هل كانت للنبى عليه السلام آيات حسية؟؟

عثمان محمد علي Ýí 2024-01-27


هل كانت للنبى عليه السلام آيات حسية؟؟
كتبت في مقال سابق بعنوان (هل كان للنبى عليه السلام مُعجزات،وهل القرءان معجزته ؟؟)) أن مُصطلح (مُعجزة) ليس مُصطلحا قرءانيا ،وان القرءان الكريم إستخدم مُصطلح (آية) للدلالة على نفس المعنى ،وعلينا التأسى بالقرءان وأن نستخدم مُصطلح آية بديلاعن (معجزة) في حديثنا وكتابتنا في الشأن الدينى .ومن هُنا نسأل::
هل كانت للنبى محمد بن عبدالله عليه السلام آيات حسية مادية كما كانت هناك آيات لموسى وعيسى عليهما السلام ؟؟
==
التعقيب.
لنذهب للقرءان الكريم ونتدبرآياته فيما يخص الإجابة على هذا الموضوع .
1-طلب المُشركون والكافرون من النبى عليه السلام أقصى ما يُمكن تخيله وتصوره وتوقعه من الآيات الحسية بأن يُكلمهم الله جل جلاله مُباشرة .فنزل القرءان العظيم يقول له ولهم ولنا (وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ (118) إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ )(119البقرة). أي انهم في طلبهم هذا تشابهوا في قولهم مع قول أقوام سبقتهم طلبوا نفس الطلب من أنبيائهم .فهم مُتشابهون في الجهل والكُفر وفى إتباعهم لوساوس الشيطان .فإعلم يا مُحمد أنك مرسل بالحق بشيرا ونذيرا ،وأنك لست مسئولا عنهم ،ولاعن إيمانهم أو إستمرارهم على كُفرهم ،وأنك لست مسئولاعن أصحاب الجحيم كافة (وفى هذا نفى لشفاعة النبى عليه السلام ،ونفى لإخراجه للعصاة من قومه من النار كما يزعم التراثيون – وهذا موضوع آخر تحدثنا فيه من قبل في كتاباتنا عن الشفاعة وعن موقف النبى عليه السلام يوم القيامة).
-2- تكرر طلبهم برؤية آيات حسية فجاء القرءان الكريم يقول له ولهم (وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ (7الرعد).
(وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَنۡ أَنَابَ (27الرعد). أي لا تُعطى قيمة لطلبهم فأنت مُنذر وفقط ،وأن المولى جل جلاله يُضل من يختار لنفسه الضلال والكُفر بآيات الله في القرءان ، ويهدى من يختار لنفسه الهداية بهداية آيات الله في القرءان .
3- ثم عادوا وكرروا طلبهم في رؤية آيات حسية ملموسة ،ولكنهم في هذه المرة حددوا نوع الآيات التي يريدونها (ولم يُعطوه فرصة للإختيار هههههه) فقالوا ((وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا (90) أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا تَفۡجِيرًا (91) أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا) (93الإسراء). أي لكى نؤمن لك لابد أن تفجر لنا بئرا مائيا لأنهم يعيشون في صحراء جرداء ،او تُصبح لك أرضا خضراء كبيرة وشاسعة ومترامية الأطراف مزروعة نخيل وعنب وووو وتُفجر انت بنفسك في هذه الأرض الشاسعة أنهارا ،ارض مساحة محافظة مثلا لأنهم لم يكتفوا بنهر وإنما قالوا أنهارا .أو تأتينا بالعذاب كما زعمت ، أو يكون لك قصرا مُزخرفا 7 نجوم ، او تطلع السماء وتقابل رب العالمين وترجع لنا بكتاب مكتوب ومختوم من رب العالمين لهم مباشرة . فقال القرءان الكريم له قل لهم يا محمد (سبحان ربى هل كُنت إلا بشرا رسولا) .. وهذه الأيات من سورة الإسراء تنفى (المعراج ) جُملة وتفصيلا.
-4-وفى خضم إعتراضهم على القرءان طلبوا آيات حسية مرة أُخرى فقالوا (بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ (5) مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ (6) وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ) (7 الأنبياء) .
فرفضوا القرءان الذى يتلوه عليهم ،وإتهموه بأنه مؤلفه ،وانه شاعر،ولابد أن يأتيهم بآية ملموسة .
5- لم يفهموا أن الآيات الحسية التي كانت مع الأنبياء السابقين إنما هي بأمر من الله جل جلاله وليست من عند الأنبياء أنفسهم فقال لهم القرءان (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَذُرِّيَّةٗۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ (38الرعد).
-6- أمره القرءان الكريم بأن يرد عليهم أيضا برد آخرعلى طلبهم في أن يكون معه آيات حسية فقال القرءان (وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةٗ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (37الأنعام).
(وَيَقُولُونَ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۖ فَقُلۡ إِنَّمَا ٱلۡغَيۡبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ) (20يونس).
-7- وفى تحذير شديد اللهجة للنبى عليه السلام من الوقوع في فخ إصرارأهل الكتاب على أن تكون له عليه السلام آيات حسية يقول القرءان الكريم (وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٖ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٖ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعٖ قِبۡلَةَ بَعۡضٖۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ إِنَّكَ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ) (145البقرة).
8- وفى قول نهائي بات يقول القرءان الكريم مُعلما النبى عليه السلام حول هذا الموضوع يقول المولى جل جلاله (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمٗا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةٖۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ (35الأنعام). أي لماذا تحزن لإعراضهم لأن رب العزة جل جلاله لم ينزل لك آيات حسية لهم ؟؟ فلو إستطعت انت أن تنزل إلى أعماق الأرض أو تصعدلأعلى مكان في طبقات السماء فتأتيهم بآية حسية فلتفعل.فهل نسيت الحرية الدينية والعقل والأمانة التي كفلها رب العالمين للبشرية جميعا وهم مسئولون عن حريتهم هذه يوم الدين؟؟؟؟ لو شاء الله جل جلاله لجعلهم كُلهم مُهتدين ، فتذكر هذا ولا تعد إلى حُزنك لإعراضهم هذا وإلا ستُصبح من الجاهلين .....
تذكروا أن هذا القول كان من المولى جل جلاله للنبى عليه السلام ،ولنتعلم منه أن المولى جل جلاله لا ينحاز لبشرسواء كان رسولا أو بشرا عاديا ،وإنما أمرنا جميعا بأوامر ونواهى فعلينا السمع والطاعة ،وأولنا هو رسول الله عليه السلام .( الموضوع صعب ولكن عليكم التفكير فيه وتقبله لكى تعلموا أن النبى محمد عليه السلام كان بشرا رسولا وأن القرءان كان مُعلما وهدى له وللمؤمنين معه ولمن يؤمنون بالله جل جلاله من بعده إلى يوم القيامة).
-9- كانت هناك آيات كونية رآها النبى عليه السلام ،وكانت خاصة به هو وحده ،ولا يستطيع أحد أن يتحدث فيها لأن تفاصيلها من الغيب الذى سكت عنه القرءان .فكانت اثناء رحلة الإسراء فقال القرءان العظيم عنها (سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِير)ُ (1 الإسراء).)
(مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ)(18النجم).
-10- من كُل ما سبق من آيات كريمات نفهم ونستخلص ونؤمن بأن المولى جل جلاله لم يُرسل مع النبى محمد بن عبدالله عليه السلام آيات حسية مادية كالآيات التي أرسلها رب العالمين مع انبياء سابقين كموسى وعيسى عليهم السلام جميعا. وإنما كانت آية رب العالمين له ولقومه وللعالمين هي رسالة القرءان الكريم.وكذلك نؤمن بأن كل ما قاله وكتبه التراثيون وأتباع لهو الحديث عن أنه كانت هناك آيات حسية للنبى عليه السلام هو محض كذب وإفتراء على الله ورسوله ،وأن الإسلام مما قالوه وكتبوه ومنهم براء ولهم عذاب عظيم على إفترائهم هذا يوم الدين.
اجمالي القراءات 1135

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق