يرحم الله (إبن رُشد).
ماذا لو إستمع المُسلمون من 850 سنة لإبن رُشد وأخذوا بنظريته حين قال ( علينا بالتفكير التحليلى فى تفسير القرءان)؟؟.
(إبن رُشد) كان حفيدا لشيخ وقاضى وإمام مسجد ،وإبنا لإمام مسجد ، فحفظ القرءان ودرس علوم الفقه والتفسير والحديث ،ثم عندما إشتد عوده ودخل فى مرحلة العقل الرُشدى إتجه لدراسة الفلسفة والطب ،وبرع فيهما حتى أصبح الطبيب الفيلسوف ،او الفيلسوف الطبيب . ولأنه ترك منهج علوم الجمود العقلى (علوم النقل لا العقل ) فى الفقه والحديث والتفسير وإتجه للعلوم العقلية ،والتبحر فى التفكير ودراسة المُعطيات والأسباب والمُسببات فى الفلسفة والعلوم التطبيقية المُرتبطة بالطب والتطببب والعلاج كانت له نظرية يسمونها نظرية الفكر أو التفكير نصح فيها المُسلمين بقوله ( عليك بالتفكير التحليلى لكى تُفسّر القرءان ) .وهى إن بدت وكأنها جملة بسيطة وعادية الآن إلا أنها تطبيق عملى لكل أوامر الرحمن جل جلاله فى الدخول على القرءان والتعامل معه وكيفية إستنباط حقائقه وإستخراج كنوزه ومعارفه وأنواره وهديه وصراطه المُستقيم والتى جاءت فى أوامر قرءانية كثيرة منها قوله تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ومنها ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))
((لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون))
((وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)).
فماذا لو إستمعوا لنصيحته من 850 سنة ودخلوا على القرءان ودرسوه وتدبروه وأعملوا فيه العقل من داخله هو بدلا من عنعنات فلان عن فلان التى جمدت عقولهم ،وجعلت على قلوبهم غشاوة ؟؟
أعتقد لو طبقوا آيات إعمال العقل فى تدبر القرءان لتغيرت أوضاع المُسلمين ،ولأصبحوا هم قادة العالم فى العلوم التطبيقية التى أمرهم القرءان أن يسعوا فى الأرض ليكتشفوا أسرارها وقوانينها ،ويتعاملون معها لفك شفراتها وأسرارها للإستفادة منها فى إعمار الأرض ،وفى زيادة إيمانهم بخالق الخلق والسموات والأرض رب العالمين جل جلاله ......................... لكن للإسف أضاع المُسلمون حياتهم فى مجرد قراءة القرءان وحفظ القرءان دون تدبر ،والدخول عليه برُكام من العنعنات ،وفرضوا العنعنات عليه ،حتى أصبحوا الآن وللأسف الشديد جُل همهم وغايتهم هى مجرد (حفظ القرءان الكريم ) فقط دون أدنى محاولة لفهمه ، ويعقدون مُسابقات دولية وعالمية ومحلية يتباهون بها ويتفاخرون فيها (بحفظة القرءان وتجويده ) ولا توجد مُسابقة واحدة فى (فهم آيات من آيات القرءان ) ،بل إن من يُحاول أن يفهم القرءان بالقرءان بعيدا عن عنعناتهم يضطهدونه ويُكفرونه مثلما فعلوا مع (إبن رُشد فى الماضى ) ومع (القرءانيين فى الحاضر ) ......... ومما يؤسف له هو أو هى الكوميديا السوداء فى عندما تعلم يا عزيزى ويا صديقى ويا أخى العاقل الواعى أن كُل رسالات الماجستير والدكتوراة فى قسم (التفسير ) فى كليات (الشريعة -و-أصول الدين - والدعوة الإسلامية -والقرءان الكريم ) هى مجرد تجميع لأقوال كتابات المُفسريين السابقين وفقط حول تفسيراتهم لموضوع كذا أو لسورة كذا أو لأيات كذا وكذا من سورة كذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ولو تجرأ باحث منهم فى إبداء رأيه هو فالويل والثبور وعظائم الضرر والأمور والشرور فى إنتظاره من مشايخه وأصحاب الفضيلة وووووو وأقل كلمة ستُقال له هى (إنت من يا فسل علشان تقول رأيك ؟؟؟ إنت تنقل وانت حاطط الجزمة فى بوقك )) على فكرة قالها وزير الأوقاف المصرى الحالى مختار جُمعة فى مناقشة علنية مُصورة صوت وصورة لطالب دكتوراة فى أصول دين فرع الزقازيق قال له انت يا حمار يا كذا يا كذا يا كذا وووووووو والفيدو موجود على اليوتيوب , وظل الباحث صامتا ولم ينطق بكلمة ،وإلا سيرسب فى المناقشة ...........................
المهم من هنا كان إستمرار جمود وتخلف العقل المُسلم لأنه عقل لم ولا يعتمد التفكير التحليلى لفهم دينه ولا فى تدبر قرءانه العظيم ،وإكتفى بحفظ العنعنات والحواشى وترديدها حتى فى تفسير القرءان ،ورضى بأن يكون حمارا يحمل أسفارا.
=
فهل يُبعث العقل العربى والمُسلم من رقدته ومن مواته أم سيظل فى سُباته وغيبوبته الإختيارة وهوانه على الناس إلى يوم القيامة ؟؟؟
==
يرحم الله (إبن رُشد ) وكُل (إبن رُشد ) فى زماننا من الذين يعملون على تصحيح وضع العقل العربى والمُسلم وإفاقته،وفك قيوده وتحريره من سلاسل التخلف خلف أسوار وسجون الجمود .