طلاب الطب في الجزائر يواصلون إضرابهم المفتوح بعد رفضهم مقترحات الحكومة
قرر طلاب كليات الطب والصيدلة في الجزائر مواصلة إضرابهم المفتوح، الذي بدأ قبل أكثر من شهر، بعد رفضهم للمقترحات الحكومية التي اعتبروها غير كافية للاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتحسين جودة التكوين العلمي والتأهيل، وتوفير فرص عمل للخريجين.
وشهدت الكليات الطبية عبر البلاد، خلال الأيام الماضية، سلسلة اجتماعات عامة للطلاب الذين صوّتت أغلبيتهم لصالح استمرار الإضراب، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم التي تشمل: تقليص عدد كليات الطب، ورفع مستوى التكوين الأكاديمي، وتوفير الوسائل التعليمية اللازمة، بالإضافة إلى حل أزمة التجميد الذي طال شهادات التخرج، وضمان توفير وظائف مناسبة للأطباء حديثي التخرج.والخميس، أعلن وزير التعليم العالي، كمال بداري، في جلسة برلمانية، عن خطة حكومية لاستحداث 21 ملحقة جديدة تابعة لكليات الطب الحالية، بهدف مواجهة الزيادة الكبيرة في أعداد الطلبة.
وأوضح بداري أن هذه الملحقات ستُدار من قبل كليات الطب الأم، وستتولى تقديم التكوين الأساسي للطلاب في السنوات الأولى، فيما ينتقلون في السنوات الأخيرة إلى الكليات الأصلية للتدريب المتخصص.
إلا أن هذا الإجراء لقي معارضة واسعة من الطلاب الذين أبدوا تخوفهم من تأثير زيادة عدد الكليات والملحقات على جودة التكوين، واعتبروا أن هذه الخطوة ستفاقم مشكلة البطالة بين الأطباء بسبب زيادة أعداد الخريجين مقابل شُحّ المناصب الوظيفية المتاحة في المستشفيات والمراكز الصحية.
وطالب الطلاب بتحديد سقف للالتحاق بكليات الطب، بحيث لا يتجاوز الـ7 آلاف طالب سنويا في جميع التخصصات الطبية.يُشار إلى أن الحكومة الجزائرية كانت قد أصدرت، في وقت سابق من العام، قرارا بتجميد التصديق على شهادات التخرج للأطباء، في محاولة للحد من هجرة الكفاءات الطبية إلى الخارج. لكنها، تحت ضغط الاحتجاجات، فقد تراجعت الأسبوع الماضي عن هذا القرار، وسمحت بتوثيق الشهادات واستئناف الرد على طلبات الهيئات الأجنبية الراغبة في التحقق من مؤهلات الأطباء الجزائريين.
ورغم هذا التنازل، فيرى الطلاب أن الحكومة لم تقدم حلولا جذرية لمشاكل القطاع، وأعلنوا استمرار الإضراب في عدد من الكليات الكبرى، مثل الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وتيزي وزو، إلى حين تحقيق مطالبهم كاملة.
وفي سياق متصل، انتقد النائب في البرلمان الجزائري عز الدين زحوف، في جلسة الاستجواب، سياسة الحكومة في التعامل مع خريجي كليات الطب، معتبرا أنها تضعهم بين خيارين: بطالة داخل البلاد أو منعهم من البحث عن فرص عمل في الخارج.
اجمالي القراءات
321