقا للقرآن المقروء ، ومخالفا فى بعض الأحيان لقواعد اللغة العربية التى استخلصها علماء النحو منذ عهد الخليل بن أحمد الفراهيدى وتلميذه سيبويه ، ثم الجيل الآتى بعدهما فى العصر العباسى من الكسائى والمبرد وثعلب والفراء والزجاج ... وسنتعرض لكل ذلك فى أوانه ..
مما يؤسف له أن مناقشات القرآنيين على موقعنا وقعت فى أخطاء كثيرة أهمها معنى الحفظ الألهى للقرآن ، واشتمال ذلك الحفظ على قراءة القرآن وليس فقط على تدوينه.
إن معنى الحفظ للقرآن الكريم لا يعنى الإنعدام التام لوجود محاولات للتحريف ، بل تعنى وجود تلك المحاولات وفشلها بوجود الحفظ الإلهى للقرآن الكريم ، ومن هنا يقول رب العزة عز وجل مؤكدا على وجود محاولات للنيل من النص القرآنى أو الإلحاد فيه (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ : فصلت 40 ) .
وجهود بعض المسلمين فى الإلحاد فى القرآن يضمها ما يعرف بعلوم القرآن ، ولنا مقال عن دور علوم القرآن فى الطعن فى القرآن الكريم ننصح بالرجوع إليه ، هذا خلاف ما كتبناه عن النسخ التراثى والتأويل والنيل من القرآن العظيم بما يعرف بالتفسير والحديث ، وتناثر من ذلك كله صفحات فيها الكثير من الإلحاد ، ولكن يبقى المصحف بالخط الأصيل موجودا ومحفوظا حتى الأن .
وعن كيفية حفظ الله تعالى لتلاوة القرآن الكريم فإنى أدعو شباب الباحثين من أهل القرآن لمراجعة وتحليل مشتقات كلمة ( تلا )، فى القرآن مع مراجعة الآيات الأتية ( الفرقان 32 ) ، ( المزمل 4 ، 20 ) . ثم التركيز على أيات سورة القيامة ( 16 : 19 ) . وهى محاولة عملية لنجتهد معا فى التوضيح.
ومن أسف أن يصل النقاش إلى درجة النيل من تشكيل الآيات الأولى من سورة الروم ، مع أنها تحوى إعجازا يرد مقدما على من يحاول الإلحاد فى تشكيل تلك الآيات . بل إن معجزة الحفاظ ـ حتى الآن ـ على تشكيل كلمة (غلب ) ومشتقاتها فى الآيتين الثانية و الثالثة من سورة الروم يؤكد اعجازا آخر تايخيا جاء فى الآيتين حين أنبأ الله تعالى بأن الروم سينتصرون بعد هزيمتهم ببضع سنين.
وسأخصص هذا المقال للحديث عن الإعجاز فى بداية سورة الروم ليكون مثالا عمليا لشباب القرآنيين فى كيفية الإجتهاد فى فهم القرآن الكريم؛ إجتهادا من داخل النص ، وليس إجتهادا يعلو على النص القرآنى ويطالب بتغيير التشكيل فيه .
ثانيا :-
يقول رب العزة جل وعلا : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ : الروم 1- 6 ) .
القراءة المبسطة والمستوى المباشر لفهم الأيات الكريمة السابقة ، والذى يسره الله تعالى للذكر ، يعنى أن الروم إنهزمت فى أدنى رقعة من الأرض أى أقرب منطقة للجزيرة العربية ، وهى الرافدين حسب مفهوم العرب وقتها ، ولكن الروم بعد هزيمتهم سينتصرون فى غصون بضع سنوات ، وذلك أمر الله تعالى وتقديره الذى لابد من حدوثه ، وحين يحدث هذا النصر سيفرح المؤمنون بنصر الله تعالى العزيز بقوته ، الرحيم على من يستحق رحمته ، فذلك هو وعد الله تعالى ، وهو جل وعلا لا يخلف وعده أبدا ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
تلك هى القراءة المبسطة المباشرة للمستوى الميسر للذكر لمن يريد الهدايه ، فكيف عن مستويات التعمق لدى أهل القرآن ؟!.
ثالثا :-
مستوى التعمق يطرح الكثير من الإسئلة ، منها :
1 ــ مع أن الآيات تتحدث عن هزيمة الروم ثم إنتصارهم ، فلم تذكر العدو الذى هزم الروم . والذى إنتصر عليه الروم .... لماذا ؟!.
2 ــ مع أن الآيات نزلت وقت هزيمة الروم وجاءت تبشر بأن الروم سينتصرون فيما بعد فى بضع سنين ، إلا أن هذا التبشير لم يأت للروم ولكن جاء للمؤمنين ... لماذا ؟!.
3 ــ مع أن الله تعالى جعل هذه البشرى بالنصر وعدا بالنصر (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ) إلا أن هذا الوعد جاء موجها للمؤمنين وليس للروم .. فلماذا ؟!.
4 ــ ثم لماذا يأتى رب العزة بحتمية وقوع ما نبأ به مقدما فقال (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ) ، وقال بحتمية تحقيق وعده (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ)؟!.
5 ــ ثم لماذا لم يستعمل الله سبحانه وتعالى تعبير النصر والهزيمة فى بداية الأيات واستعمل بدل منها كلمة واحدة بمعانى متناقضة حسب التشكيل ، وهى كلمة " غلب " ومشتقاتها ، فجاءت أولا " غُلِبَتِ الرُّومُ " بضم الغين وكسر اللام وفتح الباء ، أى بالمبنى للمجهول بما يستلزم التشكيل ... وكان يمكن أن يقول " إنهزمت الروم ".
ثم قال " وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ " ، لم يقل من بعد " هزيمتهم " جاء بكلمة " غَلَبِهِمْ " بفتح الغين وفتح اللام .
ثم قال " سَيَغْلِبُونَ " بفتح الياء وسكون الغين وكسر اللام وضم الباء، أى سينتصرون .
بمعنى أنه كان يمكن أن يقول تعالى " إنهزمت الروم فى أدنى الأرض ، وهم من بعد هزيمتهم سينتصرون فى بضع سنين " ، ولكن إستعمل رب العزة سبحانه وتعالى لفظا واحدا هو " غلب " وجاء بتنويعاته بالتشكيل ليفيد الهزيمة حينا ، والإنتصار حينا أخر . وبالتشكيل يختلف المعنى .
هذا مع أن لفظ " النصر " من أهم الألفاظ القرآنية فقد جاء فى القرآن الكريم " 142 " مرة ، بل جاء فى نفس الأيات فى قوله تعالى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء) ، وجاء لفظ الهزيمة ومشتقاته فى مواضع أخرى كقوله تعالى (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ: البقرة 251 ).
والسؤال : لماذا لم يستعمل الله تعالى لفظى الانتصار و الهزيمة و إستعمل مكانهما لفظ " غلب " ومشتقاته الذى يحتاج لتشكيل ليتغير المعنى من الهزيمة إلى الإنتصار ؟..
الواضح مع وجود هذا التشكيل حتى الأن أن الله تعالى يريد إثبات إعجاز الحفظ فى تشكيل القرآن الكريم ، أى فى تدوينه وقراءته بنفس التشكيل ... وهذه هى الأجابة على هذا التساؤل الأخير ...
6 ــ ونقول فى إجابات سريعة على التساؤلات السابقة :
* الفرس هم العدو الذى هزم الروم أولا ، والفرس هم العدو الذى إنتصر عليه الروم فيما بعد ببضع سنين ، ولأن الروم هنا هم الأهم فقد ذكرهم الله تعالى دون الفرس .. فالروم فى حالهم تلك من الهزيمة كانوا أقرب إلى حال المؤمنين المسلمين فى مكة حين كانوا تحت إضطهاد القرشيين ،أى أن هناك مشاركة فى الألم بين الروم المهزومين من عدوهم ، والمؤمنون فى مكة المضطهدين من عدوهم ، ولم يذكر الله تعالى طغاة قريش كما لم يذكر الفرس المنتصرين على الروم .
* وقد علم المؤمنون بهزيمة الروم من خلال رحلة الشتاء والصيف التى كانت تقوم بها قريش فيما بين الشام واليمن ، وكان الشام مسرح الصراع بين الفرس والروم ، وفيه إنهزم الروم أمام الفرس فى البداية ،ونزلت آيات سورة الروم تخبر بهزيمة الروم ،ولكن تبشر المؤمنين المضطهدين فى مكة بأن الروم سينتصرون بعد بضع سنين . وليس هذا تبشيرا للروم الذين لا يقرءون القرآن الكريم ولا يعلمون عن العربية شيئا بل لم يكونوا يعرفون شيئا – وقتها – عن القرآن ورسول الإسلام عليه السلام .
إنه تبشير للمؤمنين المضطهدين فى مكة بأنهم سينتصرون بعد بضع سنين ـ أى وقت إنتصار الروم.
* ولأن تحقيق البشرى كان يبدو مستحيلا .. إذ كيف ينهض الروم بعد تلك الهزيمة الساحقة ؟! وكيف ينتصر المسلمون على جبروت قريش التى تضطهدهم ، فقد جاء التأكيد من رب العزة بحتمية تحقيق الوعد وحتمية نفاذ أمره سبحانه وتعالى .
وهذا ما حدث فعلا !!..
فقد تحقق ما أخبر به رب العزة جل وعلا بعد بضع سنين ... إذ انتصر الروم على الفرس ، وفى نفس الوقت كان الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ، ونزلت سورة النصر (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا : سورة النصر ).
وهناك بضع سنين بين آيات سورة الروم التى تقول ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) وسورة الفتح (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) .
أى (جَاء نَصْرُ اللَّهِ ) تحقيقا لوعد الله الذى لا يخلف وعده ، وتنفيذا لأمر الله تعالى الذى له الأمر من قبل ومن بعد : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء )
رابعا
إذن فالقرآن الكريم أخبر مسبقا بأن الروم سينتصرون على الفرس، وهذا ما تحقق فى التاريخ . وهنا سنعقد مقارنة بين ما قاله القرآن الكريم و ما تحقق فعلا وسجله تاريخ الصراع بين الفرس والروم فى تلك الفترة.
ولنبدأ أولا بما قاله التاريخ عن صراع الفرس والروم في عصر البعثة المحمدية.
كان محمد بن عبد الله قد تجاوز الثلاثين من عمره حين نشبت حرب كسرى برويز مع الروم ( من سنة 603). وقد انتهت تلك الحرب ( سنة 627 ) أي قبل وفاة النبي عليه السلام ببضع سنوات ، بعد أن شهد النبي تحقق ما نبأ به القرآن حين نزل يقول " غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين" .
ونرجع إلى التاريخ:
ففي سنة 603 قتل القائد الرومى فوكاس الإمبراطور البيزنطي ( الرومي) موريس، وكانت العلاقات ودية بين الروم والفرس، لذا جاء ابن موريس إلى كسرى برويز يحتمي به ضد فوكاس مغتصب الحكم وقاتل أبيه. وأتخذها كسرى برويز فرصة فزحف بجيش اكتسح به حاميات الروم فيما بين النهرين وأستولي على أمد وديار بكر والرها وحران وعبر نهر الفرات وتقدم جنوبا إلى لبنان ، وفي نفس الوقت تقدم جيش فارسي آخر من ناحية أرمينية وزحف نحو آسيا الصغرى متقدما نحو العاصمة الرومية القسطنطينية.
وأصاب الروم الفزع والاضطراب ولم يتمكن فوكاس الرومي من عمل شيء فعزله الروم وتولى مكانه هرقل ( هراكليوس) الذي زحف من شمال أفريقيا إلى القسطنطينية بالسفن وحاول إنقاذها، ولكن أستمر كسرى برويز في فتوحاته سنة 611 إذ أكمل احتلال الشام ودخل دمشق وبيت المقدس وأستولي على صليب عيسى وأرسله إلى إيران، وأرسل قائده شهربزار فاحتل دلتا مصر والإسكندرية سنة 616 أي بعد البعثة المحمدية ببضع سنوات.
وفي سنة 617 استولي الفرس على ولايات آسيا الصغرى واحتلوا خلقدونية قرب القسطنطينية عاصمة الروم فأصبح الروم في مأزق حرج وتوقع الجميع سقوطها والقضاء النهائي على الروم البيزنطيين. في ذلك الوقت نزل القرآن يبشر المؤمنين في مكة بأن الروم سينتصرون بعد بضع سنين.
لم يكن لدى هرقل علم بهذه البشرى إذ كان وقتها يفكر في الهرب إلى قرطاجنة، (تونس الآن ) حتى لقد جمع خزائن القسطنطينية وذخائرها في سفن كثيرة وبعث بها إلى قرطاجنة، وقد غرقت تلك السفن ، واضطر هرقل تحت ضغط رجال الدين والشعب إلى الصمود ومنحته الكنيسة كنوزها ليدعم مجهوده الحربي.
وبذلك بدأ هرقل حرب الاسترداد، فعبر الدردنيل بجيوشه سنة 622 وزحف نحو أرمينيا وهزم الفرس فيها ثم عاد إلى القسطنطينية ، وفي العام التالي 623 تعاون مع الشعوب الشمالية كالخزر وهاجم إيران من الشمال فأسرع كسرى برويز بجيش قدره 40 ألف جندي لملاقاة هرقل ، ولكن انتصر عليه هرقل في ازربيجان ، ثم واصل هرقل عملياته الحربية السريعة على المدن الإيرانية الهامة والمقدسة سنة 623 ،وفي العام التالي 624 استعد كسرى لحرب فاصلة ولكن أسرع هرقل ودخل أرمينيا وهزم جيوش الفرس منفصلة قبل أن تتجمع .
وكان لابد لهرقل أن يستريح ليلتقط أنفاسه ويعد جيوشه للمعركة الفاصلة. واستعدادا لهذه المعركة الفاصلة أعدّ كسرى جيشين لها ؛ احدهما يقوده شاهين لمحاصرة القسطنطينية أما الأخر فقد استعد لمواجهة هرقل .
هذا بينما ترك هرقل قوة للدفاع عن القسطنطينية واتجه شرقا إلى شمال إيران وهاجم تفليس ، بينما دخلت حامية القسطنطينية في معركة مع شاهين وأسطوله البحري.
كان متوقعا هزيمة الروم أمام جيش شاهين واسطوله البحرى ، ولكن كانت هزيمة الفرس أمام القسطنطينية مفاجأة لم يفسرها أحد من المؤرخين حتى الان . إذ من غير المتوقع هبت رياح عاتية أعمت الجنود الفرس في البر وأغرقت الأسطول في البحر فانهزم الفرس بتدخل الاهى لا قبل لهم به ، ومات شاهين كمدا وهو يرى هزيمته بسبب عوامل مناخية لا قبل له بها ، أو بتعبيرنا أن الله تعالى هو الذي هزم الفرس لأنه أخبر مسبقا بهزيمتهم حين قال (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ : الروم 1- 6 )
وكانت هزيمة الفرس البرية والبحرية أمام القسطنطينية بداية النهاية، إذ تلاها فرار كسرى برويز في معركة دستكرد البرية، وقد عزله الفرس ثم قتلوه، وتولى ابنه قباذ الذي عقد الصلح مع هرقل.
أليس هذا أعجازا تاريخيا للقرآن الكريم ؟
أليس هذا إعجازا فى حفظ الله جل وعلا لتشكيل الآيات القرآنية بحيث أن كلمة (غلب ) تتشكل بما يغير معناها ـ ويظل ذلك التشكيل مقروءا ومعلوما حتى الآن ؟
خامسا :
ونتوقف مع مقارنة مع السنوات التاريخية الهامة فى ذلك الوقت فى أحوال الروم والمسلمين لتفصيل بشرى القرآن بانتصار الروم بعد هزيمتهم.
*في سنة 617 بلغ كسرى برويز أقصى انتصاراته حتى أن هرقل سأله في الصلح فاستكبر كسرى وسجن الرسول الذي بعثه هرقل وأرسل لهرقل بأمره بالحضور أمامه مقيدا بالأغلال، حتى فكر هرقل في الهرب إلى قرطاجنة. في ذلك الوقت الذي فقد فيه الروم الأمل نزلت البشرى بانتصارهم، وأن ذلك النصر سيكون بعد بضع سنوات.
* وبعدها ببضع سنوات أي سنة 622 بدأ الروم مسيرة النصر إلى أن تحقق نهائيا بهزيمة الفرس غير المتوقعة سنة 626. كما أخبر القرآن سلفا.
* ولكن ما شأن مسلمي مكة بتلك البشرى ؟
كان المسلمون في مكة في ذلك الوقت سنة 617 مقهورين مستضعفين فى نفس الحال السىء للروم ، وربما شعروا بتعاطف معهم ، ولكن الهام فى الأمر هو مجىء البشرى للمسلمين بأنهم سينتصرون بعد بضع سنين ,ان انتصارهم سيأتى مواكبا لانتصار الروم ،وأنهم سيفرحون بهذا النصر الاتى من لدن الله جل وعلا ، أي حين ينتصر الروم على الفرس بعد بضع سنين سيفرح المؤمنون لأن وعد الله تحقق ولأن وعد الله بالنصرة لمن يشاء لا يتخلف أبدا.
حالة المسلمين النفسية في ذلك الوقت كانت تستلزم نوعا من التشجيع، فالله تعالى يعد الروم بالنصر وهم في درك الهزيمة الطاحنة، وليس الروم أقرب إلى الله من المسلمين الذين تتنزل عليهم رحمة الله وفيهم النبي الذي يوحى إليه، ثم أن الروم لا يعلمون شيئا عن القرآن وقتها ولم يعلموا بنبأ النبي العربي وحتى لو علموا بوجوده فأن المحنة التي تدق عليهم أبوابهم كفيلة بأن تشغلهم عن كل شيء عداها. والمقصود أن القرآن وإن تحدث عن بشرى بنصرة الروم بعد هزيمتهم إلا أن حديثه لم يكن موجها للروم وإنما كان متوجها للمسلمين في مكة، وكان يريدهم أن يترقبوا تحقق البشرى وحينئذ سيفرحون ليس لانتصارهم على قريش وليس لانتصار الروم على الفرس . وإذا كان النصر سيتحقق بالنسبة للروم فهو ادعى لأن يتحقق بالنسبة للمسلمين أنفسهم فيما بعد.
