إبراهيم عيسى يكتب: وهكذا فالرقابة مزورة كالانتخابات تماما!!

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٨ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


إبراهيم عيسى يكتب: وهكذا فالرقابة مزورة كالانتخابات تماما!!

 

هل تتذكرون النكتة التي تقول: إن رجلا سأل شيخا: هل يجوز الصلاة بدون وضوء فرد الشيخ بوضوح حاسم مينفعش أبدا!

مقالات متعلقة :

فأجاب الرجل: طيب وإيه رأيك إني عملتها ونفعت؟!

لا أفهم لماذا يرفض الرئيس مبارك أي رقابة دولية علي الانتخابات المصرية إذا كان عمر البشير قد أجري في السودان انتخابات رئاسية تحت الرقابة الدولية فزورها وزيفها وكسب فيها مع ترحيب الرقابة الدولية وموافقتها علي النتيجة وتهليلها لفوزه وعدم التفات المجتمع الغربي لأي تزوير جري فيها أو تزييف حدث خلالها !

ما هي نفعت أهه!

هذا النظام الغربي الفاجر وتلك الحكومات الغربية المنافقة أشرف رجالها ومنظماتها علي انتخابات مزورة ومع ذلك سكتوا وخرسوا تماما لا رفضوها ولا نددوا بها ولا سحبوا اعترافهم بنتائجها!

هي مزورة ولا شك ومزيفة بدون أي تشكيك، فلماذا سكت الغرب وطبل وهلل وطرمخ؟!

المنهج المنافق والفاجر نفسه جري مع انتخابات الرئاسة في أفغانستان حيث فاز حميد قرضاي في انتخابات لا يوجد بني آدم واحد في جبل أو قبو أو خندق أو سهل داخل أفغانستان إلا ويحلف بالطلاق إنها مزورة والعالم كله ذهب إلي هناك وتابعها وشافها وراقبها واكتشف زيفها وتزويرها ومع ذلك اعترف بها وهنأ الرئيس المزور واستقبلوه وصافحوه وحضنوه واحتضنوه !

بينما وقف الأمريكان ووراءهم حكومات أوروبا التابعة تندد بفوز الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية وطعنت في نجاحه وتبنت اتهامات المعارضة له بتزوير الانتخابات وجعلت من معارضه ومنافسه حسين مير موسوي بطلا للحرية وشهيدا للديمقراطية (وهو كذلك في نظري فعلا !) وتعاملت حكومات الغرب وهي تقف ضد انتخاب نجاد كأنها راعية وقديسة نزاهة الانتخابات في العالم وهي نفسها بكل دناءة وضعة سياسية التي تغافلت وتجاهلت وتواطأت ودلست في انتخابات أفغانستان والسودان !.

المنهج الفاجر المنافق في الغرب نفسه الذي يرعي ويدعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بينما مدة حكمه وولايته انتهت وهو رئيس غير شرعي وبقاؤه علي مقعده لا يشكل أي شرعية من أي نوع فلا تنطق حكومات الغرب ضده ولا يتكلم مسئولوها ولا يندد رؤساؤها بينما أزعج الغرب نفسه والعالم حين جري التمديد للرئيس اللبناني الموالي لسوريا إميل لحود وقاطعوه ونددوا به وهاجموه لأنه يستمر في غير مدته ويرأس في غير ولايته، بينما يغمضون ويستعمون قصاد أبومازن !

لماذا يفعل الغرب ذلك؟

لأنه لا يدافع عن الديمقراطية ولا ينتصر للحرية بل هي نظم انتهازية استعمارية تريد حكاما يعملون في خدمة سياسة الغرب وتحت أمر الحكومات الغربية، تطلب رؤساء تابعين لأمريكا ومصالحها متحالفين معها ومتواطئين مع أهدافها ويخدمون مشاريعها !

ليس مهمًا هنا أن يأتي عميل الغرب أو الحاكم العربي التابع للسياسة الأمريكية بالانتخابات النزيهة أو المزيفة، المهم أن يأتي، والمهم أن يبقي ويخدم في بلاط الأمريكان!

من هنا فالغرب سعيد ويرقص فرحا بفوز عمر البشير رغم أنه فوز ملوث بالتزوير.

لكن ليه فرحان؟

لأن هذه الانتخابات ستؤدي إلي انفصال جنوب السودان عن شماله!

يخدم فوز البشير أهداف الأمريكان والغرب الأوروبي فتغاضوا عن تزوير الانتخابات، بل وسكتوا عن فوز رئيس مطلوب للمحاكمة الجنائية الدولية متهمًا بارتكاب جرائم حرب فليس مهمًا أن يكون السودان ديمقراطيا وليس مهمًا أن يأتي رئيسه بالانتخابات النزيهة وليس مهمًا أن تتم محاكمة متهم بجرائم إبادة بل المهم أن يخدم وجود هذا الرجل أمريكا والسياسة الغربية !

الشيء نفسه في أفغانستان ومع قرضاي ليس مهمًا بالنسبة لأوباما أو لحكام أوروبا أن هذا الرئيس الأفغاني غير شرعي ومتهم بالفساد الكبير ولا أنه زور الانتخابات، المهم أنه يخدم وجود أمريكا وحلفائها في أفغانستان ويعمل خداما لسياستها ولجنود احتلالها!

هذا هو وجه الغرب الحقيقي !

ومن ثم فلا مبرر لدي الحكم في مصر أن يرفض إجراء الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية تحت رقابة دولية فهذه الأنظمة الغربية والإدارة الأمريكية سوف تتواطأ مع حكم الرئيس مبارك وسوف تعطيه شهادة مصداقية وسوف توافق علي تزوير الانتخابات وتباركها وتبارك لمبارك نجاحه هو وحزبه في أي انتخابات مزورة مادام النظام حليفا لسياسة الغرب والأمريكان ولأنه صديق لأهداف الغرب والأمريكان وحيث أنه خير جار لإسرائيل !

افعلها يا سيادة الرئيس ووافق علي جلب وطلب رقابة دولية علي الانتخابات فهي فرصة عمر للنظام المصري للحصول علي ختم أمريكي وأوروبي بنزاهة انتخاباتكم المزورة..!

وألف ألف مبروك !

اجمالي القراءات 3305
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق