رقم ( 6 )
الفصل الخامس جذور معسكر الشّر فى الغرب

الفصل الخامس  جذور معسكر الشّر فى الغرب :

الحروب الصليبية 

شنائع الاسبان مع المسلمين واليهود بعد سقوط غرناطة

وحشية الفتوحات الأسبانية فى أمريكا : حين كانت أسبانيا محور الشّر

مقالات متعلقة :

 

الحروب الصليبية 

مقدمة

1 ـ كالعادة فإننا نركز على البغى الذى يحمل شعارا دينيا ، وبه يتم قتل المستضعفين المدنيين المسالمين ، وهم الذى نحملهم فى قلوبنا مهما إختلفت ألسنتهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم.

2 ـ فى معسكر الشّر لدى المحمديين عرضنا للخلافة العثمانية وأردوغان ( مشروع السلطان العثمانى تحت التجهيز ) ثم الى منطقة ( نجد ) محورا للشر ، من القرامطة الى الوهابية . نلتفت الى الغرب ونتوقف مع جذور معسكر الشّر التى أنجبت سفاح إستراليا الذى إرتكب مذبحة المسجدين فى نيوزلنده ومستعيدا وواعيا بتاريخ الصراع بين العرب وتركيا وبين الغرب. ونبدأ بالحروب الصليبية .

3 ـ وفى عام 1985 قررت خمسة كتب على الطلبة فى جامعة الأزهر كان منها كتاب ( غارات المغول والصليبيين ) وعللت فيها هزيمة العرب والمسلمين بضعف الوازع الدينى لديهم وإعتقادهم فى شفاعة النبى المزعومة. وبسبب هذه الكتب كانت محاكمتى ثم فصلى من جامعة الأزهر ودخولى السجن عام 1867. من كتاب ( غارات المغول والصليبيين ) أنقل بعض ما جاء فيه عن  الصليبىين .

أولا : حملة الشعوب الصليبية بقيادة بطرس الراهب

1 ـ لم يلتفت اليها كثيرا المؤرخون العرب . وسجلها مؤرخو الغرب.

2 ـ بالشعار الدينى ووعود البابا بالغفران إستجاب كثيرون لدعوة البابا إربان الثانى ، وتجلى هذا فى حملة  بطرس الراهب ، حملة الشعوب. معظمهم كان من ألمانيا وهولندة وغرب ايطاليا .

3 ـ أول فرقة منهم كان يقودها ( والتر المفلس ) ولقبه يعبر عنه. وتحرك بأتباعه وكان أكثرهم من الفلاحين فبدأ السلب والنهب فى أراضى بلغاريا ـ فتصدى له جنود البلغار ، فدخل بلاد المجر ، وفى الطريق واصل السلب والنهب والقتل للأهالى المسيحيين حتى بلغ أسوار القسطنطينية  فى  يوليو 1096 وسمح لهم الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول بالانتظار خارج أسوار العاصمة حتى وصول جيش بطرس الناسك.

4 ـ جيش بطرس الناسك.  لم يختلف ــ كثيرا ــ عن تابعه والتر المفلس من حيث التكوين ومن حيث الفوضى والرغبة الهائلة فى السلب والنهب والتدير والقتل . وتكون الجيش  من مجرمين وعاطلين وعواهر بجانب الفقراء من الفلاحين والعاطلين وبعض الفرسان. وبلغ عددهم حوالى 40 ألفاً. فى الطريق الى القسطنطينية هجم جيش  بطرس الناسك على مدينة سملين المجرية المسيحية على الحدود مع الدولة البيزنطية فإرتكب فيها مذبحة راح ضحيتها أربعة آلاف من سكانها ومن أهالى القرى حولها . وارتكب الجيش مذبحة أخرى فى مدينة نيش .

5 ـ  واصل الجيش مسيرته داخل الدولة البيزنطية فتصدت له حامية بيزنطية أرغمت الجيش على التفرق. ثم إلتأم شمل الجيش وواصل الزحف شرقا فوصل مشارف مدينة القسطنطينية فى اغسطس 1096 عاصمة الامبراطورية البيزنطية .

6 ـ ومع ضخامة لقبها فقد كانت تلك الإمبراطوية مثل رأس بلا جسد . رأسها كان العاصمة ذات الصيت الهائل مع بعض أراض تابعة لها ، وقد أنهكتها الحروب مع العرب والسلاجقة فى آسيا الصغرى. طلب الامبراطور البيزنطى من بطرس الراهب أن ينتظر الى حين وصول الحملة الصليبية التى يقودها الأمراء ، ولكن الراهب رفض ، ودخل بأتباعه مدينة القسطنطينية وعاثوا فيها فسادا فنهبوا البيوت والكنائس واحرقوا وسرقوا ، فنقلهم الامبراطور بسرعة الى آسيا الصغرى عبر المضايق . وإرتكبوا ابشع مذابح أخرى ضد السكان المسيحيين . وواصلوا زحفهم إلى “نيقية” قاعدة السلطان السلجوقي “قلج بن أرسلان”، ووقعوا فى كمين اعده لهم الاتراك السلاجقة . وتم الاجهاز على الحملة الشعبية وقتل والتر المفلس وهرب بطرس الناسك الى القسطنطينية.

7 ـ لا يتسع المجال لذكر الشنائع التى ارتكبها جيش بطرس الناسك ( جيش الرب ) فى القسطنطينية ، وهم جميعا مسيحيون ، هذا مع أن الامبراطور البيزنطى كان صديقا للحملة وناصحا لهم .

8 ـ قيل بإختصار : (وارتكبت هذه الحملة في سيرها كل الموبقات من سلب ونهب وقتل واعتداء على الأعراض، واغتصاب بعض الراهبات، حتى وصلت إلى أبواب القسطنطينية، فسارع الإمبراطور البيزنطي إلى نقلهم عبر مضيق البسفور إلى آسيا الصغرى، وتخلص من شرورهم، وقابل السلاجقة هذه الجحافل وأوقعوا بهم هزيمة قاسية  )

ثانيا : مقارنة بين بطرس الراهب ومحمد الفاتح

1 ـ  ولكن يهمنا المقارنة بما فعله السلطان العثمانى محمد الفتح حين إستولى على القسطنطينية ، وقد إقتحمها بجيشه فى مايو 1453 .

2 ـ دخل السلطان المدينة فوجد جنده يسلبون وينهبون كالعادة ، ووجد الالاف من الأهالى قد لاذوا بكنيسة آيا صوفيا ، فأصدر السلطان محمد الفاتح أوامره بالكف عن السلب والنهب ، فتوقف السلب والنهب فورا .

3 ـ ودخل الكنيسة وتلقاه رهبانها مرعوبين فأعطاهم جميعا الأمان . وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة فلما رأوا تسامح السلطان الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم.

4 ـ وأعطى السلطان للسكان المسيحيين حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينيين وخولهم حق الحكم في النظر بالقضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى . وفرض عليهم الجزية وحول كنسية آيا صوفيا الى مسجد .

5 ـ  الفجوة هائلة بين بطرس الناسك ومحمد الفاتح .

ثالثا : مذابح حملة الأمراء الصليبية فى تاريخ الكامل لابن الأثير 

1 ـ يذكر ابن الأثير فى تاريخ ( الكامل ) فى أحداث عام 491 هجرية أن ( الفرنجة ) حين إقتحموا مدينة معرة النعمان (، ودخلوا دورهم، فوضع الفرنج فيهم السيف ثلاثة أيام، فقتلوا ما يزيد على مائة ألف، وسبوا السبي الكثير.. ) ضحايا السلب والنهب والسبى والقتل من الأهالى المستضعفين المسالمين.! 

2 ـ وفى أحداث العام التالى 492 ، وتحت عنوان (ذكر ملك الفرنج لعنهم الله البيت المقدس ) ذكر ابن الأثير  أن الفرنج ( الصليبيين ) عندما إقتحموا القدس  (ضحوة نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان، وركب الناس السيف، ولبث الفرنج في البلدة أسبوعاً يقتلون فيه المسلمين.. وقتل الفرنج، بالمسجد الأقصى، ما يزيد على سبعين ألفاً، منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين، وعلمائهم، وعبادهم، وزهادهم، ممن فارق الأوطان وجاور بذلك الموضع الشريف، وأخذوا من عند الصخرة نيفاً وأربعين قنديلاً من الفضة، وزن كل قنديل ثلاثة آلاف وستمائة درهم، وأخذوا تنوراً من فضة وزنه أربعون رطلاً بالشامي، وأخذوا من القناديل الصغار مائة وخمسين قنديلاً نقرة، ومن الذهب نيفاً وعشرين قنديلاً، وغنموا منه ما لا يقع عليه الإحصاء  ) هذا عدا ( سبي الحريم والأولاد، ) .

