حاكموا الشيخ شلتوت-2-من3:
حاكموا الشيخ شلتوت --2-من3

عثمان محمد علي Ýí 2007-07-22


حاكموا الشيخ شلتوت –2
بسم الله الرحمن الرحيم
عرضنا فى المقاله الإولى جزءا مما يتعرض له القرآنيين من محن على ايدى السلطتين الدينيه والسياسيه.وتحدثنا عن الحريه الدينيه وإزدهارها فى عصر التنوير وحصارها وإنحسارها فى العقود ألأخيره حتى بات المدافعون عنها خلف قضبان و جنبات الزنازين ومعتقلات عصور الخزىوالإنكسار.وتحدثنا عن ألأزهر بين عصرين عصر النهضة والتنوير والتسامح الدينى عصر مدرسة الإحياء والتجديد على أيدى الشيخ محمد عبده وتلامذته المراغى وشلتوت وعصر طsh;نطاوى وأصدقاءه أصحاب مدرسة الجمود والإنهيار الفكرى ورضاعة الكبير والتبرك ببول المشايخ والسراويل الشرعيه .وتحدثنا عن المد الوهابى الإخوانى الدموى وكيف تغلغل فى نفوس مشايخ الجاز بفضل ريالتهم على ريالاته وكيف دمر التدين المصرى المتسامح كما دمر معه الشخصيه المصريه المتسامحه وحلت بدلا منها الشخصيه المتطرفة المتعصبه لدى مشايخ الكهنوت الدينى وأصحاب شعارات الإسلام السياسى مما جعلهم يستقوون بالسلطه السياسيه وأعوانها من البوليس المصرى . وتقمصهم دور الإله الواحد الأحد فى محاسبة الناس وأولهم القرآنين على عقائدهم وعبادتهم طبقا لمقايس ومعايير التدين السلفى الدموى الوهابى الإخوانى.. ومحاكمتهم بتهم (إزدراء الأديان وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضروره) أمام محاكم أمن الدوله العليا طوارىء.وكيف تغلغل هذا الفكر الدموى المتطرف بين رجالات البوليس المصرى وتحولوا به من عناصر حماية و أمن للمسالمين إلى عناصر تهديد وترويع وإضطهاد للآمنين .
ولهذا كانت لنا عودة لنرى رأى اساتذة التنوير والإصلاح الدينى وعلى رأسهم الشيخ –محمد عبده وتلميذه الشيخ شلتوت –فى السلطه الدينيه . وموقفهم من القرآن الكريم والسنه النبويه ( الاحاديث ) وسنترك للقارىء الحصيف الواعى ليرى بنفسه هل القرآنيون خرجوا عن صحيح الدين .ليحاكموهم على إجتهاداتهم وبحثهم فى تنقية التراث وإصلاح المسلمين من داخل الإسلام معتمدين على مرجعيته الوحيده ( القرآن الكريم ) .فإن كانوا مذنبين فليحاكموا معهم اساتذة التنوير – محمد عبده –و- شلتوت –إن كانوا يستطيعون.
--يقول الإمام الشيخ محمد عبده عن السلطه الدينيه __
((ليس في الإسلام سلطة دينية، سوى سلطة الموعظة الحسنة، والدعوة إلى الخير والتنفير من الشر، وهي سلطة خولها اللّه لأدنى المسلمين يقرع بها أنف أعلاهم، كما خولها لأعلاهم يتناول بها من أدناهم..
أصل من أصول الإسلام - وما أجله من أصل - قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها، هدم الإسلام بناء تلك السلطة ومحا أثرها، حتى لم يبق لها عند الجمهور من أهله اسم ولا رسم. ولم يدع الإسلام لأحد - بعد اللّه سلطانا على عقيدة أحد ولا سيطرة على إيمانه، فليس في الإسلام ما يسمى عند قوم بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه. ولا يسوغ لواحد أن يدعى حق السيطرة على إيمان أحد، أو عبادته لربه، أو ينازعه في طريقة نظره. إن الإيمان بالله يرفع الخضوع والاستعباد للذين استذلوا البشر بالسلطة الدينية، وهي دعوى القداسة والوساطة عند اللّه، ودعوى التشريع والقول على اللّه دون إذن اللّه، أو السلطة الدنيوية وهي سلطة الملك والاستبداد، فالمؤمن لا يرضى لنفسه أن يكون عبدا لبشر مثله للقب ديني أو دنيوي، وقد أعزه اللّه بالإيمان، وإنما أئمة الدين مبلغون لما شرعه اللّه، وأئمة الدنيا منفذون لأحكام اللّه، وإنما الخضوع الديني للّه ولشرعه لا لشخوصهم وألقابهم..))..

