عثمان محمد علي Ýí 2014-04-13
تعقيبا على مقالة الدكتور منصور . كيف تُحب ابناءك .
http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=11925
فى البداية اشكر استاذى الدكتور منصور على طرح هذا الموضوع الهام والذى لا ينجو منه اى بيت مهاجر مصرى او عربى ..والذى تلخص فى شكوى الإبن من إبتعاد أبيه عنه وعن إخوته (من وجهة نظره ) حتى قاربوا على اللاحياة فى البيت...
حقيقة لابد ان نقرها ونقررها الأول قبل أى كلام ... انا اعلم أن المُستقبل ،والرزق بيد الله جل جلاله ..ولكنى اتحدث عن مُعطيات وواقع مُعاش ..
..ودعونى اتخذ وجهة النظر الأخرى واتحدث عنها لأنى (اب ) واشعر بشعور ذلك الأب المسكين ،وربما نشترك فى بعض تخوفاتنا على مُستقبل ابناءنا ..
فأقول لهذا الولد كان من المُفترض ومن العدل أن تعرض وجهة نظر والدك بكل صدق وحيادية فى شكواك مثلما عرضت وجهة نظرك ..يا بُنى عندما هاجر والدك وجاء إلى عالم غريب ملىء بالمتناقضات الحسنة والسيئة ،وحمد الله على انه جاء بكم من مجتمعات السوءات والسيئات فقط . اراد أن يحميكم ،ويجعلكم ذوو مكانة ومُستقبلا آمنا فى هذا العالم الجديد . ولكى يتحقق هذا فوجىء بالآتى ..
-1—رغم رحابة وإتساع وارتفاع سقف الطموحات اللامحدود فى هذا المُجتمع إلا أنه ضيق فى دائرته إلى درجة لا يكاد يكون نصف قطرها 1سم .ولا يدخل فيها ،ولايخرج منها إلا من كان تعليمه على أعلى مستوى ،ومتفوق فى دراسته إلى ما فوق ال 100%.. والباقى يعيشون على هامش الحياة يأكلون ويشربون ويعيشون فى ازمات مُستمرة .
2-ودعنى أكون صريحا معك يا بُنى فى انى أعتبر التعليم الآمن المستقبل والمُستقر والمُستديم هو فى التعليم الطبى بكل فروعه ،وفى المحاماة ،واساتذة الجامعات .. وما عدا ذلك بكل اطيافه فهو غير آمن وغير مُستقر ،ومُتقلب بصاحبه فى وظائف مُتعددة بين الحين والآخر من مكان إلى مكان ، ما بين أدنى أجر للساعة كعامل أو بياع فى محل ،او أعلى شوية بسيطة ((( وانا هنا لا أتحدث عن الإحترام للعامل وللوظيفة انا اتحدث عن مستوى الحياة فإحترام المهنة ومن يشغلها أمر مفروغ منه هنا ))،وإذا فقد عمله ووظيفته فلربما إنهارت حياته كلها ،وربما لو إستمر بدون عمل لمدة 6 اشهر أو سنة دُمرت حياته وفقد منزله وسيُجبر على إشهار إفلاسه وهذا يعنى تجميد حياته الإقتصادية ل10 سنوات قادمة على الأقل ..
-3 – فى المقابل اصحاب التعليم العالى المتميز اعمالهم مضمونة ساعته لا تقل عن 100 دولار ،ولو كان صاحب عمل (كمكتب محاماة او صيدلية أو مركز طبى ) لن يقل دخله عن مجموعة من ال6 اصفار .سنويا .. ربما يقول قائل .ممكن يكون صاحب عمل صغير .مثل سوبر ماركت او ما شابه ،,س]در عليه دخل عالى .. هذا صحيح .ولكن المُستقبل كله يتجه إلى رؤس الأموال الضخمة والشركات مُتعددة الجنسيات ،والأعمال الصغيرة مثل هده فى إنقراض يوما بعد يوم ..
4—لكى تصل إلى أن تدخل دائرة المنافسة فى الحصول على مقعد فى جامعة محترمة اولا ،ثم فى إحدى كليات المهن الطبية ،او الحقوق .عليك ان تحصل على 100 % على الأقل فى سنواتك الدراسية .بالإضافة لمعلومات عامة توازى معلومات استاذ جامعة فى بلادنا او تزيد .لأن المتقدمين لها بعشرات الألوف والملتحقين بها بعد الإختبارات بالعشرات فقط ...فماذا يفعل الأب المسكين والأم وهم يرون هذا غير أن يشجعوك على ان تكون كل دقيقة من وقتك فى المذاكرة والا تُضيعها ،حتى يعبروا بك ومعك إلى بر الامان ،وبعد كده روح (إتحرق بجاز ) بس المهم انهم حطوك على اول الطريق الصحيح لك ولهم ايضا ...
--5—شىء آخر يا بُنى – كما ورد فى رسالتك انك كنت متفوقا ولا زلت .. الم تسأل نفسك ،اين زملاؤك المصريين او العرب الآن ؟؟؟ بالتأكيد المتفوقين منهم مثلك فى كُليات القمة ،(طب - صيدلة –هندسة اسنان – إقتصاد وعلوم سياسية – حاسبات ونظم ) .. هل تقبل على نفسك أن تكون أنت بظروفك الحالية التى تعتبر افضل 100 مرة من ظروفهم (لفارق الوضع بين بلد المهجر التى تعيش فيها الآن وبين مصر أو المغرب أو تونس أو الصومال مثلا ) اقل منهم مكانة علمية ؟؟؟؟؟ اعتقد لا .. هل تقبل عندما تقابل صديقك الدكتور فلان أو المهندس علان فى مصر ويسألك بتشتغل إيه هناك تقول له (بياع فى محل ،ولا عامل فى بنزينة ولا بأغسل اطباق فى مطعم صينى ولا هندى ، وانت امامك الفرصة ان تكون افضل من هذا بمئات المرات ؟؟؟؟؟
--6—اعتقد يا بُنى انك فاهم الموضوع غلط فالجيل الأول فى المهجر من أمثالنا الذين جاءوا لهذه الجنان من ارض الله فى خريف العمر يعرفون تماما ان املهم هم فى انفسهم فى اللحاق بالحياة العلمية الفاخرة مع كل مميزاتها ضعيف بل ربما يكون معدوم . فيعملون على تعويض كل هذا فى أن يروكم أنتم فى أحسن صورة ،وفى أحسن تعليم ،وفى أعلى المناصب .لأنكم قادرون على هذا ،والأبواب مفتوحة امامكم والسقف مرتفع إلى عنان السماء ،ويبقى فقط إمكاناتكم العلمية ،وكفائتكم الشخصية ... الا يستحق هذا صبرا مع والديكم وعلى إهتمام والديكم بكم قليلا حتى تعبروا النهر وتجتازوا الصعوبات ؟؟؟؟...اعتقد انه يستحق
--7—اعتقد يا بُنى ومن خلال رسالتك ان والدك يوفرلكم كُل ادوات وسُبل التعليم لأنه مُهتم به وبكم ، وهذا هو الأهم الان وخاصة لو كنت على ابواب الجامعة أو فى تعليم جامعى يؤهلك للإلتحاق بالكليات التى ذكرتها لك ... فالمشكلة ليست فى الفُسح ولا فى غيره – مش يمكن تكون ظروف المادية صعبة فى مرحلة تعليمكم ؟؟؟؟، المهم العبور بكم إلى شط الآمان ..
8— يا بنى ربما تكون عصبية والدك لها اسباب أخرى بعيدة عن موضوع مذاكرتكم
.. يابُنى تأكد من حب والدك لك اكثر مما تتخيل ، وخوفه وحرصه عليك الذى تعتبره زيادة عن الحد ،او الهوس من الخوف عليك كما جاء فى رد استاذنا الدكتور –منصور – تأكد انه سيخف ويقل . يوما بعد يوما كلما رآك تقترب من مُستقبل مُشرق وآمن وتعتلى مكانة علمية (انت جدير بها انت وإخوتك ) لأنكم متفوقون دراسيا كما تقول الرسالة ... وبعد كده حيقول لكم هو بنفسه غوروا بعيد عنى بقى وكل واحد يعمل اللى هو عايزه فى حياته طالما انتوا خلاص على طريق مظبوط ...
-- فى النهاية – من الواضح من الرسالة ان والدكم يثق فيكم وفى أخلاقكم وفى تربيتكم .وهذه نعمة من الله واجبة الشكر –مقارنة بمن هم فى اعماركم . ...فلا تنظروا إلى حب والدكم لكم وحرصه وخوفه عليكم (وهذا حقه ) من أن يأخذكم قطار الضياع إلى محيط الفشل فى بلاد المهجر إلى انه مجرد اوامر ونواهى وعصبية ... انها نعمة من الله ان رزقكم مثل هذا الأب وقبلوا يده ليل نهار ..
فى مثل مصرى بيقول (يا بخت من بكانى وبكى الناس علىّ ،ولا ضحكنى وضحك الناس علىّ)..يا بُنى المصريون والعرب فى المهجر يعلمون تمام العلم أن مُستقبلهم وإنقاذهم من واقعهم المرير يتلخص فى العلم الجيد ،بل الممتاز .فكن على قدر المسئولية .
وفقكم الله وحافظوا على والديكما قبل ما تندموا وتتمنوا ان تروهما ولو ليوم واحد بعد فوات الآوان ..
شكرا جزيلا والدنا الحبيب واستاذنا دكتور -منصور . فأنت بحق وبصدق استاذنا ووالدنا والأب الروحى لكل أسرة (محمد على الكبير ) .وليست اسرة آل عثمان فقط ... وأزعم ان سيادتكم الأب الروحى والمُعلم لآلاف من القرآنيين حول العالم . بارك الله فيكم ورزقكم من فضله ونعمته . وجزاكم خير الجزاء عما تقدمونه من صالح الأعمال .....وتقبلوا تحيات الأحفاد .ههههههههههه.
السلام عليكم دكتور عثمان ، أتمنى أن تكون بخير والاسرة الكريمة ، أنا اقترح أن يقرأ الولد تلك الرسالة الأخيرة التي وصلت للدكتور أحمد ، لابد أن الرسالة ستهزه من الداخل ،لأن أصله طيب ولديه أساس متين من الأخلاق ، لكن بحكم بقائه بعيدا عن مصر بكل ظروفها ، وبحكم الحياة المريحة ، والوجبات الشهية التي لا تمت للرجيم المصري الإجباري قد نسي ! فقديما قالوا : وبضدها تظهر الأشياء .ز ولذلك أقترح أن يعيش مع الرسالة الأخيرة بكل دقة ويقارن بين ما يشعر به هو وما يشعر به شباب وأطفال كثيرون في وطنه مصر ..
شكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا استاذة عائشة على التعقيب ,وحمدا لله على سلامتك وعودتك للكتابة بعد إنقطاع طويل (او ربما هكذا اعتقد ) .... اتمنى معك ان يقرأ هو ووالده وكل المهاجرين المصريين والعرب هذه المقالات لأنها تمس حياتهم بشكل كبير فى بلاد الغربة ..
وصدقينى انا لا اعرفه لكى اوصيه بأن يقرأها .كما انى لا اعرف حضرتك إلا من خلال (الإنترنت ) ،وانا كتبت تعقيبى من خلال إحساسى بالمشكلة كأب رُبما يُشاركهم بعضا من إحساسهم بظروفهم. على كل حال - حفظ الله الجميع ،وهداهم إلى صراطه المستقيم .وحفظ الله مصر وعالمنا العربى وعالمنا الجديد من كل سوء .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-24 |
مقالات منشورة | : | 840 |
اجمالي القراءات | : | 6,306,531 |
تعليقات له | : | 6,440 |
تعليقات عليه | : | 2,705 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | Canada |
باب Beyond Conflict: Decentralization and th
الفرق بين الباحث المُتدبر والحكواتى وخطورته .
إحتفالية عرض الأزياء الأخير فى السعودية وربط الإسلام بها .
هل عُرضت الأمانة (حرية الإختيار) على الملائكة والجن أيضا؟؟
هل إكتمال رسالة الإسلام كان مرتبطا بحياة النبى عليه السلام ؟؟
دعوة للتبرع
مصر أم التعذيب: قرأت مقالة مصر ام الدني ا واردت ان اعلق لكن...
اعتقد / إعتقاد : اود الاست فسار عن معني كلمة -العق دة -...
الخلفاء الفاسدون: سمعتك تتحدث عن الراس خين فى العلم ، واقتن عت ...
تمنى الموت: هناك من يتمنى الموت ، هل هذا حرام ؟...
العدة والمتعة : قال تعالي " والذي ن يتوفو ن منكم ويذرو ن ...
more
وهو تعقيب يتفق مع ما قلته من أن الحب المرتبط بالخوف هو السائد لدى الأب . وهذا المقال الرائع الصادق للدكتور عثمان أوضح تفاصيل ومبررات هذا الخوف ، وهى واقعية ، ولكن لا بد من مراعاة الجانب الآخر ، وهو الطريقة الأخرى لاظهار هذا الحب والتعبير عنه بالمؤانسة والتلاقى والتفاهم حتى لا يصبح البيت معسكرا حربيا مليئا بالأوامر والنواهى فقط .
أنا كنت حازما جدا مع أولادى ـ خوفا عليهم ـ وبسبب ظروف الاضطهاد ، وعندما تركتهم وهاجرت وابتعدت عنهم بضع سنوات ، هم فى مصر وأنا فى أمريكا ، كنت أقضى ليالى ألوم نفسى لماذا لم أقض وقتا معهم أتمتع بهم وأضحك معهم كأى أب مُحبُّ لأولاده . هذا مع أننى كنت ألعب معهم و ( أُهزّر ) معهم ونتشاغب سويا ، وهم فى طفولتهم ، وبعد أن إجتمع شملنا ـ وهم قُرّة العين رجالا متفوقين على قدر المسئولية أفخر بهم ـ لا تزال أحلى أوقاتنا حين نجلس ونستعيد ذكريات الماضى فى مصر بكل ما فيها ، ومنها قسوتى عليهم و( هزارى) ولعبى معهم . هم يتذكرون هذا وذاك ضمن الذكريات الجميلة .
الفرصة الكبرى لأى أب أن يقترب أكثر وأكثر من ابنائه لأن سلوكه معهم يتجذّر فى أعماقهم لا ينسونه أبدا . وخصوصا تلك الذكريات التى تعبر عن الحب . وقد يكون مؤلما للأب فى شيخوخته عندما يكبر أبناؤه ويلومونه على معاملته لهم بفظاظة مستمرة . مع أنه من السهل جدا ( جدا جدا جدا ) أن تتقرب لابنائك بابتسامة و لفتة حانية ونظرة أبوية . هذا سهل جدا لأن الحب فى القلب موجود . ولا بد من التعبير عنه فى النظرة والكلمة و الأحضان ـ لو أمكن .
شكرا لابنى الحبيب عثمان ، وشكرا للأب الحنون عثمان . وأنا كجدّ لآبناء عثمان أدعو الله جل وعلا له ولهم وللسيدة الفاضلة زوجته بالسعادة فى الدنيا والآخرة . والله جل وعلا هو الأعلم كم أحب عثمان وآل عثمان .