 رابعا : مذبحة القدس فى كتابات المؤرخين الصليبيين :

1 ـ قال المؤرخ الصليبى الصليبي فوشيه الشارتري الذى شارك فى المذبحة : (  .. وهرب بعض هؤلاء العرب إلى برج داود، وأغلق آخرون على أنفسهم معبد الرَّبّ ومعبد سليمان، وتَمَّ شنُّ هجوم وحشي على المسلمين في فناء هَذينِ المعبدَيْنِ، ولم يكن هناك مكانٌ يمكن أن ينجيهم من سيوف رجالنا، ولو أنك كنت موجودًا هناك لغاصَتْ قدماك حتى العقبينِ في دماء المذبوحِينَ، ترى ماذا أقول؟ لم نتركْ منهم أحدًا على قيد الحياة، ولم ينجُ حتى النساء والأطفال، كم سيكون مُدْهشًا لو أنَّك رأيتَ فرساننا ومشاتنا بعد أن اكتشفوا خداعَ المسلمينَ فشقّوا بطونَ الذين ذبحوهم؛ لكي يَستخرجوا من المعدة والأمعاء العُمْلاتِ الذهبية التي كان المسلمون قد ابتلعوها وهم أحياء!! ولنفس السبب قام رجالُنا بعد أيام قلائل بجمع كومة من الجثث وأحرقوها حتى صارت رمادًا، حتى يمكنهم أن يجدوا بسهولة الذهب الذي ذكرنا خبره. عندما جرى رجالنا وسيوفهم مشرعة عبر أرجاء المدينة، ولم يُبقوا على أحد، حتى أولئك الذين يرجون الرحمة، سقط الجميع كما تسقط التفاحات العَفِنَة جميعًا من الأغصان المهزوزة، وبعد هذه المذبحة الكبيرة دخلوا بيوت السكان، واستولَوْا على كلّ ما وجدوه فيها، وتمَّ هذا بطريقة جعلت كل من كان يدخل أولاً سواء كان فقيرًا أم غنيًّا لا يجد من يُنازعه من الفرنج الآخرين، وكان له أن يحتل المنزل أو القصر، ويمتلِكُه بكل ما فيه؛ كما لو كان ملكية خالصة له، وهكذا اتَّفقوا جميعًا على هذا النمط من الملكية، وبهذه الطريقة صار كثيرون من الفقراء أثرياء . )

2 ـ قال المؤرخ الصليبي ريمون الأجوي : ( بدأ رجالنا يدخلون إلى القدس بجسارة وإقدام، وقد أراقوا من الدماء في ذلك اليوم كمية لا يمكن تخيلها.. ما إنِ استولى رجالُنا على السور والأبراج... أطاحوا برؤوس أعدائهم، بينما رشقهم البعض الآخر بالسهام، بحيثُ سقطوا من الأبراج، على حين عذبهم البعض فترة طويلة بأن قذفوهم في النار أحياء، وكانت أكوام الرؤوس والأيدي والأرجل تسترعي النظر في شوارع المدينة، وكان المرءُ يَشُقّ طريقه بصعوبة بين جثث الرجال والخيول، ولكن هذه كانت أمورًا صغيرة إذا قورنت بما جرى في معبد سليمان... ترى ما الذي حدث هناك؟! إذا ذكرت الحقيقة فإنَّها ستتعدَّى قدرتكم على التصديق؛ ولذا يكفي أن أقول: إنه في معبد سليمان كان الرجالُ يخوضون في الدماء حتى ركبهم وحزام ركابهم، والواقع أنه كان حكمًا عادلاً ومحترمًا منَ الرَّبّ أن يمتلئَ هذا المكان بدماء الكفار؛ لأن هذا المكان طالما عانى من دَنَسِهم، وامتلأت المدينة بالجُثث والدِّماء.. )

3 ـ قال المؤرخ الصليبي ( الفارس المجهول ) : ( وطاردهم رجالنا يقتلونهم ويمزقونهم حتى معبد سليمان، حيثُ جَرَتْ هناك مذبحةٌ بلغ من عُنْفِهَا أن رجالنا كانوا يخوضون في دماء أعدائهم حتى أعقابهم... لدرجة أن المعبدَ كلَّه كان يفيض بدمائهم... وفي اليوم التالي توجهوا بحذر إلى سطح المعبد، وهاجموا المسلمينَ نساءً ورجالاً، وقطعوا رؤوسهم بسيوفهم، وقذف بعض المسلمين بأنفسهم من أعلى المعبد، ثم تشاور رجالنا، وأمروا بأن يتصدق الجميع، وأن يصلوا للرب؛ لكي يختارَ بنفسه من يريده أن يحكم المدينة، كما أمروا بأن تُرمى جميعُ جثث المسلمين خارج المدينة بسبب الرائحة المرعبة؛ لأن المدينة كلها تقريبًا كانت ملأى بالجثث .. الجثث كُوِّمَتْ في أكوام كبيرة بحجم البيوت ... لم ير أحد من قبل أو يسمع عن قتلٍ بمثل هذا العدد من الوثنيينَ؛ لأنهم أحرقوا في أكوام مثل الأهرامات، ولا يعرف أحد غير الرب كم كان عددهم  ..)

4 ـ وذكر المؤرخ الصليبي ميشو أن المسلمين كانوا يُذْبَحُون ذبح النعام في الشوارع والمنازل.. )

5 ـ وذكر المؤرخ وِلْيَم الصوري أن  ( بيتَ المقدس أصبح مخاضة واسعة من دماء المسلمين، أثارت خوف الغُزاة واشْمِئْزازهم، وأنه لم يكن من الممكن النظر إلى تلك الأعداد الضخمة من القتلى دون الإحساس بالرعب، ففي كل مكان ترى بقايا جثث القتلى مقطوعي الرؤوس والأيدي، وكانت الأرضُ مغطاةً بدماء القتلى )

6 ـ ونقل المؤرخ ديورانت عمن حضروا تلك المذابح وشاركوا فيها قولهم: (  إنَّ النساء كن يُقتلن طعنًا بالسيوف والحراب، والأطفال الرضع يختطفون بأرجلهم من أثداء أمهاتهم، ويُقذف بهم من فوق الأسوار، أو تُهَشَّم رؤوسهم بدقها بالعمد )

7 ـ وذكر مؤلف كتاب "أعمال الفرنجة: ( أن جثث قتلى المسلمين وُضعت في أكوامٍ حتى حاذتِ البُيُوتَ ارتفاعا ) .

8 ـ السبب فى هذا التطرف فى الوحشية إعتقادهم أنه يرضى ( الرب ). وهذا شأن الحروب الدينية .

رابعا : مقارنة ما سبق بما فعله صلاح الدين الأيوبى عندما إستعاد بيت المقدس فى 27 من رجب سنة 583هـ / 29 من أكتوبر 1187 

 1 ـ عندما تحقق الصليبيون داخل مدينة القدس أن جيش صلاح الدين أوشك على إقتحامها طلبوا الأمان والتفاوض . ( .. فاتفق رأيهم على طلب الأمان، وتسليم البيت المقدس إلى صلاح الدين، فأرسلوا جماعة من كبرائهم وأعيانهم في طلب الأمان، فلما ذكروا ذلك للسلطان امتنع من إجابتهم، وقال: لا أفعل بكم إلا كما فعلتم بأهله حين ملكتموه سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، من القتل والسبي وجزاء السيئة بمثلها. ) . 2 ـ وفى النهاية إستجاب لهم صلاح الدين . وتم الاتفاق على  ( بذل الأمان للفرنج، ) وأن يدفعوا فدية . يدفع الرجل عشرة دنانير غنيا أو فقيرا ، والمرأة خمسة دنانير والطفل دينارين . ويرحلون فى أمان .

3 ـ كان عددهم ستين ألف رجل سوى النساء والأطفال. كلهم خرجوا بأموالهم ونفائسهم . منهم ( بعض نساء الملوك من الروم قد ترهبت وأقامت به، ومعها من الحشم والعبيد والجواري خلق كثير، ولها من الأموال والجواهر النفيسة شيء عظيم، فطلب الأمان لنفسها ومن معها، فأمنها وسيرها . ) (  وخرج البطريك الكبير الذي للفرنج، ومعه من أموال البيع منها: الصخرة والأقصى، وقمامة وغيرها، ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وكان له من المال مثل ذلك، فلم يعرض له صلاح الدين، فقيل له ليأخذ ما معه يقوي به المسلمين، فقال: لا أغدر به؛ ولم يأخذ منه غير عشرة دنانير، وسير الجميع ومعهم من يحميهم إلى مدينة صور ) (  ثم قبض من الفرنج ما كانوا بذلوه عن أنفسهم من الأموال، وأطلق السلطان خلقاً منهم بنات الملوك بمن معهن من النساء والصبيان والرجال، ووقعت المسامحة في كثير منهم، وشفع في أناس كثير فعفا عنهم، وفرق السلطان جميع ما قبض منهم من الذهب في العسكر، ولم يأخذ منه شيئاً مما يقتني ويدخر، وكان رحمه الله حليماً كريماً مقداماً شجاعاً رحيماً‏. ) .

4 ـ كثيرون ممن عفا عنهم صلاح الدين الأيوبى حاربوه فيما بعد .

5 ـ صلاح الدين الأيوبى إتخذ دينا أرضيا معتدلا هو التصوف السنى ، حارب دين التشيع ووقف ضد دين السنة الحنبلى المتشدد وضد دين التصوف المتطرف .

التعليقات

Ben Levante

( سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ )

السلام عليكم
عندي كل القناعة بأن نزعة الخير والشر موجودة في كل نفس بشرية (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿الشمس 7 - 8﴾، ولست من الناس الذين يكرهون الغرب، بالعكس فأنا أعيش بينهم وسعيد بذلك، وأشعر أن تصرفاتهم كأفراد أقرب للاسلام من الذين يدّعون الاسلام. أنا أرفض رفضا باتا إلقاء اللوم على الغرب في كل صغيرة وكبيرة تحدث للعرب أو للمسلمين. هذه مقدمة صغيرة لكي لا أُفهم خطأ من أحد.
نحن هنا في صدد تحليل ما جرى ويجري من بغي وعدوان من البشر، والاستاذ منصور يركز على بغي وعدوان وظلم البشر لله ويعتبره أقسى أنواع الظلم (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ...الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿الأنعام: ٩٣﴾). هذا حصل في كل رسالة الاهية وليس عندي مشكلة معه في هذا الصدد.. اختلاف وجهات النظر تظهر عندما ننتقل من ظلم البشر لله إلى ظلم البشر للبشر. هنا يقول الاستاذ منصور أن أسوأ أو أقسى أنواع الظلم هو ما كان يستخدم الدين لتبريره "التحديد هنا هو إستخدام الدين فى البغى والعدوان. وهذا حدث من الغرب ومن العرب ، ولكن كان العرب هم البادئون . وواضح أننا نفرق بين العدوان العلمانى بدون إستخدام الدين والعدوان الباغى الذى يستخدم الدين"، يعني بما معناه (البادي أظلم)، ثم إنه يرى فرقا بين ظلم المسيحيين وظلم الملسمين "ولكن هناك فرق بين ظلمهم لإله مصنوع أسموه المسيح وبين الله جل وعلا الواحد القهار الذى ظلمه ولا يزال يظلمه أولئك البغاة المعتدون من الخلفاء الفاسقين وحتى الداعشيين الوهابيين." وكأن المسيحيين يخرجون الله من المعادلة.
أنا أقيس الظلم بما يسببه أحد الاطراف للطرف الآخر – أنا أتكلم هنا عن الظلم، أي عن عقاب الآخر لذنب لم يقترفه أو أن يكون العقاب غير متناسب مع الذنب المقترف. يمكن أن يكون الدافع ديني، فيعتقد طرف مثلا بوجوب قتال المشركين. يمكن أن يكون قومي إذ تشكل القومية الاخرى تهديدا فتحارب. أو أن تُتهم مجموعة ما بأنها السبب في المشاكل التي تحصل في المجتمع فيُعمل على التخلص منها، كما حصل مع اليهود في عهد النازية. أو الشعور بأن المجموعات البشرية الاخرى لا يحق لها ما يحق لك فتحاربها لتتخلص منها، كما حصل للسكان الاصليين في أمريكا. هناك أسباب ودوافع لا تحصى، وحتى يمكن أن يُظلم أنسان بدون أي دافع – ربما للترفيه. ليس الدافع مقياسا للظلم وإنما مدى الظلم وقساوته. وهذا يعود إلى مدى التعصب للدافع وطبيعة القائم بهذا الظلم، فالبدوي النجدي أكثر قساوة من غيره.
قصة على الماشي: في هذه الايام تحاكم ألمانية اعتنقت الاسلام وسافرت إلى أراضي الدولة الاسلامية آنذاك. هي متهمة بترك طفلة أيزيدية عمرها خمس سنوات تموت عطشا دون مساعدتها، إذ أن زوجها (اشترى) هذه الطفلة وعندما مرضت وبللت فراشها، عاقبها الزوج بربطها بسلاسل من الحديد تحت الشمس في خارج البيت لتموت عطشا. لماذا قام هذا المجرم بهذا العمل؟ هل هو دافع ديني (أرضي)؟ لا يمكن، فلا أدري أن أحدا من ذوي العمائم أحل مثل هذا العمل.

 

 

 

 

شنائع الاسبان مع المسلمين واليهود بعد سقوط غرناطة

 

مقدمة

1 ـ فتح الأمويون الأندلس عام 92 هجرية / 107 ميلادية) . وعاشت الأندلس تحت حكم المسلمين الى أن سقط آخر معقل لهم ( غرناطة ) عام 897 هجرية / 1492 ميلادية . خلال ثمانية قرون عرفت الاندلس حياة رائعة من التسامح ، أشاد بها كثيرون ، بعضهم من الغرب. شمل التسامح التزاوج والحياة الدينية والثقافية لجميع السكان . كانت نموذجا فريدا فى الغرب . 

2 ـ بإستيلاء فرديناد وإيزابيلا على غرناطة آخر معقل للمسلمين إكتملت فى إسبانيا دولة دينيه سلطوية تتحكم فيها الكنيسة ، تعين فيها الطنيسة الملوك والأباطرة الذين يحكمون بحاكميه تسمى ظل الله في الأرض أو قانون الحق الإلهي ( Divine right of king) .وبدأ عهد من التعصب الأعمى عصف بالسكان المسلمين واليهود الذين أصبحوا مستضعفين تحت السلطة الجديدة ، والتى رسمت سياسة للقضاء على غير المسيحيين ، بل نال هذا التعصب من مساجد المسلمين ومظاهر حضارتهم.  ونعطى بعض تفصيل :

أولا : ( لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴿١٠﴾) التوبة )

1 ـ بعد حصار إستمر تسعة أشهر تسلم فرديناند الخامس غرناطة من أميرها العربى أبى عبد الله بن أبى الحسن الأحمر . كان هذا التسليم وفق معاهدة بينهما تنص على إحترام الأسبان للسكان وشعائرهم وتأمين الصغير والكبير وعدم إيذاءهم أو الإستيلاء على أموالهم أو عقارهم مع إحترام شريعتهم وحرمة مساجدهم وتولية المسلم على المسلم ، وألا يعاقب مسلم إعتدى على كاثوليكي في زمن الحرب وألا يضع المسلم علامة او رمز يميزه عن غيره ولا يمنع مؤذن أو صائم ولا مصل من أمور دينه .

2 ـ   فى يوم التسليم دخل الجيش القشتالي غرناطة، وتأكيدا على حربه الدينية الصليبية رفع الجيش الأسبانى فوق برج قصر الحمراء صليبا فضيا كبيرا كان يضعه الملك فيرديناند على عنقه في حروبه مع غرناطة،  ثم أُعلنوا تبعية غرناطة ليس لأسبانيا بل للحكم الكاثوليكي. أى دولة دينية كاثولوكية . وبهذه الصفة كان تعاملها مع المسلمين واليهود برغم المعاهدة.

3 ـ وكما إخترع السنيون المتعصبون حديثا زعموا فيه أن النبى محمدا قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ..) فإن أسقف غرناطة زعم ( مناما ) رأى فيه المسيح ( وهى نفس مزاعم أئمة المحمديين عن رؤيتهم النبى محمد أو رؤيتهم رب العزة فى المنامات ) . زعم اسقف غرناطة أن المسيح ظهر له وأمره بالعمل على إجبار المسلمين واليهود فى اسبانيا على دخول الكاثولوكية ، ووافقه الملك ، وبهذا إحتل هذا الأسقف المساجد وحولها الى كنائس وصادر الأوقاف الاسلامية واليهودية لصالح الكنيسة ، وقامت إحتجاجات من المسلمين فقوبلت بالاعدام الجماعى والسجن والتعذيب. 

5 ـ وبدأت محاكم التفتيش عملها فى إسبانيا .

ثانيا : محاكم التفتيش 

1 ـ فى تاريخ المحمديين فى العصور الوسطى لم تكن المحاكمات الدينية شائعة مثل أوربا وقتها. كانت الكنيسة الكاثولوكية تضطهد مناوئي البابا بالمحاكمات الكنسية أو محاكم التفتيش. أشهر الضحايا كان الراهب الواعظ سافونا رولا الذى كان ينتمى الى طائفة الدومينيكان ، وقد إحتج على البابا إسكندر السادس المشهور بإنحلاله الخلقى وتدخلاته السياسية . تعرض سافونا رولا الى محاكمة مقترنة بالتعذيب للحصول على إعترافات مزيفة له ، وبعدها أحرقوه عام 1498 .

 2 ـ القسّ الأسبانى توماس دي تركميادا،  كان المعلم الروحي لأميرة القشتالية إيزابيلا منذ صغرها ، وغرس فيها التعصب ، وهو من أسهم في زواجها من فرناندو الأراغوني لتوحيد الإمارتين وضرب ما تبقى من الوجود الإسلامي في الأندلس. وبنفوذه إنتقلت محاكم التفتيش الى إسبانيا فى عام 1478 ، حيث حصل فريدناند وإيزابيلا على موافقة البابا سيكيستوس الرابع على حق تأسيس محاكم تفتيش إسبانية مسقلة عن البابوية يقودها القسّ الأسبانى توماس دي تركميادا. وهى تهدف الى الحفاظ على العقيدة الكاثوليكية في إسبانيا ومستعمراتها .

3 ـ بسقوط غرناطة عام 1492 صدر مرسوم بعملها يفرض على المسلمين واليهود التنصر أو ترك أسبانيا . تأكد هذا بمرسوم آخر عام 1502. وأصدر شارل الخامس عام 1524 مرسوماً يحتم تنصير كل مسلم بقي على دينه، وإخراج كل من أبى النصرانية من إسبانيا، وأن يعاقب كل مسلم أبى التنصير أو الخروج في المهلة الممنوحة بالرق مدى الحياة، وأن تقلب جميع المساجد الباقية في إسبانيا إلى كنائس. ظلت محاكم التفتيش تؤدى دورها البغيض حوالى ثلاثة قرون ونصف القرن حتى أُلغيت نهائيا فى 15 يونية سنة 1834 . ولا يزال هناك من يؤيدها ، بدليل أنه فى نهاية عام 1960 أضافوا اسم "جوان دو ريبيرا" (مخطط عملية الطرد والإبادة وخطف الأطفال) إلى قائمة القديسيين.

4 ـ  ومن عام 1492 وتحت قيادة رجال الدين الأسبان لاحقت محاكم التفتيش المستضعفين من المسلمين واليهود فى كل البلاد لإجبارهم بالتعذيب على الدخول فى الكاثولوكية.

5ـ  ومن طرق التعذيب وقتها : إملاء البطن بالماء حتى الاختناق، وسحق العظام بآلات ضاغطة، و ربط يدى المتهم وراء ظهره، و ربطه بحبل حول راحتيه و بطنه و رفعه و خفضه معلقا سواء بمفرده أو مع أثقال تربط به، و الأسياخ المحمية على النار، و تمزيق الأرجل، و فسخ الفك.   وكان لهم توابيت مغلقة بها مسامير حديدية ضخمة تنغرس في جسم المعذب تدريجيا، وأيضا أحواض يقيّد فيها الرجل ثم يسقط عليه الماء قطرة قطرة حتى يملأ الحوض ويموت. كانوا أيضا يقومون بدفنهم أحياء، ويجلدونهم بسياط من حديد شائك، وكانوا يقطعون اللسان بآلات خاصة.

 6ـ وشاع الإعدام بالإحرق طبقا للسنّة السائدة فى محاكم التفتيش . وكان تنفيذ الأحكام، خاصة الإعدام والحرق، يقع في ساحات المدن الكبيرة، وفي احتفال رسمي يشهده الأحبار والكبراء بأثوابهم الرسمية، وقد يشهده الملك. وكانت هذه الأحكام تنفذ في المحكوم عليهم بالجملة، وقد يبلغون العشرات الذين ينفذ فيهم الحكم أمام جموع الشعب التي تهرع لمشاهدتها. ومما يذكر في هذا المجال أن الملك فرناندو الكاثوليكي كان يعشق مواكب الإحراق ، ويحرص على مشاهدة حفلات الإحراق، وكان يمتدح الأحبار المحققين كلما نظمت حفلة منها.

7 ـ وصدرت تعليمات بإحراق المساجد والكتب ومنع الزى المعتاد للمسلمين واليهود وتحريم الكلام بالعربية والغناء العربى والزواج الإسلامي ، وحظر الختان، وحظر الوقوف تجاه القبلة،  وإذا وجدوا رجلا لابساً للزينة يوم العيد عرفوا أنه مسلم فيصدر في حقه الإعدام. وكذلك لو وجدوا في بيته مصحفا، أو امتنع عن الطعام في رمضان، وكانوا يكشفون عورة من يشكون أنه مسلم، فإذا وجدوه مختونًا أو كان أحد عائلته فمصيره الإعدام حرقا. وكان يجرى إحراقهم جماعيا فى الميادين والساحات العمومية علنا وأمام الملأ . وبلغ عدد الضحايا حتى سنة 1577 نصف مليون مسلم ـ و كانت ضمن أكبر حرب إبادة شهدها التاريخ الوسيط.هرب كثيرون الى الجبال والغابات فلاحقتهم السلطة الأسبانية فى حملات عسكرية ، تعتقلهم وتسوقهم الى معسكرات التعذيب ثم الحرق فى الساحات العامة. إضطر الكثيرون الى الهرب الى شمال أفريقيا وغيرها للنجاة بحياتهم .

8ـ  ولكن ظل فى أسبانيا مسلمون ويهود رضوا بالدخول فى المسيحية . ولكن دخولهم المسيحية لم يمنحهم النجاة . أطلق عليهم الأسبان إسم ( المورسيكيين ) تحقيرا ، واخضعوهم الى محكمة تفتيش أخرى لإختبار إخلاصهم للمسيحية ، منها الإجبار على مداومة شرب الخمر وأكل لحم الخنزير. إذا لوحظ فى أحدهم تهاون كان التعذيب فى إنتظاره ، حيث تفنن الأسبان فى فنون التعذيب ، يحسبون أنهم بهذا التطرف فى البغى والعدوان يحسنون صُنعا. 

 9 ـ في القرن السابع عشر أصدر الملك فيليب الثالث قراراً بطرد مئات الآلاف من الموريسيكيين مع بقاء أطفالهم في إسبانيا ليقوم الرهبان أو أي أشخاص آخرين موثوق بهم بتعليمهم المسيحية مع إبقائهم عبيداً بغير زواج. وفيما بين عامي 1609-1614 تم طرد ما لا يقل عن 500 ألف شخص إلى المغرب وتونس والجزائر بعد نهب ومصادرة ثرواتهم وأملاكهم.ثم تابعهم الأسبان بالهجوم على موانىء شمال أفريقيا . 

10 ـ يقول جوستاف لوبون فى كتابه ( حضارة العرب ) : ( يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب و الاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون  على المسلمين المنهزمين ، فلقد عمّدوهم ( أى قاموا بتنصيرهم ) عنوة، و سلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. و اقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء و الأطفال، و هكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي». و كان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه. و كان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرون ، و حجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين و الكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية».

أخيرا

1 ـ إنتهت فى الغرب الدولة الدينية وسيطرة الكنيسة ومحاكم التفتيش والحق الملكى المقدس ، وبدأ الغرب يدخل فى الديمقراطية وحقوق الانسان معززا حرية الدين والفكر والتعبير ، وبدأت حركة فكرية نقدية تنال من كل ما كان مقدسا من قبل ، وبدأت حركة مراجعة وإعتذار عما حدث من قبل . وبهذا تقدم الغرب ..ولا يزال ..

2 ـ أما عندنا فلا تزال ثقافة العصور الوسطى سائدة ومتحكمة بالكهنوت والاستبداد والحروب المذهبية ومحاكمات التفتيش التى تضطهد المفكرين والمصلحين المسالمين الذين يخرجون على ثقافة القطيع .

3 ـ ونحن أهل القرآن أوضح مثال لهذا. نحتكم الى القرآن الكريم الذى يزعم المحمديون الايمان به ، وندعو الى مناقشة تراث ( المسلمين ) و( أديانهم الأرضية ) وتاريخهم فى ضوء الاحتكام الى القرآن الكريم ، وهى دعوة سلمية إصلاحية تكتشف القيم الاسلامية العليا التى هجرها الصحابة وخلفاؤهم منذ الفتوحات الكبرى . وقد أصبح مجرمو الحرب آلهة عند المحمديين ، كما تم تأليه الأئمة ممّن كذب على النبى محمد وإختلق وحيا كاذبا وشريعة ضالة مضلة .

4 ـ ولهذا لا يتقدم المحمديون . حتى ثوراتهم على الاستبداد تتعثر لأنه لا يزال فى قلوبهم تقديس للكهنوت ولا يزال للكهنوت سيطرة عليهم ، قد يتغير مستبد ولكن يأتى مستبد بعده ، وتتكرر المعاناة ، ولا يمكن الاصلاح إلا بالحرية المطلقة فى الدين والتعبير بكل أشكال التعبير.

5 ـ فى الغرب يحتفلون بمن ينتقد تاريخهم السابق ومن ينتقد أئمتهم وشخصياتهم التاريخية الكبرى . أما نحن فنتعرض الى السبّ والشتم حين نذكر المسكوت عنه من التاريخ المعتمد والكتب المعتمدة . نحن لا نخترع تاريخا ولا نتقول على أئمة الحديث والتفسير والفقه ، بل ننقل ما هو مكتوب ونناقشه مناقشة عقلية ومع عرضه على الميزان وهو القرآن الكريم . ولا نفرض رأينا على أحد ولا نفرض أنفسنا على أحد ، ولا نطلب أجرا من أحد ، ونعفو ونصفح قدر المستطاع ونحترم حق كل إنسان فى رفض ما نقول . ومع هذا نتعرض للسبّ والشتم. لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم .!

6 ــ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

التعليقات

سعيد على

الحرية وحدها طريق التقدم و التطور.

يتقدم العالم و يقدم حلولا لتبسيط الحياة و صعوباتها .. بالبحث و التطوير تقدم العالم بتقديم إختراعات في شتى مجالات الحياة .. العالم أصبح قرية صغيرة و مع إختلاف الثقافات و الأديان فالحرية و القانون هما الضابطان لصهر كل تلك الخلفيات في قالب الحرية .. نتخيل لو أن العرب بالذات إمتلكوا أسلحة نووية و دمار شامل ة و سيطرة الكهنوت الوهابي فكيف سيكون وضع العالم الآن !! جاء في سطور هذا المقال : ( خلال ثمانية قرون عرفت الاندلس حياة رائعة من التسامح ، أشاد بها كثيرون ، بعضهم من الغرب. شمل التسامح التزاوج والحياة الدينية والثقافية لجميع السكان . كانت نموذجا فريدا فى الغرب ) و هنا نتسآل كيف لتلك اللحمة المجتمعية أن تنهار أما الكهنوت الديني الأسباني ؟ و هل سيعيد التاريخ نفسه ليتشكل كهنوت آخر و يقضي على دول الحرية و التطور في أوروبا و أميركا ؟ لا سيما في ظل بذور التطرف التي تظهر في صور أحزاب يمينية و أفراد مثل هذا الأسترالي كما و أن وصول رؤساء ذوي نزعة عنصرية لا سيما ( للبيض ) كدونالد ترامب . العلمانية الرائعة ظهرت بصورة راقية و عملية في نيوزيلندا و لكن العنصرية ظهرت كذلك في بعض أعضاء للبرلمان الأسترالي .
ماذا عن الكهنوت الديني في شرق آسيا - المتقدم و المتطور - في اليابان و الصين و كوريا ؟  ماذا عن العنصرية الظاهرة و الدولة الثيوقراطية في إسرائيل ؟ ما هو مستقبل العلمانية ؟
هل هناك أمل أو بصيص منه في دول العالم العربي ؟ ما هي نتيجة التغيير في الجزائر و السودان ؟ هل ثقافة الحرية و الديموقراطية معدومة في البلاد العربية ؟ ما هي بدايات ثقافة الحرية في أوروبا و أميركا و هل هناك مؤشرات مبشرة عطفا على حركات التغير - رغم الإنتكاسات في مصر و تونس - و ضبابية الموقف في اليمن و ليبيا و الإنتكاسة في العراق ؟
و يبقى القرءان العظيم الكتاب المهجور رغم كل الحلول السامية فيه .. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

Ben Levante

وجهة نظر
السلام عليكم :
أولا: لا أحد ينكر تأثير العقائد والايديولوجيات في المجتمعات والدول التي تتبناها وحتى تأثيرها على العالم باسره، لكن آلية هذا التأثير تكمن في تطبيق البشر لهذه الاديولوجيات، فالشيوعية مثلا لا أظنها تبرر ما قام به ستالين في الاتحاد السوفييتي من تعسف وظلم، والرأسمالية لا تبرر أيضا قتل عشرات الالوف في لمحة بصر بواسطة قنبلتين نوويتين في اليابان، ومبادئ الحرية وحقوق الانسان في الغرب لا تبرر بيع الغرب للسلاح بمئات المليارات للعالم الآخر ليقتتلوا به. حتى الدساتير التي وضعتها الانظمة المستبدة نفسها لا تسمح بما تقوم به آلة القمع في هذه الانظمة. لا يوجد دين إلاهي أو أرضي يسمح بأن يقتل طفل لا ذنب له. كل هذه الاعمال الساقطة مبعثها النفس البشرية الفاجرة، وهذه موجودة في كل زمان وفي كل مجتمع وتحت تأثير أي فكر. في العالم الغربي وعموما في الدول التي تطبق الديموقراطية أو حتى جزء منها استطاعت الشعوب فيها فرض توزيع السلطة على عدة قوى تقف لبعضها بالمرصاد. هذا ما عجزت عنه الشعوب الاخرى التي لا تزال ترزح تحت وطأة أنظمة مستبده، كما هي الحال في جميع الدول الاسلامية.

ثانيا: الدولة الاموية في اسبانيا كانت امتداد أو بديل للدولة الاموية الشرقية، ولو استطاعت هذه احتلال دولا اخرى لما قصرت، فهذا كان المتعارف عليه في تلك العصور (إما أن تهاجِم أو تهاجَم). ولقد لاقت ترحيبا من السكان الاصليين لأنهم كانوا مضطهدين في بلادهم. ما عمل في سقوط هذه الدولة ليس غزو (الافرنج) المسيحي من الشمال وانما خلافات الولاة وحروبهم ضد بعضهم وتعاون بعضهم مع الافرنج ضد الآخر. ففشلت الدولة رغم التقدم الحضاري الذي وصلت إليه في ذلك الحين. لا أظن أن المسلمين في اسبانيا كانوا عدولا في تعاملهم مع الآخرين، إذاً لما كانت هذه الحروب بين بعضهم. لكن تعصبهم لم يصل إلى ماوصل إليه الطرف الآخر من الانحطاط. 

 

أحمد صبحى منصور

بورك فيك يا بن ليفينت على وجهة نظرك

أنواع العقائد :

1 ـ  هناك عقيدة دينية إلاهية ، مؤسسة على السلام والرحمة والعدل والاحسان والحرية وكرامة الانسان . وهى قلّما يعمل بها البشر ، حتى وإن زعموا الايمان بها.

2 ـ  وهناك عقائد دينية أرضية بشرية. تحمل شعار الدين الالهى ، وهو تتنوع منها المسالم ومنها المعتدى. أخطرها المعتدى الذى يستخدم اسم الدين فى جعل إعتدائه فريضة دينية.

3 ـ  وهناك عقائد علمانية يؤلفها البشر ، منها الضار كالشيوعية ومنها النافع كالديمقراطية . والبشر يختلفون فى تطبيقها.

سنناقش فى الخاتمة مسئولية المجتمع الدولى والأمم المتحدة فى هذه القرية العالمية فى أن تفرض حقوق الانسان وأن تضع حدا للإستبداد وتحكم الكهنوت فى السياسة مؤيدا للإستبداد  الاستبداد خصوصا المعتمد على الكهنوت هو سرطان هذا العالم وقد آن الوقت للبشرية أن تتخلص منه.

 

 

 وحشية الفتوحات الأسبانية فى أمريكا : حين كانت أسبانيا محور الشّر

مقدمة

1 ـ هناك فتوحات علمانية وحشية مثل فتوحات المغول وتيمورلنك وما فعله الملك بالبلجيكى ليوبوليد فى الكونجو ، ناهيك عن هتلر. لا شأن لنا بهذا هنا ، كما قلنا نقتصر على الفتوحات التى تحمل شعارا دينيا مثل فتوحات العرب والعثمانيين وغارات القرامطة والوهابيين ..والأسبان.

