اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٩ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصراوى
لماذا لا يشعر المواطن بأن مصر هي ..أمه
6/29/2009 2:38:00 PM
كتب – عماد سيد
- سؤال برئ أطرحه عليك عزيزي المواطن .. المصري..هل تشعر بالفعل أن مصر هي أمك ؟ ولماذا لا تشعر بذلك ؟ ومتى يمكن أن تشعر بأنها أمك؟.
وأنا أجمع أفكاري لكتابة هذا الموضوع، تذكرت غناء أحد الأصدقاء لأغنية (ما تقولش ايه ادتنا مصر وقول هاندي إيه لمصر) والتي حورها إلى (ما تقولش ايه ادتنا مصر علشان مش هاتلاقي حاجة) .. وكلا الأمرين فيه تطرف بالطبع ولكني في الواقع لا أدري ولا أريد أن أعرف من هو ذلك الشوفيني الوطني حتى النخاع الذي يطالب المواطن بالعطاء فقط دون السؤال عن حقوقه التي يفترض أن يمنحها له وطنه .. وهذا ما سنتحدث فيه .
الديمقراطية والعدالة .. لا شك لدي في أن غيابهما قد أديا إلى ذلك التدهور الحاد الذي أصاب شخصية المصري وأدى الى تدهورها ووصمها بالسلبية، فالمصري طوال عمره يعيش تحت جناح الحاكم أو الفرعون الإله إلى أن يسقط هذا الحاكم بارتكابه للأخطاء البشرية ولكن في أسوأ صورها ليمتد تأثيرونتائج هذه الأخطاء إلى الشعب كله، ولمن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب شخصية مصر للعلامة الراحل جمال حمدان.
والمشكلة أننا تقريباً اعتدنا على - أو استمرأنا - غياب الديمقراطية والعدالة بل وأصبنا بحالة لا علاج لها من السلبية جعلتنا لا نشكو من محيطات الصرف الصحي التي تحيط بنا ونكتفي بوضع عدة قوالب طوب لنمر عليها .. وكفى الله المصريين القتال !!
هكذا كان الحل دون أن يفكر أحدنا في تقديم شكوى أو عمل محضر للمسئول عن هذه المشكلة في الحي، ومرد ذلك .. "مافيش فايدة " .. لماذا ؟ السبب بسيط: هل هذا المسئول في الحي منتخب "شرعياً" ؟ بالطبع لا .. فهو كالأغلبية الغير شرعية في مجلسي الحزب الوطني، وبالتالي فبالله عليكم لمن سيكون ولاؤه؟ للسيد أحمد باشا عز الذي بمجرد أن "يزغر" له تكركب بطنه ويصاب بإسهال عنيف يصيبه بالجفاف؟ أم للمواطن البسيط الذي يدخل عليه (ان سمح بدخوله) دون كارت واسطة أو مكالمة هاتفية من شخص ذو حيثية ليقضي له مصلحته؟ .
كيف يمكن أن يشعر المواطن بأن مصر هي أمه وهو يضرب بالأكف والأرجل في قسم الشرطة إن كان شخصاً بسيطاً لا ظهر له ويكال لآبائه حتى الفراعنة أسوأ الشتائم في حين يكتفي عضو الهيئة القضائية بكتابة مذكرة إن هو صدم شخصاً في الطريق ليعود إلى بيته ويستمتع بالتكييف مع كوب من النسكافيه وهو يشاهد فيلما كوميديا ممتعا !!.
كيف يمكن أن يشعر المواطن أن مصر هي أمه وهو إن أخطأ وطالب من يسأله عن بطاقة هويته في الشارع فقد ينسي اسمه أو يصلي عليه أهله صلاة الغائب؟ وأنا على ثقة من أن هذا الرعب والهلع الذي زرعه الأمن المصري في قلب المواطن هو الذي جعل البلطجية ينتحلون صفة ضباط بالشرطة وأمن الدولة ليقفوا مطمئنين في الشارع "يقلبون" المواطنين في لجان مزيفة او بدون لجان لى الإطلاق ويحصلون منهم الاتاوات في صورة مخالفات دون أن يجرؤ أحد على سؤالهم عن هوياتهم !! .
كيف تشعر أنك في وطنك وأن تفخر بأنك تنتمي إليه وأنت حين تحاول الحصول على قطعة أرض بور في الصحراء لتزرعها أو تقيم عليها مشروعاً تواجه بالعشرات من الأكف تنتظر منك أن تملأها بالمال لتتيسر لك أمورك وقد تقوم برهن منزلك ومنزل أهلك وربما ملابسك الداخلية لتحصل على قرض فيما يقترض البعض بضمان نظارته الطبية أو فردة جزمته الايطالية !! .
كيف تشعر أنك في وطنك الذي تتمتع فيه بحقوق مواطنتك وأنت ترى شخص مثل هشام طلعت مصطفى يحصل على 8 آلاف فدان بسعر 10 جنيهات للمتر، فيما يقول البعض أنه لم يدفع فيها مليماً واحداً، في حين لو بيع متر الأرض بألف جنيه لوصل سعرها إلى حوالي 34 مليار جنيه مصري .. وسلم لي على شعار الثورة المجيدة "القضاء على الاقطاع"!!
بل وتشير بعض الاستجوابات بمجلسي الحزب الوطني إلى أن سعر أراضي الدولة المنهوبة لو تم تحصيله بالفعل لوصل الرقم إلى تريليون جنيه!! بل هل يعرف القارئ الكريم أن عدداً من أسر الإقطاع القديم قامت برفع دعاوى قضائية لاستعادة أراضيها التي قامت الثورة بتوزيعها على الفلاح المصري المعدم وأنهم قد استعادوها بالفعل وطردوا منها الفلاح "الخرسيس" لتعود أملاك "جدو" الباشا اليهم ؟.
هل يعرف القارئ الكريم أن مساعد أول وزير المالية يتقاضى ربع مليون جنيه شهريا، وأن إحدى الموظفات تكتفى بمائة وخمسين ألف جنيه فقط وأن هناك 62 ألف مستشار فى الوزارات يتقاضون أكثر من مليارى جنيه سنويا، وأن مصاريف الحكومة على رحلات سفر المسئولين للخارج وتكاليف علاجهم مليار وخمسمائة وواحد وسبعين مليونا، وأن 53 مليونا تُصرف على المهرجانات، وأن 72 مليونا تصرف للتهانى والتعازى فى الصحف - بحسب ما نقل استاذنا الدكتور محمد المخزنجي في إحدى مقالاته !.
هل سألت نفسك لمذا شعر المصريون بالشماتة وهم يرون أثراً من آثار بلادهم "مجلس الشورى" وهو يحترق بل وتصيبهم هستريا الضحك وهم يرون الطائرة المروحية تحمل "كوزاً" حديدياً تملأه من نهر النيل لتلقي المياه على الحريق؟ هل سألت نفسك لماذا قال الناس : "أهي بلدهم" .. "واحنا مالنا" .. "اياكش تولع" .. "عقبال اللى جنبه" وغيرها من التعبيرات التي سمعتها بأذني ونقل لي بعضها أصدقائي في هذا اليوم الحزين .. فلابد أنهم شعروا أن داخل هذين المبنيين تحاك ضدهم المؤمرات بشتى الطرق لتحصيل ما تبقى في جيوبهم والإمعان في إذلالهم وقهرهم
أليس أدل على أن مصر ليست أمنا ولا بلدنا وليس لنا نصيب في خيراتها أن القابضين على رقبتها ورقابنا نجحوا في تمرير 13 اتفاقية متعلقة بالتنقيب عن البترول في مصر في جلسة واحدة وأنهم يبيعون الغاز لإسرائيل بأبخس الأسعار، والجديد ما كشفه عدد من نواب المعارضة والمستقلين عن وجود اتفاقيات سرية مع شركات إسرائيلية بالاتفاق مع شركات السيد حسين سالم على التنقيب عن البترول .. علشان يبقى غاز وبترول واسمنت وحديد .. ناقص نعمل لهم فرع من النيل .. ويمكن يكون اتعمل واحنا مش داريين من الساقية اللى بنلف فيها كل يوم علشان نجيب رغيف العيش المليان اعقاب سجاير وحشرات !!
وهل أدل على أن المصري لا يعترف بأن مصر هي أمه وأن ما بها ليس ملكاً له ولأولاده من بعده، تلك النزعة التخريبية التي لا يدري هو نفسه لها سبباً والتي تمتد إلى كل تطاله يده من مرافق وخدمات بسبب أو بدون سبب وكأنه ينفث غضباً ونيراناً مكتومة في صدره لمن لا يحترمه ولا يقدر حقوقه كمواطن، بل والأدهى والأمر أنه يستحل سرقة الحكومة في كل شيئ ولو كان مجرد ( قلم جاف ) ناهيك عن سرقة التيار الكهربي -المحمل عليه فاتورة النظافة التي لا نراها في بلدنا- والمياه وغيرها بذريعة أن أسعار هذه الخدمات صارت خرافية ولا تتوازى مع راتبه الشهري بعد أن تم خصخصة كل شيئ في مصر وأصبحت المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها في أيدي شركات لا هم لها إلا مص دماء المواطن بل وتتبعه ولو كان في بطن أمه لتقاضيه وتلقي به خلف القضبان في قضايا لا تقارن بقضايا السادة نواب القروض أو مصدري الغاز لقتلة الأطفال والأسرى المصريين !!
أنا لا أعفي من يقوم بمثل هذه التجاوزات ولا اعتقد ان ما يفعله البعض من تعطيل عداد النور او المياه او سرقة اي خدمة من الخدمات دون مقابل من العقاب، ولكن إذا ما وجهت اللوم لأحدهم فستجد الإجابة التلقائية: ياعم ما أنا باتسرق ليل نهار فيها ايه يعني لما اخد حقي من البلد دي .. وهو انتوا جايين على الغلبان وسايبين الكبار ياخدوا الكهربا بالسعر اللى بناخده .. وهما يعني ما قدروش على الكبار اللى نهبوا البلد وهربوا أدام عينيهم (تذكر يوسف عبد الرحمن وراندا الشامي) جايين على الغلابة ؟ ولا اللى مالوش ظهر بيضرب على بطنه ؟!
وأخيراً .. أرجو منك أن تتفكر قليلاً في هذه الأسئلة وتتخيل .. كيف يا ترى سيكون حالك ان كنت مواطنا امريكيا او بريطانيا او حتى سعوديا او اماراتيا ؟ وهل كنت ستفعل في بلدك ما تفعله الآن في مصر ؟ وما الذي تحلم به كمواطن مصري تعيش على أرض هذا الوطن؟
وفي النهاية أرجو من أصدقائي القراء ألا يطالبوني بإيجاد الحلول، فليس بالضرورة أن كل من يكتب عن سلبية ما وجب عليه أن يوجد الحل وإلا فليصمت، فهذا منطق غير مستقيم وغير مقبول، فليس في يد الكاتب أكثر من قلمه ورأيه وفكره وأفعاله التي تتسق مع هذا الفكر، وليس لديه عصا سحرية يغير بها مجرى الأمور ولا يمكنه الدعوة لإقامة انتخابات نزيهة وشفافة ليتولى الأمر من اختارهم المواطن برأيه الحر، كما أنه يعد تكريساً للسلبية، فلماذا يطالب البعض بعصبية وغضب أن يقترح الكاتب الحل .. ولماذا لا تقترح أنت يا صديقي الحل ؟ ولماذا لا تلزم أنت نفسك بنهج تغير من خلاله أحوالك وأحوال من حولك؟ ألا تعتبر هذه بداية للإيجابية ؟
دعوة للتبرع
معنى الفقير: هل الفقي ر هو المحت اج للمال فقط أم المحت اج ...
أحبط أعمالهم : منذ مدة و انا اصوم يوم و افطر يوم لالله سبحان ه ...
الصلاة والسنة : 1/لماذ ا ليس لعيسى ولا لموسى احادي ث 2/متى...
المهدى غير المنتظر: وردت ايات في القرا ن الحكي م تدل علي الاما م ...
الحمد لله : ما هو الفرق بين (الحم لله ) و ( لله الحمد )؟ ...
more
،(وليس لديه عصا سحرية يغير بها مجرى الأمور ولا يمكنه الدعوة لإقامة انتخابات نزيهة وشفافة ليتولى الأمر من اختارهم المواطن برأيه الحر، كما أنه يعد تكريساً للسلبية، فلماذا يطالب البعض بعصبية وغضب أن يقترح الكاتب الحل .. ولماذا)
إذا كان الكاتب ليس لديه حل لكنه على الأقل يشير إلى المشكلة أليس أولى طرق الحل هو معرفة المشكلة ؟