19- الحمارة والراهب والحجاج ومسجد واسط

احمد صبحي منصور   في الإثنين ٠١ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


 حوادث سنة 83

بنى الحجاج واسط القصب

(وكان سبب ذلك أن الحجاج ضرب البعث على أهل الكوفة إلى خراسان فعسكروا بحمام عمر‏.‏ .........وبعث روادًا يرتادون له منزلًا حتى نزل أطراف كسكر،  فبينا هو في موضع (واسط ) ، إذا راهب قد أقبل على حماره فلما كان في موضع (واسط ) بالت ( أى تبولت ) الأتان ( الحمارة ) فنزل الراهب فاحتفر الأرض وحمل التراب فرمى به في دجلة ،  فقال الحجاج‏:‏ عليّ  به ، فجيء به ، فقال‏:‏ ما حملك على ما صنعت؟  قال‏:‏ نجد في كتبنا أنه يبنى في هذا الموضع مسجد يعبد الله عز وجل فيه ما دام في الأرض من يوحّد . فبنى المسجد في ذلك الموضع‏.‏ )

 التعليق

بدأ من القرن الثانى الهجرى تقديس مسجد المدينة والالتفات الى ما يعرف بقبر النبى محمد عليه السلام، ثم تحول الاهتمام الى تبرك وتقديس وحج اليه ، أى تحول قبره الى وثن وهو الذى كانت دعوته فى تخليص الناس من تقديس الأوثان. وانتشرت تلك العادة السئية الى مساجد أخرى تم بناؤها قبل أن يستشرى هذا التلوث العقيدى بين المسلمين ، فألفوا أساطير عن جامع الفسطاط فى مصر المسمى بجامع عمرو ، و نفس الحال مع جامع واسط. تلك المدينة التى أقامها الحجاج لتتوسط بين أهم مدينتين فى العراق وقتها : الكوفة و البصرة. الرواية السابقة تجعل خصوصية لمسجد واسط إذ تزعم أنه  مذكور فى الكتب السماوية السابقة ، وتحكى تلك القصة المضحكة عن راهب يركب حمارته فتبولت الحمارة ، وكانت الحمارة العبيطة لا تدرى أنها تتبول على مكان مقدس سينشأ فيه مسجد واسط فيما بعد ، ولأن الراهب رجل طيب و حريص على المسجد الذى لم يظهر بعد فقد أسرع ونزل من على الحمارة وحفر موضع بول الحمارة و رمى بترابه فى نهر دجلة. ورأى الحجاج المنظر وسأل الراهب فقال (نجد في كتبنا أنه يبنى في هذا الموضع مسجد يعبد الله عز وجل فيه ما دام في الأرض من يوحّد) وطبعا صدقه الحجاج ولم يسأله عن اسم ذلك الكتاب وفى أى صفحة وجزء ، ولماذا اختصهم الله تعالى بهذا الغيب الذى يخص الحجاج وواسط واهل واسط الكرام. . سارع الحجاج ( فبنى المسجد في ذلك الموضع ) . وكل عام وانتم بخير و الحمارة والراهب والحجاج أيضا.  

اجمالي القراءات 13413
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الخميس ٠٤ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[1354]

علم الغيب

كثير من هذه الروايات تنسب علم الغيب لبعض الأشخاص ولكن الغريب أنها تنسبها هذه المرة لراهب هذا الراهب كان يعلم الغيب هذا هو المفهوم من هذه الرواية وهذا الراوى نسى او تناسى قوله تعالى (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا.. مريم 78)وإذا كان خاتم النبيين عليه السلام لا يعلم الغيب كما أخبرنا القرآن بذلك فى قوله تعالى( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير..الأعراف188 )فكيف نصدق هذا الرجل الذى يدعى علم الغيب لبشر ؟؟؟

2   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الثلاثاء ٠٩ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[1408]

الاخ د. احمد صبحي منصور المحترم , ما رأيك بما رأيت

سيدي الفاضل
اولا , طاب يومك
بالقراءة الاولى للحكاية ضحكت كثيرا وانا اتخيل رعب الراهب وهو يرى الشرر المتطاير من عيني الحجاج ,وغضبه على مدللته على جريمتها النكراء وقلة ذوقها ثم وهو ينحني ليجمع التراب الملوث وجريه سريعا لينجو بجلده ورأسه من سيف الحجاج.
ولكن بالقراءة الثانية لها, رايت ان الكلمات ( راهب ( رجل دين ), واسط, جنوب العراق, كتب مقدسة, مسجد ) اصبحت تدور في رأسي و رايت جانبا قد يكون جديا في الحكاية ووجدت احتمال اخر لها, لما لا يكون الراهب ليس مسيحيا,لانني لم اقرأ او اسمع من كتب المسيحية تذكر مكان مقدس في جنوب العراق, اذن لما لا يكون رجل دين يهودي وحضرتك سيد العارفين بالتاريخ حيث سكن اليهود جنوب العراق قبل تحولهم لفلسطين , ومن الجائز جدا ان يكون كلامه صحيحا . واللا يعتبر صاحبنا ذكيا جدا وضرب على الوتر الذي يلائم الحجاج ونجا, ولكن هل كانت اتان الراهب المفترية الوحيدة في تاريخ تلك المنطقة , احتمال غير وارد بتاتا.
دمت تحت حماية الرب

3   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الخميس ١٨ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[1641]

الأوثان والمودة

طبيعة البشر عندما يوسوس لهم الشيطان بالشرك وتقديس غير الله وغير كلمات الله وغير بيت الله الحرام وهو الحرم الأوحد أن يتخذوا الأوثان للعبادة والشرك بالله وما فعله قوم موسى عندما اتخذوا العجل معبودا في غياب موسى وما فعله الأقوام السابقون لقوم موسى فعله المسلمون من تقديس لمساجد أخرى غير الحرم المكي بيت الله الحرام من تقديس لمسجد المدينة واختراع الأحاديث التي تساوي بينه وبين المسحد الحرام وأحاديث أخرى تبين تقديس مساجد أخرى غير ذلك من بينها مسجد "واسط" الذي بناه الحجاج لغرض في نفس الحجاج وخليفته الأموى لهو للتقرب والمودة بين أصحاب المصالح والنفوذ للسيطرة والتحكم في الشعوب وإضلال السذج وعامة المسلمين في ذلك العصر وفي العصور التالية والأوثان مفرد وثن وهو كل معبود لدى البشر من دون الله فالمال وثن والسلطان " السلطة" والخلافة وثن والمكانة الاجتماعية وثن وكهنوت الدين وثن وتحدث الألفة والمودة عند الاتفاق على نوع الوثن المعبود عند البشر .

4   تعليق بواسطة   عبداللطيف سعيد     في   الثلاثاء ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[2178]

الحجاج وصدام حسين والعراق

الحجاج يقتل الآلاف ويبنى المساجد والمدن هكذا أسند له التاريخ وهذا ما فعله صدام حسين لقد قتل الآلاف وبنى المدن وبنى المساجد أيضا ..
"من بنى لله مسجدا بنى الله له قصرا فى الجنة "هنيئا للحجاج وصدام حسين وغيرهم ممن بنوا المساجد بالقصور التى سيجدونها فى الجنة أما نحن فلا نطمع إلا فى مطرحين وصالة وعفشة مية كل واحد على قده ..
ومن المؤكد أنها ستكون فى المناطق العشوائية ..
بعنى سعيد الدنيا سعيد الآخرة ..
الحمد لله الحمد لله الحمد لله أن الله عادل وإن الآخرة هى دار الحق والخيالات المريضة التى يؤمن بعضنا بها من شفاعات وقصور ليست موجودة إلا فى خيالنا المريض ..
وسيلقى الحجاج وغيره من المفسدين جزاء ما فعلوه مهما بنوا من مساجد..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب دراسات تاريخية
بقدمها و يعلق عليها :د. أحمد صبحى منصور

( المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك ) من أهم ما كتب المؤرخ الفقيه المحدث الحنبلى أبو الفرج عبد الرحمن ( ابن الجوزى ) المتوفى سنة 597 . وقد كتبه على مثال تاريخ الطبرى فى التأريخ لكل عام وباستعمال العنعنات بطريقة أهل الحديث ،أى روى فلان عن فلان. إلا إن ابن الجوزى كان يبدأ بأحداث العام ثم يختم الاحداث بالترجمة او التاريخ لمن مات فى نفس العام.
وننقل من تاريخ المنتظم بعض النوادر ونضع لكل منها عنوانا وتعليقا:
more

اخبار متعلقة