2 ـ العرب والعثمانيون فى فتوحاتهم لم تشمل مذابحهم المستضعفين إلا قليلا . أما القرامطة والوهابيون والأسبان فى غاراتهم وفتوحاتهم فلم يرحموا المستضعفين فى الأرض .

3 ـ لم يكن للقرامطة والوهابيين فى الدولة السعودية الأولى نفس الأسلحة القادرة على قتل الجميع مثل ما كان للأسبان . لذا كان ضحايا الأسبان فى فتوحاتهم أضعاف ما كان للقرامطة والسعوديين فى الدولة السعودية الأولى . وهناك فرق آخر بين قوتى الشر فى اسبانيا ونجد ، هى أن ضحايا القرامطة والوهابيين فى الدولة السعودية كانوا من المحمديين فى شبه الجزيرة العربية والشام والعراق ولم ينج منهم الحجاج الى البيت الحرام . أما الأسبان فقد كان ضحاياهم فى الأغلب من خارج الكاثولوكية سواء من المسلمين واليهود وشعوب أمريكا الجنوبية . العرب حين فتحوا اسبانيا لم يقيموا مذابح لسكانها ، ولكن الأسبان حين إستردوا الأرض أقاموا مذابح للسكان الذين عاشوا فى هذه الأرض طيلة ثمانية قرون ، ثم أقاموا مذابح لمن لم يعتد عليهم من شعوب أمريكا الوسطى والجنوبية.

4 ـ فى عصرنا وفى تمدد الوهابية فى الغرب والشرق طال الارهاب ضحايا من الغرب ، وبإستعمال الأسلحة الحديثة ، وهناك مخاوف جدية من حصولهم على أسلحة دمار شامل ـ والذى ينتحر ليقتل الآخرين الأبرياء ليس عسيرا عليه أن يدمر الجميع حتى لو كانوا من نفس دينه ومذهبه. وهناك عقيدة ( التترس ) السنية التى تبيح وتستحل قتل إبناء المذهب الواحد والدين الواحد إذا كان فى هذا قتلا مضاعفا للعدو، وهذا ما تمارسه حماس فى غزة .

5 ـ وانتهت حقبة الاستعمار الاسبانى بتخلص الأسبان من الاستبداد الكهنوتى ، وأصبحت شناعة الأسبان فى تعاملهم مع المسلمين والأنكا والأزتك والمايا مجرد تاريخ مضى ، هم ضمن الذين ينتقدونه . أما العرب والمحمديون فهم يعتبرون نقد ما فعله أسلافهم كفرا ، ولذلك فهم لا يزالون فى غيهم يعمهون ، لم يخرجوا من ظلمات العصور الوسطى بعد ، لا يزالون يقتتلون ، وكل منهم يحسب أنه يحسن صُنعا. الشعوب المسيحية فى أمريكا اللاتينية والتى عانى أجدادها من الأسبان يكرهون أولئك الاسبان ولا ينسون الظلم الذى حاق بأسلافهم . أما شعوب المحمديين فهى تقدس الخلفاء الفاسقين الذين إحتلوا بلادهم وقتلوا الأبطال المدافعين عن أوطانهم وسلبوا ثرواتهم وإسترقوا نساء وبنات وأطفال المقاتلين .

6 ـ نعرض الى لمحة سريعة من شنائع الأسبان مع شعوب فى أمريكا لم تعتد عليهم ولم تسمع بهم أصلا ، ففوجئوا بالأسبان يقتحمون عليهم ديارهم يقتلون ويسلبون بلا شفقة ولا رحمة ، ومعهم القساوسة الكاثوليك يشجعونهم على المزيد لإبتغاء مرضاة ( الرب ).

7 ـ هذا الرب ليس سوى الشيطان المريد. هو نفس الشيطان المريد الذى سول للعرب والعثمانيين قتل الأبرياء وإحتلال ديارهم وقتل المستضعفين بعد هزيمة الجنود المدافعين عن أوطانهم.

أولا : الاسبان وشعب الأنكا

1 ـ إستمرت إمبراطورية الإنكا من عام 1100 حتى قضى عليها الأسبان عام 1532 . كانت تضم ما يعرف الآن ب بيرو وبوليفيا والإكواودور . وبلغت مساحتها ما يقرب من مليون كيلو متر مربع.

2 ـ أرسل الأسبان حملة إستكشافية يقودها فرانسيسكو بيزارو ومعه 183 رجلا فقط.  شعب الأنكا إستقبل القائد الأسبانى العسكرى بيزارو بالترحاب ، إعتقدوا أنه تجسيد لإلاههم . وتسابقوا فى تقديم الهدايا لهم ، وكانوا يضعون سبائك الذهب والفضة طعاما لخيول الأسبان. طمع الأسبان فى ذهب شعب الإنكا ، فإختطفوا الملك الذى رحب بهم وطلبوا فدية ، و تم أفتداء الملك بغرفه مليئه بالذهب. وقدرت القيمه التى دفعت بحوالى 600 الى 650 طن من الذهب والمجوهرات , وحوالى 280 مليون عمله ذهبيه , ورغم هذا فلم يتم إطلاق سراح الملك بعد دفع الفدية . كل ما سمح به القائد الأسبانى أن يتم إعدام ملك الأنكا بالشنق وليس الحرق. وعاد  ثلاثة من الأسبان من عاصمة الأنكا ( كوزكوا ) وقد سرقوا من معبدها أطنانا من الذهب يحملها مائتا رجل هندى. 

ثانيا : الأسبان وشعب الأزتيك

1 ـ كان الأزتك يعيشون فى وادى المكسيك .

2 ـ من كوبا جاء الإسبانى كورتيز مستكتشفا ومعه حوالى 500 جندى و16 حصانا ومدفع . وكالعادة إعتقد شعب الأزتك أن الأسبان آلهة وأن سفنهم معابد ، فأرسل ملك الأزتك ( موتوكوزوما ) هدايا ذهبية ونفائس يحملها مبعوثون معتقدا أنه بهذا يتقى غضب هذه الآلهة.!، فما كان من كورتيز إلّا أن قبض على حاملي الهدايا وأطلق نار المدفع أمامهم فخروا مغشيا عليهم . وهزم الأسبان الملك الأزتكى  ( موتوكوزوما ) فى معركة تشولولا، وأباد كورتيز سكان هذه المنطقة ودمر معبد هوتيز يلوبوشتلي إله الحرب لدى الأزتيك ووضع صورة السيدة مريم العذراء بدلا منه. أرعبت مذبحة تشولولا بقية قبائل الأزتك ، فخضعت .  ودخل كورتيز عاصمة الأزتك ورحب به ملكها فى القصر والذى كان متخما بالمجوهرات والذهب والنفائس ، لم يهتم الاسبان بالمجوهرات ، قاموا بصهر الذهب وإرساله الى الملك الاسبانى شارل الخامس . وفى أحد إحتفالات الأزتك الدينية والتى تتضمن تقديم ذبائح بشرية إرتعب القائد الأسبانى مما يرى ففتح النار على المحتفلين والكهنة الأزتك فقتل اكثر من عشرين ألفا.

 3 ـ  وثار شعب الأزتيك وقتلوا ملكهم ( موتوكوزوما ). وحاصروا كورتيز وهو يقوم بتجميع ما يقدر عليه من الذهب قبل ان يهرب الى اسبانيا ، ونجح كورتيز فى الهرب ، وعاد بقوة أكبر يحاصر عاصمة الأزتيك ، واسر الأسبان الملك كواهتيموك وظلوا يعذبونه حتى يعترف لهم بمخابىء الذهب ، وبعد أن عرفوها قتلوه.

4 ـ واستولى كورتيز على العاصمة الأزتكية تينوشتيتلان ، ونسفها بيتا بيتا ، وبنى مكانها مدينة مكسيكو ، وأعدم من لم يسلم نفسه من سكانها، ومن سلم نفسه أصبح عبدا يعمل فى مناجم الذهب والفضة.

5 ـ وبالاسبان انتشرت امراض جديدة بين السكان فقضت على الآلاف منهم ، ومن بقى حيا تعرض لمحاكم التفتيش الاسبانية وأرغموه الى دخول الكاثولوكية . وبهذا دمّر الأسبان حضارة الأزتك وثقافتهم. 

ثالثا : الأسبان وشعب المايا

1 ـ سكن شعب المايا فى وسط أمريكا فيما يعرف الآن ب جواتيمالا وهندوراس والسلفادور ، وكانت لديهم حضارة يقدر تاريخها بحوالي 3000 سنة. إستغرق إخضاع المايا للاسبان 170 عاما ، حيث عاش المايا فى ظل نظم حكم مختلفة ومستقلة كل منها قاوم الغزو الأسبانى، والذى كان مدفوعا للإحتلال والسلب والنهب على أنها إرادة ( الرّب ).!

رابعا : ننقل بعض شهادات تنتقد فظائع اسبانيا

1 ـ  يقول القسيس لاس كازاس في وصف السكان الأصليين: ( كانوا أكثر شعوب ذلك الزمان براءة وطيبة، وقد كان هذا مقتلهم. فكلما سمعوا بوصول الإسبان خرجوا إليهم مرحبين يحملون الهدايا. وكان الإسبان دائمًا يأخذونها ويقتلونهم على الفور، أو يدعونهم إلى سفنهم ليبحروا بهم ويبيعوهم عبيدًا . وكان هذا الأمر يتكرر في معظم القرى والمدن الهندية.)

 ( إن هذه الشعوب أسعد أهل الأرض، وإن بلادهم أسلم بلاد الله وأكثرها طمأنينة… إنها شعوب رضية لا تعرف الشر، طيبة بالغة الوفاء، بل إنها أكثر الشعوب تواضعًا وصبرًا ومسالمة وسكينة… إنها لا تعرف الضغينة ولا الصخب ولا العنف والخصام… شعوب تجهل الحقد وسوء الطوية، وتعف عن الثأر والانتقام. شعوب مرهفة ناحلة هزيلة لا تطيق أجسادها الرهق وسرعان ما يهلكها المرض… ولقد غشي الأسبان هذه الخراف الوديعة غشيان الذئاب والنمور والأسود الوحشية التى لم تجد طعامًا أيامًا وأيامًا ..)

(لقد أزهقت أرواح هؤلاء الأبرياء دون اى ذنب يذكر.  لقد قتلوا فقط من اجل الذهب ومن اجل إن يغتني الغزاة الوحشيون على حساب دماء هؤلاء الأبرياء . لقد نكلوا با الهنود الحمر شر تنكيل .)    

( وان المرء لا يستطيع إن يتخيل أبدا إن في قدرة البشر إن يقوموا بمثل هذا التخريب .لقد عشت في بلاد هذه الشعوب الهندية أكثر من خمسين عاما وشاهدت بأم عيني ما ارتكبوه من فضاعات وجور .  )

(  قتل المسيحيون كل هذه الأنفس البهية وفتكوا كل ذلك الفتك باسم الدين ليحصلوا على الذهب ويكتنزوا الثروات ويصلوا الى مراكز اكبر من أشخاصهم إن جشعهم وتطاول شهواتهم الجامحة أودى بهم إلى احتقار هذه الشعوب المتواضعة الحالمة الودودة ونهب ثروات هذه الأراضي الخصبة البهيجة  .. اننى أقول الحقيقة لانى شاهدتها بأم عيني كان المسيحيون ينظرون إلى الهنود الحمر كما لا يظرون إلى الحيوانات . وباليتهم اعتبروها حيوانات ، بل اقل قدرا من الدواب وأحط شانا من الزبل ) .

( يزعمون إن الله هو الذي أرسلهم لفتح هذه البلاد الآمنة المطمئنة , وانه هو الذي وهبهم حق تدميرها ونهب خيراتها . أنهم لا يختلفون في ذلك عن أولئك يقتلون ويسرقون ثم يقولون : "مبارك هو الرب لقد صرنا أغنياء )

أخيرا

1 ـ هل يستطيع شخص من المحمديين أن ينتقد فتوحات الخلفاء ( الفاسقين )؟

2 ـ لهذا تقدم الغرب بعد أن نظر للسلف على انه ليس السلف الصالح بل السلف الفاسد الذى لا بد من نقده .

3 ـ المحمديون يقدسون مجرمى الفتوحات ويؤمنون بتقسيم العالم الى معسكرين. وبسببهم وصلت التفجيرات الى الغرب فأحيوا ما كان كامنا من التعصب الصليبى . وظهر هذا فى ثقافة السفاح مرتكب مذبحة المسجدين فى نيوزلنده.

4 ـ  ( هى بضاعتنا رُدّت الينا ) .!

التعليقات

سعيد على

يا لقساوة البشر !! تباً لمن يبتغي عرض الحياة الدنيا.
الهدف من الحروب هو ( عرض الحياة الدنيا ) و في سبيل تحقيق هذا العرض يذهب المسالمون و تدمر الأرض التي أمر الله جل و علا بإعمارها ضحية رخيصة .. ما أجمل الصدق و الحب و الوفاء و السلام و ما أقبح الشر و الكره و الإعتداء . دين الله جل و علا السلام و اسمه جل و علا السلام و السلام بالمفهوم القرءاني الشامل هو عدم الإعتداء و بعدم الإعتداء تتأسس بيئة سليمة و بها بشر مسالمون و صدق السلام جل و علا حين يصف قراءنه العظيم بأنه يهدي به : ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم ) و نتدبر قول الحق جل و علا : ( يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا ) هنا قمة الرقي و التحضر فحتى في أتون المعركة و منظر الدمار و جثث القتلى فإذا نطق المعتدي بالسلام فواجب المؤمن قبول السلام أي رقي و أي تحضر و أي ثقافة أساسها السلام.
ربنا جل و علا هو السلام : ( هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ) سبحان الله عما يشركون من آلة الظلم و الدمار و الفساد .. التاريخ البشري عار على البشرية .. الحروب و الدمار عار على الإنسانية .. القتل خارج نطاق القانون قمة في الحيوانية المتوحشة .. القرءان الكريم هو الحل .. هو الحل بعلمانيته المؤمنة .. هو الحل بتكريمه للإنسان و حفظ حقوقه و تأمين حياته.
و مازال الإنسان يمارس هذه الوحشية بمسميات مختلفة .. و مازال الإنسان يقتل الإنسان لأسباب حقيرة و غبية و شيطانية .. متى يصحو الإنسان ليعلم أن الفطرة السليمة ترفض الإعتداء و الظلم و البغي و أن الثروات التي يتقاتل عليها البشر و يفنون في سبيلها أعمارهم تحت ذريعة دينية كانت أو غير دينية أنها زائلة لا محالة و أن الإنسان زائل بالموت و أن عمر الإنسان قصير و أن ما سيتمتع به من هذه الثروات قصير.
حسرة على من هجر القرءان و أسس مبادئ للإعتداء و كراهية الآخر .. الأقسى هو نسبة هذا الشر إلى دين الله عز و جل .

 موسى ابراهيم

الجزء الاول - لن ينتقدوهم وكيف ينتقدون آلهتهم الذين هم لهم خاشعون في بطولات وكراماتهم وفتوحاتهم:
مقالك دكتورنا الفاضل استحضر في ذاكرتي قراءتي لرسائل " الإمام الشهيد" حسن البنا، عندما بدأت محاولاً أن أفهم وأحلل فكر الإخوان المسلمين من خلال كتبهم، هذا الفكر الذي يسيطر على كل بيت ومسجد ونقابة مهندسين ومعلمين وبنك "إسلامي" ومراكز تحفيظ قرآن وإعلام وانتخابات الطلابية في الجامعات، والذين أتباعه هم الأكثرية في الأردن، سواء بوعي أو بدون وعي،وذلك بالتأييد أو التعاطف أو حتى الإنضمام والمشاركة، ولفت إنتباهي بعض أقواله المكتوبة في تلك الرسائل التي احتفظت بها، ومنها أقتبس : (
  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)) الحج ) ومعنى هذا أن القرآن الكريم يقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة ويعطيهم حق السيادة والهيمنة على الدنيا لخدمة هذه الوصاية النبيلة وإذا فذلك من شأننا لا من شأن الغرب ولمدنية الإسلام لا لمدنية المادة . فبربك عزيزي: هل فهم المسلمون من كتاب ربهم هذا المعنى فسمت نفوسهم ورقت أرواحهم، وتحرروا من رق المادة وتطهورا من لذة الشهوات والأهواء وترفعوا عن سفاسف الأمور ودنايا المقاصد، ووجهوا وجوههم للذي فطر السموات والأرض حنفاء يعلون كلمة الله ويجاهدون في سبيله، وينشرون دينه ويذودون عن حياض شريعته، أم هؤلاء أسرى الشهوات وعبيد الأهواء والمطامع، كل همهم لقمة لينة ومركب فاره وحلة جميلة ونومة مريحة وامرأة وضيئة ومظهر كاذب ولقب أجوف .

يا قومنا: إننا نناديكم والقرآن في يميننا والسنة في شمالنا وعمل السلف الصالحين من هذه الأمة قدوتنا وندعوكم إلى الإسلام وتعاليم الإسلام وأحكام الإسلام، فإن كان هذا من السياسة عندكم فهذه سياستنا، وإن كان من يدعوكم إلى هذه المباديء سياسياً فنحن أعرق الناس والحمدلله في السياسة، وإن شئتم أن تسموا ذلك سياسة فقولوا ما شئتم فلن تضرنا الأسماء متى وصحت المسميات وانكشفت الغايات . ثم أمرهم بعد ذلك أن يجاهدوا في سبيل الله حق جهاده بنشر هذه الدعوة وتعميمها بين الناس بالحجة والبرهان، فإن أبوا إلا العسف والجور والتمرد فبالسيف والسنان . والناس إذا ظلموا البرهان واعتسفوا...فالحرب أجدى على الحرب من السلم . ولهذا المعنى أيها المسلمون نفر المسلمون، بعد أن اختار نبيه – صلى الله عليه وسلم – الرفيق الأعلى في أقطار الأرض، قرآنه في صدورهم ومساكنهم على سروجهم وسيوفهم بأيديهم، حجتهم واضحة على ألسنتهم يدعون الناس إلى إحدى ثلاث: الإسلام أو الجزية أو القتال، فمن أسلم فهو أخوهم وعليه ما عليهم، ومن أدى الجزية فهو في ذمتهم وعهدهم يقومون بحقه ويرعون عهده ويوفون له بشرطه، ومن أبى جالدوه حتى يظهرهم الله عليه، (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) (التوبة: 32 )
نهاية الإقتباس

يتبع الجزء الثاني..... 

وأقول لحملة هذا الفكر الإجرامي: إن الذين يجعلون الدين دينهم ويجعلون الله تعالى حكراً لهم، وإلاههم وحدهم، كما كانت الكنيسة سابقاً تحتكر الآلهة وتقتل باسمهم، والذين يتغنون بالفتوحات في برامجهم على الراديو وفي كتبهم، والذين لا يعتذرون عن إجرام أجدادهم، ويتفاخرون ويُقدّمون تاريخهم ودولهم الغاصبة في مسلسلات مدبلجة للإيمان بهم وتمجيدهم، والذين يتاجرون بال "الأقصى" لتنشيط تجارتهم ومصالحهم، ويتبعهم المتوهمون الضالون إعتقاداً منهم أنهم يحمون دينهم، والذين يُمجّدون أصنامهم الميتة من سلفهم "الصالح" ويتقربون لهم بتطبيق تعاليمهم، ويتّبعون أعمالهم، بأن يقتلوا شعوبهم وأن يغتصبوا النساء والضعفاء منهم، وأن كل ذلك سيُغفَر لهم لأن رسولهم قال أنه شفيعهم مهما كثرت كبائرهم، والذين يؤمنون بأن  لهم الجنة عرفها الشيطان لهم، في نهر كوثرهم بوعوده الكاذبة التي سترديهم، والذين إفتروا على الله تعالى الكذب في مذاهبهم وطرقهم، والذين لا يرجون لقاء ربهم ويرجون لقاء أصناهم، الذين هم في الجنة بالنسبة لهم، والذين إذا خفّفت الخناق عنهم في دولة مدنية علمانية أجبروك في مدارسهم وبرلمناتاهم على تشريع وقوننة تعليم اطفالهم إتباع أسيادهم، وأن الإيمان بغزواتهم هو الإيمان بكتاب الله ورسولهم، وأن الغرب في تاريخه قتل ودمّر واغتصب واحتل دولهم، وأنهم إذا فعلوا مثل ما فعل الغرب فذلك لأن الله أمرهم، وأن غايتهم نشر إسلامهم وسنّة نبيهم، وأنهم لا يشبهون الغرب في أفعالهم، وأن الغرب فاسق كافر لهم الدنيا وهم لهم آخرتهم، فلا بأس إن فجروا أنفسهم، تسريعاً للقاء الحور العين في جنتهم، وأن وحشيتهم في الدين هي نفسها قول الله عن المؤمنين: أشداء على الكفار رحماء بينهم، وأن كتاب الله أحوج لسنتهم من سنتهم لقرآنهم، أقول لهم: لن تنصركم آلهتكم ولا أحلامكم، لأن الله تعالى وليّ الذين آمنوا بكتابه وحده ولم يفرقوا بين رسله وآمنوا بملائكته وكفروا بكتبكم، وسيجعلكم الله تعالى شيعاً أكثر مما أنتم عليه الآن وسيطمس على قلوبكم، ويذيقكم الخزي في كل عصر كما أذاق سلفكم، أمّا الأمانة التي أمركم الله تعالى أن تحملوها لتظهروا للبشرية أحسن ما في دينكم، من الفعو والصدق والقسط والتسامح والعدل والإحسان في قرآنكم، لم تحملوها فلم تزدكم إلا خسارا في حياتكم، فاحلموا بإلاهكم المهدي الذي سينصركم، ومن ثم انتظروا عيسى مخلصكم، لا أعرف كيف نسيتم أن تذكروا في كتبكم، أن محمداً لم يمت وأنه حيٌ سيرسله الله لكم، ليساند ويرشد عيسى في قتال أعدائكم، وهذا هو دين الخرافات والقتل دينكم، كل الأديان التي كانت تدّعي احتلال البلاد ظهرت في فترة وانتهت إلا دينكم، فهو بدأ بالمكر والتخطيط يوم توفي الرسول عليه السلام وأنتم مازلتم تؤمنون بنفس الفكر ولا مغير لعقولكم، وهذه فتنتكم من الله تعالى في بقاء دينكم لتعتقدوا أنكم أنتم المهتدون وغيركم ليسوا أمثالكم، حتى الثقب الأسود الذي جاء الغرب بصورته تغير شكله وأنتم منذ ألف وأربع مئة سنة مكانكم، أدعوا الله تعالى أن لا يجعلني ولا يجعل كل إنسان مسالم مؤمن فتنة لكم..

 

Ben Levante

.   الفكر وتطبيق الفكر 

السلام عليكم :
أنا لا أنكر ماقام به المسلمون وغير المسلمين أو ماقام به المتدينون والعلمانيون ولا أدافع عن ذلك، وهي حقائق لا ينكرها أحد فيه حتى ذرة من العقل. ليست هذه مشكلتي في موضوع الاستاذ منصور "محور الشر" . المشكلة لدي هو التركيز على محور الشر الذي يتبنّى فكرا دينيا ومحاولة تضخيمه على حساب محاور الشر الاخرى، مع الاقرار بأن هذا الاسلوب قد خفت وطأته مع تتابع المقالات. في المقالات الاولى نقرأ مثلا التالي: "وحدث هذا فى كل الحروب التى قام بها كبار السفاحين ممّن يتمتعون بلقب ( الفاتحين ) ويحتلون بلاد الآخرين... منهم من تستر بالدين فإستمرت الحروب بعده ، ومنها من لم يتمسح بالدين فانتهت اسطورته بموته" أي أن الفكر الديني استمراري بينما الآخر عرضي. ثم في آخر مقال نقرأ "هناك فتوحات علمانية وحشية مثل فتوحات المغول وتيمورلنك...، ناهيك عن هتلر. لا شأن لنا بهذا هنا ، كما قلنا نقتصر على الفتوحات التى تحمل شعارا دينيا". المقصد هنا يصبح بحث علمي عن شيء معين.
أي تصرف بشري يرتكز دائما على فكر معين، ومن البديهي امكانية استمرار التصرف طالما بقي الفكر، ولا يتميز الفكر الديني عن غيره من حيث الاستمرارية، فالفكر القومي مثلا موجود أيضا منذ القدم، ولازال موجودا، حتى في الاتحاد الاوروبي. الفكر بصورة عامة شيء وما ينتج  عنه (أي تطبيقه) شيء آخر. تطبيق الفكر، سواء كان ألهيا أو بشريا، هو من انتاج البشر ونتيجة لفهمهم له. وكما قلت في تعليقات سابقة، هو من انتاج النفس البشرية بما ألهمت من فجور وتقوى. أحيانا يتراءى لي منظر الملائكة عندما قالوا: "قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ" فأجابهم الله: "قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " – وأنا أيضا لست من العالمين. لكني مؤمن بوجود هذا الواقع وبضرورة التعامل معه – دون تكسير الزجاج... 

مذبحة مسجدى نيوزلنده : فى رؤية إسلامية
هذا الكتاب
نعتبر هذه المذبحة إرهاصا بحرب عالمية جديدة ومختلفة ، لذا كتبنا مقالات تحللها وتحذر من إستمرار الدخان تحت الرماد . قمنا بتجميع المقالات فى هذا الكتاب أملا فى الاصلاح السلمى للمسلمين وإنقاذا لهم من ثقافة الارهاب الدينية التى تتناقض مع حقائق الاسلام. .
more