خصوصا وأن هناك توافقا زمنيا بين ظروف الروم وظروف المسلمين وقتها.
فحين بدأ هرقل انتصاراته سنة 622 كانت هجرة المسلمين إلى المدينة، وقبلها يتضح ذلك التوافق الزمني بين محنة الروم أمام الفرس ومحنة المسلمين أمام مشركي مكة، ففي سنة 610 وما بعدها كان توغل كسرى في الشام وآسيا الصغرى، وكان في نفس الوقت ظهور الدعوة الإسلامية وإيذاء قريش لها، وانتهى اضطهاد قريش بالهجرة سنة 622 وفي نفس العام بدأ هرقل انتصاراته وحركة الاسترداد.
وجدير بالذكر أن أقصى سنوات المحنة للروم كانت سنة 617 وهي قريبة من عام الحزن الذي أشتد فيه وطأة المشركين على النبي والمسلمين في مكة. وكما دخل هرقل والروم في مرحلة انتصارات، دخل المسلمون مرحلة الدولة الوطيدة، وكما فرح المؤمنون بتحقيق الوعد الإلهي للروم نزل عليهم الوحي بوعد جديد خاص بهم وهم يعيشون أولى سنواتهم في دولتهم الوليدة التي يتهددها الخطر من المشركين المحدقين بها من كل جانب.
ولنا أن نتخيل المسلمين في أولى سنوات الهجرة وقد جاءتهم أنباء الانتصارات الرومية وأيقنوا بتحقق الوعد الإلهي حين قال لهم من سنوات مضت وهم فى مكة : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ : الروم 1- 6 )
ولنا أن نتخيلهم يتشوقون إلى وعد إلهي آخر لهم بالانتصار يتحقق هو الأخر خصوصا وهم يتهددهم الخطر من كل جانب، وفي تلك الظروف نزل الوعد الجديد في قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ( النور: 55 ).
جاء الوعد لهم مشروطا بالإيمان وعمل الصالحات بأن يستخلفهم الله في الأرض وان يمكّن لهم الدين وان يتحول خوفهم إلى أمن، وتحقق الوعد شيئا فشيئا، انتهى الخوف وحل محله الأمن ، وقال تعالى للمؤمنين يمنّ عليهم (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )( الأنفال: 26 ).
في سنة 627 كان الانتصار النهائي لهرقل وبلغ فيه ذروة المجد وفي نفس العام عقد النبي محمد عليه السلام صلح الحديبية الذي اعتبره القرآن الكريم فتحا مبينا ونصرا عزيزا (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ) ( الفتح 1 ـ ).
بعدها في سنة 628 أرسل النبي ( ص ) برسائل إلى كسرى وهرقل وغيرهما يدعوهما للإسلام، وتلك بداية الدخول في التاريخ العالمي.
وفي سنة 629 كان فتح مكة ودخول الناس أفواجا في الإسلام وتحقق الوعد الذى جاء من قبل فى سورة الروم :(إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) .
أى (جَاء نَصْرُ اللَّهِ ) تحقيقا لوعد الله الذى لا يخلف وعده ، وتنفيذا لأمر الله تعالى الذى له الأمر من قبل ومن بعد : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء ).
وفى النهاية ..
هى دعوة لأهل القرآن أن يكونوا فعلا (أهلا للقرآن ) باجتهادهم المخلص والموضوعى ابتغاء مرضاة الله عز وجل الذى لم نقدره حق قدره ..( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
أوافقك تماما يا دكتور احمد أن الله حفظ القرآن أساسا بالحفظ والقرأءة التي هي مشكلة أساسا .. ولكن ألا يمكن أن يكون أخطأ عثمان بن عفان في ترتيب آيات القرآن داخل السور .. حتي يبدوا أحيانا للقاريء الغير عالم مثل العبد الغلبان ... أن مواضيع السورة غير مترابطة .. مثلما هو الحال في سورة الأحزاب ...فنصفها الأول يناقش موضوعا ثم ينتقل نصفها الثانيفجأة لنقاش علاقة رسول الله بزوجاته وتبكيت الله تعالي لهن .. ومثلما هو هو الحال في أجزاء كثيرة من سورة البقرة ..
هل من خطأ محاولة ترتيب آيات القرآن حسب تارخ نزولها لدراستها ..
أعتذر عن السؤال واستغفر الله إن كان هذا السؤال خطأ
يا أخ ليث عواد ،
بجرة قلم تريد أن تشطب بقية القراءات وتصدر حكما نهائيا لم يسبقك إليه أحد باعتبارها مبتدعة ومحرفة ، عندما تصدر حكما من هذا النوع يجب أن تأتي بأدلة وبراهين قاطعة ، الآن ما رأيك بهذه المعلومة المفاجأة والتي تفيد ان القراءات لا تتبدل وتتغير فقط بتبدل المكان بل أيضا بتبدل الزمان أيضا. ليس هذا فقط فالرواية التي قلت انها هي الرواية الصحيحة أي رواية عاصم كانت نادرة الوجودة حتى جاء العثمانيون ونشروها منذ 500 عام فقط ولو سلمنا بما جئتنا به فهذا يعني ان اهل مصر والعالم الاسلامي كله في كانوا يقرؤون القرآن بالروايات المحرفة حسب قولك في مرحلة ما قبل الحكم العثماني.
وأقتبس : رواية حفص عن عاصم: كانت رواية نادرة الوجود حتى نشرها الأحناف وبخاصة العثمانيين. وقد انتشرت في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وتركيا، والأفغان. والحنفية يتعصبون لرواية عاصم لأن أبا حنيفة كوفي أخذ عن عاصم كانت الرواية المنتشرة في مصر منذ الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الخامس الهجري: هي قراءة أهل المدينة، خاصة برواية ورش عثمان بن سعيد المصري عن نافع المدني. ثم حلت محلها قراءة أبي عمرو بن العلاء برواية الدوري. واستمر العمل عليها في قراءة الناس وكتابة المصاحف حتى منتصف القرن الثاني عشر الهجري. ثم حلت محلها رواية حفص عن عاصم، فرواية حفص لم تنتشر في مصر إلا مع دخول العثمانيين في أوائل الربع الثاني القرن العاشر الهجري (أوائل القرن السادس عشر الميلادي). انظر الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ على الضباع ص 72. في عصر الإمام ابن مجاهد الملقب بـ ( مُسبّع السبعة ) والذي ألف كتابه سنة 300 هـ كانت القراءات السبع يقرأ بها في الأمصار، ولكن كان الغالب على أهل المدينة قراءة نافع، وعلى أهل مكة قراءة ابن كثير، وعلى أهل الشام قراءة ابن عامر، وعلى أهل البصرة قراءة أبي عمرو ويعقوب، وعلى أهل الكوفة قراءة عاصم وحمزة، قال مكي بن أبي طالب: وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، وبالشام على قراءة ابن عامر، وبمكة على قراءة ابن كثير، وبالمدينة على قراءة نافع، واستمروا على ذلك فلما كان على رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. انتهى الاقتباس
أما في العصر الحالي فحسب المراجع التي لدينا فرواية حفص الدوري عن أبي عمرو البصري: هي الرواية الأكثر ذيوعًا في السودان، وتشاد، ونيجيريا، وأواسط إفريقية بصفة عامة.
رواية ورش المصري عن نافع المدني: وهي الرواية المنتشرة في بلاد المغرب العربي (الجزائر والمغرب وموريتانيا)، وفي السِنِغال وبعض نواحي مصر وليبيا وتشاد وتونس. وهي الرواية التي كان لَها الانتشار في القرون الأولى في مصر، ومنها انتشرت إلى تلك البلدان.
رواية قالون عن نافع: شائعة في ليبيا وفي بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري. ذكر ذلك ابن عاشور التونسي في تفسيره "التحرير والتنوير"
وفي جميع الاحول فإن كل هذه القراءات تدرس في كليات الشريعة ومراكز تعليم القرآن ولا يتخرج القارئ إلا إذا أتقن عدة قراءات ، أكثر من ذلك أن جميع هذه القراءات شائعة ومتداولة في عصرنا الحالي عصر ثورة الاتصالات كل العالم الاسلامي ويتلوها قراء المصحف في إذاعات القرآن الكريم المحلية كل يوم ، بل إن المذيعين يقومون بتنبيه المستمعين إلى اسم القارئ والأجزاء التي سيقرأ منها القارئ و نوع القراءة ،
ليس هذا فقط يا أخ ليث فأنت وقعت في اشكال خطير في مداخلتك السابقة من حيث لا تدري عندما اتهمت القراءات الأخرى باللحن علما أن قواعد اللغة العربية وضعت بعد نزول القرآن الكريم وأن هناك الكثير من القواعد النحوية والصرفية التي تتعارض مع كتاب الله ، وحتى مع الشعر الجاهلي ومع ذلك فقد تم الأخذ بها لأنها الأكثر شيوعا ، فمثلا يقول سيبويه ان الفعل يجب ان يماثل الفاعل في التذكير والتأنيث والافراد والتثنية والجمع ولكن القرآن الكريم ستجد فيه (إذا جاءك المؤمنات) ، يعني حتى هذا اللحن المزعوم ليس دليلا خصوصا أن الرسم القرآني وما يعرف بالرسم العثماني وطريقة كتابته هي طريقة متفردة وتختلف عن الرسم التوقيفي في قواعدها.
أهل المغرب العربي مثلا يقرؤون مالك يوم الدين بسورة الفاتحة على هذا النحو ((ملك يوم الدين)) ، فهل نحن الذين نقرأ الفاتحة بطريقة خاطئة أم هم
ثم دعني أسألك ايضا هل القراءة الصحيحة وانظر إلى العظام كيف ننشزها بالزاي أم وانظر إلى العظام كيف ننشرها بالراء ، في جميع الأحوال هناك تعدد في القراءات والتشكيل والمسألة ليست محسومة وليست مقدسة كما تقولون ، ولا حتى هناك قراءة يتداولها معظم المسلمين كما قلت في مداخلتك السابقة و وجود التعدد والانقسام وبالتالي يجب ان نسلم بأن هذا الأمر غير مقدس ولم يكن محل العناية الالهية بل كان محل اجتهاد واختلاف المجتهدين البشر في طرق نطق المكتوب.
اخى جواد .واضح انك متمسك برايك فى موضوع كتابة القرآن الكريم وما تريدون ان تغيروه فى تشكيلاته .وهذا حقك الشخصى وستحاسب عليه امام الله .ولكن لقد قلنا لك من قبل وعاد استاذنا الدكتور منصور .وأكد لكم بوصف استاذا للتاريخ الإسلامى وفقيها ومفكرا إسلاميا معنى بدراسة القرآن الكريم .وما صحبه من علوم .قال لكم ولنا ان اخطر ما صاحب القرآن ما قام به الذين يريدون ان يلحدوا فيه بطاعتهم للشيطان بنتأليف ما عرف بعلوم القرآن من تفاسير وعلوم قراءات وغيرها ومن قبلها علوم الحديث ثم علم الفقه الذى بنى اكثره على ادلة مستندة للروايات والأحاديث المنسوبة زورا للنبى عليه السلام وربه سبحانه وتعالى .وأقوال الأئمة والقياس . ومعظم كل تلك الأمور الفقهية مخالفة للقرآن الكريم .غذا يا صديقى لا تعتمد على تلك العلوم فى فهمك للقرآن الكريم وكنوزه اللغوية وعبره وعظاته .واخيرا لك مطلق الحريه فى غختياراتك ولكن ارجو ان ننتهى من الجدال وليس الحوار فى هذا الموضوع . ولك خالص الشكر ..
وشكرا استاذى الكريم د- منصور على توضيح مفهوم ايات سورة الروم .والذى اراه متمشيا مع الفهم الكلى لوعد الله فى القرآن الكريم . وهذا ما نريده ان نفهم القرآن من خلال الفهم الكلى له وليس من خلال فصل مكوناته عن بعضها البعض .
لاتعليق، مشكووور استاذنا الكبير احمد صبحي ، وأن شاء الله في مزيد من التقدم في العلم واطال الله في عمرك سنيناً مديدة
الأخ الفاضل : عثمان محمد علي
الموضوع ليس تمسكا وتعصبا برأيي مع كل الاحترام لك ولشخص الدكتور احمد صبحي منصور الذي هو محل احترامنا وتقديرنا والذي لا ننكر اجتهاداته القرآنية الخلاقة والمبدعة وفضله في التجديد ، لكني لم أقتنع على الإطلاق بطرحه هذه المرة ونفس الدكتور كفل لنا حق الاختلاف معه كما صرح اكثر من مرة ، أنا جئت ببراهيني وأدلتي التي لم يرد عليها احد إلى الآن وعلى رأسها دليل موضوعي في الواقع الموضوعي المعاش يفيد بتعدد وتغير القراءات بتغير الزمان والمكان ، وطلبت من مخالفيي أن يسموا لي القراءة الصحيحة والقراءات المحرفة من بين القراءات العشرة الشائعة وطلبت الدليل ولم يحضر احد شيئا ، وأحضرت أدلة أخرى يمكنكم الرجوع اليها لم يرد عليها أحد وجاء أحد الأعضاء للآن وقال ان قراءة عاصم هي الصحيحة بدون اي دليل او سلطان واحضرت له مصدر تاريخي يفيد أن هذه القراءة انتشرت فقط مع العصر العثماني وأن هناك قراءات اخرى كانت شائعة وان قراءة عاصم كانت قراءة نادرة.
عندما تجعلون من موضوع التشكيل موضوعا مقدسا ، فيجب أن تأتوني على أقل تقدير بقراءة بعينها تقولون لي أنها القراءة الصحيحة دونا عن غيرها ويجب أن تحضروا أدلتكم معكم وهو ما لم يفعله أحد للآن ولو كان الواقع الموضوعي يفيد بوجود تشكيل موحد وقراءة موحدة لكنت اقتنعت بطرحكم.
مع فائق الاحترام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بخصوص تفسير سيادتكم الى ايات سورة الروم أعلاه فقد اشرت الى أنها بشارة للمسلمين بقرب تحقيق النصر نظراً لتشابه الظروف بين الروم المضطهدين من الفرس و المسلمين المضطهدين من قريش ...اسمح لى أن أخالفك الرأى فى ذلك فلا يوجد اى وجه للتشابه بين الحالتين على الاطلاق حيث أن الصراع بين الفرس و الروم هو صراع قوى و النصر و الهزيمة هى سجال بين الفريقين طوال صراعهم التاريخى أما الوضع فى الجزيرة العربية كان صراع من نوع آخر صراع بين الحق و الباطل صراع بين قوى مستضعفة تدعوا الى دين التوحيد و قوى متجبرة تمارس كافة أنواع العدوان لمنع هذا الدين من الانتشار و النمو و بالتالى فأن انتصار الروم على الفرس ليس له محل من الاعراب ليفرح المؤمنين بهذا النصر .. اما بشارة النصر للمؤمنين فقد وردت فى ايات كثيرة فى القرآن الكريم و خاصة فتح مكة ستدخلون المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم - و هو تأكيد من الله و ليس بشارة لدخول المسلمين البيت الحرام - اما استشهادك بآيات سورة النصر فتلك ليست بشارة يا سيدى وأنما الزام للرسول و المسلمين عند تحقيق النصر و دخول بيت الله الحرام أن تسبحوا بفضل الله اى انها نتيجة و ليست بشارة.... و سيبقى السؤال مطروحاً
هل يالفعل نصر الروم هو نصر للمؤمنين يفرحون به و إن لم يكن كذلك فما هو النصر الذى يفرح له المؤمنون ولا تقولوا أنه قتح مكة لآن فتح مكة تناوله القرآن بشكل واضح قى اياته فلماذا يجعله مجهولاً فى تلك الايات
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية مباركة طيبة وبعد
حينما كنت أعمل في معرفة مراد الله حول آية النور " 35 النور " صادفني ما يلي :
1 - أن هناك قراءة تقول " مثل نور من آمن به " بدلا من " مثل نوره " ، ولما كانت هذه الآية مربكة للمفسرين ، استشعرت أن هناك محاولة لقراءة المعنى المستصاغ لديهم ، ولكن الله سبحانه وتعالى حفظ المعنى كما جاء بالمصحف الذي بين أيدينا ، فتغاضيت عن هذه القراءة .
2 - كلمة دري في هذه الآية أيضا لها قرائتين " دري " بمعنى التلؤلؤ ، " دريء " بمعنى الدفع ، ومن خلال النتائج التي توصلت إليها وجدت أن القرائتين تكمل كل منهما الأخرى ، فالزجاجة متلؤلؤة والأشعة الصادرة عنها لها قوة دفع ، لذا أخذت بالقرائتين معا .
3 - حين تحريري لكتاب الإسلام والإصلاح ، وكانت به ورقة لي بها إشكالية الاختلاف وموضوع النسق وقد وردت مداخلة تسأل عما أنا فاعلة بالنسق أمام القراءات المتعددة للقرآن الكريم ، وكانت إجابتي كما وردت هى :
بعيدا عن التفصيلات فإن أي منظومة تعدل نفسها تلقائيا بإستخدام المنطق والرؤية النقدية وإلا خرجت عن كونها منظومة .
وهذا لن يتحقق إلا إذا أقمنا النسق القرآني أولا .
ولي ملحوظة بسيطة يقول الدكتور احمد : " وبالتشكيل يختلف المعنى " وأقول المعنى يظل ثابت بالتشكيل ولكن المتغير هو توجيه المعنى ونسبته .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الدكتور احمد منصور المحترم
ابعث لك بتحية كبيرة داعيك ان لا تسمح بالمهازل التي تحدث في موقعك الفاضل
اني اشك ان يحدث ذلك بعلمك فقد كنت امامنا في الحق وعلمتنا ان الحرية في التعبير على رأس التقدم وان كبحها ليس الا جحود
فهل تمنعنا حضرتك من التحاور في موضوع الصلاة وترشدنا الى اتباع التواتر لا اظن ان ذلك من الشروط التي وضعتها حضرتك وهل سيغير احد بدون علمك هذه الشروط ويصبح الموقع على عكس فكرتك الاساسية وهي حرية التعبير
استاذنا الكريم اننا ندخل لجميع المواقع وحتى اهل السنة والجماعة لا يطردونا او يحذفوا مقالاتنا التي تهاجمهم فهل يفعل موقع اهل القران مثل ذلك العمل
ان احدهم وهو المدعو شريف صادق قد وصلت به الجرأة لنعتنا بالكلاب الانجاس فأرجوك ارجوك التدخل
ولكنه اخذ ضوء اخضر من احد المراقبين بمقاله (ان هذا موقع اهل القران وليس اهل الشيطان )ونحن هنا تحت ظلك واعتقد انك لو لم تكن انت شخصيا على رأس هذا الموقع لما دخلنا ولا كتبنا فنحن نقدرك ونقدر ما عانيت من كبح لقلمك ادامك الله ذخرا لنا
بأنتظار تدخلك الحكيم ودمت سالما والسلام
واتمنى عليك والى ان يتصرف الدكتور احمد حفظه الله بما يراه مناسبا
ارجوك اوقف الحوار فنحن لا تسمح لنا اخلاقنا بالرد على تلك القاذورات من الاقوال
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3236#18375
و
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3236#18375
كما ارجوك ارسل رسالة خاصة الى الدكتور احمد والى الاخ عثمان على ميلهما الخاص تشكو اليهما ما حل بك فالامر لا يجب ان يترك ليمر سدى فهو اهانة لكل قراني على وجه الارض ان تصدر تلك القاذورات على موقع اهل القران المحترم وانا متاكد من حكمة تصرفهما
البريد الالكتروني للدكتور احمد
a.mansour@ahl-alquran.com
البريد الالكتروني للاخ عثمان
Othamn@ahl-alquran.com
مع الشكر لك ولتحملك والسلام على الجميع
عفوا والمعذرة:
هذا التعليق مكرر من المقال السابق لاني خشيت ان لاتقراه فاحببت ان اكرره هنا والمعذرة مرة اخى:-
استاذي العزيز ووالدي الطيب د.احمد منصور
باختصار شديد جدا .... مقالة رائعة وفتح الله عليك وعلينا وهدانا جميعا الى ما يحب ويرضى.
سؤال:
في موضوع البعوض والعنكبوت حصلت مساجلات بين الدكتور مصطفى محمود والاستاذة بنت الشاطي التي يتلخص فكرها في ان الخوض في امر الاعجاز العلمي قد يكون احيانا غير مدروس وقد يعود بالتشكيك في صحة القران الكريم لاصحاب الايمان الضعيف وذلك لوجود بعض الناس الذين يسندون القران الي قرائن او فرضيات علمية لم تثبت صحتها وقد تكون خطاء.
واستدلت الاستاذة الفاضلة د.بنت الشاطيء بموضوع العنكبوت تحديدا حيث كان قول د. مصطفى محمود مثل قولك الا انها اخبرته ان العنكبوت اسم مؤنث بطبعه سواء للذكور او للاناث مثل مفرد كلمة نملة فهي تطلق على الذكر والانثى من النمل وعليه الاستدلال خاطيء.
واعتقد ان كلمة بعوض مفردها مؤنث -بعوضة- وقد ينطبق الحال عليها.
مع اعترافي بضعفي في النحو والاعراب وضروب اللغة العربية .
اما بخصوص موضوع الزمن فقد اعجبني جدا ولكن محور سؤالي عن العلاقة بين العلم والقران وكيف نجزم بصحة اشياء قد يثبت فيما بعد انها خاطئة لان الموضوع شائك جدا.
ولكم جزيل الشكر.
ابنكم اشرف ابوالشوش.
على هذا البيان المتمكن والذى أدعو الجميع الى التمهل فى تناولة وفهمة لأنة بمثابة درس عميق فى كيفية الربط بين آيات القرآن
التى تتناول أحداث معينة وما جاء بة التاريخ البشرى عن تلك الأحداث لأن د/ أحمد صبحى ( أستاذ التاريخ المتمكن وأستاذ
القرآنيين الذى يعلم الجميع قدرة ) وهو خير من نتعلم منة التاريخ والقرآن
وأذكر الجميع بأن القرآن لة أثر مختلف فى الهداية والإضلال حسب المتلقى من حيث صدق الإيمان والتقوى أو النفاق والمعصية
( ألم كتب لا ريب فية هدى للمتقين ) أى إن هدايتة تستوجب تقوى الله لمن يطلبها
( كتب مكنون لا يمسة إلا المطهرون ) أى لا يمس هدايتة ونرة إلا من طهرت قلوبهم وعقائدهم من كل زيغ وفسق ونفاق وفجور
ولهذ أظن أنة من يتخبطون فى فهم آيات وألفاظ وقراءات القرآن ( مشكلتهم فى أنفسهم وقلوبهم ) وليس فى القرآن الذى يسرة
وبينة من أنزلة سبحانة وتعالى وليست فى القرآن فليراجعو إخلاصهم فى إيمانهم وتقواهم للخالق الحكيم سبحانة وتعالى.
وللجميع خالص الدعاء بالهداية الى مراد الله سبحانة وهو هدايتنا جميعا بإذنة ومشيئتة
وجزاكم الله خير الجزاء د/ أحمد على الصبر على هذة العقول المشاكسة المتعالمة .
كم ارتحت عندما قرأت هذا المقال بالفعل الخط القرآني منزل كما هو وليس هو فن عثماني كما يدعي البعض ، ولكن سؤالي هو ما لم افهمه جيدا ان الكلمه ممكن ان تكتب باكثر من شكل ويكون لها معنى مختلف عن الاخر ولكن القراءه تكون واحده؟؟؟ارجو الايضاح
واذا كان مافهمته صحيح فهل يعني ان كلمه قرآن وقرءان هم بنفس القراءه ولكن باختلاف المعنى والخط؟؟
فماهو تفسير قرآن. و قرءان. وهذا السؤال راودني من قبل وكنت اجادل به دون علم بحيث انني كنت اقول ان قرآن تاتي من الاقتران وقرءان تجمع بين الاقتران مع القراءه فمارايكم وارجو التوضيح.
سافهم الاجابه جيدا عند قراءه وفهم اسلوب الاعجاز الرقمي العددي في القران الكريم وهذا اجمل مااجده في الموقع هو ان قراءه موضوع يوصلني للبحث وقراءه مواضيع اخرى للفهم الجيد ، اشكر مجهوداتكم مره اخرى فنحن بنعمه والحمد الله اننا بهذا الموقع المكنوز بالعلم النافع وكله بفضل الله وفضل مجهوداتكم ومثابرتكم.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5096 |
اجمالي القراءات | : | 56,314,951 |
تعليقات له | : | 5,428 |
تعليقات عليه | : | 14,786 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الكسائى : تلميذ الخليل ومؤسّس مدرسة الكوفة النحوية
سيبويه وتأكيد منهج الخليل بن أحمد فى هجر القرآن الكريم
القرآنيون وأخطاء الإجتهاد فى فهم القرآن الكريم
من فتاوى أبناء إبن عبدالوهاب .
آيات لقوم يتفكرون (3)تأملات من سورة المائدة
البهائم التي وضعت شروط الخروج على الحاكم
دعوة للتبرع
الشذوذ ..من تانى .!: أنا شاب في 19 من العمر مارست اللوا ط في سن 12 مع...
عن الاعجاز الرقمى: أنا شاب جزائر ي معجب بالسو اد الأعظ م من...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : حديث ( تناكح وا تناسل وا ...
نعم معقول: هل يعقل ان يكون القرآ ن ، كلام رب العال مين ...
سؤال صعب: لدي سوال واطلب النصي حه انا بعد ماهدا ني ...
more
الأستاذ الفاضل : د. أحمد صبحي منصور
تطرقت في مقالك هذا إلى مسألتين المسألة الأولى موضوع تعدد القراءات والذي قمت فيه بإضفاء هالة من القداسة على موضوع تشكيل القرآن وربطه مع موضوع الرعاية والتعهد الإلهي بحفظ القرآن و التي لا ينكرها أحد من المسلمين ولا يختلف فيها اثنان ، والموضوع الثاني هو أقرب إلى سجال مع ما ذهب إليه بعض القرآنين حول تشكيل الآيات الأولى لسورة الروم ، تسجل اعتراضاتك فيه على اجتهاداته ، وتقدم ما لديك من براهين وأدلة ،،، و باعتبار أن الموضوعين مرتبطان مع بعضهما البعض أي الجانب اللغوي مع جانب فهم القرآن أجد نفسي معنيا بالقسم الأول فحسب
حيث أنك شددت على فكرة أن التشكيل والقراءة هي من الثوابت الإلهية التي لا يجوز الاقتراب منها لأن ذلك يعتبر إجتهادا يعلو على النص القرآنى ، فيحق للقارئ أن يسأل ، إذا كان الحال كذلك ، فما هي يا ترى القراءة الصحيحة بين القراءات العشر الشائعة والمتداولة بين المسلمين وما هي القراءات الخاطئة أو المحرفة ولن نسألك عن القراءات الأخرى ، هل هي 1- قراءة نافع المدني، برواية ورش 2- أم هي قراءة ابن كثير المكي، برواية البزي و قنبل 3- أم هي قراءة أبي عمرو البصري، برواية الدوري و السوسي 4- أم هي قراءة ابن عامر الشامي، برواية هشام و ابن ذكوان 5- أم قراءة عاصم الكوفي، برواية شعبة و حفص 6- أم هي قراءة حمزة الكوفي، برواية خلف و خلاد 7- أم هي قراءة الكسائي الكوفي، برواية أبو الحارث و حفص الدوري 8- أم هي قراءة أبي جعفر المدني، برواية عيسى بن وردان و ابن جماز 9- أم هي قراءة يعقوب المصري، برواية رويس و روح 10- أم هي قراءة خلف بن هشام البزار البغدادي، برواية إسحاق بن إبراهيم و إدريس بن عبد الكريم.
علما أن كل اقليم جغرافي بالعالم الإسلامي تشيع فيه قراءة بعينها و أحيانا عدة قراءات دونا عن سواها من القراءات ، إن هذا التعدد في التشكيل كتاب الله وقراءته حسب الرواية في الواقع الموضوعي الذي تعيشه ينفي قطعيا أن يكون موضوع تشكيل القرآن ، قد تم بإشراف إلهي أو نبوي أو أنه محفوظ من التلاعب أو الخطأ خصوصا أن تشكيل القرآن ناهيك عن تنقيطه ، تم في وقت متأخر جدا وجاء كاختراع بشري لا بتوجيه إلهي ، إن تعدد القراءات بين المسلمين ينفي تماما ما ذهبتم إليه يا دكتور ، فإذا كان التشكيل والقراءة هي موضع اجتهاد عند الأقدمين كما نرى في القراءات المتعددة بين ايدينا ، فنحن هنا امام اجتهادات بشرية قد تصيب وقد تخطئ في كيفية قراءة و نطق المكتوب بالمصاحف وبالتالي فلا يجب أن نعيب على المجتهدين المُحدثين قيامهم بإعادة النظر في بعض اجتهادات الأقدمين في هذا الخصوص من منطلق قاعدة التأويل التي تنص على أنه : (أنه لا يُفهم أي نص قرآني إلا على نحو يقتضيه العقل)
مع فائق الاحترام والتقدير