Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2015-12-01
يس والقرءان الحكيم. لماذا أقسم الله تعالى بالقرءان الحكيم؟
عزمت بسم الله،
إن أهل لهو الحديث يُضِلون الناس بالروايات التي ينسبونها إلى من لا ينطق عن الهوى، محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، لكن الله تعالى بين للمؤمنين المصدقين القرءان العظيم أن الرسول لم يتقول على الله تعالى ولم يحرم إلا ما حرم الله سبحانه بنص الكتاب، ولم يحل إلا ما أحل الله تعالى بنص الكتاب كذلك، والدليل قوله تعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38)وَمَا لَا تُبْصِرُونَ(39)إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40)وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ(41)وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(42)تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(43)وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47)وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(48)وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ(49)وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ(51)فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52).الحاقة.
إن هذه الآيات الكريمة تلخص أهمية نزول القرءان، وتبين مهام الرسول والتي لا يمكن له أن يتعداها أبدا، لأن الله تعالى توعده بأخذه باليمين وقطع الوتين، ( أي أنه سيميته بطريقة لم يسبق لها مثيل.
إن الله تعالى بدأ سورة يسن بقوله : يس(1)وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ(2). أقسم الله تعالى بالقرءان الحكيم، وجاء جواب القسم مطمئنا رسوله (إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ(3)). والشاهد هنا هو أن الله تعالى أقسم بالقرءان الحكيم، أي أن ما بين دفتي الكتاب حكمة. وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(231).البقرة. يعظكم بالكتاب الذي يحمل الحكمة في طياته فأنزله على رسوله وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما.وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا(113).النساء.
كما علم الله تعالى عيسى عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، الكتاب والحكمة. إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ...(110). المائدة.
فما هي الحكمة؟
إن الحكمة حسب كتاب الله تعالى هي مجموعة من الصفات والأخلاق التي يجب على المؤمن أن يتَّصف بها، ومنها الدعوة إلى سبيل الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي عي أحسن، لأن الله تعالى أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين. قال رسول الله عن الروح عن ربه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125).النحل.
وليست الحكمة كما يدعي أهل لهو الحديث أنها الروايات المنسوبة إلى الرسول عن طريق العنعنات، والمصنوعة في مصانع الأمويين والعباسيين، بعد وفاة النبي واكتمال نزول القرءان والحكمة.
ومن أهم ما نزل من الحكمة على الرسول ليبلغها للناس فقد جاءت في صيغة مواعظ وإرشادات، يكون الرسول هو أول الممتثلين لأمر الله تعالى، والذين آمنوا به وعزروه ونصروه. فبدأ الله تعالى بالنهي على أن تجعل مع الله تعالى معبودا آخر. لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا(22). وأكد ذلك بقوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23). فجعل الله تعالى بر الوالدين فريضة مباشرة بعد توحيده سبحانه. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24)رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا(25). ـ لأن الوالدين هما سبب وجودك أيها العبد وأنت سوف توجد أبناء وحفدة بعد ذلك ـ.
ومن الأوامر إيتاء ذي القربى والمسكين وابن السبيل حقهم دون تبذير. وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا(26)إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا(27). وإما تعرض عنهم فقل لهم قولا ميسورا. وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا(28)وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا(29).إن الله هو الرزاق وهو يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لأنه خبير بعباده. إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا(30). وحرم الله تعالى قتل الأولاد خشية الفقر لأنه هو الرزاق الحكيم. وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا(31). وحرم القرب من الزنا لأنه مفسدة للنسل وساء سبيلا. وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا(32). وحرم الله تعالى قتل النفس إلا بالحق ـ أي النفس التي تستحق القتل شرعا وهي التي قتلت نفسا بغير حق. وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا(33). وحرم القرب من مال اليتيم بغية أكله وهذا ما يقع فيه الكثير من الناس مع كل أسف. وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(34). وأمر الله تعالى التجار بالوفاء في الكيل والميزان. وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(35). ونهى الله من يقفوا ما ليس له به علم، لكن أهل لهو الحديث لم يتورعوا ولم يعملوا بهذا النهي، فهم ينقلون الكذب من أفواه المشركين والمنافقين وينسبوه إلى قول الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، الذي لا ينطق عن الهوى. وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا(36). ومن النواهي التي تسبب الخروج من رحمة الله تعالى هي الكبر، والكبر هو الذي أخرج إبليس من الجنة حيث قال: أنا خير منه ..
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا(37)كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا(38). ويختم المولى تعالى أوامره ونواهيه مبينا لرسوله أن كل ما سبق هو مما أوحى إليك ربك من الحكمة، وذكَّر الله رسوله بأهم موعظة وهي ألَّا يجعل مع الله إله آخر.
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا(39). الإسراء.
لقد كان هذا خطابا لرسول الله محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، الذي غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فانظر أيها الإنسان إلى نفسك واعمل بما أمر الله تعالى واجتنب ما نهى عنه وأطلب منه سبحانه المغفرة والرضا لتفوز مع الفائزين يوم الدين.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ(50)الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ(51)وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(52).الأعراف.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
جزيل الشكر لك الأستاذة الكريمة عائشة حسين، على المداخلة والسؤال.
أولا كلمة رسول فقد جاء في الصحاح في اللغة ما يلي: أَرْسَلْتُ فلاناً في رِسالةٍ، فهو مُرْسَلٌ ورَسولٌ، والجمع رُسْلٌ ورُسُلٌ.
والمُرْسَلاتُ: الرياحُ، ويقال الملائكةُ.
والرَسولُ أيضاً: الرِسالَةُ. وهذا ما يوضح قول الله تعالى في اتباع الرسول وطاعته، فلما كان الرسول محمد حيا، كان الأمر موجها إلى الصحابة في اتباع محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، في أوامره وما جاء به من عند ربه، ولما توفاه الله أصبح الاتباع للرسالة التي جاء بها محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام. وهو القرءان العظيم.
إذن الرسول كما تفضلت: سٌمي رسولا إلا لأنه كان يحمل رسالة واجبة التبليغ.
أما عن سؤالك عن عالم الغيب الذي لا يظهر الغيب إلا لمن ارتضى من رسول، فأقول والله أعلم، لقد جعل الله تعالى الغيب من خصوصياته، فلا يظهرها إلا لمن ارتضى من رسول، كالملائكة والرسل الذين أرسلهم للناس، ليبلغوا عن ربهم ما يشاء تبليغه، لأنه سبحانه يقول: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ(51). الشورى.
معذرة على التعليق العاجل، لظروف خاصة. وشكرا مرة أخرى على إثراء الموضوع المتواضع.
شكرا لك اخى الحبيب استاذ إبراهيم دادى - على طرح موضوع القسم بالقرآن فى القرآن ،والإسهاب فى بعض ما جاء من آيات كريمات تُثبت أن القرآن والحكمة هما شىء واحد وهو (آيات القرآن الكريم ) ،وأن الحكمة هى صفة لآيات القرآن الحكيم ..
وشكرا للأستاذه عائشه حسين على تعقيبها .ولتسمجوا لى بمداخلة بسيطة فى فهم قوله تعالى (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) يس -6--من وجهة نظرى وما أميل إليه .ان (ما ) هُنا تعنى معنى الإسم الموصول (الذى ) .ويكون المعنى بذلك هو .لتُنذر قوما الذى أُنذر به أباءهم من تعليمات وأوامر ونواهى وصلتهم من رسالات سابقة فضيعوها وأصبحوا عنها غافلين .وقناعتى هذه مبنية على قوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ).فاطر 24--- فكل أمة وكل عصر وصلها الإنذار الإلهى .وليس بالضرورة أن يكون النذير نبيا أو رسولابشخصه ،ولكن من الممكن أن تكون رسالته والتعاليم التى جاءت بها هى النذير .(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) الفرقان -1-...
ومن ناحية أخرى - أن النبى مُحمد عليه الصلاة والسلام بُعث فى مكة التى كان أهلها يُصلون ،ويحجون ،ويتزوجون على ملة إبراهيم ، صحيح أنهم كانوا مُشركين بالله ،ولكن كانت التعاليم موجودة وهم الذين ضيعوها وشوهوها فنزل القرآن يُصحح بعضها وابقى على الصحيح من الموجود منها كما هو ..
وبعدما هاجر النبى عليه السلام ومن معه إلى (يثرب -المدينة ) وجد فيها يهود ونصارى على شريعة موسى وعيسى ،وأن نسخا من التوراة والإنجيل اللتان بين ايديهم كانتا صحيحتين سليمتين ،ولم تصلهما يد العبث والتغيير والتحريف بعد ، وعندما ذهبوا للإحتكام للرسول فى إحدى القضايا قال لهم القرآن الكريم .( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) المائئدة 43- وقال جل جلاله ايضا لهم (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة 47--.
إذن من وجهة نظرى أن موضوع (اهل الفترة ) هذا غير دقيق _ وأن الجزيرة العربية جاءتهم النذارة من خلال ما كان لديهم من تعاليم ملة إبراهيم ،والتوراة والإنجيل الصحيحة مع اليهود والنصارى.
وبناءا عليه فإن (ما)فى قوله تعالى ((لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) يس -6- هى ليست نافية عنهم الرسالات السابقة وإنما هى بمعنى (الذى ) اى تُنذرهم بما أُنذر به أباءهم الأولين من ملة إبراهيم، و ما جاء بعدها فى التوراة والإنجيل ووصلهم عن طريق يهود ونصارى الجزيرة العربية آنذاك .
هذا والله أعلم .
تحياتى .
أخي الحبيب الدكتور عثمان تحية من عند الله عليكم، وشكرا لكم على إثراء الموضوع بما جادت به قريحتكم، وأتفق معكم في جل ما قلتم، بما أن الله تعالى ليس بظلام للعبيد فإنه سبحانه لا يعذب قوما حتى يبعث فيهم رسولا. مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا(15). الإسراء.
أما عن قولكم عن الآية الكريمة: (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) يس -6-. فقلتم: ويكون المعنى بذلك هو .لتُنذر قوما الذى أُنذر به أباءهم من تعليمات وأوامر ونواهى وصلتهم من رسالات سابقة فضيعوها وأصبحوا عنها غافلين.
من وجهة نظري فإن الآية. (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ). تبين بوضوح أن ما أنذر آباءهم وما جاء به جميع الرسل والأنبياء هو توحيد الله تعالى. وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(36).النحل. فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ(32). المؤمنون. وكل الأنبياء والرسل جاؤوا لنفس الغرض أولا، أنظر الأعراف: 59.65.73.85. وغيرها من الآيات.
وأما الشرائع فتختلف من أمة إلى أخرى. قال رسول الله عن الروح عن ربه:وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48).المائدة.
لذا أرجح أن ما أنذر آباءهم هو توحيد الله تعالى ثم إبلاغهم بالشعائر التي فرض الله تعالى لكل أمة. والله أعلم. وشكرا جزيلا مرة أخرى على تعليقكم المفيد، وعذرا على الإطالة في الرد.
مع أخلص وأزكى التحيات.
شكرا لك اخى الحبيب استاذ إبراهيم . ونعم أتفق معكم تماما فى أن صُلب الرسالات السماوية هى (لا إله إلا الله ،والإيمان باليوم الآخر)...ولكل أمة شرعة ومنهاجا .....ولكنى قصدت فى تعقيبى السابق التدليل على وجود رسالات (او على الأقل تعاليم رسالات ) للجزيرة العربية فى الفترة ما بين رسالة ابونا إبراهيم ،ورسالة محمد عليهما الصلاة والسلام ... وليست (اهل فترة ) بدون تعاليم رسالات ربانية كما يقول التراثيون...
خالص تحياتى
شكرا لكم أخي الحبيب الدكتور عثمان،
حسب القرءان العظيم لم يأتهم نذير من قبل، فكان محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام،آخر الأنبياء الذي جاء من قريش. لكم أن تتدبروا هذه الآيات.
وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ(44).سباء.
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ(3).السجدة.
وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(46)وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(47)فَلَمَّا جَاءَهُمْ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ(48).القصص.
أكرمكم الله بكل خير على جهودكم وجهادكم في سبيل الله تعالى. محترمكم إبراهيم دادي.
حوار ممتع اخى الحبيب فى التدبر حول مائدة القرآن الكريم .
(النذير ) أخى الحبيب فى كل ما أوردتموه من آيات كريمات تعنى (الرسول ) وهذا لا خلاف عليه فى أن الجزيرة العربية لم يُبعث فيها رسول من الفترة ما بين إبراهيم ،وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام إلى محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام .... ولكن جاءها النذير (اى تعاليم الرسالات السماوية ) من ملة إبراهيم التى كانت لهم ايضا . والتوراة والإنجيل مع الذين هاجروا إليها وإستوطنوها من اليهود والنصارى . والذين تحدثت عنهم وعن وجود التوراة والإنجيل صحيحين فى زمن الرسول عليه السلام ووجودهم معه فى المدينة فى تعقيبى السابق (كى لا اُكرره ) ...... فتعم لم يُبعث فيهم رسول ولكن جاءهم النذير اى تعاليم الرسالات ،,هذا ما قلته فى تعقيبى الأول ....
خالص تحياتى وتقديرى .
أ
السلام عليكم ، أولا اشكركما على هذا الحوار الممتع ، وفعلا الاحتلاف بهذه الطريقة فقط رحمة ... لأنه رياضة عقلية ولأنه بحث للموضوع من حميع جوانبه بحق استفدنا من هذه المناقشات ولكن تسمحوا ان اشارك مشاركة بسيطة في الحوار .. الآية موضوع الحوار :(لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ )
أرى أن (ما ) في ( مَّا أُنذِرَ) نافية إذ لا يصح التقدير أن أقول : لتنذر قوما الذي أُنذر آباؤهم ) اراها للنفي ، تنفي الإنذارعن الآباء ، ولذلك هم (غافلون )
دمتم بكل الخير
يا اهلا يا أستاذه عائشة ، وأحترم رأى حضرتك ،وموقفك من سيبويه بحكم التخصص .ولكن ولكى لا أُكرر قناعاتى وما قلته فى التعقيبات السابقة بأنهم وصلهم الإنذار بالرسالات دون إرسال رسول . ولأن حضرتك ذكرتى الآتى
(أرى أن الميم (ما ) في ( مَّا أُنذِرَ) نافية إذ لا يصح التقدير أن أقول : لتنذر قوما الذي أُنذر آباؤهم ) اراها للنفي ، تنفي الإنذارعن الآباء ، ولذلك هم (((((غافلون)))
فسأرد فقط على إستشهاد حضرتك على عدم وصول تعاليم رسالات سماوية إليهم فلذلك وصفهم القرآن بأنهم (غافلون ) )))... أقول.
عندما تتبعت مُصطلح غافلون فى القرآن الكريم وجدته يتحدث عمن وصلتهم الرسالات السماوية سواء عن طريق رسول من الله إليهم مُباشرة ،او عن طريق وصول الرسالة نفسها دون شخص الرسول وغفلوا عنها وضيعوها وهجروها .
وها هى بعض من الآيات عن الغافلين للتذكرة والتدبر والعبرة والعظة .
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف 179
(إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ) يونس 7-
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس 92
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) النحل -108
(يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم -7
.....
والغافل هو من يعلم بالشىء ولكنه لا يُعيره إهتماما ،ولا يخشى عواقبه ،وليس من لا يعلم عنه شيئا ...
هذه هى قناعتى . وبارك الله فيكم . وتحياتى لكم ،ولسيبويه .
ميعاد الساعة فى القرءان رقميا (3 )
الرجال والنساء والحوافز فى القرآن
دعوة للتبرع
من الأشد ضلالا ؟: ما هو تفسير ك لضاهر ة سماح بعض الدول...
معنى العقيدة: نحن نستخد م كلمة العقي دة بمعنى الايم ان ،...
مصر..هناك: كمتخص ص في التار يخ يهمني أن أعرف رأيك في ما...
العدل والاحسان: الله جل وعلا يأمر بالعد ل والاح سان . ما هو...
حديث ( وضيع ): من المؤك د ان الحب يأتي من خلال النظر...
more
السلام عليكم أستاذ إبراهيم ، نشكرك على التنبيه والتركيز والتكرار، لمثل هكذا موضوعات ، فمهام الرسول من الموضوعات المهمة ، لأنه الباب الأساس للدخول إلى مستنقع الشرك .. وقفت مرارا أمام سورة يس أحاول تدبر بدايتها ( يس ) لكن يبدو أن الأوان لن يحن بعد للوصول لتدبر اعمق مما تم الوصول إليه ، نسأل الله سبحانه ان يفتح لنا الطريق قريبا ، عموما ما أردت الكلام حوله الآن هو وظيفة الرسول ، وسبحان ربي كلمة ( رسول) تحملها معناها داخلها !! فلم سٌمي رسولا إلا لأنه كان يحمل رسالة واجبة التليغ .. فقد أُرسل لقوم ما أُنذر آبآؤهم ،ولقد طال بهم العهد وتدخل الشيطان لينسيهم ، حتى توسعت الفجوة ،فكان لزاما إرسال رسول في هؤلاء القوم بلسان يفهمون إعجازه .. والمفال قد تحدث عن وظائف الرسول ولكن عندي سؤال أود سؤاله للأستاذ إبراهيم ، آملة أن يحظى بتدبر : علام تدل كلمة رسول في :( إلا من ارتضى من رسول ) :
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28الجن )
دمتم بخير وشكرا