سيدى الرئيس.. العقلاء قالوا فهل وصلكم؟

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٢ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


 

سيدى الرئيس.. العقلاء قالوا فهل وصلكم؟

  بقلم   د. طارق الغزالى حرب    ١/ ٢/ ٢٠١٠

 

لفت نظرى بشدة فى خطاب الرئيس حسنى مبارك يوم الاحتفال بعيد العلم حالة الغضب التى ظهرت عليه وهو يتحدث عن الحادث المأساوى، الذى حدث فى نجع حمادى، والذى وصفه بأنه أدمى قلوب المصريين جميعاً أقباطاً ومسلمين.

 

 

وشد انتباهى أيضاً قوله «إنه يتطلع إلى بناء مجتمع المعرفة القائم على العلم والبحث العلمى والابتكار.. مجتمع متطور لدولة مدنية حديثة لا مجال فيه لفكر منحرف يخلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين.. لا مكان فيه للجهل والتعصب والتحريض الطائفى.. يرسخ قيم المواطنة بين أبنائه قولاً وعملاً ولا يفرق بين مسلميه وأقباطه».

 

 

ولكن أثار عجبى واندهاشى وحيرتى قوله بعد ذلك: «إننى أسارع بتأكيد أن عقلاء هذا الشعب ودعاته ومفكريه ومثقفيه وإعلامييه يتحملون مسؤولية كبرى فى محاصرة الفتنة والجهل والتعصب الأعمى والتصدى لنوازع طائفية مقيتة، تهدد وحدة مجتمعنا وتماسك أبنائه وتسىء لصورة مصر مهد الحضارة والتسامح عبر التاريخ».

أظن أن كل من سيقرأ هذه الكلمات الجميلة الأمينة والمخلصة والحريصة على مستقبل هذا البلد، والتى خرجت من فم رئيس الجمهورية على رؤوس الأشهاد سيشعر مثلى بالدهشة والعجب والحيرة.. وستثير فى رأسه فوراً أسئلة مهمة حول هذه المرحلة الحرجة فى تاريخ الشعب المصرى: الأول ما آليات وطرق وقنوات وصول المعلومات إلى السيد الرئيس.. وهل هى طرق وقنوات مفتوحة مع ما هو مطروح فى الشارع المصرى وما تكتبه وتبديه نخبته التى سماها عقلاء الوطن من آراء.. أم أن هذه الطرق والقنوات باتت مغلقة بفعل فاعل؟!

أو على أحسن تقدير، أصبحت تمر أولاً عبر مصفاة تختار بعقلية تخريبية ومصلحية ما تريده أن يمر وما تريد أن تحجبه عنه؟ والثانى من يا ترى بات يحكم هذه الدولة من وراء ستار، وأى أجهزة جهنمية تلك التى تحول دون تنفيذ ما يطرحه عقلاء هذا الشعب من آراء وأفكار عظيمة منذ سنين، لا قيمة لها دون حكم رشيد يحول هذه الأفكار العظيمة إلى واقع يلمسه الناس جميعا، وفق قوانين جديدة تصدرها سلطة تشريعية منتخبة حقاً وتحميه سلطة قضائية لا سلطان عليها؟ سيدى الرئيس.. إن عقلاء هذا الوطن كثيرون وهم أقرب إليك مما تتصور، ومنهم قليلون ممن هم حتى من المحسوبين على حزبك ونظامك..

ألم يصلكم تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان لهذا العام، الذى تم تقديمه للمجلس القومى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف، أم تم تلخيصه فى نقاط الإشادة القليلة التى وردت بالتقرير مثل التغيرات فى نظام القضاء العسكرى وأحوال السجون التى شهدت تحسناً طفيفاً؟!

لقد طالب جمع من عقلاء هذا الوطن الذين يضمهم المجلس القومى لحقوق الإنسان بمطالب محددة لو تحققت، لتم كل ما دعوت إليه من محاصرة الفتنة والجهل والتعصب الأعمى، ولزالت معظم المخاطر التى تهدد وحدة المجتمع المصرى وتماسكه وتسىء إلى صورته فى العالمين.. فهلا قرأتم هذا التقرير كاملاً سيادة الرئيس، وأصدرتم توجيهاتكم لكل الجهات المعنية بتنفيذ توصياته وجعلها واقعاً ملموساً، وأنتم أدرى الناس بوزاراتكم ووزرائكم الذين ينتظرون دوماً التوجيهات والتعليمات؟!!

لماذا لا تصدرون توجيهاتكم إلى المجالس التشريعية التى يسيطر حزبكم الميمون عليها بالقسر وإرهاب المخالفين فى الرأى بإعادة النظر فى القوانين المنظمة لانتخابات المجالس، النيابية والمحلية القادمة لتكون بنظام القوائم النسبية الذى يمكن أن ينتج فرصاً أكبر أمام الأقباط والنساء لدخول هذه المجالس كما اقترح ذلك تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان؟..

وهل هناك شخص آخر فى هذه الدولة قادر على ذلك غيركم؟! هل هناك غيركم، سيدى الرئيس، ليأمر كما طالب التقرير نفسه بإنهاء حالة الطوارئ والإجراءات المتعلقة بها وإلغاء ما يسمى لجنة شؤون الأحزاب وتغيير قوانين النقابات المهنية، ويوجه الحكومة بأن تبدأ على الفور خطوات جادة وحقيقية لتحقيق اللامركزية فى إدارة شؤون البلاد؟!

 

اجمالي القراءات 3779
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الثلاثاء ٠٢ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45428]

هل سيحتاج 30 سنة أخرى لكي يصلح ..

هل سيحتاج الرئيس مبارك لـ 30 سنة أخرى لكي يصلح ما أفسده هو ومساعديه ، ان الرئيس مبارك لو أراد الإصلاح فهو سهل وهو قريب منه وهو يعرف جيدا من أين يبدأ وإلى أين ينتهي ، ولكنه يخشى على نفسه من هذا الإصلاح الذي من الممكن أن يدفع ثمنه بوجوده خارج السلطة .. ولا يتصور مبارك نفسه هو أو أحد من أسرته بوجودهم خارج  السلطة وذلك بسبب العداوات التي تسببها طول مكوث مبارك في السلطة .. ولذلك يرى مبارك أن في وجوده في السلطة أبد الآبدين هو حماية لأمنه القومي والعائلي ..فهل سينجح ؟؟!!

2   تعليق بواسطة   عمرو الباز     في   الثلاثاء ٠٢ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45437]

تعجبت

تعجبت عندما قرأت خطاب الرائيس لانه يتكلم عن الوحدة الوطنية والاقليات وان الدين لله والوطن للجميع تعجبت من هذا الا يتذكر الرئيس ما يفعله مساعدية او على اقل تقدير ما يفعلة جهاز امن الدوله بالمصريين المعترضين على سياسة الازهر وعلى الفكر الوهابى او اى فكر اخر ؟ او بالقرآنيين او البهئايين ادعو الرائيس الى التعقل فى كلامة وان يراجع ما يكتب ليه قبل ان يقرائة لكلى لا يخالف الواقع ويخالف سياستة نحو العلماء والمعارضين ؟

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق