تحقق نيابة النزهة فى بلاغ تقدم به عميد شرطة بالمعاش إلى النائب العام اتهم فيه ٦ من ضباط الشرطة بتعذيب ابنه (١٦ عاماً) داخل قسم النزهة، بسبب قيامه بتصوير اشتباكات وقعت بين الشرطة ومشجعين غاضبين لعدم حصولهم على تذاكر مباراة مصر والجزائر، التى وقعت أمام نادى الشمس يوم ١٢ نوفمبر الجارى.

روى العميد محمد عبدالرحمن الغنيمى فى محضر التحقيقات تفاصيل ما حدث مع إبنه قائلاً: لم أكن أتصور ما حدث لابنى ذى الستة عشر ربيعاً لمجرد رغبته فى الحصول على تذكرة لمشاهدة مباراة مصر والجزائر، حيث توجه ابنى محمد إلى نادى الشمس يوم ١٢ نوفمبر للحصول على تذكرة لحضور مباراة مصر والجزائر، اكتشف محمد وعدد من أعضاء النادى عدم وجود التذاكر فتجمهروا ووقعت مصادمات بين الأهالى والشرطة خارج النادى، مما أدى إلى اقتحام الشرطة النادى، للسيطرة على الجماهير الغاضبة، وتعدى بعض أفرادها على عدد من الموجودين داخل النادى بالضرب، حيث صور ابنى الأحداث بكاميرا فيديو وعلى هاتفه المحمول.

وأضاف الغنيمى أن عدداً من أفراد قوة قسم النزهة اكتشفوا قيام ابنه بالتصوير، فقاموا بتقييده وانتزاع الكاميرا وهاتفه المحمول وحافظة بها عدة كارنيهات منها كارنيه نادى الشرطة وبطاقته الشخصية وكارنيه نادى الشمس واصطحبوه بالقوة إلى قسم النزهة.

وقال الغنيمى إن ابنه اعترض على ما تفعله الشرطة معه، وقال لهم والدى ضابط شرطة ولا يجوز أن تتعدوا علىّ بهذا الشكل، فسبه عدد من قيادات القوة، كما سبوا والده واصطحبوه معهم إلى قسم النزهة.

وأضاف أن عدداً من ضباط الشرطة تناوبوا الاعتداء على ابنه، وأحدثوا إصابات بجسده منها سحجات بالوجه والظهر وكدمات ورضوض بسبب ضربه بالأحذية وطبنجة أحد الضباط واستخدم عصى الشرطة فى تعذيبه قائلاً: «إن أحد الضباط نزع ملابسه، وهدده بوضع عصاه فى مكان حساس، كما أمر بحبسه ومعه ٣ أحداث لا يتجاوز عمرهم ١٥ عاماً فى الحبس المخصص للبالغين».

وصرح الغنيمى بأنه توجه إلى القسم بعد أن علم من أحد أصدقاء ابنه بأن القوة أخذته معها إلى القسم، فتوجه إلى قسم النزهة وقابل العميد هشام الصاوى، مفتش مباحث بمديرية أمن القاهرة، ونائب مأمور القسم المقدم أحمد جبريل، فأنكرا وجود ابنه فى القسم ضمن من تم القبض عليهم فى أحداث شغب نادى الشمس.

وأشار الغنيمى إلى أنه أثناء خروجه من القسم سمع صراخ ابنه، فانطلق ومعه محامى زميله إلى الحجز، وهدد بالاتصال بمكتب وزير الداخلية ونقيب المحامين إذا تم منعه.

شاهدت الإصابات ولم أتمالك نفسى من الحزن -قال الغنيمى- وعدت إلى العميد هشام الصاوى ونائب المأمور وقلت لهما: ابنى موجود بالحجز ولن أترك حقه، فردا علىّ وقالا إنه يوجد عدد من الضباط والأمناء المصابين فى الأحداث التى وقعت فى نادى الشمس، وأنهما سيتركونه يخرج حالاً من القسم.

وأضاف الغنيمى أنه توجه إلى رئيس نيابة النزهة ومعه عدد من المحامين، وحرر المحضر رقم ١٩٣٤٥ جنح النزهة لسنة ٢٠٠٩، وذكر فيه ما وقع لابنه، حيث استمعت النيابة إلى أقواله وأمرت بإخلاء سبيله دون أى ضمان، كما تم إخلاء سبيل ١٨ مشجعاً آخرين، وأيضاً تم إثبات الإصابات الواقعة عليه بعد مناظرتها من وكيل نيابة النزهة، وتم تحويله إلى مستشفى هليوبوليس لتوقيع الكشف الطبى المبدئى عليه، وتم عرضه على الطب الشرعى يوم ١٥ نوفمبر الجارى، وتم إثبات كل ما به من سحجات وكدمات ورضوض وإثبات تقطيع ملابسه.

وقال الغنيمى إن نائب المأمور أمر بوضع ابنه فى حجز البالغين مرة ثانية وقال: «عشان تشتكينا فى النيابة تانى»، واتصلت بنقابة المحامين وحضر عشرات المحامين أمام قسم النزهة فى الثانية صباحاً يوم السبت، وحضر مأمور القسم وأبدى استياءه، وقال: أنا كنت فى خدمات ومعرفش إزاى يعملوا كده، واعتذر للمحامين وأخلى سبيل ابنى.

وأشار الغنيمى إلى أنه قدم بلاغاً للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود برقم ٢٠٣٢٠ عرائض النائب العام يوم ١٧ نوفمبر الجارى، كما قدم بلاغاً للمستشار محمد رمزى، المحامى العام لنيابات شرق القاهرة، برقم ٢١٤٩ عرائض المحامى العام شرق يوم ١٨ نوفمبر، وتقدم بشكوى إلى مكتب اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية يوم ١٧ نوفمبر.

وقررت النيابة إحالة الابن إلى الطب الشرعى لتحديد ما به من إصابات وطلبت تحريات المباحث.