زوجته: ترك نشاطه الشيعي وتعاقد مع التلفزيون الرسمي:
الأمن المصري يعتقل زعيم الشيعة بعد مداهمة منزله في القاهرة

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠١ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية


الأمن المصري يعتقل زعيم الشيعة بعد مداهمة منزله في القاهرة

اعتقلت أجهزة الأمن المصرية فجر الاثنين 1-10-2007 زعيم الشيعة المصريين محمد الدريني، بعد أسبوعين من القبض على مدير مركز "الإمام علي" لحقوق الإنسان المحسوب على التيار الشيعي، بتهمة إزدراء الأديان.

وقالت زوجته منى كمال لـ"العربية.نت" إن قوة مدججة بالسلاح دخلت منزله وألقت القبض عليه، وقامت بتفتيش دقيق لكل الغرف بما فيها غرفة نوم الأطفال، وحملوا معهم بعض متعلقاته مثل الكتب والأوراق وأقراص الكمبيوتر.

مقالات متعلقة :


وأضافت أنه لم يتسن في الحال لها أو لزوجها معرفة أسباب اعتقاله، مشيرة إلى أنها تتوقع عرضه اليوم على نيابة أمن الدولة.

ويوصف محمد الدريني أنه زعيم شيعة مصر، حيث يرأس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت الذي يعتبر مؤسسة لهؤلاء الشيعة لكنه قال في تصريحات سابقة لـ"العربية.نت" إن المجلس لايمثل الشيعة فقط بل يمثل قبائل الأشراف المنتشرة بكثرة في جنوب البلاد.

ولا يوجد إحصاء رسمي عن عدد الشيعة المصريين حيث توجد نسبة كبيرة منهم منتقلون من المذهب السني وتصفهم الدوائر الأمنية بالمتشيعين، وتقول مصادر رسمية إنهم لايتجاوزون بضعة آلاف بينما قدرهم الدريني في حوار سابق له مع "العربية.نت" بالملايين معتبرا أن كثيرين من المنتسبين للطرق الصوفية من الشيعة.

وكان الدريني قد تم اعتقاله سابقا لمدة 14 شهرا بتهم تتعلق بنشاطه الشيعي ونشر التشيع داخل مصر، وأفرج عنه عام 2005 بعد تدخل المفوضية العامة للأمم المتحدة واصدارها القرار رقم (5) الذي طالب السلطات المصرية بالافراج عنه حسبما قالت منى كمال لـ"العربية.نت".


تعاقد مع التليفزيون الحكومي

واستطردت بأنه أصدر كتابا عن التعذيب الذي واجهه خلال فترة الاعتقال باسم "عاصمة جهنم" أثار ردود فعل كبيرة لما تضمنه من وقائع، وعلق عليه بعض كبار الكتاب والصحفيين مثل الكاتب المعروف فهمي هويدي، وقام زوجها بابلاغ النائب العام بهذه الوقائع الموجودة في الكتاب، وبالفعل حققت النيابة معه واستمعت إلى أقواله.

وأوضحت منى كمال إن اعتقال زوجها محمد الدريني جاء معاكسا تماما لأوضاعه الحالية، فقد توقف تماما عن أنشطته خلال الفترة الأخيرة بما فيها حضور اجتماعات المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، وذلك بعد أن ابرم عقدا مع اتحاد الاذاعة والتلفزيون (الرسمي) لكتابة حلقات مسلسل باسم "الفدائيون" انتهى منه بالفعل ويتكون من 60 حلقة على جزئين، وكان يداوم على التردد على مبنى التلفزيون في ماسبيرو بالقاهرة لهذا الغرض، وللاتفاق على سهرات ومسلسلين آخرين باسم الغناية، ورحلة الأهوال ليقوم التلفزيون بانتاجها، وحصل على بطاقة دخول من أمن المبنى مثبت بها أن وظيفته "مؤلف".

وقالت إنه لم يعتقل منذ الافراج عنه، لكن كان يستدعى على فترات متلاحقة إلى أمن الدولة، وعند سؤالها عن علاقة ذلك بالقاء القبض في الأسبوع الماضي على أحمد محمد صبح مدير مركز "الامام علي" لحقوق الانسان المحسوب على التيار الشيعي، أجابت أن السبب غامض لاتعرفه.


صراعات مع نقابة الأشراف

وأشارت إلى صراعات بينه وبين نقابة الاشراف بعد أن قام برفع دعاوى قضائية ضد المسؤولين فيها، وفي الوقت نفسه استبعدت تماما أن تكون هناك بلاغات ضده من مجلس آخر (شيعي) باسم المجلس الأعلى لآل البيت، انشق منذ فترة عن المجلس الذي يرأسه الدريني.

وأكدت منى كمال بأنه بعد اعتقال زوجها مباشرة، فوجئت بأن تليفون المنزل لا يتيح سوى استقبال المكالمات فقط. قالت أيضا إن الدريني كان قد طلب مرارا عقب الافراج عنه عام 2005 تسليمه متعلقاته ووثائق هامة وأموال أخذوها من منزله عند القاء القبض عليه ولم يعيدوها له حتى الآن.


تهمة ازدراء الأديان لجهادي سابق

وكان الصحافي أحمد الخطيب نشر في "المصري اليوم، الاثنين أن أجهزة الأمن، ألقت القبض في الأسبوع قبل الماضي، على أحمد محمد صبح، مدير مركز "الإمام علي" لحقوق الإنسان، المحسوب علي التيار الشيعي في مصر، وقدمته أمس الأول (السبت 29-9-2007 لنيابة أمن الدولة العليا بتهمة ازدراء الأديان، علي الرغم من أن الرجل محسوب علي التيارات الإسلامية الجهادية، وهي مفارقة كبيرة في عالم الاعتقالات والاتهامات.

وقضي صبح في السجن أكثر من ١٥ عاما، لاعتناقه الفكر الجهادي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وخرج إلي النور أوائل عام ٢٠٠٥، وكان أحد الخطباء المشهورين داخل السجن، لكنه استفاد من المراجعات الفقهية لجماعته، والتي أعلن اقتناعه بها، وبعد مرحلة السجن انضم صبح لجماعة الإخوان المسلمين، وقام بدعم أحد مرشحي الجماعة في انتخابات مجلس الشعب الماضية، وهو ما كان سببا في دخوله المعتقل مرة أخرى، حيث قضي عامين وراء القضبان، ولم يخرج إلي النور إلا قبل شهرين فقط.

ثم ترأس مركز الإمام علي لحقوق الإنسان، المعبر عن التيار الشيعي في مصر، وقام بتدشين حملة جمع عشرة ملايين توقيع للإفراج عن عبود الزمر (زعيم جماعة الجهاد المعتقل منذ اغتيال الرئيس السابق أنور السادات) ليأتي بذلك من "التيار الإسلامي" العنيف ثم إلى المعتدل وثم إلى التيار الشيعي، وهو ما كان سببا في اعتقاله الأسبوع قبل الماضي.

ووجهت نيابة أمن الدولة لـ"صبح" تهمتي ازدراء الأديان وإذاعة بيانات كاذبة، وقامت بحبسه ١٥ يوما علي ذمة القضية، لكن المفارقة كانت في استدعاء نيابة أمن الدولة لأحد محامي الإخوان المشهورين للدفاع عن "صبح".

 

اجمالي القراءات 4456
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق