رضا عامر Ýí 2017-08-14
قرأت مقال الأستاذ رضا البطاوى بعنوان طب الفقراء وقرأت تعليق الدكتور عثمان وبهذه المناسبة يسرنى أن أسوق اليكم واحدة من النوادر المعدودة التى كان والدى عليه رحمة الله يملكها والتى كان يرويها لنا كلما جلسنا فى جلسة أسرية .. كان يحكيها بنفس الحماس كأنها أول مرة يفاجئ بها مسامعنا وفى آخرها ينطلق فى ضحكة صادقة بريئة حتي يكاد أن يستلقى على قفاه من الضحك كما يقولون . وكنا بالطبع نشارك فى هذه الحالة السعيدة رغم أننا استمعنا اليها غير مرة ربما فرحة من أجل سعادته .. ربما مجاملة أو قل خوفا ..
الحدوته تجرى أحداثها فى احدى قرى الريف المصرى حيث يمثل شيخ الجامع المرجعية الرئيسية ليس فقط فى الأمور الدينية ولكن فى المسائل الاجتماعية ومن بين مهامه الرئيسية هى علاج المرضى عن طريق الاستشارات الشفوية .. وكيف لا .. أليس هو رجل الدين بتاع ربنا .. وأليس المرض والشفاء من عند الله ؟؟
وشيخ حدوتة الوالد كان يستمع الى شكوى المريض ثم لا يلبث أن يسدى النصيحة والعلاج واحد فى جميع الحالات وهو (خد شربه) وللتوضيح أقول شربة الملح وتسمى الملح الانجليزى كانت عبارة عن أكياس تباع لدى محلات البقالة تحتوى على ملح سلفات الماغنسيوم والصوديوم وهى مواد مهيجة للأمعاء فتحدث اسهالا شديدا وكانت تستخدم قديما فى طرد ديدان الأسكارس قبل العلاجات الحديثة. سيدنا الشيخ كان يصف هذه الشربة العجيبة لأى شكوى أو مرض .. عندى امساك .. عندى صداع .. ألم الظهر والركب .. وجع بطن ونهجان .. الوصفة دائما واحدة .. خد شربه .. والغريب أن معظم الحالات كانت تستفيد من هذا العلاج .. ما يسميه الطب Placebo effect
وفى يوم من ذات الأيام كان الجو حارا وكان الشيخ مجهدا بعد أن صلى بالناس صلاة العصر ويكاد أن يغلبه النعاس تقدم منه أحد المصلين وقال له يا مولانا الحمار بتاعى ضاع .. فما كان من الشيخ الا ان قال له مباشرة وبدون تفكير خد شربه ..فتعجب الرجل وأبدى استغرابه الا أن الشيخ لم يغير كلامه وكرر العبارة بقولك خد شربه .. وبدون تردد نفذ الفلاح النصيحة وتعاطى الشربة ثم استأنف التجوال فى طرقات القرية باحثا عن الحمار المفقود .. بدأت أمعاؤه فى الحركة وتولدت لديه رغبة ملحة فى قضاء الحاجة فلجأ الى احدى الخرابات لانجاز المهمة فاذا به يجد الحمار التائه وعاد به الى المنزل سعيدا راضيا. وفى اليوم التالى وبعد صلاة العصر سأله الشيخ هل وجدت الحمار يا فلان فأجابه بكل حماس .. بركاتك يا مولانا .. والله من أول مجلس
تحياتى يا دكتور عثمان وشكرا على التعليق وأقول ان السيد كاتب الصحة وصف لك علاجا ممتازا فالسيدر وهو مشروب الصودا مع عصير التفاح الفوار مع والسكر يحتوى على الماء وقليل من املاح الصوديوم والبوتاسيوم بالضافة الى السكر وهى عناصر مهمة للجسم الذى يعانى من الحمى أما العنب فهو غذاء سكرى سهل الهضم مما يساعد على عدم هدم البروتينات (العضلات) والدهون فى حالة ارتفاع الحرارة الذى عادة ما يكون مصحوبا بفقدان الشهية. ونحن نشكر كاتب الصحة المحترم على نصيحته واهتمامه بصحتك الغالية. وجدير بالذكر انه بجوار السيدر كان هناك سباتس وهو مشروب الصودا مع عصير الليمون والسكر وكان لذيذ جدا والمصنع كان موجودا فى شارع الهرم وسميت محطة الأتوبيس باسمه فيقال نازل محطة سباتس. أما المشروبات الأخرى التى كانت تنتجها الشركة الوطنية (قطاع عام) زى أورانجو وليمونجو فكانت ردىئة للغاية
تحياتى
دعوة للتبرع
مقالاتك طويلة: أتمنى لو تكون مقالا تك أقصر ، فهى طويلة...
رسالة للرئيس ترامب : سلام علی ;کم یا دکتر صبح 40; منصور . ...
دور الملائكة: السلا م عليكم كثيرا مااجد في ايات الله تعالى...
القيلولة : كتبت في بحثك القرآ ني عن العور ة (وقت...
لفظ و نطق. : ما الفرق بی القول و لفظ و نطق ؟ ...
more
بارك الله فيك دكتور رضا ..
مقالك الجميل ذكرنى بحادثة حدثت لى شخصيا ... كان عندى 4 أو 5 سنوات تقريبا فى اواخر الستينات ومرضت بالحُمى وارتفعت درجة حرارتى بشكل مُخيف بالليل .ولم يكن هناك فى قريتنا ولا فى القرى المجاورة أى دكتور سوى دكتورة الوحدة الصحية التى تأتى صباحا .فحملنى أبى ( يرحمه رب العالمين برحمته الواسعة ) على أكتافه وذهب بى إلى منزل(( الأستاذ ....... افندى )) كاتب الصحة (حتى لم يكن ممرضا ) وكان غالبا هو دكتور القرية . فحكى له ابى ، ووضع الرجل يده على جبهتى ..وقال (( أسقه قزازة سيدر) وهات له كيلوا عنب يأكله على يومين ، واربط منديل مبلل بماء ساقع من بتاع القلل على رأسه .فأنا اول ما سمعت (أسقه سيدر ) جاءتنى فرحة كبيرة وخفيت لوحدى. وال (سيدر ) كان عبارة عن زجاجة صودا مع ليمون تقريبا مثل الكوكاكولا حاليا . وكُنا لا نشربها إلا فى شم النسيم كطقس من طقوس الإحتفال به هههههه. وقد كان وشُفيت بالفعل بعدها بيومين نتيجة لفرحتى بال (( سيدر )) فى غير موعده .
وكم مى المآسى حدثت نتيجة ((خد شربة ،او اسقه سيدر ، أو اسقه عسلا ))