فهل القرآنيون خرجوا على ذلك المفهوم للسلطه الدينيه حتى يلقى بهم فى غياهب السجون؟؟؟

-----------------------------------------

ثم نأتى لرأى الشيخ شلتوت بتفصيل السلطه الدينيه فيقول::

 السلطة الدينية مرفوضة إسلاميا، في التفسير والفهم للنص الديني.. وفي سلطات الخليفة والإمام.. وفي أحكام القاضي.. وفي فتاوى المفتين..::

 إذا فالشيخ شلتوت ايضا يرفض السلطه الدينيه الكهنوتيه بشكل أكبر وأشمل حيث يرفضها فى الإمامه والخلافه والقضاء والتفسير والفهم الدينى وفتاوى المفتين .وهذا ما قال به القرآنيين محذرين الناس من أصحاب الكهنوت الدينىوالإسلام السياسى. ويطالبون بالفصل بين الدين والدوله .وأن تكون الدوله دولة مدنية مئة فى المئه وان يختار الخليفة او السلطان والرؤساء والوزراء وأعضاء البرلمان حسب قدراتهم وكفاءاتهم وليس حسب رفعهم شعارات دينيه قادرة على خداع البسطاء من الناس ..فهل يصبح جزاءهم التنكيل والتعذيب وترويع نسائهم وأطفالهم وأمهاتهم ؟؟؟
ونبقى مع إصلاحات وأراء الشيخ شلتوت عندما تبوأ موقعه بين «هيئة كبار العلماء» 1941م، تقدم إلى الهيئة باقتراح جامع «لجدول أعمال» الاجتهاد الإسلامي المعاصر باقتراح: طالب فيه
ببحث المعاملات المستجدة، لاستنباط الأحكام الفقهية الجديدة لهذه المعاملات التي لم تعرفها عصور واجتهادات القدماء.

- ووضع كتاب عن الإسرائيليات في التفاسير المتداولة للقرآن الكريم، لتنقية هذه التفاسير من تلك الإسرائيليات التي تغرق العقل المسلم في الضلالات..
- وتنقية الكتب الدينية في البدع والخرافات..

وعن قوله عن مكانة العقل فى الإسلام
((من مقتضيات أن الإسلام دين العقل، ودين العلم، أنه حذر من اتباع الظن، وجعل البرهان والحجة أساس الإيمان (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون)
فالجمود عند الموروث، والاكتفاء به مصادم لما تقضي به طبيعة الكون وطبيعة كل حي من النمو والتوليد.. والتناسل الفكري كالتناسل النباتي والحيواني والإنساني، كلاهما شأن لابد منه في الحياة، ولو وقف التناسل الفكري لارتطم الإنسان في حياته بكثرة ما تلد الطبيعيات التي هو منها، وعندئذ يعجز عن تدبير الحياة النامية.. فيتحقق فشله في القيام بمهمة الخلافة الأرضية التي اختير لها ووكلت إليه منذ القدم»..«
وكذلك.. فالجمود على آراء المتقدمين، لمجرد أنهم متقدمون، فيه سلب لمزية الإنسان في التمييز بين الحق والباطل، والملائم وغير الملائم.. فيقاد بالزمام، وزمامه صور الآباء والأجداد، فهي دائما تجذبه القهقرى، ولا تجد من نفسه عونا على التقدم، فيقع في ضيق من الحياة المتجددة حوله (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا) (38).. ويظل كذلك حتى تنزل به غاشية من صولة الطبيعة النامية، فتذهب به إلى حيث ذهب الغافلون..
فالجمود جناية على الفطرة البشرية، وسلب لمزية العقل التي امتاز بها الإنسان، وإهدار لحجة اللّه على عباده، وتمسك بما لا وزن له عند اللّه.

