اليمن على مشارف الجفاف.. و"الفاو" تحاول إنقاذه

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠١ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربية


اليمن على مشارف الجفاف.. و"الفاو" تحاول إنقاذه

مع تفاقم الأزمة اليمنية والحرب الأهلية الدائرة في البلاد عقدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اجتماعا ضم الشركاء الداعمين وأعضاء الهيئات الإدارية بجمعيات مستخدمي المياه بحضور ما يقارب من 500 مشارك من منتسبي جمعيات مستخدمي مياه حوض صنعاء وعدد من منظمات المجتمع المدني والفنيين والمختصين بوزارتي الزراعة والمياه وممثلي الهيئات في مهمة إنقاذ اليمنيين من العطش.

وفي اجتماع  حضره مراسل "مصر العربية"  للشركاء في مشروع حوض صنعاء الممول من الحكومة الهولندية، أهمية إدارة الموارد المائية وترشيد استخداماتها في الزراعة والحفاظ على موارد المياه لضمان استدامة الإنتاج وتعزيز الأمن الغذائي، أشار الممثل المقيم لمنظمة الفاو في اليمن الدكتور صلاح الحاج حسن إلى أهمية اللقاء الذي يمثل احتفالا بنجاح 38 جمعية من جمعيات مستخدمي مياه حوض صنعاء، والتي مثلت نموذجا في تحقيق الإنجازات رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن في هذه المرحلة.

 وأكد أن مشروع حوض صنعاء أنهى مرحلته الأولى بنجاح محققا الإنجازات المتوقعة منه رغم المشاكل التي واجهها والتي تم تجاوزها بجهود لإنقاذ آلاف اليمنين.

وفي حديث خاص لـ " مصر العربية "  أوضح " الحاج "  إلى أهمية المشروع في التركيز على مساعدة الجهود الرامية لتخفيف حدة الاستنزاف الجائر لمياه حوض صنعاء الجوفية وتفعيل جمعيات مستخدمي ودعم قطاع الإنتاج المحصولي بكمية مياه أقل، مبينا أن الجمعيات يقع على عاتقها مهمة الحفاظ على موارد المياه لضمان استدامة الإنتاج الزراعي وتعزيز دوره في توفير الأمن الغذائي.

وخلال الاجتماع  أكد استعداد  منظمة الفاو تقديم كافة الدعم والمساندة لجهود التنمية في اليمن وتعزيز دور الجمعيات في نشر الوعي المجتمعي بقضايا ترشيد المياه والحفاظ على مخزون المياه الجوفية حتى لتحدث كارثة إنسانية.

وتعد بيئة حوض صنعاء من البيئات التي تستهلك معظم موارده المائية الجوفية والمتجددة لأغراض الري، وبكميات سحب وصلت نحو 277.2 مليون متر مكعب، وبنسبة 74.7% من إجمالي السحب المائي الجوفي لكافة الأغراض، وتواصل ارتفاع السحب عاما بعد آخر لتصل خلال العام 2005 349.2 مليون متر مكعب، وبنسبة 69.9% من إجمالي السحب المائي الجوفي.

وتؤكد إحصائيات وزارة المياه والبيئة اليمنية أن حوض صنعاء وعددا من أحواض المدن اليمنية يعانون من نقص حاد في المياه بسبب قلة الأمطار وندرتها، وبسبب الحفر العشوائي للآبار.

وحسب الإحصائية فإن عشرات الآبار العشوائية تنتشر في حوض صنعاء ويصل عمق بعض الآبار إلى حوالي 1000 متر  في حين أن مؤسسة المياه والصرف الصحي تملك 125 بئرا في حوض صنعاء ثلثها محفور بعمق لإمداد الناس بالمياه، وبالرغم من ذلك فإن سكان المناطق العمرانية الحديثة والتي تبعد عن وسط المدينة لا تصل إليهم إمدادات مياه المشروع وإنما يعتمدون على مياه "الوايتات" للتزويد بالمياه.

وتشير الدراسات إلى أن العاصمة  صنعاء في طريقها لتكون أول مدينة في العالم تنضب منها المياه في غضون عشر سنوات وذلك بعد تفاقم أزمة نقص المياه في المدينة، حيث يضطر العديد من السكان لجلب الماء في حاويات من خزانات عامة في الشوارع بسبب عدد السكان المتزايد فيها الذي يقارب 3 ملايين نسمة، والتوسع العمراني الذي تشهده العاصمة.

ولا يحصل معظم سكان العاصمة تقريبا على كميات كافية من المياه من المشروع العام الذي يصل إلى المنازل مرة كل عشرة أيام، ما يضطرهم إلى شراء المياه من الخزانات المحمولة بالحافلات والمعروفة باللهجة المحلية "بالوايتات" والمنتشرة حول المدينة لسد احتياجاتهم اليومية.

وتجلب وايتات المياه من الآبار المحفورة عشوائيا في حوض صنعاء، أما بعض العائلات فتدفع أطفالها لإحضار المياه من المساجد والآبار القريبة من منازلهم، بينما هذه الآبار العشوائية التي تهدد حوض صنعاء فهي أيضا مهددة باستخدامها في ري أشجار القات.

وتعد اليمن واحدة من أكثر الدول العربية التي تواجه أزمة مياه خانقة، فموارد المياه العذبة تتضاءل بسبب الضخ المفرط من المياه الجوفية ويتزايد الطلب على المياه بفعل الاستهلاك المرتفع للفرد، والاستخدام المفرط وسوء إدارة الموارد المائية والنمو السكاني السريع (تضاعف عدد السكان منذ العام 1990 (من 11 إلى 23 مليون)، ويتوقع أن يتضاعف ثانية إلى 48 مليون بحلول العام 2037.

مدن مهددة بالعطش 

قبل حالة الاضطراب التي اجتاحت اليمن منذُ بداية 2011، قدّرت المسوحات أن 4.5 مليون طفل يعيشون في منازل لا يتوفر فيها مصدر مياه محسن وأن أكثر من 5.5 مليون طفل لا تتوفر عندهم خدمات صرف صحي ملائمة فيما يعاني حوالي نصف الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية المزمنة.

وأشارت دراسات البنك الدولي إلى أن مدن يمنية كثيرة في مقدمتها العاصمة صنعاء مهددة بالعطش خلال أقل من عقدين إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لتأمين مصادر مياه جديدة.

وفي الأعوام القليلة الماضية بدأ الناس يعانون من ندرة المياه في العديد من الحافظات والتي تعد أيضا مهددة بالجفاف، وهذه المناطق تشمل: محافظة لحج، محافظة عمران، محافظة تعز، محافظة البيضاء، ومحافظة حجة، وهي تشهد أشد أزمة مياه، وقد أثرت سلبا على حياتهم ودفعتهم إلى ترك منازلهم والهجرة إلى مناطق أخرى بحثا عن الماء.

اجمالي القراءات 1999
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق