الدعاء هل هوعبادة ،وهل يُستجاب في أماكن دون غيرها؟

عثمان محمد علي Ýí 2023-06-08




 

الدعاء هل هوعبادة ،وهل يُستجاب في أماكن دون غيرها؟
سؤال من صديق ،وتعقيب على فتوى لدارالإفتاء المصرية
=
ما المقصود من الآية التالية :(( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم خالدين ))
ما الرابط في الآية الكريمة بين ادعوني..و عبادتي ؟
فتوى دار الإفتاء المصرية تقول :::
جاء في تغريدة لدارالإفتاء المصرية بتويتر فتوى قالت فيها: "قبور الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة في الأراضي المقدسة مواضع مباركة يُستَجاب عندها الدعاء؛ فإن قبور أهل الجنة روضات من رياض الجنة؛ إذ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((الْقَبْرُ إِمَّا رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الْجنَّةِ، أَو حُفْرَةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ)).أخرجه الترمذي، وعن علي بن الحسين عن أبيه: أن السيدة فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تزور قبرَعمِّها حمزة رضي الله عنه كلَّ جمعة؛ فتصلي وتبكي عنده. أخرجه الحاكم والبيهقي.
==
التعقيب:
1--الدعاء فريضة وعبادة مثلها مثل الصلاة والصوم والحج .... فمن يتكبر ويستكبرعنه فله عذاب جهنم ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر 60.
((قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بداكم تعودون)) هنا الدعاء جزءا من الصلاة في السجود،او بعدها .
((رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء)) وهنا إرتبط الدُعاء بالصلاة أيضا وكأنه جزءا منها .
2- جاء الدُعاء مُقترنا بالإصلاح المُستمر والنهى عن الإفساد في الأرض(ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمت الله قريب من المحسنين) .اى بعداجتماع مجالس الشورى وإتخاذ قرارات فيها بالإصلاح ووجوب تطبيقها ، فلنتوكل على الله وندعوه سُبحانه بالتوفيق والرشاد وأن يقينا شرورالفاسدين والمفسدين من شياطين الجن والإنس .
3- الدُعاء بما أنه فريضة وعبادة فلابد أن يكون خالصا لله رب العالمين ،وهذا تطبيقا لأوامر الرحمن في القرءان التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون))
((امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون)).
((قل انما ادعو ربي ولا اشرك به احد )).
((هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين)).
4—هل هناك وساطة بين الإنسان وبين خالقه رب العزة جل جلاله في الدُعاء؟؟
لا ثم لا ثم مليون لا ..الدليل ما جاء في القرءان الكريم في قوله تعالى ((واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)).
(قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)
5- بأى إسم ندعو الله جل جلاله ؟؟
حدد لنا رب العزة جل جلاله صيغة الدُعاء ،بألا تكون إلا باسم من أسماء الله جل جلاله ولا تكون بشىء آخرولا تكون باسم يعتقد الناس إنه إسم من أسماءه سُبحانه وهو في حقيقته إسم من صُنع البشر ،وإلا وقعوا في الإلحاد في أسماء الله وبسببه فى عذاب جهنم يوم القيامة .وفى هذا قال المولى جل جلاله (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ).
((قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)).
فلا يجوز أن تدعو الله باسم ليس من أسمائه مثل (الصبور – المقصود – الموجود –الستار وهكذا فلابد أن يكون الدعاء باسم من أسماء الله التي وردت في القرءان الكريم وحده ،ووردت مُعرفة بأل مثل الحكيم – الرحمن – الرحيم –الغفور –الحميد ).