ولهذا، دعا الشيخ شلتوت إلى ما أسماه «التجديد الانقلابي» - أي الجذري والعميق - في العقلية الأزهرية خاصة، والعقلية الإسلامية عامة، وذلك حتى تكون عصور الازدهار الحضاري هي المرجعية الفكرية لهذه العقلية - وليس عصور التراجع الحضاري - وحتى تتزامل هذه الفكرة التجديدية مع فقه الواقع المعيش في التأسيس لفكر إسلامي أصيل وجديد في ذات الوقت. انقلاب يصل بالعقلية الأزهرية إلى الفكر الأصيل يوم كان خالصا في موقفه من القرآن، وفي تعبيره عن تعاليم القرآن، وهو في الوقت نفسه يربط العقلية الأزهرية، أو الفكرة الإسلامية السليمة بالحياة الواقعية، التي يعيش فيه العالم اليوم…

 فهل كفر القرآنيون ومن قبلهم الشيخين محمد عبده وشلتوت عندما طالبوا بإصلاح العقليه المسلمه وتخليصها من سطوة بدعة وخرافه أساطير ألأولين؟؟

 ولنذهب مرة أخرى مع الشيخ شلتوت وكلامه عن مرجعية القرآن الكريمه الوحيده فى إثبات عقية المسلمين

 ..فيقول الشيخ ..
((القرآن الكريم هوالمعجزالإسلامى عقلانيا لأن المعجزة هي الخارقة «للعادة» وليست الخارقة «للعقل».. «والقرآن - وهو المعجز الخارق - دعا الناس إلى النظر فيه بعقولهم.. فهو معجزة عرضت على العقل، وعرفته القاضي فيها، وأطلقت له حق النظر في أنحائها، ونشر ما انطوى في أثنائها..وتحدث عن القرآن الكريم «الذي ارتفع بالعقل، وسجل أن إهماله في الدنيا سيكون سببا في عذاب الآخرة، فقال حكاية لما يجري على ألسنة الذين ضلوا ولم يستعملوا عقولهم في معرفة الحق والعمل به: (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)
إن الطريق الوحيد لثبوت العقائد هو القرآن الكريم، وذلك فيما كان من آياته قطعي الدلالة (يحتمل معنيين فأكثر).. وأما ما كان غير قطعي في دلالته، محتملا لمعنيين فأكثر، فهذا لا يصح أن يتخذ دليلا على عقيدة وكل القرآن قطعي الثبوت.. ومعه في هذه القطعية الحديث النبوي المتواتر، وإن كان نادرا أما أحاديث الأحاد وهى ظنية الثبوت ومن ثم ظنية الدلالهفلا تثبت بها العقائد..))

هل القرآنيون قالواغير هذا ؟؟؟

 وعن رأى الشيخ شلتوت عن معجزة القرآن ونفيه للمعجزات الحسيه الماديه للنبى محمد عليه الصلاة والسلام .
يقول (( وكثيرا ما تحدث عن الإسلام باعتباره «دين الفكر، ودين العقل، ودين العلم».. وعن رسول الإسلام(صلى الله عليه وآله) الذي لم يقدم حجة على رسالته إلا ما كان طريقها العقل والنظر والتفكير، والذي لم يشأ له ربه أن يحقق للقوم ما كانوا يطلبون من خوارق حسية تخضع لها أعناقهم: (وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه، قل إنما الآيات عند اللّه وإنما أنا نذير مبين. أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يُتلى عليهم. إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون)))

 يا سبحان الله هل قلنا غير ذلك ؟؟؟
وهل بعد هذا هل ما زلنا نعتبر بدعة فى الفكر الإسلامى ام نحن إمتداد لرواد النهضة والتنوير فى الفكر الإسلامى منذ ابوحنيفة النعمان حتى محمد عبده وشلتوت والمراغى وأحمد أمين ؟؟
هل أصحاب الدعوات التنويريه السلميه الذين يحترمون العقل ويعلون من قدره احق بالأمن أم اصحاب الدعوات التكفيريه الدمويه ؟؟وهل تقابل الدعوات الفكريه التنويريه السلميه بالعصا الآمنيه وسلاسل وقيود السجون ؟؟؟

 (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد.. )

 وإلى لقاء قادم بعون الله وإذنه مع رأى الشيخ شلتوت حول شخصية النبى محمد بن عبدالله عليه السلام وما نسب إليه من روايات .
ولكم خالص التقدير والإحترام..

--------------------------------

----------- من توجيهات الإسلام –طبعة دار الشروق
الإسلام عقيده وشريعه –القاهره-1980

الأعمال الكانله للشيخ محمد عبده.

اجمالي القراءات 15823

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   ناعسة محمود     في   الجمعة ٠٣ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9785]

مقال جيد

الدكتور عثمان
مقال جيد وتعلمنا منه الكثير ،وهذا هو الفكر القرآنى والذى يحاكم عليه الأخوة المعتقلين ، والعجيب أن القرآنيين لم يفرضوا رأيهم على أحد ولكن يطرحوا فكرهم ويعرضوه للمناقشة ، فهل هذه جريمة يستحقون عليها الأعتقال والحبس والتعذيب ، أعتقد أن الفكر يرد عليه بالفكر والحوار والمناقشة حتى نصل لما فيه خير للإسلام والمسلمين .
فنشكرك على هذه السلسلة من المقالات وننتظر الباقى منها حتى نستفيد أكثر وأكثر ونتعرف على جذور الفكر القرآنى .

2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٠٤ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9816]

الشكر لك اخى الفاضل - أحمد إبراهيم

اولا أوضح لحضرتك انى اقرأ لكم كل مقالاتكم وتعقيباتكم بصفه دائمه وأتعلم منها دائما وننتظرها على طول .
اما عدم كتابتى بعض تعليقات عليها .لأنها تتسم معظمها بتناول القضايا اللغويه أو قواعد اللغه العربيه .وهذا المجال لا أستطيع ان اكتب فيه إلا قليلا.فلذلك اتعلم منها أكثر مما أعقب عليها .ونحن فى حاجه لمزيد من مثل هذه المقالات التى تسلط الضوء هذا الجانب فى القرآن الكريم .
ولكم خالص التقدير والإحترام.

3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٠٤ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9817]

الآستاذه الفاضله ناعسه.

اختى الكريمه الآستاذه ناعسه .اشكرك على مرورك على المقاله رغم ظروفك الصعبه .وندعوا الله ان يفرج كربتنا جميعا قريبا إن شاء الله ويعود أخى عبداللطيف ورفاقه الكرام سالمين غانمين منتصرين فى أقرب وقت.

4   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   السبت ٠٤ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9822]


أخي الكريم الدكتور عثمان مقالاتك لها طابع خاص تبدو من أول وهلة أنها حادة ولكن بالقراءة والتمعن يظهر ما بها من معاني ، وما تقصده دائماً هو التعرف على الحسن والردئ بطريقة عقلانية ومحاولة نبذ هذه الموروثات التي جعلتنا في مؤخرة العالم دائماً،
أخي الكريم مقالتك هذه عن الشيخ شلتوت والشيخ محمد عبده ومحاولاتهم المضنية الإصلاح والصعوبات التي واجهها كل منهم في طريقه ، ولكن التاريخ لم ينس لهما هذا الجهد الإصلاحي الذي قاموا به ، وإن شاء الله لن يضيع جهد أهل القرآن ومحاولاتهم الإصلاحية ، ونسأل معك هذا السؤال
هل كفر القرآنيون ومن قبلهم الشيخين محمد عبده وشلتوت عندما طالبوا بإصلاح العقليه المسلمه وتخليصها من سطوة بدعة وخرافه أساطير ألأولين؟؟
ننتظر الإجابة على هذا السؤال .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق