رقم ( 1 ) : كتاب ( مذبحة مسجدى نيوزلنده فى رؤية إسلامية )
الفهرس والمقدمة والتمهيد

مذبحة مسجدى نيوزلنده : فى رؤية إسلامية

هذا الكتاب

نعتبر هذه المذبحة إرهاصا بحرب عالمية جديدة ومختلفة ، لذا كتبنا مقالات تحللها وتحذر من إستمرار الدخان تحت الرماد . قمنا بتجميع المقالات فى هذا الكتاب أملا فى الاصلاح السلمى للمسلمين وإنقاذا لهم من ثقافة الارهاب الدينية التى تتناقض مع حقائق الاسلام. .

مقالات متعلقة :

الإهداء

كشفت مذبحة مسجدى نيوزلنده عن المعدن الطيب لأهل نيوزلنده وحكمة وشجاعة حكومتها ، ونبل رئيسة وزرائها .

ليس من عادتى أن أهدى كتبا من مؤلفاتى لأشخاص على قيد الحياة. ولكن إعجابى وتقديرى لنيوزلنده حكومة وشعبا يجعلنى أهدى اليهم هذا الكتاب .

أحمد صبحى منصور

فهرس كتاب ( مذبحة مسجدى نيوزلنده فى رؤية إسلامية )

هذا الكتاب

إهداء

مقدمة الكتاب 

التمهيد :  مكمن الخطورة فى مذبحة نيوزلندة التى حدثت اليوم

الفصل الأول :

ثقافة الارهاب لدى السفاح الاسترالى :  

 ( 1 ): السفاح الاسترالى الداعية المقاتل وظروفه 

( 2 ):السفاح بين فوبيا الاسلام وفوبيا الغرب

 

الفصل الثانى :

ثقافة الارهاب لدى المحمديين

( 1 ) الكراهية للروم غطّت على إعجاز تاريخى فى القرآن الكريم

( 2 ) ثقافة المحمديين بالكيل بمكيالين

 ( 3 ) إلى متى تستمر هذه الكراهية المقدسة للغرب ؟

( 4 ) المستضعفون الظالمون لأنفسهم ولرب العزة جل وعلا

( 5 ) على هامش المذبحة :  المستضعفون فى الجولان

الفصل الثالث :

معسكر الخير ومعسكرات الشّر

معسكر الخير ضد الارهاب فى نبوزلنده وخارجها

( معسكر الشّرّ الارهابى )   ( اردوغان )

محور الشّر فى عصرنا الآن : ( منطقة  نجد السعودية )

الفصل الرابع :

جذور معسكرات الشر عند المحمديين

جذور أردوغان :   معسكر الشّر العثمانى 

 جذور الوهابية السعودية : ( منطقة  نجد )  معسكر الشّر فى العصور الوسطى

الفصل الخامس

جذور معسكر الشّر فى الغرب :

الحروب الصليبية 

شنائع الاسبان مع المسلمين واليهود بعد سقوط غرناطة

وحشية الفتوحات الأسبانية فى أمريكا : حين كانت أسبانيا محور الشّر

الفصل السادس

مذبحة نيوزلندهومشارف حرب عالمية مختلفة .ندعو الله جل وعلا ألّا تحدث :

( 1 ) عن الحرب الدينية والحرب العلمانية 

( 2 ) الفوارق بين الحرب الارهابية والحروب التقليدية

( 3 ) سفاح نيوزلنده والارهابيون بين قوة الضعف وضعف القوة

( 4 ) فى القضاء سلميا على ثقافة الارهاب الوهابى والصليبى

 

خاتمة كتاب ( سفاح نيوزلنده )  

مقدمة كتاب ( مذبحة مسجدى نيوزلنده : فى رؤية إسلامية )

1 ـ بدأ مقالا منشورا يوم الجمعة 15 مارس 2019  فى اليوم الذى حدثت هذه المذبحة ، لينبه على خطورتها ودلالتها ، وتتابعت المقالات والتعليقات عليها ، وفى أثناء الكتابة والتفاعل مع التعليقات كان القرار بتجميع المقالات لتكون كتابا شاهدا على العصر  . رأيت أن أنشر فى الكتاب التعليقات علي مقالاته لتوضيح مختلف وجهات النظر لأهل القرآن . وبعد إتمام الكتاب أكتب هذه المقدمة لأؤكد أنه يخاطب أساسا المسلمين طلبا للإصلاح السلمى ، وحيث أنه ستتم ترجمته فهذه المقدمة ستكون تمهيدا للقارىء غير المسلم لكى يتعرف على الاسلام المنبوذ من معظم المسلمين والذى سبق الغرب فى الدعوة للقيم العليا . 

2 ـ نحن أهل القرآن فى موقعنا ( اهل القرآن )  نختلف سياسيا مع إتفاقنا فى التمسك بالقرآن الكريم وحده ، ونفهمه على أنه الذى يعبر عن الاسلام الذى نسيه المسلمون وهجروه ، وإخترعوا بدلا من شريعة القرآن شريعة دموية تجعل الاعتداء والقتل جهادا مفروضا . جهادنا نحن أهل القرآن هو الاصلاح السلمى بالاحتكام الى القرآن فيما يفعله المسلمون الذين نسميهم ( محمديون ) نظرا لأنهم يعبدون إلاها مصنوعا أسموه محمدا يتناقض مع حقيقة النبى محمد البشرية فى القرآن الكريم ، ونسبوا له شريعة أسموها سُنّة تحوى كل ملامح التطرف الدينى والارهاب الدينى الذى كان سائدا فى العصور الوسطى.

3 ـ النبى محمد ــ خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ــ ينتمى الى قريش ، وهى أكبر قبيلة عربية ينتهى نسبها الى اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام. وكانت عائلة النبى محمد ( بنو هاشم ) هى القائمة على البيت الحرام ورعاية الحجاج ، بينما كان أبناء عمومته ( بنو امية ) القائمين على الرحلة التجارية العالمية ( رحلتى الشتاء والصيف ) التى توصل متاجر الهند من اليمن الى الشام البيزنطية وتنقل بضائع أوربا من الشام الى اليمن لتذهب الى الهند. قريش هذه هى التى حكمت لقرون طويلة امبرطورية هائلة باسم الاسلام ، وبالمخالفة لشريعة ودين الاسلام ، ومتفقة مع ثقافة العصور الوسطى فى الاستبداد والفساد والحرب الدينية والاحتلال والغزو وسفك الدماء. وبعد موت النبى محمد فالذين حكموا كانوا أبناء عم النبى ( الأمويون ) ومن عائلة النبى ( العباسيون ) والمنتمين زعما الى آل بيت النبى أو اسرته . آباؤهم كانوا ضد النبى فى دعوته حرصا على مكانتهم الدينية والسياسية . ثم دخلوا فى الاسلام حرصا على مصالحهم حين وجدوه منتصرا وسائدا بين العرب واصبحت تجارتهم فى خطر إذا ظلوا على عداء مع الدين الذى إعتنقه أغلب العرب.

4 ـ كان العرب يتعبدون بملة أبيهم ابراهيم مع تحريف فيها ، وبهذا التحريف عبدوا البشر والحجر ، وسوغوا لأنفسهم الاقتتال حتى فى الأشهر الحرم المحرم فيها الظلم والاعتداء . كان الغارات مهنة القبائل العربية يتقاتلون على المرعى ويغير بعضهم على بعض. كانت القبيلة البدوية دولة متحركة أفرادها هم عماد جيشها ، ونفوذها تحدده سيوفها ، وتلك الاغارات المستمرة أوجدت ثأرا ، كان يستوجب الانتقام وما كانوا يسمونه ( أيام العرب ).

5 ـ نزل القرآن الكريم على خاتم النبيين بشريعة السلام بديلا عن الحرب والعدوان ، وجعل السلام هو أساس التعامل بين الناس واساس المواطنة فى الدولة الاسلامية ، طبقا لشريعة الاسلام فكل انسان مسالم بغض النظر عن ملته ، لأن السلام فى الاسلام تعضده قيم أخرى هى الحرية الدينية المطلقة لكل فرد ، وكل فرد سيكون مسئولا عن إختياره الدينى يوم الدين . وطبق النبى   الحرية السياسية بالديمقراطية المباشرة ، والعدل فى التقاضى وفى التعامل بين الناس والعدل الاجتماعى برعاية المحتاجين ، والاحسان بمعنى التسامح والغفران والرحمة والتراحم وكرامة الانسان وحفظ حقوقه حيث هى محل التدخل فى الدولة الاسلامية ، أما فى التعامل مع الخالق جل وعلا فهو إسلام القلب لله جل وعلا وحده، ومرجع الحكم فيه لله جل وعلا وحده ، أى إن حقوق الله جل وعلا من الايمان به وحده إلاها لا شريك له لم يلد ولم يولد ليس للبشر التدخل فيه ، فهذا الحق مؤجل الحكم فيه الى يوم الحساب حيث يحكم الله جل وعلا بين الناس فيما هم فيه مختلفون. وفى المقابل فإن الكافر فى التعامل البشرى هو الذى يعتدى يبدأ حربا ويقوم بإكراه الناس فى الدين. والأسوأ هو الذى يستخدم إسم الله فى العدوان والقتل مثل الارهابيين الذين يهتفون ( الله أكبر ) وهم يفجرون أنفسهم وغيرهم.

 6 ـ طبق النبى محمد هذه الشريعة القرآنية فى دولته خلال عشر سنوات كان يتعرض فيها الى معارضة المنافقين وكفرهم وإستهزائهم بالله تعالى ورسوله وكتابه ، وضمن لهم الاسلام هذه الحرية الدينية والسياسية بدون حد أقصى طالما لا يرفعون السلاح ، إذ كانت معارضتهم الدينية والسياسية سلمية وليس فيها إكراه فى الدين. أيضا طبق النبى محمد هذه الشريعة فى دولته وهو يواجه الهجوم الحربى من قبيلته قريش.  أرغموه وأصحابه على الهجرة من مكة فهاجر بأصحابه الى المدينة ، فلم يتركوه بل تابعوه بالغارات الحربية ، ولم ينزل له الإذن بالدفاع حتى إذا إستعد عسكريا ، نزل له الأمر بالقتال الدفاعى ردا على الاعتداء بمثله . وفى كل مواقفه ظلت دعوة الاسلام أولا الى الاسلام السلوكى بمعنى السلام والدعوة الى الاسلام القلبى بتقديس الله جل وعلا وحده وعبادته وحده ، ولكن دون إكراه فى الدين بحيث تأتى الدعوة القرآنية للمؤمنين الصحابة بإجتناب الخمر والميسر وتقديس الأنصاب أو القبور ، مجرد وعظ ، لعلهم ينتهون ، مع التأكيد على أن الرسول ليس عليه سوى البلاغ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿٩١﴾ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٩٢﴾المائدة ).

7 ـ كان العرب أسرع فى الاستجابة الى دعوة السلام ( الاسلام السلوكى ) فدخلوا فيه أفواجا قبيل موت النبى محمد ، ورآهم النبى يدخلون فى السلام دين الله أفواجا (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴿٣﴾ النصر) لم ير الاسلام القلبى ولكن رأى الاسلام السلوكى بمعنى السلام . ظل معظمهم على تقديسه للبشر والحجر متمتعا بالحرية المطلقة فى الدين والتى أرساها الاسلام فى دولة النبى محمد عليه السلام ، خلافا لما كانت عليه قريش من سياسة الاكراه فى الدين . ثم مؤخرا رأت قريش أن من مصلحتها أن تدخل فى الاسلام ، خصوصا وأن لها جواسيس خلايا نائمة حول النبى محمد عليه السلام . أولئك كتموا كفرهم ووصفهم رب العزة جل وعلا بأنهم ( مردوا ) على النفاق ، لم يكن النبى يعلمهم وأخبر رب العزة بعذاب يتعرضون له مرتين فى الدنيا ثم ينتظرهم عذاب شديد فى الآخرة (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة ) . وقد حكموا الدولة بعد النبى وصار لقبهم الخلفاء الراشدين.  تمتعوا بمكانة حول النبى وقد صاهروه لذا كان سهلا أن يحكموا بعده فأعادوا السيطرة القرشية القديمة فثارت القبائل العربية فيما يسمى بحرب الردة. وهزمتهم قريش ، ثم خوفا من عودتهم للثورة المسلحة أقنعتهم قريش بتوجيه قواتهم الحربية نحو امبراطوريتى الفرس والروم ، وكانت هذه الفتوحات أكبر كفر بالاسلام. نشأ عليها ليس فقط تكوين أكبر إمبراطورية عربية وقتها تمتد من تخوم الهند والصين شرقا الى جنوب فرنسا غربا بل تأسس عليها دين السُّنة الأرضى الذى يعبر عن الهيمنة والغزو والاحتلال ثم دين التشيع المناوىء له ، ثم قيام حروب أهلية بين أتباع الدينين لا تزال مستمرة . 

8 ـ باسم الاسلام كونت قريش إمبراطوريتها ، ونشرت الكفر بالاسلام وليس الاسلام. نشروا هذا الكفر بالاسلام بحدّ السيف ، وبهذا عرف العالم إسلاما مشوها ، دينا  حربيا مقاتلا ، ونسى الناس حقيقة الاسلام المسالمة ، خصوصا وان الخلفاء الفاتحين أصبحوا آلهة مقدسة فى الدين السنى الأرضى ، وكان هذا عجبا. هم طبقا للإسلام أكفر البشر بما إرتكبوه من غزو وإحتلال وقتل وسلب ونهب وإسترقاق وسبى ، ولكن الشعوب التى تعرض أسلافها لهذا الغزو والاحتلال  والقهر يقدسون الخلفاء الذين قهروا أجدادهم .

9 ـ كانت دولة النبى محمد الاسلامية جملة إعتراضية فى ثقافة عصرها . كانت واحة وسط صحراء الاستبداد والظلم ، وإستمرت عشر سنين ، ثم أعادتها قريش الى ثقافة العصور الوسطى ، ولولا أن القرآن لا يزال معنا ما تعرفنا على حقائق الاسلام .

10 ـ ونحن أهل القرآن نناضل سلميا لاصلاح ( المسلمين ) بالقرآن الذى يزعمون الايمان به . ونواجه أعتى قوتين فى الشرق الأوسط الاستبداد والكهنوت الوهابى الرسمى والشعبى . ولا نزال صامدين .

والله جل وعلا هو المستعان .

أحمد صبحى منصور

السبت 20 ابريل 2019 

التعليقات

Ben Levante
السلام عليكم . في تقسيم الاسلام إلى اسلام سلوكي واسلام قلبي عندي اعتراض على أن الاسلام السلوكي هو السلام "النبي لم ير الاسلام القلبى ولكن رأى الاسلام السلوكى بمعنى السلام." وبمعنى أن المسالم هو مسلم. هذا الاعتراض ليس جديدأ فأنا أكرره كلما سنحت الفرصة لذلك.
أنا لا أنكر وجود علاقة وثيقة بين (كلمتي) الاسلام و السلام، فالاسلام يفترض كون المسلم مسالما وأن لا يعتدي على غيره، فلقد تكرر ذكر هذا في القرآن (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿البقرة: ١٩٠ ، المائدة 87﴾) و (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿الأنفال: ٦١﴾). إذا نستطيع أن نستنتخ من هذه الآيات أن الاسلام يفترض السلم، وأن المسلم يجب أن يكون مسالما. لكن هذا لا يعني أن المسالم هو مسلم فهناك مسالمون ليسوا بمسلمين، أي أن السلام شرط لازم وليس كافي للاسلام.
الاسلام هو دين الله (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ... ﴿آل عمران: ١٩﴾) والآية (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿النصر: ٢﴾) تعني بصراحة أن الناس (المشركين) قد أعلنوا اسلامهم بدخولهم فيه. الدخول في الاسلام هو القبول بهذا الدين أو بهذا الطريق. اسلام الانسان هو الاعلان أو التصريح بقبول ما جاء في هذا الدين من شرائع وأحكام. هذا الاعلان يمكن أن لا يتعدى الفم أو أن يكون سطحيا بمعنى العمل به كليا أوجزئيا دون الاعتقاد بصحته، أو أن يتعدا هذا ليكون قلبيا، فندخل عندها في مرحلة الايمان. الاسلام يركز على تعامل البشر مع بعضهم وعلى ظواهر الامور، والمسلم يصرح بقبول المبادئ التي ينص عليها الاسلام (مثل عدم الكذب، عدم السرقة، عدم الاعتداء على الغير الخ.)، وهناك من المشركين من دخل الاسلام ولم يكن يعلم عنه شيئا، ربما خوفا أو طمعا. تصرفات المسلم للاوامر والنواهي يمكن رصدها أو مراقبتها. لذا ما جاء في سورة التوبة عن قتال المشركين أو بالاحرى عن انقلاب المشركين على الرسول بعد قبولهم بالاسلام: (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ ﴿التوبة ٥﴾)، أي: إذا كنتم تدعون الاسلام فأرونا أسلامكم، ولو كان الاسلام يعني السلام فقط لما طُلب منه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة.
أما الايمان فهو قلبي ولا يمكن للبشر رصده. مع العلم أن للآيمان درجات تصل إلى اطمئنان القلب (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ... ﴿البقرة: ٢٦٠﴾).
ملاحظة: ما جاء عن الآية 5 من سورة التوبة لايزال موضوع بحث عندي، لذلك أذكرة مع التحفظ.

احمد صبحى منصور

شكرا استاذ بن ليفينت ، وأقول :

تكرر تأكيدنا على معنى الاسلام السلوكى والايمان السلوكى وعلى نقيضهما الكفر السلوكى والشرك السلوكى فى عشرات المقالات معززة بعشرات الايات القرآنية . وهناك خلاف جزئى بيننا . ونحن أهل القرآن لا نفرض رأينا على أحد ، ونستفيد من نفاشاتك معنا ، و نحتاج لها ، ونشكرك عليها .

 

 

 

 

 

 

التمهيد 

مكمن الخطورة فى مذبحة نيوزلندة التى حدثت اليوم

مقدمة

1 ـ اليوم الجمعة 15 مارس 2019 حدثت مذبحة أرتكبها متعصب إسترالى جاء الى نيوزلندة ليهاجم مسجدين فى مدينة كرايست تشيرتش ، فقتل حوالى 49 شخصا وأصاب نحو خمسين آخرين، بينهم أطفال. كان هناك حوالى 300  مصل في المسجد الأول عندما دخله القاتل ، حيث قتل 41 شخصا منهم، ثم قاد سيارته إلى المسجد الثاني وأجهز فيه على ثمانية أشخاص. وكان يطارد الفارين بسلاحه . وهناك عشرات الجرحى في المستشفيات، وهناك توقعات بموت العديد من الحالات الحرجة من الجرحى .!!ونشر جريمته على الانترنت متباهيا بها ، واصدر بينا يفخر بما فعله  

2 ـ بكل أسى نقول إن مكمن الخطورة فى أى مذبحة ليس عدد القتلى حتى لو بلغ مئات الألوف ، ولكن الخطورة هى الدافع الايدلوجى الدينى لارتكاب هذه المذبحة .  أكبر مذبحة فى عصرنا الحديث هى ضرب هيروشيما ونجازاكى بالقنبلة الذرية . قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945. كان هذا عملا حربيا يستهدف إنهاء الحرب ، وبدون دوافع دينية . لذا لم تتكرر ، بل بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية أُنشئت الأمم المتحدة لتجنب المزيد من الحروب .

أولا  ـ توضيح هذه الخطورة يستلزم لمحة تاريخية :

1 ـ الحروب التى تؤسس على دين أرضى يحترف الاعتداء باسم الدين  ـ تظل مستمرة مادام هذا الدين الأرضى المعتدى مسيطرا بكهنوته وحكامه المستبدين.

منشور لنا هنا الجزء الأول من كتاب ( مسلسل الدماء فى تاريخ الخلفاء ) ، ومسلسل الدماء هذا دار على جبهة خارجية حارب فيها الخلفاء العرب الغرب المسيحى ممثلا فى البيزنطيين والأوربيين، وترتب عليها عقيدة تسمى ( تقسيم العالم الى دار السلام ودار الحرب ) تعتبر المعسكر الآخر دار حرب وكُفر . هذا بينما تدور حرب داخلية بين الخلفاء وخصومهم من الشيعة والخوارج وغيرهم.  فى الجزء الأول من الكتاب وهو المنشور الآن كانت الغلبة للخلفاء ، حيث وصل الامتداد للعرب الى حدود القسطنطينية شرقا وجنوب فرنسا غربا .

2 ـ  فى الجزء الثانى  ــ والذى نرجو الانتهاء من كتابته ونشره ـ سنسجل تحول ميزان القوة الى الغرب ، تستعيد القسطنطينية قوتها وتبدأ الهجوم وتصل به الى حلب ، يتوقف تقدم المسلمين فى اسبانيا بعد هزيمتهم فى بلاط الشهداء على يد شارل مارتل ( تور بواتييه ) فى اكتوبر 732 ميلادية . ثم تبدأ حركة الاسترداد فى اسبانيا لتنتهى بسقوط آخر معقل للمسلمين وهو غرناطة عام 1492 ، وهو نفس العام الذى وصل فيه كريستوفر كولومبس الى جزر البهاما قرب الساحل الأمريكى . وواصلت اسبانيا الموحدة هجومها على الساحل فى شمال أفريقيا ، هذا بينما تأتى الحملات الصليبية التى بدأت عام 1096 واستمرت لتقيم لها مملكة بيت المقدس وإمارات صليبية أخرى من آسيا الصغرى الى أجزاء من العراق وسوريا .

3 ـ يقوم المماليك بالاجهاز على الصليبيين ومواجهة غاراتهم البحرية ، وبعد سقوط المماليك تظهر القوة العثمانية فتحتل القسطنطينية عام 1453  وتتوغل فى أوربا حتى تصل الى أسوار فيينا وتنهزم عام 1683 ، وتضم اليونان والبلقان ، ويصبح الخلفاء الأتراك فى الثقافة الأوربية ممثلين للإسلام بديلا عن العرب .

4 ـ  ثم تضعف الدولة العثمانية بينما تتوغل أوربا فى الكشوف الجغرافية والتى تتحول الى إستعمار ، لا يقتصر على العالم الجديد بل يصل الى شرق آسيا ثم يحتل بلاد العرب نفسها . الغرب العلمانى فى إستعماره لم يكن بالفظاظةالتى كان عليها أسلافه الصليبيون ( مثلا حين إقتحموا المسجد فى القدس خاضت خيولهم فى دماء الضحايا الذين بلغوا عشرات الألوف ) . تخفف الغرب بعلمانيته من تسلط الكنيسة وجعل هدفه دنيويا فقط فى إستغلال الشعوب المفتوحة لمصلحته وليس إبادتهم . ومن هنا إكتسب وصف ( الاستعمار ) من التعمير.

5 ـ بدأ الوالى ( محمد على باشا ) النهوض بمصر ليجدد بها الدولة العثمانية المريضة فوقفت له أوربا بالمرصاد . ولكن على هامش هذا بدأ محمد على وحفيده الخديوى  اسماعيل نهضة تولى وجهها نحو أوربا . قبلهما ظهرت الدولة السعودية الأولى عام 1745 بالوهابية التى تؤمن بالحنبلية والحرب الدينية . كانت بعيدة عن أوربا فإكتفت الدولة السعودية الأولى بإقامة مذابح دينية ضد ( المسلمين ) المخالفين لهم فى المذهب والدين . أسقط محمد على الدولة السعودية الأولى عام 1818 ، وقامت الدولة السعودية الثانية ثم سقطت. وأعاد عبد العزيز آل سعود الدولة السعودية الراهنة بموافقة إنجلترة ضمن ترتيب لإعادة تقسيم المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى ، تأسست به دول فى العراق وسوريا ولبنان والأردن ثم إسرائيل .

6 ـ ثم ظهر البترول فى السعودية وبإحتياطى ضخم فتحالفت الأسرة السعودية مع أمريكا ، وسمحت لها أمريكا وأوربا بنشر الوهابية على أنها الاسلام ، وأستخدمت الوهابية الدينية فى مواجهة الشيوعية السوفيتية ( الملحدة ) وبعدها بدأ الصدام بين  الغرب والوهابيين ( الخارجين عن السيطرة السعودة ). وتحولت المراكز والمساجد الوهابية فى أمريكا والغرب الى بؤر إرهابية . كان لا بد أن يؤدى هذا الى رد فعل مضاد من المتعصبين الغربيين .

 ثانيا : من باراك الى ترامب

1 ـ إستعمل الغرب وأمريكا الحرب الفكرية ضد الاتحاد السوفيتى والشيوعية فاسقط الاتحاد السوفيتى بدون طلقة رصاص واحدة . الشيوعية مُنتج غربى يمكن مواجهته من خلال الثقافة الغربية بحرب فكرية مضادة . الوهابية منتج من ( دين العرب السنى الحنبلى ) فليس للغرب الأهلية الثقافية لمواجهة الوهابية بحرب فكرية من داخل الاسلام نفسه ، هذا لو خلصت النوايا . ولكن النوايا فى الغرب ليست خالصة ، بل من المصلحة إستثمار الوهابية طبقا لمقولة ( قليل من الخمر يصلح المعدة ) ، ثم إن توضيح الفوارق بين الاسلام القائم على السلام والعدل والحرية ـ  والذى يتناغم مع القيم التى يزعم الغرب التمسك بها ــ لا يتمشى مع العداء المتوارث عبر القرون ضد كلمة الاسلام . فأسلافهم لم يروا من الاسلام إلا ما فعله الخلفاء الفاسقون من فتوحات أرتكبت مذابح فظيعة فى الشرق والغرب على السواء. وهو نفس مشاعر ضحايا الخلفاء الفاسقين من الأقباط المصرين وسائر الأقليات الذين كانوا ضحايا فى القرون الوسطى ، وأعادت الوهابية إستضعافهم وإضطهادهم ، وهى تحمل إسم الاسلام. لذا يتمسك الغرب والأقباط بوصف الوهابيين بالاسلاميين ووصف حركاتهم بالحركات الاسلامية ووصف إرهابهم بالارهاب الاسلامى. يعزز هذا هذا سيطرة الوهابية على الاعلام ورعاية المستبد العربى للثقافة الوهابية .

2 ـ القشة التى قصمت ظهر البعير ــ كما يقولون ـ هى وصول باراك أوباما الى البيت الأبيض. هو أول رئيس أمريكى من اصل أفريقى وأبوه مسلم ( باراك حسين اوباما ) . ألهب هذا مشاعر التعصب لدى بعض الأمريكان البيض ، وهم الأكثر عددا ونفوذا وثروة ، وعزّز هذا أن إدارة أوباما تصالحت مع الوهابية ، كانت هناك أتجاهات فى إدارة بوش لاستخدام الحرب الفكرية بالاستعانة بأهل القرآن ضد الارهاب الوهابى ، و

انا شاهد على ذلك ، ولكن إنقطع الأمل تماما بمجىء أوباما . رد الفعل الأمريكى على حكم أوباما فترتين هو إنتخاب ترامب الذى يمثل أسوأ ما فى اليمين الأمريكى من تعصب وعنصرية ضد المسلمين والأمريكيين غير البيض وضد المرأة وحقوق الانسان. وهو فى نفس الوقت حليف للسعودية ووهابيتها حرصا على إستنزافها.

3 ـ إنتخاب ترامب واكب تطور قوة داعش فأعطى هذا زخما لدعوة ترامب العنصرية ضد الاسلام والمسلمين داخل وخارج أمريكا . هذا هو المناخ الذى ظهر فيه هذا السفاح الاسترالى الذى قتل المسلمين فى مسجدى نيوزلندة.

4 ـ هذا السفاح الاسترالى هو المعادل الموضوعى الغربى لداعش . هو ( داعش ) الغربى.!

ثالثا : مكمن الخطورة هو هذا المناخ الذى ظهر فيه هذا السفاح الاسترالى :

1 ـ هذا السفاح الداعشى ينتمى الى نفس الدين الارهابى الذى يقتل الأبرياء فى يوم دينى ( الجمعة ) وفى مكان دينى ( المسجد ) . نتذكر أن داعش قتلت يوم الجمعة 24 نوفمبر 2017 أكثر من 300 وجرحت أكثر من 128 فى هجوم مسجد الروضة فى مدينة بئر العبد فى سيناء المصرية ، واستهدفوا الفارين من المسجد بأسلحة آلية فقتلوهم ، وهو نفس ما فعله السفاح الاسترالى ( الداعشى ) .  

2 ـ تزعم ترامب هذه العنصرية فأسس لها بالدعاية أنصارا ، إرتكب بعضهم أعمالا إرهابية ضد الأبرياء المسلمين خلال سنتين فقط من رئاسته أمريكا ، منها :

2 / 1 : في 28 يناير 2017 التهم حريق معظم مسجد في بلدة فيكتوريا قرب مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، إثر قرارات أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستهدف المسلمين واللاجئين.

2 / 2 : وبعدها بيوم، قُتل ستة أشخاص -على الأقل- في إطلاق نار على مسجد بمقاطعة كيبيك الكندية.

2 / 3 : وشهدت لندن في 19 يونيو 2017 حادث دهس استهدف مصلين قرب مسجد، أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة أشخاص.

2 / 4 : وفي 28 سبتمبر 2016 انفجرت عبوة ناسفة في مسجد بمدينة دريسدن الألمانية.

2 / 5 : بعدها بشهرين كتب عنصريون متطرفون شعارات معادية للمسلمين على جدران مسجد بمدينة بوردو الفرنسية.

2 / 6 : ثم إن هذا السفاح الاسترالى الداعشى أعلن في بيانه تأثره بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتباره "رمزا لإعادة الاعتبار لهوية البيض".وقال أيضًا إنه تأثر بكانديس أوينز، وهي ناشطة مؤيدة بشدة للرئيس الأميركي.

 رابعا : مكمن الخطورة فى هذا السفاح الاسترالى الداعشى أنه مثقف وداعية

إنه يبدأ فى الغرب صفحة جديدة فى تطبيق دين داعش  ضد المسلمين ، قتل ( الآخر ) المخالف له فى الدين والجنس . هو سفاح مثقف ايدلوجيا . ويظهر هذا

1 ـ فى تصويره لجريمته ونشرها ، أى إنه يتفاخر بما يفعل داعيا الآخرين للسير على طريقته و ( سُنّته )

2 ـ وفى أقواله يظهر منها معرفته بتاريخ الصراع بين المسلمين والغرب ، ومنها :  

2 / 1 : كتب على أحد الأسلحة "وقف تقدم الأمويين الأندلسيين في أوروبا"؛ وكتب على سلاحه عبارة ( تور 732 ) وهى تشير إلى معركة دارت في عام 732م في موقع بين مدينتي بواتييه وتور الفرنسيتين، وتعرف أيضا باسم "بلاط الشهداء" ، وانتهت بانتصار قوات الفرنجة وانسحاب جيش المسلمين بعد مقتل قائده عبد الرحمن الغافقي.وكتب على بعض أسلحته : "التركي الغليظ ّ 1683 فيينا"؛ "1683 فيينا" في إشارة إلى معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ومثلت نهاية توسعها في أوروبا. وكذلك تاريخ "1571" في إشارة إلى معركة ليبانتو البحرية التي خسرها العثمانيون أيضا. وكتب أيضا عبارة : "آكلو الأتراك" وهو اسم لعصابات يونانية بالقرن الـ 19 كانت تشن هجمات دموية ضد العثمانيين.

2 / 2 : وقال فى بيانه إنه جاء "لأنتقم لمئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب الغزاة في الأراضي الأوروبية على مدى التاريخ. ولأنتقم لآلاف المستعبدين من الأوروبيين الذين أخذوا من أراضيهم ليستعبدهم المسلمون".

2 / 3 : وفى نفس بيانه الذى بلغ 73 صفحة يعبر عن مشاعر ترامب المتعصبة ضد هجرة المسلمين ، ويعتبرهم غُزاة . يقول :  : " إن أرضنا لن تكون يوما للمهاجرين. وهذا الوطن الذي كان للرجال البيض سيظل كذلك ولن يستطيعوا يوما استبدال شعبنا". ويقول : "أنا رجل أبيض من الطبقة العاملة لكنني قررت أن اتخذ موقفا لضمان مستقبل لشعبي". وكتب على بعض أسلحته : "اللاجئون.. أهلا بكم في الجحيم. " ، واعتبر عمله :  "عملا متحيزا ضد قوة محتلة". وقال إنه كان يعتزم في البداية استهداف مسجد في دنيدن، وهي مدينة في جنوب البلاد، لكنه تحول إلى مسجد النور لأن الكثير من "الغزاة" يرتادونه " . وإختار الهجوم فى نيزلندة : لأنه  "من شأن أي هجوم في نيوزيلندا أن يلفت الانتباه إلى حقيقة الاعتداء على حضارتنا".

خامسا : الخطر القادم أكبر: هذا السفاح يعبّر عن موجة قادمة من الارهاب الداعشى الأبيض الغربى

1 ـ قال فى بيانه إنه لا ينتمي لأي حركة سياسية، وأنه نفذ الهجوم بدوافع شخصية، فهو يمثل ملايين الأوروبيين الذين يتطلعون للعيش على أرضهم وممارسة تقاليدهم الخاصة .

 2 ـ لذا أعلن كثيرون تأييده سريعا ، ظهر منها حتى الآن وقت كتابة هذا المقال : .

2 / 1 : النائب الأسترالي السيناتور فرازر أنينغ، عقب ساعات من وقوع الحادث؛ أصدر بيانا اعتبر فيه أن السبب الحقيقي لسفك الدماء في شوارع نيوزيلندا اليوم هو برنامج الهجرة الذي يسمح للمسلمين المتعصبين بالهجرة إلى نيوزيلندا في الصفوف الأولى . وألقى النائب في البيان ذاته اللوم على المسلمين وعلى الإسلام بصفة عامة، قائلا لنكن واضحين؛ فربما كان المسلمون هم الضحايا اليوم، وعادة يكونون الجناة. المسلمون في جميع أنحاء العالم يقتلون الناس باسم عقيدتهم".
2 / 2 : قال آخرون :

2 / 2 / 1 : ( لم يستهدف بريندون (السفاح ) الأبرياء. لم يهاجم المراهقين في حفل موسيقى البوب أو العائلات المستمتعة بقضاء ليلة في نزهة عامة. لقد وجّه ضربة فعالة للغاية ضد جزء من الآلة السياسية التي لا تزال تشارك بنشاط في مهاجمة شعبه ومحاولة القضاء عليهم. في إشارة إلى المسلمين الذين يدمرون وطنهم وشعبهم) هنا تذكير بارهاب داعش فى أوربا .

2 / 2/ 2 : ( ما قام به المنفذ يستحق الاحترام. ) ، ( أنه يستحق ميدالية لما قام به.) ( هى المرة الأولى التي تسير فيها الأمور على نحو مخالف) (  للمرة الأولى يغير فيها الضحايا الأمكنة، ويتم تبادل الأدوار) .هنا إشارة إلى الهجمات التي ينفذها مسلمون في أوروبا.

2 / 2 / 3 : ( إن وجود مسجدين في مدينة اسمها كرايست تشيرتش (كنيسة كرايست) يعتبر استفزازا في حد ذاته. ).

أخيرا :

1 ـ الوضع قاتم . المسلمون أقليات فى بلاد المهجر الغربى . وبين هذه الأقليات تسرى الوهابية . أى إن المناخ يجهز للأسوأ القادم. قد يكون إستعادة لصراع العصور الوسطى بين الشرق ( المسلم ) والغرب المسيحى ، يدفع ثمنه المسلمون فى المهجر . لاحظوا أن المهاجرين غير المسلمين ( من الصين وبقية آسيا ) وهم كثيرون ولكن لا يتعرض لهم أحد .

2 ـ وقلناها فى أول مقال لنا فى جريدة الأخبار المصرية عام 1989 : ( القرآن هو الحل ) .!

3 ـ كم عدد الضحايا من الجانبين من عام 1989 وحتى الآن ؟!

4 ـ أفلا تعقلون ؟!.

 

التعليقات

اسامة قفيشة

مكمن الخطورة

داء التطرف و الإرهاب معلوم للجميع , كما أن دواء هذا الداء معلومٌ أيضا و لكن لا حياة لمن تنادي , التطرف و الإرهاب له منبع واحد فقط , لا علاقة له بالدين أو الجنس , منبعه هو الخطاب الذي يميز بين البشر على أساس الدين أو العرق أو اللون , هذا الخطاب العنصري المقيت هو أساس التطرف و الإرهاب , حتى و إن كان الخطاب خطاباً لا يمت للدين بصله , فالمتطرف الإرهابي هو حصيلة الخطاب العنصري , و هؤلاء القتلة السفاحين يرضعون من أثداء هذا الخطاب المختلفة و المتنوعة ( ثدي الدين و ثدي العرق و ثدي اللون ) . ما يقلقني أكثر هو التفاعلات التي جاءت على بثه المباشر أثناء تنفيذه لهذا الجرم , فغالبها مؤيد و مهلل لما قام به , فيبدو لي بان الإرهاب العنصري قد بدأ يتغلغل في نفوس الغرب !. رحم الله جل وعلا جميع القتلى و لأهلهم و أحبتهم خالص العزاء و المواساة . 

 

د مصطفى اسماعيل حماد

لا تصدق كل ما يقال

وقع د صبحى فى خطأ جسيم عندما صدق قوما هوأكثرعلما بكذبهم وبتلفيقهم منى ،ولست فى حل من تبيان هذا الخطأ ،الفاحص المدقق سيعلم ماذا أعنى ،والآية  ( وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴿١١٢﴾النساء،)  الآية الكريمة هى مفتاح حل اللغز.

د مصطفى اسماعيل حماد :

عفوا أخى إسامة 

أخى أسامة تقول بأن الإرهاب العنصرى قد (بدأ) يتغلغل فى نفوس الغرب!!! أمثلك يا أخى يقع فى هذا الخطأ؟ اذكرلى يا أخى زمنا لم يكن فيه هذا الغرب عنصريا إرهابيا بغيضا!! حتى مع بعضهم البعض ،راجع الحروب الرومانية مع القبائل الأوروبية تجدها تنتهى بالإبادة الكاملة للمهزوم والناجون يباعون عبيدا،ألم يترك الإنجليز شعب أيرلندا الأبيض المسيحى يموت جوعا والبطاطس فى انجلترا تلقى للخنازير؟ثم أين السكان الإصليون لثلاث قارات كانت مأهولة بالسكان؟هؤلاء يا أخى قوم لايعرفون سوى نفى الغير عرقيا ودينيا ، حتى الإرهابيين عندنا هم صنيعتهم وإلا فأجبنى على من تتكئ الوهابية التى أفرزت لنا العناصر التى كونت منها المخابرات الأمريكية تنظيمات القاعدة وطالبان وداعش؟،والبقية تأتى،أرأيت مثل هذا المكر؟ يجندون أبناءنا بأموالنا لخرابنا وقتلنا وتشويه ديننا!!!ونحن نيام فى سبات لاصحو منه ,أجل ليس لها من دون الله كاشفة ولاحول ولا قوة إلابالله العظيم.
(لم أذكرإرهابهم ضد العرب والمسلمين فى الماضى والحاضر لأنه معلوم لكم جميعا وحتى لايتسع الخرق على الراقع ).

 

إياس ..

اللغز المزعوم

مصطفى اسماعيل حماد

: كل الاحترام :

فى الاية 113 من سورة النساء يقول الله فيها (من يكسب) ولا اعتقد ان الدكتور قد قتل الابرياء فهو يطرح وجهه نظر . يرجى توضيح ما تود ان ترمي به غيرك من خطأ ليصححه على الاقل ولطرح فكر بناء وليس فوازير رمضان.

 

أسامة قفيشة

أشكرك جزيلا أخى دكتور مصطفى :

ربما قد خانني التعبير , فكان يتوجب علي القول ( قد بدأ يعود مجدداً ) , فنحن لا ننكر على الغرب بأنهم يظهرون التسامح و التعايش و تقبل الآخر في العصر الحديث , و ما أخشاه الآن هو عودتهم لإنكار هذا التسامح مجدداً , و رفضهم للتعايش السلمي و عدم تقبلهم للآخر بناءاً على الخطاب العنصري المتمثل بالعرق و الدين و اللون , و هذا ما لمسته حقاً في مشاركاتهم و تعليقاتهم على البث المباشر لتلك الجريمة البشعة , و هذا ينذر بقدوم داعش بصورته الغربية . 

 

أحمد صبحى منصور

شكرا أحبتى أكرمكم الله جل وعلا :

لم أكتب موجزا للصراع العربى الأوربى عبثا . وأشرت الى كتاب ( مسلسل الدماء فى تاريخ الخلفاء ) . تاريخيا فالخلفاء الفاسقون هم الذين بدءوا الحرب ضد الروم وضد الفرس. وهم الذين توسعوا حتى وصلوا جنوب فرنسا و مشارف القسطنطينية ، وهم الذين جعلوها عقيدة دينية تقسم العالم الى معسكرين ، وهم الذين الذين اختلفوا مع شركائهم فكانت حروبا أهلية دينية لا تزال مستمرة . قرآنيا الله جل وعلا ذكر إنتصار الروم فى سورة الروم وجعل وعدا أن ينتصروا على عدوهم وحينئذ سيفرح المؤمنون. المؤرخون (المسلمون ) تجاهلوا ما يدل على هذه الآيات الكريمة لآنهم عاشوا فى عصر العداء للروم.

 ومع إستمرار عقيدة تقسيم العالم الى معسكر الايمان ( السلام ) ومعسكر الكفر والحرب فقد تغلغل العداء بين الجانبين . لا نلوم الغرب فهم المُعتدى عليهم من البداية ، ولكن الوم يقع على المعتدى. الغرب من اوربا وامريكا لم يصنعوا الخلاف بين الشيعة والسنة ولم يتسببوا فى معارك صفين ومذبحة الحسين. العرب والمحمديون لا يزالون يعيشون الفتنة الكبرى ويقتتلون حتى الآن . بعضنا لا يزال ضحية التفسير التآمرى ، وقد شفانا الله جل وعلا من هذا الداء. هذا الداء يجعل العرب أبرياء والمستبد العربى بريئا ، و يجعل الغرب هو المتهم الوحيد. يطلبون من الرئيس فى الغرب أن يدافع عنهم وهو قد إنتخبه شعبه ليخدم شعبه وليس ليخدم العرب. وعليه أن يخدم شعبه ما استطاع . بدلا من إنتظار العون من الغرب لماذا لا يطلبون من المستبد أن يترفق بهم. ؟ لا يمكن أن ينصلح حالنا طالما نفكر بهذه الطريقة. إذا كان الغرب أحيانا يكيل بمكيالين فالعرب والمحمديون يجعلون الكيل بمكيالين دينا.

حين كتبت المقال كنت فى حالة إكتئاب قصوى حتى بعد الانتهاء منه لم استطع مواصلة العمل. لماذا ؟ لأننى أحمل فى قلبى الانتماء الى المستضعفين فى الأرض بغض النظر عن الزمان والمكان والدين والجنس والعنصر . ولأننى أعلم أن المستضعفين فى الأرض سيكونون ضحايا للثأر القادم بين داعش العرب وداعش الغرب .
أهتم فى المقدمة بالأقباط المصريين ، قد تستهدفهم داعش وهم لا حول لهم ولا قوة. وهم لاشأن لهم بما يحدث فى نيوز لندة او فى كاليفورنيا . اللهم رحمتك بعبادك المستضعفين فى كل مكان .

 

مصطفى اسماعيل حماد

سامحك الله

سامحك الله أخى إياس وهل يُعقل أن يكون حبيبنا وأستاذنا هو المعنى بذلك؟ إلى أين ذهبت يا رجل؟لايا أخى إن اللغز ليس مزعوما وأؤكد لك أن الكثيرين من الإخوة يعرفون حله ولكن ربما لن يفسروه رحمة بى وخوفا على،هل هناك إيضاح أكثر من ذلك؟

مصطفى اسماعيل حماد

حنانيك يا د أحمد

كيف يكون الغرب هو المعتدى عليه من البداية ؟ ما أعرفه أن دول الشرق عموما والشرق الأوسط خاصة لم تعتد على الغرب أبدا فلم نقرأ أن الفراعنة أو دول مابين الرافدين قد قاموا بغزو الغرب لكن العكس هو الصحيح فالمقدونيون بقيادة الإسكندر هم الذين بدأوا باكتساح الشرق كله بما فيه المنطقه العربية حاليا ثم تلاهم الرومان الذين سيطروا على شمال إفريقية وشرق المتوسط حتى قيام الدولة العربية ،ويؤكد المنصفون أن الرومان وأتباعهم الغساسنة هم الذين بدأوا بالتحرش والعدوان على الدولة العربية الناشئة ولايعنينى هنا إن كانت هذه الدولة إسلامية أو قرشية  المهم أنها دولة عربية فبأى حق تواجد الرومان فى هذه المنطقة؟ وبأى ذريعة يبدأون بالعدوان؟وإذا كان المسلمون قد قاموا بغزو الأندلس فهم لم يرغموا المهزومين على تغيير ديانتهم فضلا عن أن يقوموا بإبادتهم كما فعل أحفادهم بالموريسكيين بعد سقوط غرناطة .لا يا د أحمد لايمكن المقارنة بيننا أبدا وبين هؤلاء السفاحين وكما قلتُ سابقا أن توغل الإستبداد لدينا وتوحش حكامنا لا يعنى أن نمتدح هؤلاء الجزارين.كما أنه لاشأن لى بحروب الأتراك ضد الأوروبيين فى العصور الوسطى فقد كان الصراع بينهم متبادلا وإن كان الأوروبيون هم الذين بدأوا حرب الإبادة ضد الأتراك إبان معركة ضيراليوم التى قضت فيها جحافل أوروبا على الجيش العثمانى الوليد، وكادت تقضى تماما على الدولة الوليدة لولا بسالة الأتراك واستماتتهم فى الدفاع عن وجودهم ،وما قولك فى الحروب الصليبية أكان الغرب أيضا هو المعتدى عليه؟ثم ما رأيك فى الإستدمار الذى عرف زورا بالإستعمار وما فعله من قتل وسرقة وتخريب وبث للوقيعة حاضرا ومستقبلا بين شعوب المنطقة كلها؟

حنانيك يا د أحمد

 .                                                                                           ملحوظة:

هناك غزو إفريقى واحد خلال التاريخ القديم كله وهو غزو هانيبال القرطاجى لأوروبا الرومانية ولكن على أى حال كانت حربا دفاعية لأن الرومان كانوا هم المعتدين من البداية.

Ben Levante

تعليق بدون سلام

مايؤلمني جداً في النقاشات مع العرب خصوصا عند الخوض في أمور رمادية هو انقسام المناقشين إلى فريقين، فريق لا يرى إلى السواد والآخر لا يرى إلا البياض .

إياس

إعتذارى

السيد مصطفى لك اعتذاري لاني فهمتك خطأ . اعتقدك انك تريد اثارة حماسه وتشويق لموضوع خفي ، لذلك اعتذر منك لسوء تقديري .  المشكلة ان التاريخ اصبحا دينا 

أحمد صبحى منصور

نحن نتحدث عن الحرب الدينية وليس غيرها

هناك فاتحون غزاة يملأون التاريخ ، منهم من أوربا ومنهم من اسيا ومنهم من مصر . لا شأن للمقال بهم. نحن نتحدث عن الغزو الذى يتستر بالدين ، مثل فتوحات العرب والاتراك والصليبيين والأسبان . وقلنا أن الحرب ( الدنيوية العلمانية ) تنتهى ويتم نسانها مهما بلغ عدد ضحاياها . ضحايا الحرب العالمية الثانية عشرات الملايين من القتلى , بإنتهائها حلّ السلام وعمل المتحاربون على إقامة الأمم المتحدة ، وتحالفت امريكا مع اليابان ، ثم مع ألمانيا . وبعد حرب فيتنام عادت العلاقات بين أمريكا وفيتنام ، والمهاجرون من الصين واليابان والفيتناميين لا يتعرضون لما يتعرض له المسلمون ، وقد تتكون فيهم مافيا وعصابات ولكن لا يخرج منهم إرهابيون . الحروب الدينية تستمر طالما بقى دينها سائدا . صراع الفرس والروم انتهى واصبح تاريخا . الذى استمر هو صراع السنة والشيعة لأنه مؤس على دين . الدين الوهابى يدافع عنه المستبد لأن الكهنوت السنى فى خدمته.
هذه وجهة نظرنا. ونحترم وجهة نظر من يخالفنا. 

مذبحة مسجدى نيوزلنده : فى رؤية إسلامية
هذا الكتاب
نعتبر هذه المذبحة إرهاصا بحرب عالمية جديدة ومختلفة ، لذا كتبنا مقالات تحللها وتحذر من إستمرار الدخان تحت الرماد . قمنا بتجميع المقالات فى هذا الكتاب أملا فى الاصلاح السلمى للمسلمين وإنقاذا لهم من ثقافة الارهاب الدينية التى تتناقض مع حقائق الاسلام. .
more