مكرم محمد أحمد في ندوة «المصري اليوم» (٢ -٢) لا عصمة لأحد والرئيس ليس إلهًا منزلاً من السماء

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


انتقد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد المرشح لمنصب نقيب الصحفيين في الانتخابات المقبلة ما سماه الديماجوجية التي تسيطر علي نقابة الصحفيين في الوقت الراهن، مشددًا علي ضرورة تفعيل ميثاق الشرف الصحفي.

وأكد مكرم خلال الجزء الثاني من الندوة التي عقدتها المصري اليوم أن لجنة إدارة أزمة حبس الصحفيين في قضايا النشر لم تفشل مستدركًا بأن الخطأ كان خطأ إدارة داخلها.



وتوقع أن تخلق أزمة حبس رؤساء التحرير مناخًا غير مريح إذا استمرت حتي انتخابات النقابة القادمة، مؤكدًا في الوقت نفسه موقفه إذا كتب علي الجماعة الصحفية القتال بالقول: «سوف أكون أول الواقفين علي سلم نقابة الصحفيين».

وشدد علي ضرورة الاهتمام بشباب الصحفيين واستشراف توجهاتهم وتطلعاتهم المستقبلية، مستنكرًا عدم مساندة الأجيال الجديدة في العمل النقابي.

و«المصري اليوم» تنشر الجزء الثاني من الندوة والتي توقفت عند حديث مكرم حول التطبيع والحوار مع الصحفيين الإسرائيليين ومغزي إقامة حوار مع المسؤولين الأمريكيين.

حمدي رزق: المهني شيء والتسييس شيء تاني ده شغل مهني.

مكرم: هذا ما أقوله، علينا أن نشعر أننا سنقصر مهنيا في واجباتنا إذا كان هناك من يريد أن يدق بابي من الصحفيين الإسرائيليين، كنت أستقبل ١٢ صحفيا إسرائيليا في غرفتي وصوتي عليهم عاليا، لأنني لا أعاني من عقدة أني خايف أكلمهم أو ماعنديش وقائع علشان أكلمهم، في السابق، عندما نكون في مؤتمر دولي، يأتي الصحفي الإسرائيلي وهو يعرف تصرفك مسبقًا، ويقول أنا من هاآرتس، أنت مش فلان الفلاني من كذا؟ فماذا كان بوسعي أن أفعل، ما أنا خايف من مخابرات عبد الناصر وممثلي السفارة في الحفلة، فأعطيه ظهري وأجري، هل هذا تصرف إنساني، طب ما إيه يعني أنت فلان الفلاني وأنا مكرم محمد أحمد، سيادتك عايز إيه، إذا كان هناك حوار فليكن حوار، هل مجرد أن نتحاور مهنيا هو يسألني وأرد عليه أو أنا أفحمه أو أسأله هل ده يعتبر «تطبيع»؟

حمدي رزق: نحن أثرنا هذه النقطة لأن وكالة أنباء الشرق الأوسط حدث فيها أزمة كادت تقسم صحفييها، الأستاذ عبد الله حسن، رئيس الوكالة قابل المستشار الصحفي الإسرائيلي في مكتبه فحدثت كارثة، والوكالة عملت غضبة شديدة علي الرجل لدرجة أنه أصدر بيانًا صحفيا وقال: «أنا ضد التطبيع».

مكرم: أرد عليك ردًا آخر هل كان يجوز لنقابة الصحفيين أن يخرج سكرتيرها العام ووكيلها علشان يعارض دخول المستشار الإعلامي الأمريكي، هل هذه صحافة، ما يخش وتلعن أبوه ع الجزمة وتسأله، إذن لماذا اتعمل التفاوض والحوار، متي يمكن أن ينتصر الحق علي الباطل طالما الحق أخرس مستخزي ولا يريد أن يظهر.

حمدي رزق: هناك نقطة مهمة وهي أن المستشار الأمريكي رايح في حوار في لجنة الشؤون العربية، يعني رايح يستجوب من صحفيين متخصصين وهم من وجهوا الدعوة متكاملة الأركان في إطار لجنة من اللجان.

مجدي الجلاد: هل تعتبر هذا انتصارًا للغوغائية؟

مكرم: مش غوغائية، أعتبره قصورا مهنيا وأعتبره تفكيرا مراهقا.

مجدي الجلاد: هل هذا بسبب سيطرة الأحزاب والتيارات السياسية علي النقابة؟

مكرم: يمكن أن يكون جزءًا من آثار الدوشة والديماجوجية التي تحكم الموقف داخل النقابة، الحناجر هي التي تحكم مش العقول.

محمد عبد الخالق: بالنسبة لإسرائيل الأمر يختلف تمامًا هناك قرارات من جانب الجمعية العمومية بمنع التطبيع علي المستوي المهني والشخصي، وهذا ممنوع، أنت تسقط بذلك شرعية النقابة ممثلة في جمعيتها العمومية، ثانيا، التعامل مع إسرائيليين أمر له حساسيته، أنت كصحفي الحياد مشروط مهنيا، ولكن لازم ولابد أن يكون لك موقف؟

مكرم: لا أفهم أنت تقول لي إن هناك قرارات من الجمعية العمومية تمنع عليك التطبيع المهني.

محمد عبدالخالق: هناك حظر نقابي بالتطبيع لشخصي أيضاً وليس المهني فقط.

مكرم: كيف اتخذ هذا القرار، هل كنت حاضرًا في اللجنة؟

محمد عبدالخالق: ليس بالضرورة ولكنه قرار من الصحفيين؟

مكرم: أرجو ألا تنقلني إلي أمور حرفية لأن ده هاياخذنا في التفسيرات الحرفية ضيقة النظر، لما إنسان يطلب من إنسان إنك حتي لا تتكلم معه، إذن ما قيمتي كإنسان؟

محمد عبدالخالق: موقف.

مكرم: يعني إيه موقف هل ده موقف أن أخاصمك وأمتنع عن كلامك ده موقف؟ أعتقد أن الحق لا ينبغي أن يخزي وينبغي أن يواجه وأن يعلو صوته علي صوت الباطل، أما أن يخزي الحق بدعوي أنه مخاصم، ده شيء يصلح في النوم، ولكن لا يصلح في السياسة.

محمد عبد الخالق: لكنك بذلك تعطي مساحة للجلاد وتسمع له علي حساب الضحية فالحياد ليس مطلوبًا في كل وقت.

حمدي رزق: حيثيات ترشيح سيادتك.. سيبك من إنك حكومي أو مستقل، إنت أكبر من هذا التصنيف.. لكن المهم علاقتك بالدولة؟

مكرم: الدولة فيها من يكرهني ومن لا يطيقني علي وجه الإطلاق وفيها من يتصور أنني ممكن أن أكون رجلاً عاقلاً ومفيداً في بعض الحالات، وأظن أن الأغلبية لا تتحمس لي.

حمدي رزق: نحن نعول علي نقيب الصحفيين أن يكون قناة حوار مع الحكومة بهدف تعظيم المكاسب الصحفية، لو أخذنا نموذج لجنة الحوار علي مستوي الأخبار ما الذي فعلتوه؟

مكرم: اسأل النقيب، هو رئيس اللجنة وامتنعنا جميعاً عن أن نتحدث، إلي أن يتحدث هو، وحتي قلنا منعاً للحساسيات إن النقيب هو الذي يوزع الأدوار، ونقعد كلنا مؤدبين، وأنا امتنعت عن الذهاب لأي مسؤول حتي لا أخلق حساسية.

مجدي الجلاد: الصحفيون ورؤساء التحرير الذين اجتمعوا في جريدة «العربي»، أنا شخصياً لما وقعت علي بيان الاحتجاب، اشترطت أن تكون الدعوة والقرار من نقابة الصحفيين، كمظلة شرعية لنا، لكن في الوقت نفسه، كان المأخذ الحقيقي علي اللجنة أن الوقت ليس في صالحنا، وأن هناك أياماً كثيرة مرت بدون أي تحرك، نتكلم عن ١٥ يوماً، ولم يحدث أي لقاء مع أي مسؤول، وتسرب لدي الصحفيين أخبار بأن الدولة أو الحزب يسوف في الوقت ويماطل لكسب المعركة، لأن إبراهيم عيسي دخل المحكمة وهذا أساء للصحفيين، وصل للصحفيين أنهم واقفون علي باب الحكومة ينتظرون الإذن بالدخول، وربما هذا هو الذي ألهب الموقف، لجنة الحوار والتفاوض في أي منطقة في المرحلة الحالية بعد ١٥ يوماً.؟

مكرم: أعتقد أنها لاتزال في منطقة البدء، هذا خطأ إدارة وليس خطأ حوار، أؤكد لك ما حدث، النقيب بعث برسالة للرئيس مبارك، عرفت أنها وصلت إليه، وبعث بطلب لصفوت الشريف، وقابلته يوم الخميس الماضي وقال إن الرسالة وصلت بالأمس وأني سوف آراهم السبت، ثم جاء حادث الأزمة الصحية، فعطل كل شيء، النقيب وحده هو الذي يستشعر التسويف ولست أنا هو الذي يقاتل، لو أنه استشعر التسويف، فلماذا لم يجمع اللجنة علشان يقولها، إنني أحس وهذه اللجنة ينبغي أن تكون مداولاتها سرية لأنها تقوم بعمل مهم والنقيب كان بوسعه أن يستدعيها في لقاء ويقول أنا أستشعر أن هناك عدم حماس وسوف نقترح أو نتفق جميعًا أن هذا يمس كرامة الصحفيين، ودعنا نحدد ونشدد أكثر في طلب واضح ومحدد في الميعاد، هذا لم يحدث، وبالتالي أنا وأنت لسنا في موقف أن نحكم حقيقة ما حدث.

وقد يكون ده من تكتيك الطرف الآخر، فهو يفاوض وله أدوات وهدف من هذه المفاوضات، قد يدخل هذا في تكتيكه، هل جلسنا، أظن أننا اتفقنا تكتيكيا علي شكل من أشكال الاستراتيجية، هي سحب القضايا الأربع مقابل مبادرة نقابة الصحفيين، علي أن النقابة في هذه الفترة تفعل ميثاق الشرف الصحفي، بالقضايا التي حولت عليه، ونجد أرضية جديدة للتعاون علي نحو نتكلم فيه علي نحو أكثر تحديداً في قضية إبراهيم عيسي، خاصة أنهم غير متعجلين في قضيته، فهي مش هاتطلع بكره أو بعده إلا إذا كانوا بينيمونا، واتفقنا أيضاً، وأنا طالبت بهذا أن نجلس مع النقيب ونقول نحن علي استعداد.

علشان متزعلش الحنجوري، أنه إذا كان هناك ثمة تجاوز، فإننا يمكن أن نفعل ميثاق الشرف الصحي هذه هي الصيغة، طب ماذا نفعل في قضية إبراهيم عيسي؟ إننا جميعاً ضد الحبس، ما رأيكم كيف يمكن أن نعالج هذا الموضوع وقد تجاوز وعمل ما يمكن اعتباره مساساً بالرئيس وزوجته وأولاده، هل استمعنا نحن كلجنة إلي إبراهيم عيسي لنعرف إذا كان بوسعنا أن نرد، بأن إبراهيم عيسي سوف يلتزم، شريطة أن ما تعتبروه تجاوزًا لا يمس حقه في الخلاف والنقد، هل حد قال لي ده، ألم أطلب ده داخل اللجنة، إذا كان إبراهيم عيسي مش عايز يقول لنا يقول للنقيب علشان نذهب، ألسنا نحن المحامين أو علي الأقل الوسطاء؟

مجدي الجلاد: ونعرف أيضاً إلي أي مدي هو مستعد للتسوية، وهذا مهم.

مكرم: بدا لي أن الثلاثة الإخوة الآخرين مستعدون للتسوية وكانوا متحمسين جداً أثناء البيانات، وكانوا في صف أن يكون البيان عاقلاً، هذا ما خفف، لكني لا أعرف بالتحديد ما الذي يمكن أن يقدمه إبراهيم عيسي ولا أستطيع أن أتكلم حيال سلوكه مستقبلاً دون أن أسمعه، للأسف هذا لم يحدث.

محمد عبدالخالق: لماذا لم تطلبوا منه أن يتكلم معكم.

مكرم: طلبنا والله أن يجلس النقيب معاه، ولكن نعرف الحد الأدني والأقصي، واقترحت علي إبراهيم منصور، وهو صديق يقوله ويقول هو للنقيب.

حمدي رزق: فكرة الاحتجاب من جانب رؤساء تحرير الصحف الحزبية والخاصة هل كان التسريع بها قرارًا صائباًً؟

مكرم: أظن كده وقلت كده، قلت إن القرار من حقهم، وكنت أتمني أن يتريثوا انتظاراً للجنة، ولكن يبدوا أنه الحكم اللي صدر ضد رئيس تحرير الوفد واثنين من مساعديه قد رفعهم إلي هذا، ومع ذلك كان ينبغي عليهم أن يستمعوا للجنة وإلا ماكانش فيه لازمة ليها، خاصة أنه علي الجانب الآخر كمان صدرت تجاوزات، هم ليسوا المجلس، لا نعرف حتي الآن ما هي القضية.

أفضل أن نبذل جهداً من أجل تسوية هذه المشكلة سلميا ونهيئ إمكانية النجاح لهذه اللجنة علشان تأتي بالحقيقة ونعرف هذا النظام راغب في التسوية والحل ولا هو بالفعل يسوف ويعوق، نشهد الناس علي كل الأطراف.

وائل علي: بشكل شخصي بعيداً عن اللجنة. كيف تري الحكم علي الصحفيين.

مكرم: أشكرك علي أنك سألتني عن هذا السؤال، أولاً ليس هناك نظام في العالم يمكن أن يجر صحفيين بحبل ليف ويذهب بهم إلي الحبس علي طريقة نائب الأرياف لأن هذا أولاً يدمغ النظام بأكثر مما يدمغ الصحفيين، النظام ينبغي أن يعلم أنه المستفيد الأول من حرية الصحافة، فيه بخار بيطلع من الحلة المكبوتة، فيه آمال لما باشوف مقال لمجدي الجلاد أو مجدي مهنا أو أيا ما كان باحس أن هناك أملا وأن هناك ناس لديها شجاعة لأن تتكلم ولديها شجاعة لأن تقول، لا يمكن أن تدفن، كل هذه عناصر في صرح النظام، فضلاً عن حتي إساءة الأدب، شوفوا الراجل أد إيه صابر وقاعد وبيتطاولوا عليه، النظام هو المستفيد الأول من هذا، ومفيش عقل بالفعل يقول إنك تحبس ٧ صحفيين في يوم واحد وكتبت هذا الكلام مراراً وقلته أمام أكبر مستويات في مصر بذات الطريقة التي أتحدث بها الآن.

ما حدش يقدر يدوس علي صباعي، ليس عندي ما يجعلني في هذا السن أن أصمت أو أخاف أو أنافق.

نوال مصطفي: نحن الآن أمام جماعة صحفية أشبه بالشراذم المتفرقة المتناحرة، ليست لدينا جماعة صحفية بالمعني الذي كان، وحتي رغم اختلافاتنا في الماضي كان هناك توافق، أعتقد أن أمامك تحديات كبيرة جداً، قبل الأزمة فهي ليست من صنعك، رغم محاولاتك ووساطاتك النبيلة التي تقوم بها الآن، التحدي الأول أن تعود الجماعة الصحفية جماعة صحفية رغم وجود انقسامات ونصل لتعريف توافقي مهني صحفي، هل هناك رؤية واضحة في ذهن سيادتك لاقتحام هذا التحدي الضخم ونقاط محددة عملية وضعتها في ذهنك بأن تقتحم هذا؟

مكرم: طبعاً لو تواصلت هذه الأزمة إلي موعد الانتخابات القادمة، فإنها سوف تخلق جوا غير مريح، سوف تأتي في جو من القسمة والانفعالات والشعارات، وبالتالي سوف يصبح الموقف غاية في الصعوبة، ونتمني علي الله أننا نتمكن بجهد النقيب والمعاونين والأفراد الذين يريدون الخروج من الأزمة وأن نستطيع الوصول إلي فرش لما يمكن أن نسميه أرضية حسن نوايا، بأنه وقع التنازل عن الأربعة، نتفاهم حول مستقبل العلاقات وكيفية إقامة احترام متبادل في ظل الحفاظ علي حق الصحفي في الاختلاف والنقد مع تحديد دقيق لموضوع التجاوز، وأكثر ما يخيفني في هذه الانتخابات أنك لا تستطيع أن تفعل شيئًا لوحدك.

وأقول إذا لم يأت معي مجلس يقبل التوافق، فأظن أن المهمة سوف تكون صعبة، إذا كنا هاننقل للمجلس الجديد ضغائن وتحالفات المجلس القديم، يكون علي النقابة والمهنة السلام، نحن فقط «عايزين» التحريض، هل الصحفيون هاينتخبوا فعلاً أعضاء مجلس يمثلون إمكانية إجماع الصحفيين، هل سينتخبون مهنيين محترمين يدافعون عن المهنة، هل سيقعون مرة أخري في شرك التحالفات السياسية التي عوقت مجلس النقابة عن أداء مهمته.

أكثر شيء غامض بالنسبة لي، موقف الأجيال الجديدة، أشوف توجهها، هل تشكو من الوضع الاقتصادي الصعب وغياب الاحترام لهذه المهنة، هذه كلها قضايا ممكن أن تحل في إطار الوفاق المهني داخل النقابة، ولا الأجيال الجديدة يهمها بالفعل أن تصبح النقابة مرتعًا لخلافات سياسية، تضيع مصالحها وتضيع مصالح الصحفيين، أحس أنه في كثير من اللقاءات أن الشباب الجديد واع بحدود المشكلة،

وعارف إن ما يحدث داخل النقابة ضد مصالحه، وأشعر في بعض الأحيان في لقاءات أخري بأن الشباب مغيب تحت شعارات تتعلق بكراهيته أو موقفه من النظام، موقفه من النظام علي عيني وراسي، لا أطلب من أحد أن يحب النظام أو أن يكون معه أو ضده، مش قضيتي، أنا أطلب أن تكون مع المهنة أولا إنما حقك في الاختلاف مع النظام ومعارضته بل حقك في التحريض علي النظام حق مصون، شريطة أن يكون التحريض في الحزب، أما في النقابة، دعنا نشوف مصالح الصحفيين وحقوقهم.

وائل علي: الكلام المطروح أنك النقيب المطروح من الحكومة والنظام يتعامل مع النقابة كحكومة حماس، النقيب الحكومي، هي منقسمة في ذلك قسمين، البعض يري أن النقابة كحركة حماس، الدولة تعتبرها كيانًا معاديا، وأحكام بالحبس أما لو كان النقيب حكوميا فسوف يأتي بالمن والسلوي والعطايا والأربعين جنيهًا الزيادة.

مكرم: ما موقفك أنت من هذه القضية؟

وائل: سوف أعطي صوتي لمن يستحق والأكفأ لخدمة النقابة.

مكرم: علي أي الحالات موقفك يكشف عن أننا مش عارفين نتعرف علي توجه الشباب وموقفه المهني ورؤيته للمصاعب التي تواجهه في مهنته وهذا قصور من النقابة، كيف يمكن أن نضمن له الاحترام في عمله، متضايق من إيه، علاقات العمل اللي يعيشها شكلها إيه، علشان فعلاً نقدر نتكلم عن مستقبل الصحافة في ١٥ سنة، ونثبت بالفعل حاجتنا لأن نتعرف علي هؤلاء، وقلت فعلاً كنت أزمع أن نعمل مؤتمر قبل الانتخابات بهذا الهدف، لكن جاءت تطورات أزمة الصحافة علشان تضيف إلي الصورة مشاكل جديدة أخذتنا بعيداً عن التيار العام للأسف.

مجدي الجلاد: رأي سيادتك أن الانتخابات القادمة، الأجندة الأولي فيها ستكون ما نحن فيه الآن؟

مكرم: إذا استمرت هذه الأزمة، ستكون الأجندة الأولي وربما تطغي علي المشكلات الأخري المتعلقة بحقوق الصحفيين ورواتبهم، خاصة أن الجانب الآخر لم يقدم مبادرة للصحفيين.

مجدي الجلاد: هل تشعر حضرتك بالخوف نفسه اللي عندنا كلنا لأن المعركة الانتخابية ستبدأ بعد شهر واحد، وفيه الاستئناف للزملاء الأربعة ١/١٢ وقضية إبراهيم عيسي مستمرة، فيه خوف حقيقي بأن احتلال هذه القضية الأجندة الانتخابية، أيضاًَ يأتي بمجلس مسيس لأنه هايكون الشعار الأول هو الحنجورية في الانتخابات، لو رفعوا هذه اللافتات وراء حرية الصحافة وقضايا الحبس، هاينجحوا في الانتخابات والأيديولوجية ستحكم.

مكرم: طبعاً وسوف يتغير كثير من المواقف.

مجدي: إذن المخاوف حقيقية؟

مكرم: طبعاً سوف تكون الأجندة الرئيسية هي هذا الموضوع وسوف تتم المزايدة علي هذا الموضوع، لربما يكون من صالح الصحفيين جميعاً أن ينتخبوا مجلساً متشدداً، يعني أنا مش ضد ده، علشان كده بأقول إذا أجريت الانتخابات في هذا الجو، فإن كثيراً من الأشياء يمكن أن تتغير، إذا جري في جو بدا فيه أن هناك إمكانية للحوار وأنه قد ينجح وأن هناك آمالاً تتسع، هذا يمكن أن يجعل إمكانية أن يفيق الصحفيون لأهمية نقابتهم ويحاولوا الحفاظ عليها.

أحمد المسلماني: إذا بقي جو الاستقطاب والأيديولوجية حكمت، قرار حضرتك مصيري بدخول الانتخابات ولاّ ممكن تعيد النظر إذا لقيت غلبة للغوغائية؟

مكرم: هنا تجد نفسك في مواجهة موقف أخلاقي صعب جداً، أنا طول الوقت لا أقف عن الحذر والتحذير والحوار يكشف في جزء كبير منه أنني قلق مما يمكن أن يحدث، وأنا وعدت بالفعل وسوف أنفذ وعدي، إذا لم تحل هذه المشكلة بالتسوية، فسوف أكون أول الواقفين علي سلم نقابة الصحفيين.

محمد عبدالخالق: أستاذ مكرم، نزلت منذ أكثر من شهرين لخوض المعركة الانتخابية مبكراً وعملت جولة علي بعض المؤسسات الصحفية، وكنت متحمساً للفكرة، وتوقفت فجأة لفترة طويلة، هل هذا يعكس مدي ارتياحك لعدم وجود منافس قوي؟

مكرم: أولاً أنا مانزلتش بدري، أنا قدرتها علي النحو التالي بأنه سوف يأتي رمضان وأنه سيفرض نفسه علي الجميع وأن الانتخابات سوف تكون في أكتوبر وأنه ليس أمامك سوي هذا الشهر الأول، فتستثمره، حسبت أن رمضان سيسقط من حساب الجميع وسوف تصعب الحركة فيه، والحاجة التانية بالفعل، توقفي عن الزيارات جه لسببين، أولاً رمضان، ثانياً هذه المشكلة فرضت نفسها علينا في كثير من الاجتماعات، أنا لايزال لدي أمل بالفعل أننا نستطيع أن ننجح والوصول بالسفينة إلي بر الأمان، وأننا يمكن علي الأقل أن نخلق أرضية مشتركة تساعد علي الوصول إلي هذه التسوية، لايزال لدي أمل في ذلك وأظن بالفعل مع هذا الأمل، أنا سوف استأنف في الفترة القريبة زياراتي للمؤسسات الصحفية، إذا حسيت بالفعل أنني أمام حائط مسدود، وأنه في النهاية كتب علينا القتال، فأعتقد أنني أعرف مكاني كويس جداً أين سيكون، سأكون أول الواقفين علي سلم النقابة.

أحمد المسلماني: أستاذ مكرم، اقتصاديات هذه اللغة الجارحة يعني التوزيع والدخل المالي واقتصاديات هذه الصحف قائمة علي هذا الانفلات اللفظي، والامتلاك السياسي، لو تم ضبط هذا الامتلاك وأصبحت صحفًا محافظة، في هذه اللحظة يفقد الخطاب السياسي مداركه ويهبط التوزيع، ويهبط الدخل.

مكرم: أنا متيقن من صدق المقولة التي تقولها، لكن في النهاية لابد في يوم من الأيام سيسأل نفسه، هل سيظل القارئ علي عماه لن يدقق في مصداقية ما ينشر إلي الأبد، هل هو متصور أنه يمكن أن تكون صفحة أولي من جرنال بها خبر واحد غير مدقق، هل هو متصور أنه يستمر إلي الأبد، أظن أن الناس لابد أن تفكر يوماً ما أن مصداقية جرنالها، لابد أن تتواصل اعتماداً علي قدراتها وحرفيتها المهنية، طب ما المصري اليوم، هل يساورك شك في أن المصري اليوم سوف تتقدم غداً أو بعد غد؟

أنا لا يساروني شك أنه سوف يقطع عليها الطريق، هي تقول وتقول أشياء مهمة ربما أكثر أهمية وشجاعة من الحنجوري، الحنجوري لا يقول شيئاً، هو فقط يقطع الطريق علي الحوار، هو يريد أن يقول إنه شجاع، في عصر لم يعد للشجاعة ثمن، وخد مثال الوفد، لأنه لم يكن لديه ثقة أنه هايطلع بكرة أو بعد بكرة، فكان يطلع بعناوين قنابل مدمرة، أما الوفد اليوم، يحس أنه مسؤول عن مصداقيته وأن أي خبر غير مدقق وغير صحيح سوف يؤثر علي سمعته، أظن أنه آن الأوان أن هذه الأسئلة تطرح داخل الصحف الخاصة، ونري بصفة مستمرة تقدما ما وأن هناك محاولات لتدقيق الخبر ونشوف أن الأحوال يمكن أن تتحسن.

وائل علي: رئيس الدولة إله منزل من السماء؟

مكرم: رئيس الدولة ليس إلهاً منزلاً، ولا ينبغي أن يكون إلهاً منزلاً ولا أظن أن الصحافة المصرية ساهمت في تأليهه، الذي ساهم في تأليه رئيس الدولة، الحواريون، رئيس الدولة شخص وكلت له مقادير هذه الأمة وهي لها تاريخ عريق وفيها نخبة واسعة من المثقفين والمفكرين من حقهم أن يفندوا وينتقدوا آراء الرئيس، ليس هناك عصمة، حتي لنبي، النبي زجر في القرآن، وقال له عملت في الأعمي كده ليه، وبالتالي نحن نتكلم عما يمكن أن نسميه قيما في الحوار، أنه هل ينبغي أن نهين شيخ الأزهر إلي حد أن نهين هذه المؤسسة كلها، إهانة الإنسان شيء غير إنساني، أنقده، وأفند آراءه، أكشف حجم المغالطات الموجودة فيه ولكن ليس بالضرورة أن أسخر منه وأتكلم عن الزوجة والأولاد، أنقد الحكم وأساليبه في الحكم وقول نحن نعيش في مجتمع أقل ديمقراطية وأن القرار يصدر لصالح قوي أجنبية وأن الدفة مش مضبوطة، ولكن أن يصل الأمر لحد السخرية، لا أظن أن هذا يؤكد حرية الصحافة ولا يؤكد شجاعة الكاتب،ولا أظن أيضاً أن هذه بضاعة مطلوبة في الشارع المصري.

وائل علي: ألا تري أن الصحف القومية أساءت إدارة أزمة صحة الرئيس؟

مكرم: أنا أول من كتب أن المسؤول عن هذه الأزمة أربع جهات وقلت إن الأزمة وقعت لأن الخارجية المصرية والإعلام والأمن والرئاسة كانت تغط في نوم عميق ولو أن أيا من الجهات الأربع أصدرت بياناً من أربع أسطر لما وقعت المشكلة.



 

اجمالي القراءات 3664
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق


فيديو مختار