6—كيف ندعو الله ؟؟
((ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ))
((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ))
((واذا مس الانسان الضردعانا لجنبه او قاعدا او قائما )).
((ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين))
فالدُعاء يكون بصوت هادئ،وخُفية وطمعا وخوفا وسرا ،و على أي هيئة وشكل قائما او جالسا أو نائما ،وفى أي وقت بالليل والنهار،وفى السراء والضراء.
7- ما مصيرمن يدعون مع الله أولياء آخرين ؟؟
((وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ)).
((ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون )). فكما أمرنا القرءان بأن يكون الدُعاء خالصا لوجهه سبحانه وتعالى وبدون واسطة بيننا وبينه جل جلاله . فإن أي خلل في هذه الجزئية سيؤدى بصاحبه إلى أن يكون يوم القيامة في عداد الظالمين والغافلين ،وبالتالي فمكانه ومُستقره هو الدرك الأسفل من النار . فلا تقولوا (بجاه النبى – ولا –علشان خاطر حبيبك النبى – ولا – علشان خاطر آل بيت النبى – ولا ببركة سيدى المتولى أو سيدى الشيخ فلان أو علشان أطفالى الصغار ولاعلشان كذا وكذا أدعوك ياربى بكذا وكذا :: لا لا لا ) إدعوربك سبحانه وتعالى باسم من أسمائه الحُسنى ومباشرة ولا تجعل معه أو له شريكا أو وسيطا في دعاءك لكى لا تفقد الدعاء وتُفاجىء بإحباط عملك يوم القيامة .
8- متى وكيف يُستجاب الدُعاء ؟؟
طبيعة الإنسان أنه عجولا ،ويستعجل الإستجابة لدُعائه ،وأن تكون هذه الإستجابة طبقا لما أراده هو.ولكن هذه صفة سيئة ذمها رب العالمين حين قال ((ويدع الانسان بالشردعاءه بالخير وكان الانسان عجولا)).
هناك شروط لإستجابة الدُعاء يجب تطبيقها أولا،فقد وردت مُجملة في قوله تعالى لكل موضوع تشريعات الإيمان والعبادات والمُعاملات ((واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))..
ولكن متى وكيف يُستجاب الدُعاء ؟؟
فعلم هذا عند ربى سُبحانه وتعالى .وهل سيكون لنفس ما دعونا لأجله ،ام بخيرآخر،او بكشف ضُرلم نكن ننتظره، ام ستؤجل الإستجابة إلى يوم الحساب ؟؟؟
الله أعلم . المهم أداء فريضة الدُعاء في السراء والضراء وفى أي وقت وعلى أي هيئة نكون عليها وفى أي مكان .
===
الرد على قول دار الإفتاء بأن الدُعاء مُستجاب عند قبور الأنبياء وآل البيت والصحابة لأن قبورهم روضة من رياض الجنة :::
==
ففتوى دارالأإفتاء تفتقد إلى الدليل ومُخالفة للقرءان الكريم .فالدعاء يجوز في أي مكان على ظهرالأرض، وفى داخل المحيطات والأنهار وفى السماء وفى أي مكان يصل إليه الإنسان .ولا فرق في هذا بين (المسجد الحرام ) ومطبخ حضرتك. فالمولى جل جلاله قريب منك في كل مكان. وقريب منك في أي هيئة كُنت عليها وفى أي زمان ليلا أو نهار.هذا بالإضافة بأن قبورألأنبياء وآل البيت والصحابة مجرد مكان من التربة يُكرم فيها جسد المتوفى وتتحلل فيها سؤته ،وتظل فيها إلى يوم البعث، فلاهى روضة من رياض الجنة ولا هى حُفرة من حُفر النار،سواء كانت قبورا للأنبياء عليهم السلام أو (لمُرتضى منصور – أو لأبى هُريرة ههههههه) . وكذلك من أخبرهم أن (آل البيت أو الصحابة كانوا صالحين ،هل يعلمون الغيب،أم إتخذوا عند الله عهدا وفرضوا رؤيتهم عليه سُبحانه بأن آل البيت والصحابة صالحين فأعطاهم موافقته عليها ؟؟) . إنهم يقولون على الله مالا يعلمون . ويقفون ما ليس لهم به علما ،فما أصبرهم على النار بإفترائهم على الله ،وبجعل أنفُسهم شركاء لله فى مُلكه وحُكمه يوم الدين .
 
اجمالي القراءات 1172

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق