آحمد صبحي منصور
:
(الروح) هو جبريل عليه السلام.
ان" الروح " هو جبريل عليه السلام ومايتعلق به.
ولأن جبريل عظيم القدر بين الملائكة فالقرآن يذكره بينهم مميزا وبما يوحى بهذه المكانة يقول تعالى عن الهول العظيم يوم القيامة "( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ).78/38) ويقول تعالى عن ليلة القدر ونزول الروح مع الملائكة فيها بأوامر الله تعالى فى الخلق والرزق والقضاء والقدر: " تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم : 97/4.وهنا ربط بين الروح والأمر الالهى. وسنجد ذلك الربط يصاحب الروح جبريل فى النسق القرآنى.
ذلك لأن للروح جبريل وظائف محددة بالنسبة للعلاقة بين الله تعالى والبشر. إنه الذى يحمل الأوامر الالهية للبشر, فالروح جبريل هو الذى حمل الأمر الالهى بخلق آدم. والله تعالى يقول للملائكة فى ذلك السياق " فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين :15/29 . فالياء فى كلمة"روحى" تفيد الملكية كما تقول كتابى ، اى الروح الذى امتلكه.
وقد خلق الله تعالى آ دم بدون اب وام ، ثم خلق المسيح عليه السلام بدون اب وارسل الروح جبريل الى السيدة العذراء يحمل الامرالالهى"كن" فكان بشرا سويا.
والله تعالى يقول عن خلق المسيح وكونه مثل خلق آدم " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترا ب ثم قال له كن فيكون :59,3.
وكما قال عن خلق آدم " ونفخت فيه من روحى " قال عن خلق عيسى وأمه مريم " والتى احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ": 21/91
ويصور القرآن مجىء جبريل الروح الى السيدة العذراء فيقول " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ، قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" 19/ 14 –)
وبسبب ارتباط المسيح عليه السلام بجبريل الروح فقد اصبح من القا ب المسيح كلمة الروح . يقول تعالى " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه : 4/171 "
ومن وظائف الروح جبريل النزول بالوحى ومعه ملائكة الوحى . والله تعالى يقول عن كل الرسالات السماوية" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده : 16/2 ) ويقول أيضا "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده" 15,40
ونزل الروح جبريل بوحى القرآ ن على خاتم النبيين عليهم جميعا السلام، والله تعالى يقول عن جبريل ونزوله بالوحى القرآنى على قلب خاتم النبيين :"قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه: 2/97)
ويقول أيضا عن القرآ ن ونزول جبريل ( الروح ) به " قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا: 16/102 ويقول ايضا عن القرآن ونزول جبريل ( الروح الأمين ) به على قلب خاتم النبيين " وإنه لتنزيل رب العالمين , نزل به الروح الأمين .على قلبك :26/192 ).
وبسبب ارتباط القرآن بجبريل الروح فإنه – اى القرآن – قد اكتسب ايضا وصف الروح، يقول تعالى عن القرآن "وكذلك اوحينا اليك روحا من أمرنا:42 /52
ويتبع وظيفة انزال الوحى قيام الروح جبريل بتأييد المؤمنين المتمسكين بالوحى " أولئك كتب فى قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه: 58/22 ــ
والواضح أن الروح أو جبريل يتحرك ومعه الملائكة المكلفة معه بمهامه من الوحى ونفخ النفس.
والنسق القرآنى قد ينسب الفعل لكبير الملائكة وحده أو له ولمن معه من الملائكة. فعن الموت مثلا يقول تعالى (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) ( السجدة 11 ) فهنا أسند الله تعالى فعل الاماتة الى ملك الموت. وأحيانا ينسبه للملائكة العاملين مع ملك الموت فيقول (حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ) ( الأعراف 37 )
نفس الحال عن جبريل .فى الوحى قال عنه وعن الملائكة معه" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده : 16/2 ) ويقول عنه وحده "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده" 15,40.
وفى نفخ نفس المسيح قال عنه وحده (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ، قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" 19/ 14 –) وقال عنه مع الملائكة فى تأدية نفس المهمة: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) آل عمران 45 )
مقالات متعلقة
بالفتوى
: